يواصل الباحثون الاقتصاديون دراسة الأدوات الاستثمارية والتمويلية مستهدفين الوصول إلى حلول تمكن من تحقيق التنمية الاقتصادية للدول، ويميل البعض إلى "الصكوك" لما يميزها من خصائص تجعلها معدة لدور الوساطة بين المدخرين والمستثمرين ويرى البعض أنها ستكون بمثابة الوقود لقاطرة التنمية الاقتصادية في الأعوام القادمة.

ويرى الباحثون كذلك أن الصكوك ينشأ عنها استثمار حقيقي من خلال قدرتها على حشد الموارد المالية لتمويل المشروعات التنموية الكبري مثل مشروعات البنية التحتية كالنفط والغاز والطرق والموانئ وغيرها، وتمويل التوسعات الرأسمالية للشركات.

ويضم سوق تداول السعودية للأوراق المالية عدد كبير من الصكوك الحكومية وغيرها من صكوك الشركات ومنها صكوك الكثيري.

ويذكر أن قيمة الصك 1000 ريال، بعائد نسبته 8.5 بالمائة، تقدر بنحو 43.44 ريال كل 6 أشهر.

وتعمل الصكوك على تدعيم وتطوير سوق الأوراق المالية ولها دور كبير في ذلك بشكل عام وسوق الأوراق الإسلامية بشكل خاص، بتوسيع قاعدة الأوراق المالية في سوق المنتجات الإسلامية من ناحية واحتذاب مثير من المتعاملين ورؤوس الأموال إلى تلك السوق من ناحية أخرى.

وتسهم الصكوك في حل بعض المشكلات التي تواجه نمو وتطور أسواق الأوراق المالية في بعض الدول العربية الإسلامية منها مشكلة وجود الفرص الاستثمارية الجاهزة، عدم فاعلية الأدوات المالية التقليدية لتعبئة المدخرات وتمويل التنمية الاقتصادية، والاعتماد على المؤسسات الدولية للحصول على التمويل اللازم وعلى حركة رؤوس الأموال الخارجية والتخوف من الانفتاح على الأسواق الخارجية.

وتحقق الصكوك التوزيع العادل للثروة، حيث أن الاستثمار الإسلامي يعتمد على مبدأ الربح والخسارة وهو أساس العدل في العمل الاقتصادي، وتقوم الصكوك على مبدأ المشاركة وتضمن عدالة في توزيع الأرباح.

وكذلك تحقق الصكوك العدالة في توزيع الثروة من خلال الزكاة، وتقوم بتلك العملية بشكل يتناسب مع حجم الثروات والموارد المتاحة.

وتمكن الصكوك الدول من القضاء على مشكلة زيادة معدلات البطالة والأموال المعطلة، حيث تعمل على زيادة فرص العمل وتشغيل الأموال المعطلة، وتعمل على تحقيق رغبات كل من المستثمرين والمدخرين.

وعلى سبيل المثال فإن العاطلين ممن ليس لديهم رأسمال فإن أسلوب "المضاربة" يحفزهم علي العمل الجاد في الاستثمار ويساهم في تمويل التنمية الاقتصادية وإنجاحها، ويشجع أسلوب "المشاركة" أصحاب رأس المال على المشاركة في العمل الاستثمارى وكذلك باقي أنواع الصكوك.

وتكون المحصلة هي القضاء على أغلب معوقات العمل والمساهمة الفعلية في تشغيل الأموال العاطلة في الاستثمارات المتاحة.

وتمثل الصكوك حلاً لمشكلة المديونية ومعالجة الموازنة العامة حيث تتيح الفرصة أمام أفراد المجتمع للمشاركة لسد الاحتياجات التمويلية اللازمة لدعم الموازنة العامة.

وتحتاج الموازنات إلى تمويل ضخم لتنفيذ برامجها الاقتصادية وسد العجز في موازنتها، وهنا يمكن للدول أن تصدر صكوكًا بأنواع مختلفة بما يتلائم مع تحقيق هدفها وذلك لتمويل مشاريعها التي تحتاج إلى أموال ضخمة لتنشيء مشاريع مدرة للربح كي تساعدها في علاج موازنتها.

