قال نبيل الأندلوسي، رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، إن المغرب حاول من خلال البلاغ الذي أصدرته وزارة الخارجية “البقاء على الحياد من انقلاب الغابون”.

وأوضح بأن البلاغ، “لا يُعطي أي إشارة أو موقف من الانقلاب، تمثلا لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها، وحفاظا على مصالح المغرب الاستراتيجية في علاقتها بهذه الدولة”.

واعتبر ذلك “نوعا من التعامل البرغماتي الذي تفرضه الظروف، في انتظار أن تتضح الأمور أكثر”.

وذكر بأن الغابون سبق أن عرفت محاولات انقلابية فاشلة، آخرها المحاولة الفاشلة سنة 2019، مشيرا إلى أن عناصر مؤثرة في الجيش والحرس الجمهوري استغلت فرصة إعلان النتائج في الانتخابات الرئاسية، واتهامات بوجود تزوير في هذه الأخيرة للقيام بهذا الانقلاب العسكري.
وقال في تصريح لـ “اليوم 24″، إن قوس الانقلابات فتح بإفريقيا، وأن تغير الوضع الدولي والإقليمي بات “محفزا للعسكر للانقضاض على السلطة في أكثر من دولة إفريقية”.
وأوضح أن الأمر تعزز أكثر، خاصة في ظل “الهشاشة الاقتصادية وغياب الأسس الديمقراطية وآليات التناوب السلمي على السلطة، وهذا مخاض حقيقي لإفريقيا ولشعوبها”.
وحول تأثير الانقلاب على العلاقات بين المغرب والغابون، يرى الأندلوسي، بأنه في حالة ما نجح هذا الانقلاب، فإن المغرب سيكون قد فقد أحد أهم حلفائه الأفارقة بالنظر إلى العلاقات المتميزة التي كانت تربط الطرفين، والتي توطدت ما بين الأسرتين الحاكمتين بالبلدين، منذ عهد عمر بانغو والملك الحسن الثاني.
وأضاف بأنه من السابق لأوانه معرفة توجهات الحاكمين الجدد إن نجحوا في انقلابهم، في علاقتهم مع المملكة المغربية، وهل سيستمرون في بناء علاقات جيدة مع المغرب أم لا؟ وهذا الأمر تتداخل فيه عدة معطيات وسيناريوهات.
وقال إنه من الأرجح تحصين المكتسبات بين البلدين مهما كانت طبيعة النظام الحاكم بالغابون، استحضارا لكون المصالح هي المحدد في غالب الأحيان، ومصالح المغرب والغابون عميقة ومتجذرة ويستفيد منها الطرفان.
وأشار إلى أن أحد القادة الانقلابيين، وهو العقيد بريس كلوتير أوليغي أنغيما، قائد الحرس الجمهوري منذ 2020، سبق له الاشتغال بسفارة الغابون بالمغرب كملحق عسكري، وهو خريج الأكاديمية العسكرية بمكناس، وهو ما يعني أنه على معرفة عن قرب بالمغرب والسياسة الخارجية المغربية.
موقف المغرب
وأصدرت وزارة الخارجية أمس الأربعاء، بلاغا أكدت فيه أن المملكة المغربية “تتابع عن كثب تطور الوضع في الجمهورية الغابونية”.
وأكد البلاغ “على أهمية الحفاظ على استقرار هذا البلد الشقيق وطمأنينة ساكنته”، مشيرا إلى أن “المغرب يثق في حكمة الأمة الغابونية، وقواها الحية ومؤسساتها الوطنية”.
ويذكر أن تلفزيون “الغابون24″، بث من القصر الرئاسي، صباح أمس الأربعاء، بيانا يتحدث عن “إلغاء الانتخابات وحل مؤسسات الدولة وإغلاق حدود البلاد حتى إشعار آخر”.
وقال الانقلابيون “نحن قوات الدفاع والأمن المجتمعة ضمن لجنة المرحلة الانتقالية قررنا باسم الشعب الغابوني الدفاع عن السلام وإنهاء النظام القائم”.
ويذكر أن علي بونغو حكم الغابون لمدة 14 عاما، خلفا لوالده عمر بونغو الذي تولى السلطة لنحو 42 عاما.
وعام 2016، أضرم متظاهرون النيران في مبنى البرلمان، عندما اندلعت احتجاجات عنيفة رفضا لفوز بونغو بولاية ثانية.
واستقلت الغابون عن فرنسا يوم 17 غشت1960، وتملك باريس قاعدة عسكرية دائمة في البلاد.

كلمات دلالية انقلاب الغابون انقلاب النيجر انقلابات افريقيا بلاغ وزراة الخارجية مصالح المغرب

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: انقلاب الغابون انقلاب النيجر انقلابات افريقيا

إقرأ أيضاً:

باحثة: سياسة حزب العمال البريطاني تجاه دعم أوكرانيا لن تتغير

قالت عزة الزفتاوي، الباحثة في الشؤون البريطانية، إن هناك نقاط أكد عليها وزير الخارجية البريطاني الجديد ديفيد لامي، وأيضا رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر، فيما يتعلق بضرورة اتباع سياسات خارجية أكثر واقعية، جراء التقلبات العالمية، وليس كما يريد البعض من هذه الصراعات.

علاقة بريطانيا بدول الجوار والاتحاد الأوروبي

وأضافت «الزفتاوي»، خلال مداخلة ببرنامج «مطروح للنقاش»، وتقدمه الإعلامية إيمان الحويزي، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن النقاط الأساسية تتمحور في السياسات الخارجية وعلاقات بريطانيا مع دول الجوار والاتحاد الأوروبي ثم الملف الرئيسي، وهو دعم أوكرانيا.

وأشارت إلى أن سياسة حزب العمال الجديدة لن تتغير مُقارنة بسياسات المُحافظين السابقة، فأكد «ستارمر»، أن لندن ماضية في تقديم الدعم، وكل ما تحتاج إليه كييف على المستوى الأمني والمساعدات الإنسانية والاجتماعية واللوجستية.

ولفتت أن هناك حديث عن إمكانية أن تكون هناك زيارة لم يتم تحديد موعدها، ولكنها توقعات بأن يزور «ستارمر»، كييف، ولا ينوي حاليا عقد أي لقاء أو مقابلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووصفه بأنه هو المعتدي على حد تعبيره.

مقالات مشابهة

  • باحثة: سياسة حزب العمال البريطاني تجاه دعم أوكرانيا لن تتغير
  • لوموند: الجبهة الوطنية سيعترف بمغربية الصحراء إذا وصل إلى السلطة بفرنسا
  • ما هي التغيرات المتوقعة في إيران بعد انتخاب إصلاحي رئيسا للبلاد؟ (تحليل)
  • تصفيات كأس إفريقيا... المنتخب المغربي يخوض مباراة واحدة خارج الديار أمام الغابون ويستقبل بقية اللقاءات في المغرب
  • اتفاق تمويل بـ 350 مليون دولار بين المغرب والبنك الدولي
  • هل حرب غزة تُهدّد بإنهاء "تطبيع" المغرب مع الاحتلال الإسرائيلي؟
  • هل حرب غزة تُهدّد بإنهاء تطبيع المغرب مع الاحتلال الإسرائيلي؟
  • بعد فوز حزب العمال.. كيف ستكون سياسة بريطانيا تجاه غزة وأوكرانيا؟
  • المغرب يوقّع اتفاق تمويل من البنك الدولي بقيمة 350 مليون دولار
  • الأمم المتحدة: المغرب يتصدر قائمة الاستثمارات الإفريقية المباشرة في الخارج