لا ثقة في موقف مصر ويجب استبعاد اي حوار سوداني في القاهرة!
هناك من فرح بنبرة جديدة في الخطاب المصري وهي انهم مع إنهاء الحرب بالتفاوض وضد تشكيل حكومة في بورسودان، ومع نموذج شبيه باتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية وأنهم على تواصل مع كل الأطراف بما فيها الدعم السريع.
طبعا لمصلحة السلام نتمنى أن يكون هذا هو الموقف المصري الحقيقي ولكن ما نيل المطالب بالتمني!
مصر لضيق افقها السياسي الازلي خصوصا في التعامل مع السودان جعلت استراتيجيتها الثابتة" استدامة العجز الوطني في السودان"
هذه الحرب فتحت شهيتها على الاخر!!!
لماذا هذه النبرة الجديدة خصوصا تجاه الدعم السريع؟
السبب هو وقوع خبير عسكري مصري اسيرا لدى الدعم السريع وقتل خبير اخر وذلك في معركة حول سلاح المهندسين!
بالمناسبة ماهو توصيف المصريين المتورطين في القتال في السودان؟ مرتزقة؟ غزاة اجانب؟ ولا السؤال ممنوع؟
ولا مصر والسودان حاجة واحدة يا صلاة النبي احسن؟
ولما مصر والسودان حاجة واحدة لماذا يموت المرضى وكبار السن من السودان في المعبر إلى مصر انتظارا لتأشيرات أصبحت مثل لبن العصفور تباع بآلاف الدولارات؟
نظرية مصر هي ان السودانيين ناس مساكين في غاية الغشامة ( ممكن ينضحك عليهم بكلمتين ) وبالتالي بهذا الكلام المعسول والذي يرضي الشارع تريد مصر فقط التغطية على فضيحة مشاركتها في الحرب مع احد طرفي النزاع، الأمر الذي يجعلها غير مؤهلة على الاطلاق لان تكون وسيطا مقبولا لدى الفرقاء السودانيين ، وقبل الحرب مصر كانت مشاركة في انقلاب البرهان على الحكومة الانتقالية تخطيطا وتنفيذا، وبالتالي اذا كانت مصر فعلا تريد السلام في السودان عبر نموذج مثل اتفاق الطائف فعليها ان تترك امر السودان للدولة صاحبة الفضل في اتفاق الطائف وهي السعودية.
مصر تؤشر يمين وتلف شمال!
علينا اليقظة والحذر منها
مصر شغالة مع الكيزان بتنسيق تام مع قطر لا تريد السلام في السودان قبل أن تحصل على غنائمها من الحرب.
ارجع واقول نحن من فرطتنا في سلام ووحدة بلادنا واهدرنا طاقتنا في الاحتراب الداخلي، دون إيقاف هذه الحرب بإرادة وطنية صلبة ومبصرة ومستقلة وطنيا وواعية بكل التعقيدات والمؤامرات الاقليمية اللئيمة ستكون بلادنا نهبا لكل الطامعين فيها
في التعليقات تجدون رابطا لمقالاتي ذات الصلة بهذا الموضوع
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی السودان
إقرأ أيضاً:
إلى الحرابلة في مأزق لا للحرب: المستقبل يُبنى في الحاضر
وسط النزاع الدامي الذي يعيشه السودان، اختارت مجموعة من القوى السياسية والمجتمعية تبني موقف "لا للحرب"، وعرفت باسم "الحرابلة". ورغم أن هذا الموقف يبدو مبدئياً وشجاعاً، إلا أنه يواجه تحديات حقيقية، لا سيما في ظل التعقيد العسكري والسياسي الحالي. فرفض الحرب وحده لا يكفي، بل يتطلب تقديم بدائل عملية مقنعة تمهد لمستقبل أكثر استقراراً وعدالة.