ولفت الباحثون إلى دور الصكوك في حل مشكلة المديونية سواء كانت ديوناً خارجية أو ديوناً داخليةً في شكل قروض ربوية، وهنا يمكن للدول تحويل تلك القروض إلى صكوك ملكية خدمات عامة تقدمها الدولة مثل خدمات التعليم أو الصحة أو النقل أو عن طريق صكوك استصناع سلع تنتجها الدولة بحيث يحصل حاملها علي سلع بقيمة ماقدموه من قروض سابقًا.

يذكر أن شركة الكثيري أسست منشأة صكوك الكثيري وهي منشأة ذات غرض خاص بالمملكة العربية السعودية، تم تأسيسها لتمكين شركة الكثيري القابضة من ممارسة أنشطتها الرئيسية المتمثلة في إدارة الشركات التابعة.

وكذلك توفير الدعم اللازم لها وامتلاك حقوق الملكية الصناعية من براءات الاختراع والعلامات التجارية والصناعية وحقوق الإمتياز وغيرها من الحقوق المعنوية واستغلالها وتأجيرها للشركات التابعة لها أو لغيرها.

 

 

 

البيانات الصحفية المصدر: مباشر أخبار ذات صلة الكثيري: البورصة العقارية ستكون مرجعية للمحللين وتضمن الشفافية والدقة (حوار) البيانات الصحفية المملكة تستضيف فعاليات مؤتمر "سيملس السعودية" 2023 البيانات الصحفية "أوتوموبيلي لامبورجيني" تدخل سوق العقارات لأول مرة..والسر "دار جلوبال"..ما القصة؟ البيانات الصحفية "سلام" تتعاون مع Oracle لتسريع عملية التحول الرقمي البيانات الصحفية الأخبار الأكثر {{details.article.title}} 0"> {{stock.name}}
{{stock.code}} {{stock.changePercentage}} % {{stock.value}} {{stock.change}} {{section.name}} {{subTag.name}} {{details.article.infoMainTagData.name}} المصدر: {{details.article.source}} {{attachment.name}}
أخبار ذات صلة

المصدر: معلومات مباشر

كلمات دلالية: التنمیة الاقتصادیة

إقرأ أيضاً:

