كتب الباحث في الشؤون الجيوسياسية والاقتصاد السياسي المقيم في القاهرة أحمد عادل لموقع Infobrics، أن مما لا شك فيه أن روسيا ستدمر مقاتلات "إف-16" فور وصولها إلى أوكرانيا.

جاء ذلك في مقال نشره الباحث في الشؤون الجيوسياسية والاقتصاد السياسي المقيم في القاهرة أحمد عادل لموقع Infobrics ، حيث يكتب:

أكدت 3 دول أوروبية هي هولندا والدنمارك والنرويج أنها ستسلم الطائرات المقاتلة الأمريكية من طراز "إف-16" إلى كييف، إلا أنه، وبدلا من التفوق العسكري على القوات الجوية الروسية، فإن تلك الطائرات سوف تجلب المشكلات لأوكرانيا، والتي يتعين عليها أن تحلها على وجه السرعة.

إحدى هذه القضايا تتلخص في اللغة، برغم مما قد يبدو ذلك عاديا. إضافة إلى ذلك، لدى أوكرانيا إطار زمني غير واقعي لإتمام تدريب الطيارين.

إقرأ المزيد ضابط أمريكي متقاعد يكشف ما تحضره موسكو لمقاتلات "إف-16" في سماء أوكرانيا

تفتقر أوكرانيا إلى البنية التحتية للازمة لاستيعاب الجيل الرابع من الطائرات المقاتلة من طراز "إف-16"، ويتلخص ذلك في المطارات المجهزة تجهيزا جيدا، حيث ينبغي بناء مطارات بأكملها، وليس مجرد مدرجات للطيران، ويجب أن يشمل ذلك أبراج القيادة، والرادارات، ومراكز الصيانة وخدمة الطائرات، ومستودعات الصواريخ جو-جو، وجو-أرض، وما إلى ذلك.

إضافة إلى ذلك، فإن تدريب الطيارين ضروري، وعدم معرفة اللغة الإنجليزية هو العقبة الأولى لمعظم الطيارين الأوكرانيين، حيث نقلت صحيفة "بوليتيكو" عن مسؤول أمريكي ومصدر مطلع على التخطيط الأوكراني، والذي لم يكن مخولا بالحديث عن الخطة، قوله إن 8 طيارين أوكرانيين فقط يجيدون اللغة الإنجليزية، ما يجعلهم مستعدين لبدء التدريب. ووفقا للمسؤول الأمريكي، فإن 20 طيارا يتحدثون بعض الإنجليزية متاحون لبدء دورات اللغة بالمملكة المتحدة في الأيام المقبلة.

عمليا، لا يستطيع الطيارون الأوكرانيون إتقان أساسيات الطيران على متن الطائرات الأمريكية دون معرفة اللغة الإنجليزية، علاوة على أن تعلم الطيران باستخدام التكنولوجيا الحديثة يستغرق عدة سنوات من التدريب، وليس الستة أشهر التي يستشهد بها المسؤولون ووسائل الإعلام الغربية والأوكرانية.

وقد كشف المتحدث باسم البنتاغون، العميد باتريك رايدر، أن الولايات المتحدة ستبدأ تدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادة طائرات مقاتلة من طراز "إف-16" في أكتوبر بقاعدة موريس الجوية في توكسون بولاية أريزونا، تسبقها دورة في اللغة الإنجليزية للطيارين في سبتمبر.

وقال رايدر إنه سيتم تدريب "عدد من الطيارين وعشرات من فنيي الصيانة" دون تحديد العدد الدقيق، مضيفا أن نقل الطائرات المقاتلة من طراز "إف-16" إلى أوكرانيا سيستغرق "أشهرا وليس أسابيع". وأشار الجنرال الأمريكي أن تلك الطائرات يجب أن تعزز الإمكانات العسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية، وألا تلبي احتياجات الجيش الأوكراني في الهجوم الحالي المضاد. واعترف بأن أوكرانيا ليس لديها البنية التحتية اللازمة لنشر هذه الطائرات.

