سفير السودان بليبيا .. خارج كبسولة الدبلوماسية!
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
إن فوكس
najeebwm@hotmail.com
السودان بلد الثقافة والحضارة الذي أنجب قيادات تاريخية القيادات في كل المجالات في السياسة والدبلوماسية وفي الإقتصاد في القانون في العسكرية في الطب في الثقافة واشعر والأدب والفن والرياضة وأخيراً للأسف الشديد في (اللصوصية) التي أصبحت علم بعد استيلاء سيئة الذكر حكومة الإنقاذ على السلطة الألقاب أصبحت مجانية والترقيات والرتب العسكرية تمنح خارج معايير الأقدمية والتراتبية العسكرية وتمنح كهبات بغرض المراضاة حتى رتبة فريق وشهادة الدكتوراه تحصل عليها من دون تحصيل علمي والذين حصلوا عليها لا يفرقون بين الشيء ونقيضه.
في ظل الإخفاقات والانتكاسات المتتالية للدبلوماسية السودانية أصبحت السلطة الإنقلابية تستنجد بالحرس القديم الذي سبق ومني بهزائم دبلوماسية مذلة وما يعكس ذلك هي خطوة السلطة الانقلابية ربية سيئة الذكر حكومة الإنقاذ المتمثلة في تعيين إبراهيم محمد أحمد سفيراً للسودان في ليبيا الذي ظهر على قناة الجزيرة في لقاء أجراه معه مذيع قناة الجزيرة أحمد طه وعندما سأله عن لقاء حميدتي مع البرهان كان رده حميدتي إلا يكون بعاتي يعني مات وعادة للحياة مرة ثانية والمذيع لم يعرف معني بعاتي وجهجه (باكات) المذيع ولما قال له أكيد مات ... قال له رحمة الله عليه مات وشبع موت إذا ما عندك المعلومة خذها مني.. وا أسفاه على الدبلوماسية السودانية .. رحمة الله على محمد أحمد المحجوب وجمال محمد أحمد الأديب والمؤرخ الدبلوماسي ومنصور خالد والسفير صلاح أحمد إبراهيم واحدا من الأدباء السودانيين والعرب عشنا وشفنا..!!
المؤسف السفير إبراهيم محمد أحمد كان برتبة فريق ركن بالقوات المسلحة ومدير وحدة تنفيذ مطار الخرطوم الجديد (على الورق) !! لكنه يفتقد إلى الأدوات الدبلوماسية ومن قولة تيت حلقنا بنا إلى الزمن الجميل عالم (الحبوبات) وقدم فاصل من الكوميديا فاق الممثلين المصريين عادل إمام ويونس الشلبي واحمد بدير لم نشهد طيلة حياتنا سفير سوداني بهذا التسطيح ويوجد في الدول العربية وغيرها دبلوماسيين مؤهلين بغض النظر عن انتماءاتهم تلمسوا حاجات المواطنين وتسهيل إجراءاتهم وما شغالين بالبعاتي والهمباتي.
الوضعية التي تعيشها الدبلوماسية السودانية بعدانقلاب 25 أكتوبر إثر استقدام أطراف من الحرس القديم لا علاقة لهم بالدبلوماسية ساهموا في تأجيج الصراع حول الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع ومعظمهم يقرأ من ( كتاب الأخونجية) أدى إلى عجزت السلطة الإنقلابية عن تدبير الأوضاع الداخلية في البلاد والخارجية وأنعكس ذلك على فشل ممثلها في ليبيا لذي أصبح أضحوكة في وسائل التواصل الإجتماعي .
وزارة الخارجية من أهم الوزارات السيادية في الدولة والمهام المناط بها أن تنقل الصورة المثالية للبلاد ويجب على جميع أعضاء البعثة الدبلوماسية أن يتابعوا ويدافعوا عن حقوق المواطنين العاملين بالخارج ولكن سياسة التمكين صاحبي وصاحبك التي مارسها النظام المباد أدت إلى تشوهات كبيرة في وزارة الخارجية بتعيين العسكريين والوزراء بعد التقاعد إكرامهم بدرجة سفير في الخارجية وهم يفتقدون إلى كل الأدوات الدبلوماسية وحدث ما حدث في ليبيا سقوط السفير السوداني في قناة الجزيرة ولذا نطالب المسؤولين بإقالته فوراً حفاظاً على هيبة الدولة وسمعة السودان على مستوى العالم.
