عقدت اليوم في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الجلسة الافتتاحية للدورة العادية (112) للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري.

وألقى أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية كلمة في الجلسة الافتتاحية جاء فيها ترحيبه بتولي الجمهورية اليمنية رئاسة الدورة الحالية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، وعبر عن شكره للجمهورية الإسلامية الموريتانية على حسن إدارتها لأعمال الدورة السابقة للمجلس بحكمة واقتدار.

وقال: "إننا نفتتح اليوم أعمال الدورة الثانية عشرة بعد المائة لهذا المجلس الموقر، ونُتمّم معها بحمد الله العام السبعين لانطلاق أولى جلساته.. .حيث استطاع مع توالي دوراته عبر العقود الماضية أن يُحقّق إنجازات عربية راسخة وضعت علامات مضيئة في مسيرة العمل العربي المشترك".

وأشار إلى أن هذا المجلس، ووفقاً لأحكام نظامه الداخلي، قد اضطلع بمسؤولية إدارة كافة الملفات الاقتصادية والاجتماعية للعمل العربي المشترك، وكذا الإشراف على الأجهزة العاملة في هذا الإطار.. .وهي مسؤولية تعاظمت مع تشابك الملفات وتوسع أجندة المجالس الوزارية وتزايد نشاط المنظمات المتخصصة العاملة في نطاق جامعة الدول العربية، وتعدد المجالات التي تتعامل معها.. .غير أن هذا المجلس الموقر، وبفضل إرادة دوله وتفاني القائمين على أمانته، تمكّن من الاضطلاع بهذه المسؤولية بكل جدارة واقتدار.

وتابع أبو الغيط: "لقد نجح هذا المجلس، بفضل تطور أدائه عبر مراحل متعاقبة، في التوصل إلى توافقات عربية هامة في مختلف المجالات الاستراتيجية التي تتعلق بصالح البلدان العربية ومصالح شعوبها، وأصدر عددا كبيرا من القرارات التي هدفت إلى المحافظة على ثوابت الأمن القومي العربي، وصيانة ركائزه الاقتصادية والاجتماعية والتنموية".

وأشار إلى أن توقيت انعقاد هذا المجلس يكتسب أهمية خاصة، فهو يأتي قُبيل موعد عقد القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الخامسة.. .والتي ستستضيفها الجمهورية الإسلامية الموريتانية في شهر نوفمبر القادم.. وكما تعلمون، فإن هذه القمة ستكون آخر قمة تنموية تنعقد وفقا للنظام المعمول به، وذلك قبل بدء تطبيق قرار تزامن انعقاد القمتين العادية والتنموية.

وأوضح أبو الغيط، أنه من المهم أن يتم الإعداد والتحضير الجيد لانعقاد تلك القمة التنموية، وحتى تخرج بنتائج وقرارات تقدّم إضافة جديدة في مسيرة التنمية والتحديث في كافة ربوع الوطن العربي.. .وأود أن أُحيط مجلسكم الكريم علماً بأنني أرسلتُ وفداً رفيع المستوى إلى الجمهورية الإسلامية الموريتانية، مطلع هذا الشهر، وذلك بهدف الوقوف على الترتيبات الموضوعية واللوجستية الخاصة بالتحضير لعقد القمة.. .وقد عقد الوفدُ لقاءاتٍ هامة مع المسؤولين الموريتانيين، وفي مقدمتهم معالي السيد وزير الخارجية ومعالي السيد وزير الاقتصاد والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى كبار المسؤولين المعنيين بالإعداد للقمة.

وقال إن الأمانة العامة أعدت تقريراً مُفصّلاً، يشمل مذكرات شارحة للموضوعات المُدرجة في مشروع جدول أعمال القمة التنموية في دورتها الخامسة.. .والتي تتمحور أعمالها حول الأمن الغذائي العربي.. تلك القضية المحورية والمصيرية التي تندرج تحت الأمن القومي العربي بمفهومه الواسع.

وأضاف: "ملف الأمن الغذائي اصبح مطروحاً بقوة وإلحاح على الأجندة الدولية والعربية، لا سيما في ضوء معطياتٍ مُقلقة تتعلق بتجارة الحبوب، وسلاسل إمدادها.. على خلفية الحرب في أوكرانيا.. فضلاً عن مؤشراتٍ أخرى مُقلقة تتعلق بتأثير التغير المناخي على حالة الأمن الغذائي في العديد من الدول، ومن بينها دول عربية. إن الأمن الغذائي يرتبط على نحو مباشر باستقرار المجتمعات، وهو ركيزة مهمة لمفهوم الأمن القومي العربي بمعناه الشامل.. وقد بات التعاون والتكامل العربي في هذا المضمار مطلباً مُلحاً، وضرورة تفرضها الظروف المُستجدة، وليس رفاهية أو هدفاً قابلاً للتأجيل، فتجدون معروضاً أمام حضراتكم اليوم المبادرة التي شرُفتُ بإطلاقها من أجل دعم جهود إنقاذ الموسم الزراعي في جمهورية السودان، بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية، وذلك لتخفيف الأعباء الناجمة عن النزاع والتي تهدد بانتشار الجوع والنزوح على نطاق واسع في هذا البلد الشقيق".

وقال أمين جامعة الدول العربية، إن اجتماع اليوم ينظر أيضا من بين بنود جدول أعماله.. .في العديد من الموضوعات المهمة ذات الصلة، ومن بينها سُبل تقديم الدعم للاقتصاد الفلسطيني في ظل الصعوبات تواجهه جرّاء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، فضلاً عن تقديم الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني في مجابهة التحديات المالية والعقوبات الاقتصادية الجائرة المُمارسة ضده.