إقرأ المزيد نائب أوكراني يعلن عن إقالة منتظرة لوزير الدفاع

وكان من المخطط أن تقوم الدول الأوروبية بتدريب الأوكرانيين، وأن تنضم الولايات المتحدة إذا استنفدت قدراتهم، فيما ذكرت وسائل الإعلام الغربية أن تحالفا من 11 دولة سيبدأ في تدريب الطيارين الأوكرانيين على تشغيل طائرات "إف-16" في أغسطس. وتشمل هذه البلدان الدنمارك وهولندا وبلجيكا وكندا ولوكسمبورغ والنرويج وبولندا والبرتغال ورومانيا والسويد وبريطانيا.

من جانبه قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إنه يتوقع وصول 42 طائرة من هولندا و19 طائرة من الدنمارك، في الوقت الذي لم تحدد هولندا فيه عدد الطائرات أو متى سيتم نقلها إلى أوكرانيا.

مع ذلك، فإن هذه الطائرات ستكون عديمة الفائدة بالنسبة لأوكرانيا في هذه الحرب، مع الأخذ في الاعتبار أن الطيارين الأوكرانيين، وفي غضون ستة أشهر فقط، لن يكون بإمكانهم تعلم سوى الإقلاع والهبوط وبعض الوظائف الأساسية لهذه المقاتلات، إلا أن رومانيا تحديدا قد بدأت بالفعل في تدريب الطيارين الأوكرانيين.

والسؤال المطروح هنا: ما هو نوع الأسلحة التي سيسلمها الغرب إلى كييف للطائرات المقاتلة الأمريكية. تشير بعض وسائل الإعلام الغربية إلى أن الطائرات المقاتلة من طراز "إف-16"، التي سيتم تسليمها إلى كييف العام المقبل، لن يكون لديها سوى صواريخ قصيرة المدى، حيث أنه من المشكوك فيه أن توافق الولايات المتحدة على تزويد أوكرانيا بصواريخ JASSM، التي تتمتع بقدرة تدميرية عالية، ومداها ألف كيلومتر.

والسؤال الآخر هو ما المدة التي ستتمكن منها هذه الطائرات من البقاء على الأراضي الأوكرانية، إذ أنه مما لا شك فيه أن روسيا ستدمرها فور وصولها إلى هناك.

لقد تم وضع شارة سوداء على كل النوايا الحسنة المفترضة المحيطة بسعي أوكرانيا للحصول على طائرات "إف-16" في 25 أغسطس الجاري بمقتل 3 طيارين من القوات الجوية الأوكرانية، بما في ذلك طيار مقاتل شهير يحمل كنية "Juice". وقد مثل الحادث مفاجأة كبيرة لكييف، التي كانت تتطلع إلى الحصول على طائرات "إف-16" متقدمة لتعزيز قوتها الجوية التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، وقد شكل هذا ضربة معنوية كبيرة لأوكرانيا.

كذلك تلقت الروح المعنوية ضربة إضافية قوية عندما صرح الجنرال جيمس هيكر قائد القوات الجوية الأمريكية في أوروبا وإفريقيا للصحفيين بأن تجهيز أسراب طائرات "إف-16" قد يستغرق "أربع أو خمس سنوات"، فيما كان هيكر طبعا يتحدث عن الخبرة الرفيعة، إلا أنه حتى بالنسبة للقدرات الأساسية، مثل الهجمات الجوية المنفردة فمن المحتمل أن تظل هناك حاجة إلى 6 أشهر، وهو ما علقت عليه "بوليتيكو" بأنه "لا توجد طريقة للتغلب على ذلك أيضا".

ولكن، آن الأوان للغرب أن يعلم الآن أنه لا يتعامل مع مجرد فلاحين يحملون بنادق كلاشينكوف في أفغانستان، بل مع المؤسسة العسكرية الروسية المتقدمة التي تتسم بدرجة عالية من الاحترافية، وحيث يشكل كبار الطيارين أهمية بالغة. وسوف ينتهي الأمر بالطيارين الأوكرانيين المدربين لمدة 6 أشهر بنفس نهاية وحدات الجيش الأوكراني المدربة والمسلحة في الغرب والتي دمرت بمجرد مشاركتها في الهجوم الأوكراني المضاد.

