رسوم استخراج الجواز السوداني.. مواطنون يشكون: «تكلفة تعجيزية»
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
أعلنت سلطات الأمر الواقع، رسوم وإجراءات استخراج جواز السفر السوداني بعد فترة التوقف لعدة أشهر، لكنها كانت عالية وصادمة للكثيرين وأثارت ردود فعل واسعة.
التغيير: عبد الله برير
أثارت رسوم استخراج الجواز السوداني التي تم الإعلان عنها أمس الأربعاء، ضجة واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبر كثيرون أن التكلفة مبالغ فيها ولم تراعِ حالة الحرب والظروف القاسية التي يعيشها المواطن السوداني.
وأعلنت وزارة الداخلية من بورتسودان- شرقي البلاد أمس، إجراءات ورسوم استخراج الجواز بعد فترة التوقف التي فرضتها حرب 15 ابريل بين الجيش والدعم السريع.
وبعد إعلان الرسوم الجديدة ضجت مواقع التواصل بالمنشورات والتعليقات الرافضة للتكلفة، ورأى أصحابها أنها غضت الطرف عن ظروف عدم صرف الرواتب وفقدان الكثيرين لمصادر الدخل، ووصفوها بأنها تعجيزية.
وكانت وزارة الداخلية، أعلنت في مؤتمر صحفي الأربعاء، استئناف العمل في استخراج الجواز السوداني، وحددت الرسوم للكبار بمبلغ 150.000 جنيه وللصغار 75.000 داخل السودان.
وبلغت تكلفة استخراج الجواز خارج السودان 250 دولاراً للكبار و150 للصغار.
وعزت الداخلية الرسوم العالية لارتفاع تكلفة إنتاج الجواز والتي ذكرت أنها تصل إلى 110.000 جنيه سوداني.
«التغيير» استطلعت آراء عدد من المواطنين السودانيين بشأن التكلفة الجديدة لاستخراج الجواز، والتي لا تقارن بالتكلفة السابقة والتي لم تكن تتجاوز الـ50 ألف جنيه، وأجمع المستطلعون على أن رسوم الاستخراج باهظة ولا تراعي الظروف المحيطة بالمواطن والمعلومة للحكومة.
ظروف قاهرةواعتبر بلال بابكر وهو صحفي في حديثه لـ«التغيير»، أن الرسم المحدد مبالغ فيه، وقال إنه لم تراع فيه الظروف القاهرة التي يعيشها المواطن حالياً- على حد تعبيره.
وأضاف: بدلاً عن التخفيف على المواطن بفرض رسوم معقولة، يأتي القرار بفرض كهذه.. رسوم يصعب على الكثير من الناس توفيرها لاستخراج وثيقة سفر وخاصةً للطلاب والمرضى إذا ما استثنينا المقيمين في الخارج مثلاً.
اما «وصال»، وهي معلمة فقد وصفت التكلفة المحددة مقارنة بآخر رسم للجواز بأنها حدثت فيها زيادة مهولة وقفزة كبيرة غير مبررة.
وأضافت: الشعب السوداني يعاني ظروفاً قاهرة وطاردة بسبب الحرب التي أفقدت الناس كل شيء.
وختمت بالقول: الكثيرون لا يستطيعون توفير ثمن الجواز وكأن الحكومة لا تريد منهم أن يفروا من الحرب وهي بذلك تدفعهم للموت.
ابتزاز للمواطنمن جهته، استنكر عاصم حبيب- موظف حكومي- تحديد هذا المبلغ لاستخراج الجواز.
وتساءل في حديثه لـ«التغيير»: بحسب علمي ماكينات الطباعة منحة مجانية من دولة قطر فلماذا تكون الرسوم باهظة إلى هذا الحد؟
اما اللاعب السوداني الدولي السابق التاج إبراهيم، فوصف تكلفة استخراج الجواز بأنها مجرد ابتزاز للمواطن البسيط.
وقال لاعب الهلال والمريخ السابق لـ«التغيير»: هذا المواطن أصبح مضغوطاً من جميع الجبهات وأصبح يعاني الأمرين.
وأضاف: الرسوم غير المنطقية التي فرضها وزير المالية الحالي جبريل إبراهيم لن تكون في استطاعة المواطن إلا بذهاب هذا الوزير.
وانشغلت المجالس طوال يوم أمس بقضية رسوم الجواز ودارت نقاشات في التجمعات حول الطريقة التي تفكر بها حكومة الأمر الواقع وهي تفرض مثل هذه الرسوم الباهظة على الخدمات، فضلاً عن الجبايات والجمارك العالية المستمرة أصلاً، سيما في ظروف الحرب التي ضاعفت معاناة المواطنين. وتوقع البعض أن تجري مراجعة لهذه الرسوم، لأنها مبالغ فيها ويصعب على الأسر الراغبة في استخراج الجوازات والسفر توفير هذه المبالغ الضخمة.
