حسب وكالة الإحصاءات الرسمية الروسية، كان إنتاج المركبات والمقطورات وشبه المقطورات أعلى بنسبة تزيد عن 50 في المئة شهر يونيو (حزيران) الماضي بالمقارنة مع الشهر نفسه من سنة 2022.

من الممكن زيادة السحب من صندوق الرفاه الوطني في روسيا


 في غضون ذلك، أفاد البنك المركزي أنه في الربع الأول من هذه السنة، كان نقص العاملين في المؤسسات الصناعية في ذروة حدته منذ بدء السجلات سنة 1998.

ويقدر البنك المركزي أيضاً أن معدل التضخم خلال الأشهر الثلاثة الماضية معاداً احتسابه على أساس سنوي بلغ 7.6 في المئة، وهو أعلى بكثير من الهدف البالغ 4 في المئة سنوياً.

Russia still has options to sustain its creaking war economy https://t.co/tS2F2CC8uJ | opinion

— Financial Times (@FT) August 30, 2023


علق الكاتب في صحيفة "فايننشال تايمز" طوني باربر على هذه الأرقام مشيراً إلى أنه يتعين على المراقبين التعامل مع البيانات الاقتصادية الرسمية في روسيا بمقدار كبير من الحذر. لكنه أضاف أن الصورة التي ترسمها هذه المؤشرات الثلاثة هي على الأرجح غير بعيدة من الحقيقة. بعد ثمانية عشر شهراً من غزوها الشامل لأوكرانيا، تظهر روسيا العديد من الأعراض الكلاسيكية لاقتصاد الحرب، مثل التضخم ونقص العمالة وارتفاع الإنفاق الحكومي وتمويل العجز.

 الخيارات المتاحة بالنسبة إلى كييف ومؤيديها الغربيين، السؤال هو ما إذا كانت الضغوط المفروضة على الاقتصاد الروسي ستصبح شديدة إلى حد إخراجها حرب الضم التي يشنها الكرملين في أوكرانيا عن مسارها في مرحلة ما من المستقبل. ولا يشك الكاتب في أن العقوبات الغربية تؤدي إلى تفاقم هذه الضغوط خصوصاً من خلال خفض عائدات صادرات النفط والغاز الروسية. مع ذلك، لا يزال لدى صناع القرار في الكرملين تدابير متاحة لدعم الاقتصاد العسكري.
من الممكن، على سبيل المثال، زيادة السحب من صندوق الرفاه الوطني في روسيا، وهو نوع من أنواع الاحتياط من الأصول السائلة المخصصة للمراحل الصعبة، بما فيها الذهب والرنمينبي الصيني. ويمكن للسلطات أيضاً توسيع نطاق إصدار السندات المحلية.
وتشمل الخيارات الأخرى التي قد تعالج مشاكل هروب رؤوس الأموال وانخفاض قيمة الروبل فرض ضوابط على رأس المال وإلزام المصدّرين بتحويل عائدات النقد الأجنبي إلى العملة الروسية. أخيراً وليس آخراً، تستطيع الحكومة زيادة الضرائب أو خفض الإنفاق الحكومي غير العسكري، أو القيام بالأمرين معاً.
خطة الكرملين

يبدو أن الخطوتين الأخيرتين غير جذابتين بنظر الكرملين الذي حاول الحفاظ على وهم لدى المواطنين بأن الحياة يمكن أن تستمر كالمعتاد بشكل أو بآخر على الرغم من الحرب. وتعرض هذا الوهم لبعض الثقوب بسبب أحداث كالتمرد الفاشل الذي قام به أمير الحرب المتوفى يفغيني بريغوجين والتعبئة الجزئية للمدنيين والواقع الكاسح المتمثل في أن الحرب استمرت لفترة طويلة.

Russia still has options to sustain its creaking war economy https://t.co/tS2F2CC8uJ | opinion

— Financial Times (@FT) August 30, 2023


لكن من الناحية الاقتصادية، تابع باربر، يريد الكرملين تقليص أو تجنب الخطوات التي تخاطر بالضغط على مستويات المعيشة وتنفير عامة الناس قبل الانتخابات الرئاسية في السنة المقبلة. وبالرغم من أن هذا سيكون طقساً سياسياً منظماً بشكل صارم عوضاً عن أن يكون منافسة حقيقية، لا تزال السلطات ترغب في تحقيق نصر ساحق لبوتين. وكلما ارتفعت نسبة الإقبال على التصويت أصبح الروس العاديون أكثر ارتباطاً بأحضان النظام ــ حسب التفكير الرسمي على الأقل.

