السومرية نيوز – اقتصاد

أثار انقلاب الغابون المعلن، مخاوف في أسواق النفط؛ نظرًا لعضوية الدولة الأفريقية في منظمة أوبك، إذ تعدّ من الدول المصدرة للخام. وأعلن عدد من ضباط الجيش الانقلاب على الرئيس الغابوني علي بونغو (صباح الأربعاء)، بعد فوزه بولاية ثالثة في الانتخابات التي أجريت السبت (26 أغسطس/آب 2023).



وتوقع أحدث تقرير تحليلي أن تكون إسرائيل أكبر المتضررين من انقلاب الغابون، في حين سيكون التأثير محدودًا في أسواق النفط العالمية.

واستند التقرير الصادر عن شركة إنرجي أوتلوك أدفايزرز، إلى بيانات تحليلية متخصصة رجحت خسارة إسرائيل للنفط الغابوني وعدم تضرر الصين رغم كونها أحد المستوردين.

ويعد انقلاب الغابون الثامن في القارة الأفريقية خلال السنوات الـ3 الماضية، كما يأتي بعد شهر واحد من انقلاب النيجر (26 يوليو/تموز 2023)، ما يشير إلى حالة تمرد ضد هيمنة فرنسا على وسط وغرب أفريقيا، واقتراب المنطقة أكثر إلى روسيا والصين، حسب التقرير.

إسرائيل الخاسر الأكبر
تعد الغابون أحد الدول الأفريقية المنتجة للنفط، كما تتمتع بعضوية منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، وقد انتعش إنتاجها بصورة جيدة خلال الأشهر الأخيرة رغم تخفيضات تحالف أوبك+، وفقًا لتقرير إنرجي أوتلوك أدفايزرز.

وينفذ تحالف أوبك+ سياسة خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا بدءًا من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 على أن يستمر حتى نهاية العام المقبل (2024).

وتجاوز إنتاج الغابون من النفط الخام 210 آلاف برميل يوميًا في شهر يوليو/تموز 2023، ارتفاعًا من 206 آلاف برميل يوميًا الشهر السابق له، بحسب البيانات الدورية الصادرة عن منظمة أوبك.

وتصدر الغابون نفطها إلى عدة دول، أبرزها الصين وإسرائيل وإندونيسيا إلى جانب دول أخرى، لكن ليس لديها عملاء ثابتون باستثناء بكين، وفقًا لبيانات شركة كبلر المتخصصة في تتبع سفن وناقلات النفط والغاز.

وفي يوليو/تموز 2023، بلغت صادرات الغابون إلى الصين أكثر من 29 ألف برميل يوميًا، كما استوردت إسرائيل 59 ألف برميل يوميًا من الدولة الأفريقية.

ولم تستورد الصين أي نفط من الغابون خلال شهر أغسطس/آب 2023؛ ما يرجح ضعف تأثر بكين بتداعيات انقلاب الغابون، بحسب تحليل إنرجي أوتلوك أدفايزرز.   *علاقة العراق
على الجانب الآخر، تبدو إسرائيل مستمرة في استيراد النفط من الغابون، والذي لجأت إليه بعد خسارة واردات نفط كردستان العراق منذ مارس/آذار 2023، بعد توقف الضخ عبر خط الأنابيب التركي.

وإذا قرر قادة انقلاب الغابون وقفت الصادرات النفطية خلال المدة المقبلة، فستكون الغابون المصدر الثاني للنفط، الذي تخسره إسرائيل خلال 5 أشهر، بحسب تقديرات إنرجي أوتلوك أدفايزرز.

تأثير محدود في أسواق النفط العالمية
لن تتأثر أسواق النفط العالمية بأي توقف محتمل للصادرات بسبب انقلاب الغابون، وإذا حصل تأثير سيكون محدودًا، بالنظر إلى حجم الإنتاج الصغير الذي يتحكم فيه ذلك البلد الأفريقي العضو في منظمة أوبك، وفقًا للتحليل.

ويعزز من هذا التوقع، أن تخفيضات إنتاج النفط الأخيرة التي قامت بها السعودية ودول أخرى، كانت طوعية، ما يعني أن أيّ تخفيف في التخفيضات يمكنه أن يعوض صادرات الغابون النفطية لو تعرضت لتوقف محتمل.