في هذا الزمن الأغبر شاهدنا معظم الذين يحملون رتب عسكرية رفيعة المستوى من ( كليات الخلا ) لواء خلا فريق خلا ولكن لا يمكن أبداً أن يكون (السفير الخلا ) فالدبلوماسية ليس دواس و(جغم) وبعاتي.. الدبلوماسية فن يحتاج تعلم مهاراته ودراسة أشكاله ومجموعة من القواعد والأعراف والمبادئ الدولية.
المجد والخلود لشهداء الوطن والعز والمجد لذويهم ووطنهم.
التحية لكل لجان المقاومة السودانية وتحية خاصة للجان مقاومة مدني (اسود الجزيرة) الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن الثورة ومكتسباتها نحن معكم أينما كنتم والدولة مدنية وإن طال السفر.
مسارات الوسط .. من أنتم ومن الذي فوضكم ؟
سلم .. سلم.. حكم مدني.. ما قلنا ليك الحكم طريقو قاسي من أولو ....
لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: محمد أحمد
إقرأ أيضاً:
قوات الدعم السريع، من الذي أنشأ الوحش حقًا؟ لا هذا ولا ذاك، بل هو اختراق استخباراتي مكتمل الأركان
في خضم التصريحات المتأخرة التي أدلى بها أحد قيادات المؤتمر الوطني لقناة الجزيرة محاولًا تحميل قوى الحرية والتغيير وزر تمكين قوات الدعم السريع يقف المراقب أمام مشهد عبثي تختلط فيه الحقائق بالمزايدات ويتحول فيه التاريخ إلى ساحة لتبادل التهم في حين أن السؤال الحقيقي يظل غائبًا عن الأذهان. من الذي أنشأ هذا الكيان أصلًا. ومن الذي سمح له بالنمو خارج مؤسسات الدولة حتى صار دولة موازية داخل الوطن.
الحقيقة التي لا يرغب كثيرون في مواجهتها هي أن الدعم السريع لم يكن صناعة وطنية محضة لا من قبل النظام السابق ولا من قبل القوى المدنية بل كان أداةً تم إعدادها بعناية فائقة في غرف المخابرات الإقليمية والدولية ووُظفت في لحظة فارقة من تاريخ السودان لخدمة أجندات تتجاوز حدود البلاد وسياقاتها الداخلية. لقد كان ظهوره المفاجئ وتضخمه السريع وتمتعه بحصانات فوق دستورية كلها إشارات واضحة على أن اللعبة أكبر من مجرد مليشيا محلية خرجت من رحم الصراع في دارفور.
النظام السابق يتحمل المسؤولية الأولى. لا لأنه أنشأ الدعم السريع بقراره السيادي. بل لأنه سمح بتكوين كيان مسلح خارج منظومة الجيش السوداني. منح قادته صلاحيات بلا سقف. وتعامل معهم كأداة لضرب الخصوم السياسيين وضبط الأمن الداخلي. ثم ما لبث أن تحول هذا الكيان إلى كابوس يفوق القدرة على السيطرة. وهو ما ظهر جليًا في المشاهد الأخيرة التي عصفت بالعاصمة ومدن السودان كافة.
وقد كان موقف الجيش السوداني واضحًا منذ البداية في رفضه لوجود قوات موازية خارجه. وقد صرّح حميدتي نفسه في مقابلته الشهيرة مع الصحفي الطاهر حسن التوم بأن قيادة الجيش كانت ضد التوسع في قوات الدعم السريع. وأنها حاولت تقييد نشاطه. إلا أن الرئيس السابق عمر البشير هو من تجاوز قرارات الجيش ومنح الدعم السريع شرعية غير مشروعة وفتح له أبواب التوسع والتغلغل في أجهزة الدولة والسيطرة على مواردها الحيوية و كان ذلك كما ذكرنا من قبل بسبب الصراعات السياسية داخل منظومة الحكم.. هذا الإقرار العلني من قائد المليشيا نفسه يكشف أن المشروع لم يكن مطلبًا من القوات المسلحة بل فُرض عليها من جهة عليا كانت رهينة لضغوط أكثر من حرصها على بنية الدولة الوطنية.
