إخطارات بهدم 9 منازل بحي البستان و"بن غفير" يتوعد بزيادة الهدم في القدس
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
القدس المحتلة - خاص صفا
وزعت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة، صباح الخميس، إخطارات هدم على تسعة منازل في حي البستان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، بحجة البناء دون ترخيص.
واقتحمت طواقم من بلدية الاحتلال برفقة عناصر الشرطة حي البستان، أحد أحياء بلدة سلوان، وشرعت بتعليق أوامر هدم على تسعة منازل، وتوزيع استدعاءات لأصحابها لمراجعة "قسم الرقابة والأبنية" في البلدية، يوم الخامس من أيلول/ سبتمبر المقبل.
وذكر عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب أن إخطارات الهدم طالت منزله مجددًا، ومنازل عائلات أبو رجب، وأبو شافع، وعبد اللطيف، وقراعين، وعايد، وجلاجل، بالإضافة إلى استدعائهم للمثول أمام المحققين في بلدية الاحتلال.
وأشار أبو دياب، في تصريح خاص لوكالة "صفا"، إلى أن أحد المنازل المستهدفة قائم منذ ما قبل الاحتلال عام 1948، موضحًا أن هذه سياسة إسرائيلية ممنهجة ومبرمجة لتفريغ المدينة المقدسة من أهلها، وإحلال المستوطنين مكانهم.
وقال إن وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير دعا إلى زيادة وتيرة هدم المنازل في القدس، بحجة أنها "غير قانونية"، وهناك تخوفات مقدسية من إقدامه على تنفيذ عمليات تطهير عرقي بحق المقدسيين خلال المرحلة القادمة.
وأوضح أن هناك محاولات إسرائيلية لزيادة الضغط على المقدسيين، عبر تصعيد الهدم والتطهير العرقي، كوسيلة لتهجيرهم وتفريغ المدينة.
ولفت إلى أن الاحتلال يهدم منازل المقدسيين، بحجة عدم الترخيص، في المقابل يمنع منحهم أي رخص للبناء، ويتم رفض 97% من طلباتهم، مما يضطرهم للبناء دون ترخيص، في ظل حاجتهم الماسة للبناء والسكن.
وأضاف أن هذه الضغوطات تتركز أكثر في محيط المسجد الأقصى، وخاصة بلدة سلوان، الحاضنة الجنوبية للمسجد، والتي يسعى الاحتلال للاستيلاء عليها كاملة، تمهيدًا للانقضاض على المسجد.
أطماع مستمرة
ووفقًا لأبو دياب، فإن أطماع الاحتلال في حي البستان لم تتوقف يومًا، باعتباره يشكل الدرع الحامي للأقصى، والمدافع عنه من أي مخططات تهويدية.
وتابع أن "عين الاحتلال على الأقصى، ولا يمكن تنفيذ مخططاته ضده، إلا في حال سيطر على المناطق المحيطة به، وأبعد المقدسيين عنها، لذا أتوقع زيادة الضغط على حي البستان، والأحياء المقدسية المجاورة".
ويقع الحي على بعد 300 متر من السور الجنوبي للمسجد الأقصى، ليمتد على مساحة 70 دونمًا، يدعي الاحتلال أنه يمثل "إرثًا حضاريًا تاريخيًا للشعب اليهودي"، لذلك عمل على تهويد اسمه وتحويله إلى "حديقة الملك داوود".
وقال الباحث المقدسي إن الاحتلال يعمل على مخطط لاستكمال ما يسمى "الحدائق التوراتية" في حي وادي الربابة الملاصق للبستان، بهدف تغيير المشهد العام، وطمس المعالم العربية والإسلامية في المنطقة.
وأضاف أن هناك أيضًا مخططًا لجلب 25 ألف مستوطن حتى عام 2035، وتوطينهم في السور الجنوبي للأقصى حتى بلدة جبل المكبر، وسيكون لبلدة سلوان النصيب الأكبر من ذلك.
وأكد أن سلطات الاحتلال تريد صناعة تاريخ عبري مزيف في القدس، وإثبات أن لليهود حضارة وتاريخ قديم يعود لحقبة "الهيكلين الأول والثاني".