ومع ذلك، سيظل التأثير ملحوظًا أكثر في إسرائيل، وربما تضطر إلى البحث عن موردين آخرين خلال المدة المقبلة، بحسب التحليل المفصل، الذي رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

على الجانب الآخر، يصنف أغلب إنتاج الغابون من النفط ضمن الخامات الخفيفة متوسطة الحلاوة ويسمى "خام رابي"، على الرغم من تصنيفه عند (API 33) من جانب شركة تيوللو أويل البريطانية، فيما تُصنف بعض المصادر خام رابي الغابوني فوق (API 37)، وفق مؤشر معهد النفط الأميركي (API gravity).

وبحسب مقياس معهد النفط الأميركي، عادةً ما تكون درجة كثافة النفط الخام -وزنها مقارنة بحجمها- بين 15 و45 درجة، فالنفط الذي تقل كثافته عن 25 درجة يُعدّ ثقيلًا، أما الذي تتراوح كثافته بين 25 و35 درجة فيكون متوسط الكثافة، والخام الذي تتجاوز كثافته 35 درجة يُعدّ خفيفًا.

ويصنف سوق النفط الخام المتوسط من الأسواق الضيقة بالفعل، ما يعنى أن غياب النفط الغابوني قد يؤثر في فروق الأسعار، بحسب إنرجي أوتلوك أدفايزرز.

احتياطيات النفط تصل إلى ملياري برميل
بدأت الغابون التنقيب عن النفط في أوائل ثلاثينيات القرن الماضي، وتقدر احتياطيات النفط المؤكدة لديها بنحو ملياري برميل في الحقول البرية والبحرية.

وشهد تاريخ الغابون محطتين كبيرتين في زيادة إنتاج النفط، الأولى كانت في ستينيات القرن الماضي والثانية في تسعينياته، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وبلغ إنتاج النفط ذروته عند 370 ألف برميل يوميًا في عام 1996، ثم بدأ في الانخفاض تدريجيًا، إذ يدور متوسطه الحالي حول 200 ألف برميل يوميًا، وسط حالة ترقب لأحداث انقلاب الغابون وآثاره المحتملة في معدلات الإنتاج والتصدير.

إنتاج الغابون من النفط
على الجانب الآخر، قد يؤثر انقلاب الغابون في واردات المنتجات النفطية، التي بلغت الأشهر الأخيرة 20 ألف برميل يوميًا.

وعلى صعيد الغاز، تقدر احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة في البلاد بنحو 26 مليار متر مكعب، بينما بلغ إنتاجها 463 مليون متر مكعب في عام 2022، مع استهلاك أغلبه أو إعادة حقنه في حقول النفط.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: ألف برمیل یومی ا انقلاب الغابون أسواق النفط النفط ا

إقرأ أيضاً:

خام مربان يسجل تداولاً قياسياً يزيد عن 1.5 مليار برميل خلال الربع الثاني

سجلت “بورصة إنتركونتيننتال” معدل تداول قياسي في العقود الآجلة لخام مربان خلال الربع الثاني من العام الجاري 2024 بلغ أكثر من 1.5 مليون عقد، أي ما يعادل 1.5 مليار برميل من “مربان” خام النفط القياسي لإنتاج أبوظبي من النفط منخفض الكربون بزيادة تتجاوز 160% منذ بداية عام 2024، وفق بيان صحفي صدر اليوم.

وقال البيان :”خلال شهر يونيو، سجلت عقود مربان الآجلة تداولاً قياسياً في عدد من أيام التداول، حيث شهد يوم 10 يونيو 2024 تداولاً قياسياً لـ 57,300 عقد، أي ما يعادل 57.3 مليون برميل”. وأظهرت الأرقام الصادرة عن “بورصة إنتركونتيننتال” أن متوسط حجم التداول اليومي لعقود مربان الآجلة خلال شهر يونيو بلغ رقماً قياسياً وصل إلى 31,000 عقد، أي ما يعادل 31 مليون برميل، إذ يعادل كل عقد من عقود خام مربان الآجلة 1000 برميل.