خلايا وقود الهيدروجين قفزة تكنولوجية للحوثيين قد تغيّر قواعد اللعبة العسكرية في البحر الأحمر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرًا جديدًا يكشف عن تطور نوعى في تكنولوجيا الطائرات المسيرة التي يستخدمها الحوثيون في اليمن، مما قد يجعل هذه الطائرات أكثر سرية وقادرة على التحليق لمسافات أطول، ويركز التقرير على تهريب مكونات خلايا وقود الهيدروجين إلى اليمن، وهى تقنية متقدمة يمكن أن تمنح الحوثيين قفزة تكنولوجية في قدراتهم الجوية.
وأفاد التقرير أنه على مدار أكثر من عام، نفّذ الحوثيون هجمات متكررة استهدفت سفنًا تجارية وحربية فى البحر الأحمر باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة والزوارق المفخخة، وقد أدت الهجمات التى زعم الحوثيون أنها تأتى تضامنًا مع الفلسطينيين فى غزة، إلى تعطيل طرق الشحن الدولية عبر أحد أكثر الممرات البحرية ازدحامًا فى العالم.
وبحسب التقرير، طالت هذه الهجمات سفنًا على بعد ١٠٠ ميل من الساحل اليمني، مما دفع الولايات المتحدة وإسرائيل إلى الرد عبر غارات جوية انتقامية، ورغم تراجع الهجمات الحوثية إلى حد كبير بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس فى يناير الماضي، فإن الأدلة الجديدة تشير إلى أن الحوثيين قد حصلوا على تقنية جديدة تزيد من صعوبة اكتشاف طائراتهم المسيرة، ما قد يُغير موازين المواجهات العسكرية مستقبلًا.
وفقًا لتحقيق أجرته منظمة أبحاث تسليح الصراعات (Conflict Armament Research)، وهى منظمة بريطانية متخصصة فى تعقب الأسلحة المستخدمة فى النزاعات حول العالم، فإن الحوثيين حصلوا على مكونات متطورة لخلايا وقود الهيدروجين يمكن استخدامها فى تشغيل الطائرات المسيرة، هذا الاكتشاف قد يكون مؤشرًا على قدرة الحوثيين على توسيع مدى طائراتهم المسيرة وزيادة صعوبة اكتشافها.
وأوضح تيمور خان، المحقق فى أبحاث تسليح الصراعات، إن هذه التكنولوجيا قد تمنح الحوثيين "عنصر المفاجأة" فى أى مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة أو إسرائيل إذا استأنفوا هجماتهم، وكان خان قد زار جنوب غرب اليمن فى نوفمبر الماضى لتوثيق أجزاء من أنظمة خلايا وقود الهيدروجين التى تم العثور عليها فى قارب صغير تم اعتراضه، إلى جانب أسلحة أخرى يُعرف أن الحوثيين يستخدمونها.
وأكد أن خلايا وقود الهيدروجين تُنتج الكهرباء من خلال تفاعل الأكسجين فى الهواء مع الهيدروجين المضغوط عبر سلسلة من الصفائح المعدنية المشحونة كهربائيًا.
وهذه العملية تُنتج بخار الماء كمنتج ثانوي، ولكنها تُصدر القليل من الحرارة أو الضوضاء، مما يجعل الطائرات المسيرة التى تعتمد عليها أكثر صعوبة فى الاكتشاف من خلال أجهزة الاستشعار الصوتية أو أنظمة الأشعة تحت الحمراء.
ووفقًا للتقرير، فإن الطائرات المسيرة الحوثية التى تعمل بأنظمة تقليدية، مثل محركات الاحتراق الداخلي أو بطاريات الليثيوم، يمكنها التحليق لمسافة تصل إلى ٧٥٠ ميلًا، لكن باستخدام خلايا وقود الهيدروجين، يمكن أن تصل المسافة إلى ثلاثة أضعاف ذلك، أى أكثر من ٢٠٠٠ ميل، مما يمنح الحوثيين قدرة أكبر على تنفيذ عمليات استطلاع وهجمات بعيدة المدى.
وكشف التقرير أن مكونات خلايا الوقود التى عُثر عليها فى اليمن تم تصنيعها من قبل شركات صينية متخصصة فى إنتاج تقنيات الطائرات المسيرة، وأظهرت وثائق الشحن أن خزانات الهيدروجين المضغوط تم تصنيفها بشكل خاطئ على أنها أسطوانات أكسجين، فى محاولة لتمويه طبيعتها الحقيقية.
ورغم أنه ليس من الواضح ما إذا كانت هذه المكونات قد أُرسلت مباشرة من الصين، إلا أن ظهور مصدر جديد لمعدات عسكرية متقدمة لدى الحوثيين يشير إلى توسع فى سلاسل التوريد التى يعتمدون عليها، ما يعزز استقلاليتهم عن الدعم الإيرانى التقليدي.