الوسومالجيش الدعم السريع السودان بورتسودان جواز السفر حرب 15 ابريل قطر وزارة الداخليةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجيش الدعم السريع السودان بورتسودان جواز السفر حرب 15 ابريل قطر وزارة الداخلية استخراج الجواز
إقرأ أيضاً:
غلوبس: رسوم ترامب تخفّض نمو ناتج إسرائيل بمليارات الشيكلات
في ظل الغموض المتزايد بشأن حجم الرسوم الجمركية الأميركية التي ستُفرض في نهاية المطاف على السلع الإسرائيلية، قدّرت وزارة المالية الإسرائيلية، أن خطة الرسوم التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ستحدث خسارة تُقدّر بنحو 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي خلال عام 2025 فقط، أي ما يعادل أقل من 10 مليارات شيكل (2.76 مليار دولار).
ورغم أن هذا التأثير يُعد مباشرا من الصدمة التي ضربت التجارة العالمية بسبب خطة ترامب، فإن وزارة المالية ترى، أن الخسائر معتدلة نسبيًا مقارنة بالدول الأخرى، بما فيها الولايات المتحدة نفسها.
مراجعة متوقعة للتوقعات الاقتصاديةمن المنتظر أن تنشر وزارة المالية الإسرائيلية تحديثًا لتوقعاتها لنمو الناتج المحلي بحلول نهاية مايو/أيار أو مطلع يونيو/حزيران المقبل. وكانت التقديرات الأخيرة، التي صدرت في أكتوبر/تشرين الأول 2024، تُشير إلى نمو بنسبة 4.3% في 2025، بعد عامين من التباطؤ الناتج عن الحرب على غزة.
ومع ذلك، كانت الوزارة قد أشارت قبل الإعلان الرسمي عن خطة ترامب الجمركية إلى احتمال خفض التوقعات بسبب عوامل فنية، أبرزها أن نمو الناتج في 2024 جاء أعلى من التقديرات السلبية السابقة، ما قلّص هامش التعافي المتاح في العام الحالي.
إعلانهذا الأسبوع، دعمت دائرة الإحصاء المركزية التوجه نحو الخفض، بعد نشرها الرقم النهائي للنمو في 2024، الذي بلغ 1%، وهو معدل منخفض تاريخيًا، وإن كان أعلى قليلًا من التقدير السابق البالغ 0.9%.
الرسوم تُعجّل خفض النمووفي حين أن بعض العوامل الاقتصادية الداخلية قد تخضع للنقاش داخل أروقة وزارة المالية، فإن تأثير الرسوم الجمركية ليس موضع جدال، إذ إن السؤال لم يعد إن كان ينبغي خفض التوقعات، بل إلى أي أمد ينبغي خفضها؟.
وبينما خفض بنك إسرائيل توقعاته من 4% إلى 3.5% في وقت سابق من الشهر الجاري، لا تزال وزارة المالية تتبنى رؤية أكثر تفاؤلًا، وقد تُجري خفضًا طفيفًا لتوقعاتها، لتبقى قرب 4.3%.
تقييمات صندوق النقد الدوليوفي السياق ذاته، أصدر صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع تقريرًا دوليًا تضمن توقعات محدثة لأداء الاقتصاد الإسرائيلي، مشيرًا إلى نمو محتمل بنسبة 3.2% في 2025، ارتفاعًا من توقعه السابق البالغ 2.7%، وذلك على عكس التوجه العام للتقرير الذي خفض التوقع العالمي من 3.3% إلى 2.8%.
ورغم عدم تركيز التقرير على إسرائيل مباشرة، فإنه أشار إلى أن الرسوم الأميركية والتوتر التجاري العالمي أصبحا عوامل رئيسية في تقييم آفاق الاقتصاد في المنطقة.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن تبعات الرسوم الجمركية قد تُكبّد الاقتصاد الإسرائيلي أضرارًا بمليارات الشيكلات، خاصة في القطاعات التصديرية التي تعتمد على السوق الأميركية. وتأتي هذه التقديرات في وقت تشتد فيه الضغوط العالمية على سلاسل التوريد، ما يزيد من صعوبة تحقيق انتعاش اقتصادي قوي في الأمد القريب.
وبينما تتواصل التحركات الحكومية لمواجهة الآثار، بتنويع الأسواق والبحث عن إعفاءات جمركية محتملة، تبقى التقلبات في السياسة الأميركية أحد أبرز مصادر عدم الاستقرار الاقتصادي لإسرائيل في العام الحالي.