ومنذ بدء التداولات في “بورصة أبوظبي إنتركونتيننتال للعقود الآجلة”، تم تداول 7.4 مليار برميل من خام مربان، وتم تسليم 267 مليون برميل من خام مربان عبر تداولات “بورصة أبوظبي إنتركونتيننتال للعقود الآجلة”.

وقام أكثر من 160 مشاركاً في التداول في “بورصة أبوظبي إنتركونتيننتال للعقود الآجلة” من مناطق آسيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، والشرق الأوسط، بما في ذلك المشاركون التجاريون والماليون.

وتم إطلاق “بورصة أبوظبي انتركونتيننتال للعقود الآجلة” “إيفاد” و”بورصة إنتركونتيننتال” (ICE) للعقود الآجلة لخام مربان في أبوظبي في مارس 2021، بالتعاون مع “أدنوك” وتسع من أكبر شركات الطاقة العالمية، حيث انضمت تلك الشركات كشركاء مؤسسين في “بورصة أبوظبي إنتركونتيننتال للعقود الآجلة”.

ويشكل “مربان” خام النفط الرئيسي لدولة الإمارات الذي تنتجه أدنوك لتلبية الطلب العالمي، ويعتبر واحداً من أقل الخامات العالمية من حيث مستوى الانبعاثات الكربونية في العالم.

ويعد “مربان” خام خفيف حلو تنفرد دولة الإمارات بإنتاجه ويتميز بخصائصه الكيميائية الفريدة ومستويات إنتاجه الثابتة والمستقرة، وجاذبيته ورواجه لدى العديد من المشترين الدوليين وشركاء الإنتاج والامتيازات طويلة الأمد.

ويعد مربان جزءاً من مجموعة من وسائل تسعير النفط العالمي في”بورصة إنتركونتيننتال” والتي تضم 800 من العقود الآجلة وعقود الخيارات، تستند جميعها على خام “برنت” الذي يستخدم لتسعير أكثر من ثلاثة أرباع النفط الخام المتداول في العالم.

وسجلت أسواق السلع العالمية الواسعة في “بورصة إنتركونتيننتال”، بما في ذلك عقود النفط والغاز الطبيعي، حجم تداول قياسي في الربع الثاني من عام 2024 مع تداول أكثر من 305 ملايين عقد، مما يؤكد على استمرار نجاح “بورصة أبوظبي إنتركونتيننتال للعقود الآجلة” “إيفاد”.

الجدير بالذكر أن بلومبيرغ أطلقت في شهر مارس الماضي “مؤشر بلومبيرغ الجديد لخام مربان” الذي يهدف إلى تتبع أداء العقود الآجلة المتداولة على خام مربان.

ويعد المؤشر الجديد جزءاً من مؤشر بلومبيرغ للسلع BCOM، ويعكس الثقة والمكانة العالمية التي حققها خام مربان وعقود مربان الآجلة بشكل سريع، حيث يتم تداوله إلى جانب خامات نفط عالمية مثل برنت وغرب تكساس WTI.وام


مقالات مشابهة

  • عاصفة جديدة تهدد إنتاج النفط الأميركي وإغلاق المواني
  • تداول قياسي لخام مربان يتجاوز 1.5 مليار برميل بالربع الثاني
  • خسائر كردستان تقترب من 13 مليار دولار جرّاء توقف تصدير النفط
  • خسائر كردستان تقترب من 13 مليار دولار جرّاء توقف تصدير النفط- عاجل
  • خام مربان يسجل تداولاً قياسياً يزيد عن 1.5 مليار برميل خلال الربع الثاني
  • مصدر حكومي:ارتفاع الإنتاج في شركة نفط الشمال إلى أكثر من (360) ألف برميل نفط يومياً
  • سعر برميل النفط الكويتي يرتفع 85 سنتا ليبلغ 89.52 دولار
  • أسواق النفط تترقب بدء تخفيف قيود الإنتاج قرب نهاية العام الجاري
  • انخفاض صادرات النفط الروسي في يونيو 2024
  • دعاوى قضائية مع السعودية وتركيا تدفع البرلمان الى الاستيضاح من وزير النفط