وأضاف التقرير أنه تم اعتراض القارب الذى فتشه فريق أبحاث تسليح الصراعات فى أغسطس الماضي من قبل قوات المقاومة الوطنية اليمنية، المتحالفة مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، واحتوى القارب على مجموعة من الأسلحة المتقدمة، من بينها صواريخ مدفعية موجهة، ومحركات صغيرة أوروبية الصنع يُمكن استخدامها فى صواريخ كروز، ورادارات وأجهزة تتبع السفن، ومئات الطائرات المسيرة التجارية، وأجزاء من خلايا وقود الهيدروجين.
وتجدر الإشارة إلى أنه تقنية خلايا وقود الهيدروجين تعتبر معروفة منذ عقود، حيث استخدمتها ناسا خلال مهمات أبولو، كما بدأ استخدامها فى الطائرات العسكرية المسيرة فى أواخر العقد الأول من القرن الحادى والعشرين خلال الحروب الأمريكية فى العراق وأفغانستان.
وأوضح أندى كيلي، المتحدث باسم شركة إنتيليجنت إنرجى البريطانية، أن خلايا وقود الهيدروجين توفر قدرة تخزين طاقة أكبر بثلاث مرات مقارنة ببطاريات الليثيوم ذات الوزن المماثل، وهذا يمنح الطائرات المسيرة قدرة على الطيران لفترات أطول مع حمل وزن أكبر، مما يجعلها أكثر كفاءة لأغراض الاستطلاع والهجمات بعيدة المدى.
وأضاف كيلى أن أنظمة خلايا الوقود تصدر اهتزازات أقل مقارنة بالمحركات التقليدية، ما يجعلها أكثر ملاءمة لاستخدام أجهزة الاستشعار والمراقبة فى الطائرات المسيرة.
ويشير تقرير نيويورك تايمز إلى أن الحوثيين قد يكونون فى طريقهم إلى تحقيق اكتفاء ذاتى جزئى فى مجال التسليح، بعيدًا عن الحاجة المستمرة إلى الإمدادات الإيرانية.
هذا التطور قد يسمح لهم بتنفيذ هجمات أكثر تعقيدًا ضد السفن الحربية والتجارية، وربما توسيع نطاق عملياتهم ليشمل أهدافًا خارج منطقة البحر الأحمر، ورغم أن الولايات المتحدة وحلفاءها يبذلون جهودًا كبيرة لتعقب شحنات الأسلحة المتجهة إلى الحوثيين، فإن هذه القضية تبرز مدى تعقيد النزاع فى اليمن، خاصة مع تزايد استخدام الحوثيين لتكنولوجيا متقدمة قد تُغير من معادلة الصراع فى المنطقة.
ويكشف تقرير الصحيفة الأمريكية بالتعاون مع أبحاث تسليح الصراعات عن تطور استراتيجى فى ترسانة الحوثيين، يتمثل فى اعتمادهم على خلايا وقود الهيدروجين لتشغيل طائراتهم المسيرة، هذه التقنية تمنحهم قدرة على التحليق لمسافات أطول وبشكل أكثر سرية، مما قد يشكل تحديًا جديدًا للقوات الأمريكية والإسرائيلية وحلفائهما فى المنطقة.
وبينما يظل المصدر النهائى لهذه المكونات غير واضح، فإن التحليل يشير إلى أن الحوثيين قد يكونون بصدد تحقيق استقلالية أكبر فى تسليحهم، مما قد يزيد من تعقيد المشهد الأمنى فى اليمن والشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • خلايا وقود الهيدروجين قفزة تكنولوجية للحوثيين قد تغيّر قواعد اللعبة العسكرية في البحر الأحمر
  • الوزراء: نستهدف الوصول لـ«صفر» انبعاثات كربونية باستخدام وقود الطيران المستدام
  • الوزراء: وقود الطيران المستدام فرصة لخفض الانبعاثات الكربونية
  • تكنولوجيا المسيرات الحوثية وعلاقتها بالشركات الصينية
  • كربلاء.. مصرع عامل نتيجة تسرب غاز بمحطة وقود
  • حرب البيانات.. الأهلي يرفض عقوبات "الرابطة" ويتمسك بمطالبه
  • عندما تصبح البيانات سلاحا.. هل يشكل ديب سيك تهديدا لأمان وخصوصية المستخدمين؟
  • تقرير دولي يكشف عن تهريب تكنولوجيا هيدروجينية صينية للحوثيين
  • هل يمكن للأقليات الأيديولوجية أن تكون قاطرة لأي مشروع مواطني؟
  • بعد تسريب 2.3 مليون بطاقة ائتمانية.. أخطر برامج سرقة البيانات وكيفية الحماية منها