الرهان الأقوى الوقت هو العامل الأكثر أهمية بالنسبة إلى الكرملين. حساباته الواضحة هي أن الاقتصاد الروسي يحتاج إلى الصمود حتى تتحول موجات الرأي السياسي في الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة. يفصل العالم أقل من 15 شهراً عن الانتخابات الأمريكية السنة المقبلة، ومن المؤكد أن موسكو تأمل أن تنتج رئيساً ومشرعين أقل حماساً بشأن تمويل حرب أوكرانيا للدفاع عن نفسها.
أضاف الكاتب أنه بإزالة الولايات المتحدة وحلفائها أو خفضهم الدعم العسكري ودعم الموازنة المقدمين إلى أوكرانيا، ستبدو احتمالات مقاومتها للعدوان الروسي قاتمة بالفعل. حتى مع هذا الدعم، انخفض الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا بنسبة 10.5 في المئة خلال الربع الأول من 2023 بالمقارنة مع نفس الفترة من عام 2022.
غادر ملايين اللاجئين أوكرانيا. ويخضع جزء كبير من جنوب وشرق البلاد للاحتلال الروسي. عطلت موسكو بشكل عظيم تصدير السلع الصناعية والزراعية الأوكرانية، وأدى تدميرها المادي للمدن والبنية التحتية وغيرها من الأصول إلى أضرار بمئات المليارات من الدولارات. وأياً كانت الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد الروسي، فهي لا تقارن من حيث الحجم بتلك التي يواجهها اقتصاد أوكرانيا.
هدف مؤجل أوضح الكاتب أن هذه الصعوبات ليست خطيرة كما كانت في بعض الحروب الروسية السابقة. كان التضخم المفرط في الحرب العالمية الأولى أحد العوامل وراء الاضطرابات الداخلية التي أدت إلى انهيار القيصرية في ثورة فبراير (شباط) 1917. وفي الحرب العالمية الثانية، ألحق الغزو النازي خسائر اقتصادية وبشرية مذهلة بالاتحاد السوفييتي، مما جعل الحرب صراعاً وجودياً من أجل البقاء.
بالنسبة إلى الأوكرانيين، إن الحرب الحالية تمثل أيضاً صراعاً من أجل البقاء، كدولة مستقلة وأمة ذات هوية منفصلة غير روسية. بالنسبة إلى الروس، لا تتعلق الحرب بالبقاء الوطني على الإطلاق وفق باربر. قد يتعلق الأمر ذات يوم ببقاء حكم بوتين ــ لكن من وجهة نظر اقتصادية بحتة، لا يزال ذلك اليوم بعيداً بعض الشيء.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية بالنسبة إلى فی المئة

إقرأ أيضاً:

فايننشال تايمز: بشار نقل طنين من الدولارات خارج سوريا.. كم قيمتها؟

أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" أن البنك المركزي السوري نقل لرئيس النظام المخلوع بشار الأسد نحو 250 مليون دولار نقداً إلى موسكو خلال فترة عامين، عندما كان مديناً للكرملين مقابل الدعم العسكري.

وأضافت الصحيفة أن أقارب الأسد كانوا يشترون أصولاً في روسيا سرًا خلال تلك الفترة.

كما كشفت الصحيفة عن سجلات تظهر أن نظام الأسد، في ظل معاناته من نقص حاد في العملة الأجنبية، نقل جواً أوراقاً نقدية تزن نحو طنين من فئة 100 دولار و500 يورو إلى مطار فنوكوفو في موسكو.

تم إيداع هذه الأموال في البنوك الروسية الخاضعة للعقوبات بين عامي 2018 و2019.


وتؤكد التحويلات النقدية غير العادية من دمشق كيف أصبحت روسيا الحليف الأساسي لبشار الأسد، الذي قدم له الدعم العسكري لإطالة أمد نظامه، كما تعد واحدة من أهم الوجهات للأموال السورية بعد أن دفعتها العقوبات الغربية للخروج من النظام المالي.

تزامنت شحنات الأموال النقدية إلى روسيا مع اعتماد سوريا على الدعم العسكري من الكرملين، بما في ذلك مرتزقة مجموعة فاغنر. وفي الوقت نفسه، بدأت عائلة الأسد الممتدة في شراء عقارات فاخرة في موسكو.


الهروب من مطار حميميم
ويذكر أن رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد٬ هرب من مطار حميميم بريف مدينة اللاذقية الساحلية، غربي سوريا، إلى موسكو، حيث نال اللجوء الإنساني.

ووفقًا لتقارير وتسريبات غير رسمية، اصطحب الأسد معه مليارات الدولارات وكميات كبيرة من الذهب، بعد مسيرة طويلة من الإتاوات ونهب ثروات البلاد عبر ممثلين له، أبرزهم زوجته أسماء عبر المكتب السري بالقصر الرئاسي.

وأفادت مصادر أن الأسد لم يتمكن من سرقة ما تبقى من احتياطي المصرف المركزي قبل هروبه إلى موسكو.

وخلال تخطيطه للهروب، قام الأسد بتفريغ الخزائن من الذهب والعملات الأجنبية، وأخفى خطته حتى عن أخيه ماهر، قائد الفرقة الرابعة، تاركًا إياه وبقية المسؤولين في مواجهة مصيرهم.


وأكمل بشار الأسد مسيرة النهب التي بدأها والده، لتبلغ ثروته، وفق تقديرات وزارة الخارجية الأميركية قبل عامين، نحو ملياري دولار.

مقالات مشابهة

  • بوتن يقول إن العدد الكبير من المتطوعين يحول مسار الحرب في أوكرانيا لصالح روسيا
  • "فايننشال تايمز": من دمشق إلى موسكو.. الأسد هرب 250 مليون دولار جواً في سلسلة رحلات سريّة
  • فايننشال تايمز: الأسد شحن طنين من الدولارات واليوروات إلى روسيا
  • فايننشال تايمز: نظام الأسد نقل 250 مليون دولار إلى موسكو
  • فايننشال تايمز: نظام بشار الأسد نقل لموسكو مبالغ نقدية تزن طنين
  • فايننشال تايمز: بشار نقل طنين من الدولارات خارج سوريا.. كم قيمتها؟
  • عاجل| فايننشال تايمز: نظام الأسد نقل أوراقا نقدية تزن نحو طنين إلى مطار فنوكوفو بموسكو بين عامي 2018 و2019
  • فايننشال تايمز: ندرة الدقيق تفاقم أزمة الجوع في غزة
  • فايننشال تايمز: مساعدات غزة تقترب من أدنى مستوياتها
  • الكرملين: روسيا لا تسعى إلى هدنة بل إلى سلام دائم في أوكرانيا