"أتوجّه نحو المدرسة فجراً، وأغادرها في حدود منتصف اللّيل، أحياناً... لم يبقَ من المشروع التطّوّعي الّذي سطّرته، في العطلة الصيفية، إلاّ القليل..." هكذا لخّص المدير المساعد لمدرسة الدّولاب بالقصرين، جلال العلوي(57 سنة)، لموزاييك، برنامجه اليوميّ، في عطلته الصّيفيّة.

العلوي نجح في تحويل نفايات المدرسة من بقايا مواد بناء، وأدوات حديدية قديمة، وغيرها، إلى فضاء جاذب للتلميذ، في ساحة كانت، منذ زمن غير بعيد، محاطة بكلّ أنواع المخاطر.

هو المصمّم، وعامل البناء، ومساعد عامل البناء، والقائم بشؤون النّظافة، وبأعمال النجارة والخراطة، في مشروعه التطوّعيّ لمدرسة تعتبر من أعرق المؤسسات التربوية العمومية في ولاية القصرين. 

يقول العلوي:"الأشجار والنباتات عوّضت النّفايات في ساحة المدرسة، وأكوام الحديد والخشب تحوّلت إلى مقاعد وطاولات تستوعب التّلاميذ والمربين في فترات الرّاحة".

وبمساعدة الأولياء، قام المدير المساعد لمدرسة الدولاب، بتهيئة ساحة المؤسّسة لتكون في نفس مستوى الارتفاع مع بقيّة مكوّناتها، في مرحلة أولى. ثمّ خلق فضاءً جاذباً ممّا توفّر لديه من إمكانيات بسيطة، ومن إرادة ستخلّد أثراً معنويّا وملموساً، سنوات قليلة قبل تقاعده.

في استراحته الخاطفة، من أشغال البناء الشاقّة، الّتي واكبت موزاييك جزءاً منها، يضيف العلوي: "الآن أعمل، ليلاً نهاراً، لاستكمال الجزء الثاني من المشروع، والمتمثّل في تهيئة ممرّ معبّد لدخول وخروج التّلاميذ من المدرسة في أفضل الظروف... الأشغال يجب أن تنتهي قبل موعد العودة المدرسّية..."

تحوّل المربّي في العطلة إلى عامل بناء متطوّع لفائدة المجموعة الوطنيّة. لا توقيت إداريّ ولا عوائق ماديّة أو لوجيستيّة أو بيروقراطيّة تكسر التزامه المجتمعيّ تجاه مدرسته، أو تحول دون تحقيقه لأهدافه في تحويل النّفايات المنفّرة إلى فضاء جاذب للتلميذ داخل مدرسته... ألم نتعلّم، جيلاً وراء جيل، عبر أمثال جلال، في مدارسنا، أن العزيمة سلاح لا يُقهر، و"إذا لم نجد طريقاً علينا أن نبتكرها"؟

برهان اليحياوي

المصدر: موزاييك أف.أم

إقرأ أيضاً:

غارة في محيط ساحة بلدة مركبا.. ماذا في المعلومات الأولية؟

إستهدفت مسيرة إسرائيلية، اليوم الجمعة، محيط ساحة بلدة مركبا، وفقاً لمندوبة "لبنان 24".


وبحسب المعلومات الاولية، تسببت الغارة بسقوط إصابة على الأقل.

مقالات مشابهة

  • 5 معلومات عن الأخدود العلوي.. ظاهرة تلطف أجواء مصر
  • متى موعد افتتاح أول أنفاق مشروع النسور؟
  • مفاجأة في درجات الحرارة لمدة 3 أيام.. الأخدود العلوي يضرب مصر
  • غارة في محيط ساحة بلدة مركبا.. ماذا في المعلومات الأولية؟
  • «بدل ما تشتري واحدة جديدة».. حيلة بسيطة لإصلاح المقشة المكسورة
  • المعرض الوطني للكبار بآسفي فضاء للتفكير في سبل تثمين وتطوير هذه السلسلة ذات التأثير الاقتصادي والاجتماعي
  • جريدة الرؤية تنعى الكاتب الصحفي حمد العلوي
  • رئيس «الغد» يدعو الحكومة للعمل على تحويل مصر لمركز جاذب للاستثمارات
  • العلوي يحتفل بزفاف إبنه محمد
  • انطلاق برنامج البناء الثقافي لأئمة محافظة أسيوط