المصدر: Infobrics

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي البنتاغون الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو وزارة الدفاع الروسية الطیارین الأوکرانیین الطائرات المقاتلة اللغة الإنجلیزیة تدریب الطیارین إلى أوکرانیا من طراز

إقرأ أيضاً:

روسيا تعلن تدمير طائرات سوخوي-27 مقاتلة في أوكرانيا

أعلنت روسيا، الثلاثاء، تدمير خمس طائرات مقاتلة من طراز "اس-يو27" في قاعدة جوية في أوكرانيا، ما أثار شكوكاً بشأن قدرة كييف على تأمين مطاراتها قبل تسليمها طائرات اف-16.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنّها قصفت بصواريخ بالستية من نوع "اسكندر-ام" قاعدة قرب مدينة ميغورود على بعد حوالى 150 كيلومتراً عن الحدود الروسية، حيث كانت توجد هذه الطائرات العائدة للحقبة السوفياتية.

وأضافت الوزارة عبر تطبيق تلغرام في رسالة مرفقة بمقطع فيديو يُظهر غارة ربما نُفّذت بطائرة من دون طيار، "تمّ تدمير خمس طائرات مقاتلة من طراز اس يو-27 وتضرّرت طائرتان أخريان كانتا قيد الإصلاح".

من جهته، وصف قائد القوات الجوية الأوكرانية ميكولا أوليشتشوك الثلاثاء الإعلان عن الضربة الروسية بأنه "بروباغندا"، من دون إضافة مزيد من التفاصيل. لكنّه أشار إلى ضربة أوكرانية "مدمّرة" الإثنين على مستودع ذخيرة روسي في شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في العام 2014 وتعدّ بمثابة قاعدة خلفية لعمليتها العسكرية.

وأكد يوري إيغنات وهو متحدث سابق باسم القوات الجوية الأوكرانية لا يزال يعمل فيها الهجوم الذي أعلنته روسيا على قاعدة أوكرانية، لكنّه أوضح أنّ الخسائر كانت أقلّ.

 وقال على فيسبوك، إنّ "القوات الجوية تبذل كلّ ما في وسعها لإحباط (مخطّط) العدو وتضليله".
مع ذلك، تعكس عمليات القصف التي طالت القاعدة الأوكرانية بالتوازي مع اقتراب مسيّرة روسية إلى هذا الحدّ من الجبهة، الصعوبات التي تواجهها أوكرانيا في ما يتعلّق بالدفاعات الجوية والتهديد الذي يحيط بالطائرات الغربية التي تتوقّع الحصول عليها.

ومنذ بداية الحرب الروسية في العام 2022، تطالب كييف بالحصول على طائرات مقاتلة من طراز "اف-16" الأميركية.

وتعهّدت دول في حلف شمال الأطلسي بتزويدها بعشرات الطائرات وبتدريب أطقهما، وسيكون التسليم وشيكاً.

مقالات مشابهة

  • استطلاع رأي: التفاؤل الأوكرانى بالنجاح فى الحرب يتعارض مع الشكوك الأوروبية
  • أوكرانيا تسقط 21 مسيرة روسية وتتراجع في مدينة إستراتيجية شرقا
  • أوكرانيا تنسحب من حي استراتيجي.. وقتيلان في زابوريجيا
  • أوكرانيا تسقط عدداً من الطائرات المسيرة
  • لماذا تصنع روسيا طائرة جديدة مع بيلاروسيا؟
  • زيلينسكي: نعتمد على هولندا للتوسع في تدريب الطيارين الأوكرانيين
  • أوكرانيا لن تهزم روسيا .. استطلاع أوروبي يصدم الأوكرانيين
  • روسيا تدمر 5 مقاتلات «سوخوي-27» أوكرانية .. وبوتين يلتقي شي وأردوغان في كازاخستان غداً
  • روسيا تعلن تدمير طائرات سوخوي-27 مقاتلة في أوكرانيا
  •  تدمير مقاتلات في مطار ميرغورود يثير ردود فعل صاخبة في أوكرانيا