ومنذ عام 2005، تسعى بلدية الاحتلال لهدم البستان بأكمله، إلا أن سكانه البالغ عددهم 1500 نسمة، لا يتوانوا في الدفاع عنه والنضال لأجل التشبث بمنازلهم، ورفض تهجيرهم منه.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: حي البستان سلوان القدس الهدم في القدس جرائم الاحتلال بلدیة الاحتلال فی القدس
إقرأ أيضاً:
في ذكرى النكبة.. الأعلام الإسرائيلية تغزو القدس والمستوطنون يتوعدون الأقصى
القدس المحتلة - الوكالات
في الوقت الذي يحتفل فيه الإسرائيليون بما يُعرف بـ"يوم الاستقلال"، والذي يصادف هذا العام يوم الخميس 1 مايو، تتجدد المخاوف من تصعيد الانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، مع تصاعد دعوات الجماعات اليهودية المتطرفة لاقتحام المسجد ورفع الأعلام الإسرائيلية داخله.
ويوافق هذا اليوم، وفق التقويم العبري، ذكرى إعلان قيام "دولة إسرائيل" في الخامس من مايو عام 1948، قبل يوم واحد من انتهاء الانتداب البريطاني لفلسطين. غير أن هذه المناسبة تمثل للفلسطينيين ذكرى نكبتهم الكبرى، التي تم خلالها تهجير مئات الآلاف من ديارهم وتحويلهم إلى لاجئين داخل وخارج وطنهم.
وفي السنوات الأخيرة، تحوّل هذا اليوم إلى محطة بارزة في أجندة الاقتحامات الجماعية للمسجد الأقصى من قبل المستوطنين، الذين يحظون بحماية من شرطة الاحتلال. ووفق دائرة الأوقاف الإسلامية، بلغ عدد المقتحمين في المناسبة ذاتها العام الماضي 526 مستوطنًا، بزيادة 11% عن عام 2023، حيث سُجل اقتحام 474 مستوطنًا للأقصى.
وخلال هذه الاقتحامات، شهدت ساحات المسجد انتهاكات لحرمة المكان، تمثلت في ترديد النشيد الإسرائيلي "هاتيكفا"، ورفع الأعلام، وأداء طقوس تلمودية منها "السجود الملحمي"، في محاولة متكررة لفرض واقع جديد داخل أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
من جهته، حذر خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري من خطورة هذه الدعوات، مؤكدا أن "هذه الجماعات تستغل المناسبات الوطنية والدينية لتكثيف الاقتحامات"، واصفا ما يجري بأنه "عدوان واستباحة واستفزاز لمشاعر المسلمين يجب التصدي له بشدّ الرحال إلى الأقصى".
وفي سياق متصل، نشرت منظمة "بيدينو" المتطرفة دعوة صريحة لرفع الأعلام داخل المسجد الأقصى، مصحوبة بتصميم يظهر قبة الصخرة محاطة بعشرات الأعلام الإسرائيلية، وعلّق رئيس المنظمة توم نيساني قائلاً: "برأيي، أهم مكان للتلويح بالعلم في يوم الاستقلال هو على جبل الهيكل".
التحركات الإسرائيلية لم تقتصر على وسائل التواصل أو الشعارات، بل امتدت إلى الفضاء العام في القدس، حيث نشرت بلدية الاحتلال آلاف الأعلام الإسرائيلية في مختلف الشوارع، بما في ذلك محيط البلدة القديمة، مما اعتبره المقدسيون استفزازًا مباشرًا في مدينة محتلة.
من جانبه، قال المحامي المقدسي بلال محفوظ إن تكثيف الدعوات لاقتحام الأقصى في مناسبة وطنية لا دينية يمثل استفزازًا واضحًا، ومحاولة لفرض السيادة الإسرائيلية على المكان، في خطوة تهدد الاستقرار وتستفز مشاعر المسلمين في أنحاء العالم.
وتستعد جماعات "جبل الهيكل" لما تسميه "أكبر مشاركة جماعية في يوم الاستقلال داخل الحرم"، وسط توقعات بأن يتكرر سيناريو العامين الماضيين برفع الأعلام داخل باحات الأقصى، مما ينذر بتصعيد محتمل في مدينة القدس المحتلة.