ولفت أبو الغيط، إلى إن الأزمات التي مرّت بها منطقتُنا العربية والعالم أجمع خلال الفترة القليلة الماضية، قد أنتجت ظروفاً استثنائية لا نزال نعيش تحت وطأتها، ونستقي منها الدروس والعِبر.. وفي مقدمتها ضرورة التعاون المشترك والتكاتف لتخطيها بأقل الأضرار، مشيرا إلى أن هذه الظروف الاستثنائية تقتضي تقديم دعم مضاعف للمنظمات العربية المتخصصة في ضوء الدور المحوري الذي تضطلع به باعتبارها الأذرع التنفيذية لمنظومة العمل العربي المشترك من خلال اقتراح المبادرات وتنفيذ الاستراتيجيات، موضحا أن مجلس الاقتصادي والاجتماعي يظل الجهة العُليا المنوط بها الإشراف على حُسن قيام تلك المنظمات بمهامها المُبيّنة في مواثيقها.. .ومن هنا، فإن الأمر يتطلب دعم مجلسِكم الموقر لها، بما يحقق النتائج المرجوة من إنشائها، ويدفع قُدماً بفاعلية آليات عمل المنظومة العربية،

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أبو الغيط الجامعة العربية الرئيس اليمني المنظمات العربية جامعة الدول العربية الاقتصادی والاجتماعی الدول العربیة الأمن الغذائی هذا المجلس أبو الغیط

إقرأ أيضاً:

أبو الغيط: خطة إعمار غزة تضمن وحدة الضفة والقطاع تحت إدارة موحدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد السفير أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن البيان الصادر عن القمة العربية الطارئة يعكس الأهمية التي توليها الدول العربية لإنهاء العمليات العسكرية في غزة، مشيرًا إلى أن الوثيقة الختامية شددت على ضرورة استكمال الاتفاق المتعلق بوقف إطلاق النار في القطاع، كما تضمنت إشارة إلى إمكانية نشر قوات دولية للمساهمة في حفظ الأمن والاستقرار في كل من غزة والضفة الغربية.  

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، عقب اختتام أعمال القمة المنعقدة في القاهرة لمناقشة المستجدات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، أوضح أبو الغيط أن المبادرة الخاصة بإعادة إعمار غزة تهدف إلى ضمان بقاء القطاع والضفة ضمن إطار إداري موحد، بما يعزز من استقرار الأوضاع ويضع الأسس لإعادة البناء.  

كما شدد الأمين العام على أن الدول العربية أكدت خلال القمة رفضها القاطع لأي محاولات تهدف إلى ترحيل السكان الفلسطينيين من أراضيهم تحت أي ذريعة، مؤكدًا أن خطة الإعمار المطروحة تتضمن مسارًا سياسيًا وأمنيًا واضحًا يسهم في تحديد مستقبل القطاع ضمن رؤية شاملة.

وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي المصادقة على البيان الختامي الصادر عن القمة العربية الطارئة، إلى جانب تبني الخطة التي وضعتها مصر من أجل إعادة إعمار قطاع غزة وتنميته.  

وجاء انعقاد القمة الطارئة بناءً على طلب تقدمت به فلسطين لمناقشة التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، حيث ترأس الرئيس السيسي أعمال القمة التي شهدتها العاصمة الإدارية الجديدة، وسط اهتمام واسع بالنتائج التي ستصدر عنها، خصوصًا في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية والتصعيد العسكري في القطاع.  

وكانت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أدلى بها قبل نحو شهر، قد أثارت جدلًا واسعًا بعد إعلانه عن نواياه بشأن السيطرة على غزة وترحيل سكانها إلى مناطق أخرى، وهو ما قوبل برفض قاطع من الدول العربية. ودفع هذا الموقف مملكة البحرين إلى المطالبة بعقد اجتماع عربي طارئ في القاهرة، استجابةً للطلب الفلسطيني بضرورة مناقشة تداعيات هذه التصريحات.  

وفي 21 فبراير الماضي، شارك الرئيس المصري في لقاء غير رسمي استضافته السعودية، بحضور قادة مصر، السعودية، الإمارات، قطر، الكويت، والأردن، إضافة إلى ولي عهد البحرين، حيث تناول الاجتماع المستجدات الخاصة بالقضية الفلسطينية والجهود الدبلوماسية المبذولة لمواجهتها.

مقالات مشابهة

  • أبرز ما جاء في بيان الجمهورية اليمنية أمام جلسة مجلس الأمن الدولي
  • رئاسة كوردستان: المرحلة الحالية تتطلب الاستناد للتعاون المشترك
  • أبو الغيط: القمة أكدت الموقف العربي الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني
  • ابو الغيط: القمة العربية غير العادية قدمت بديلا عمليا وواقعيا لمقترح إخراج الفلسطينيين
  • أبو الغيط: خطة إعمار غزة تضمن وحدة الضفة والقطاع تحت إدارة موحدة
  • الرئيس الشرع: كانت سوريا ومازالت جزءاً من هذا البيت العربي الكبير وعودتها إلى جامعة الدول العربية لحظة تاريخية تعكس الرغبة بتعزيز التضامن العربي
  • جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية: نرحب بالسيد الرئيس أحمد الشرع رئيس الجمهورية العربية السورية ونتمنى لجهوده كل التوفيق لرفعة ورخاء بلده الشقيق
  • نائب: رئاسة البرلمان الحالية فاشلة بامتياز
  • نقلا عن رئاسة الجمهورية.. بث مباشر لأعمال القمة العربية حول فلسطين
  • رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع ووزير الخارجية السيد أسعد الشيباني يجتمعان برئيس المجلس الأوربي السيد أنتونيو كوستا على هامش القمة العربية غير العادية “قمة فلسطين”