الغضب الشعبي وانتهاكات الدعم السريع
يواجه الحرابلة معضلة كبرى تتعلق بالغضب الشعبي المتصاعد بسبب الانتهاكات الوحشية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في مختلف المناطق، وكذلك قام الجيش والمليشيات المتحالفة معه بجرائم وهي أيضاً مدانة، إلا أن جرائم مليشيا الدعم السريع كانت ممنهجة ومتكررة وكبيرة العدد بحيث أصبح من الاستحالة حصرها، وبعضها في مناطق ليس فيها تواجد حتى لنقطة شرطة، هذه الجرائم دفعت الآلاف من المدنيين للاستنفار وحمل السلاح دفاعاً عن أنفسهم واستعادة منازلهم وأراضيهم، ما يجعل دعوات وقف الحرب تبدو منفصلة عن واقع الضحايا ومعاناتهم. فكيف يمكن للحرابلة إقناع المتضررين بموقفهم دون أن يظهروا بمظهر الحياد البارد؟
معضلة السلطة الصفرية
الحرب الدائرة في السودان قائمة على معادلة صفرية، حيث يسعى كل طرف لإلغاء الآخر عسكرياً أو سياسياً تحت ذرائع مختلفة كاذبة، سواء كانت هدم دولة ٥٦ والقضاء على الكيزان وجلب الديمقراطية او حرب كرامة. في ظل هذه المعضلة، يصبح الحديث عن السلام دون تفكيك هذه المعادلة مجرد ترف سياسي. فكيف يخطط الحرابلة للتعامل مع هذا الواقع؟ وهل لديهم رؤية واضحة تضمن عدم تكرار تجارب الفشل السابقة التي بنيت على تقاسم السلطة مع العسكريين دون مساءلة ومحاسبة على الإنتهاكات؟. وفي خطاب رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك حول رؤية "صمود" لإيقاف الحرب دعا للقاء يجمع البرهان وحميدتي وهو ما يوحي بتفصيل دور سياسي لهم بعد الحرب ويقول المثل "من جرب المجرب حاقت به الندامة"
التدخلات الخارجية والموقف الانتقائي
لا يمكن فهم الحرب في السودان دون النظر إلى التدخلات الخارجية التي تغذيها. وبينما يركز البعض على الدعم الذي يتلقاه الجيش، يتم تجاهل الدعم الإماراتي الواسع لمليشيا الدعم السريع. هذا الانتقائية في الطرح تضعف مصداقية تيار "لا للحرب"، فهل يملكون الجرأة على رفض جميع أشكال التدخل الخارجي بوضوح؟. كذلك دعا حمدوك في خطابه بتاريخ ٤ مارس حول رؤية "صمود" لإيقاف الحرب لتشكيل قوة أفريقية و/أو دولية لحفظ السلام، وهذا أمر يبدو بعيد المنال في ظل تقليص الولايات المتحدة دورها الخارجي في أفريقيا وبالتالي دعم قوات حفظ السلام وهي الممول الأكبر لها. كما أن اعتقال ياسر عرمان في كينيا وإطلاق سراحه في تحليلي يبدو بايعاز من كفيل الدعم السريع لكينيا لتوجيه رسالة ل"صمود" لرفضهم مساندة حكومة مليشيا الدعم السريع، أكثر من تنفيذ مذكرة إعتقال حمراء للانتربول والشواهد كثيرة.
الانقسامات الداخلية وخطر التفكك
مع تصاعد الخلافات داخل تيار "لا للحرب"، بدأت بعض مكوناته تدعم مشاريع سياسية مرتبطة بمليشيا الدعم السريع، بل وظهرت كيانات موالية له في مناطق سيطرته. هذا التوجه يثير تساؤلات حول ما إذا كان التيار لا يزال معارضاً للحرب، أم أصبح غطاءاً سياسياً لمشاريع إعادة تشكيل السودان وفق أمر واقع جديد؟. وهل كان هذا الإنحياز للمليشيا يؤثر على مواقف تقدم قبل إنقسامها وتسبب في تضارب رسائلها الإعلامية للسودانيين؟
الضعف الإعلامي وغياب الرسالة الموحدة
تعاني قوى "لا للحرب" من ضعف إعلامي واضح، إذ تفتقر إلى خطاب موحد ومؤثر يصل إلى الشارع السوداني. عليهم تقديم رؤية تخاطب مخاوف المواطن البسيط. فهل يدركون أن مجرد رفع شعار "السلام" دون ربطه بحلول واقعية ويعالج تفكير المواطن البسيط لن يكسبهم تأييد الشارع؟.
غياب الشفافية وإرث المرحلة الانتقالية
كثير من قادة هذا التيار كانوا جزءاً من المشهد السياسي بعد سقوط البشير، ولم يلبوا تطلعات الشارع حينها. هذا الإرث السياسي يضعف الثقة في خطابهم الحالي، لا سيما في ظل غياب بيانات واضحة منهم في كثير من المواقف أثناء الحرب، بل وتضاربها أحياناً. كذلك لم يوضحوا جهودهم وخططهم لوقف الحرب للشارع السوداني.
"لا للحرب" وحدها لا تكفي
في ظل هذه التحديات، يظل السؤال مفتوحاً كيف يمكن تحقيق السلام دون معالجة الغضب الشعبي الناجم عن الانتهاكات؟ وهل لديهم تصور عملي لنزع سلاح المليشيات مع الطرفين التي باتت أمراً واقعاً؟ إذا كانوا يرفضون التدخلات الخارجية، فلماذا يتجاهلون دعم الإمارات للدعم السريع وهي خطر عليهم أيضاً حيث ترفض وتعيق أي تحول ديمقراطي؟ وأخيراً، إذا انتهت الحرب بسيطرة الطرفين كل على جزء من البلاد، فما هو موقفهم من المستقبل، أم أن "لا للحرب" مجرد شعار لا يتجاوز هذه المرحلة؟
mkaawadalla@yahoo.com
محمد خالد