ولعل ما يثير الأسئلة العميقة هو أن حميدتي لم يأتِ بطلب من الجيش كما يزعم البعض. بل هو من عرض خدماته على المؤسسة العسكرية في توقيت دقيق خلال صراعات دارفور. مما يفتح الباب لتساؤل مشروع. من الذي أرسله أصلًا. ومن الذي هيأ له الأرضية ليتحول من قائد مليشيا محلية إلى شخصية ذات نفوذ يتجاوز حدود السودان. والإجابة التي تتضح مع تعاقب الأحداث هي أن نفس القوى الاستخباراتية الإقليمية والدولية التي أرسلته بادئ الأمر هي التي ظلت تدعمه سياسيًا وماليًا ولوجستيًا طوال السنوات الماضية. مما يؤكد أن الحكومة السودانية السابقة وقعت في فخٍ محكم صنعته جهات خارجية واستثمرت فيه باحتراف حتى استطاعت أن تغرس سكينًا في قلب الدولة.
أما الحديث عن مسؤولية الفريق أول عبد الفتاح البرهان في تمكين الدعم السريع فهو مجافٍ للواقع. فحين تولى البرهان القيادة كانت قوات الدعم السريع قد تحولت بالفعل إلى كيان مهيمن واسع الانتشار يملك المال والسلاح والعلاقات الدولية. وكانت أي محاولة مباشرة لتفكيكه ستعني الدخول في مواجهة شاملة مكلفة في وقت كان فيه السودان غارقًا في هشاشة سياسية واقتصادية غير مسبوقة. وقد حاول البرهان خلال تلك الفترة احتواء الموقف وتطويق النفوذ المتزايد لهذه القوات عبر دمجها تدريجيًا في القوات المسلحة. لكنه واجه مراوغة ممنهجة من قيادة الدعم السريع التي كانت تخطط لمشروعها الخاص بعيدًا عن سلطة الدولة وعقيدتها العسكرية.
أما قوى الحرية والتغيير فمسؤوليتها أخلاقية وليست تأسيسية. فهي لم تُنْشِئ الدعم السريع ولم تدفع به إلى الواجهة. لكنها تعاملت معه في مرحلة ما كقوة أمر واقع. وارتكبت خطأً استراتيجيًا في التحالف معه بطرق مختلفة..
من يتحدث اليوم عن تمكين الدعم السريع من قوى التغيير يتناسى أن هذا التمكين بدأ قبل التغيير بسنوات. وأن أولى مظاهره كانت في التعديلات الدستورية التي أُدخلت خصيصًا لشرعنة وجوده وتوسيع نفوذه داخل أجهزة الدولة. ثم في الصمت المريب عن نشاطه الاقتصادي والعسكري وتمويله المفتوح عبر شبكات إقليمية ودولية كانت ولا تزال ترى فيه حارسًا لمصالحها في السودان ومنطقة الساحل.
من هنا فإن تسطيح النقاش في هذه المرحلة الحاسمة وتحويله إلى معركة بين أنصار النظام السابق وخصومه أو بين مكونات قوى التغيير هو هروب من مواجهة الحقيقة العارية. وهي أن ما جرى كان اختراقًا استخباراتيًا مكتمل الأركان. وأننا جميعًا سلطة ومعارضة وقعنا في فخ لعبة أكبر من الجميع.
إن تحرير سردية الدعم السريع من قبضة التبرير والتسييس هو الخطوة الأولى نحو فهم جوهر الأزمة الراهنة ومآلاتها. فالمعركة اليوم ليست مع مجموعة متمردة فقط. بل مع مشروع طويل الأمد استثمر في الانقسام وتغذى على فشل النخب وتواطؤ بعضهم وصمت البعض الآخر.
إن كشف القوى الخفية التي صنعت هذا الوحش ورعته هو التحدي الحقيقي أمام كل من يدّعي الوطنية اليوم. فالمعركة لم تعد مع مليشيا طاغية فقط، بل مع مشروع استخباراتي دولي زرع في قلب السودان سرطانًا متشعبًا لا يمكن استئصاله بالإنكار أو التلاوم. استمرار الانشغال بلعبة الاتهامات وتوزيع المسؤوليات هو هروب من الحقيقة وتعطيل للمعركة المصيرية. المهم الآن هو التعرية الكاملة لهذا المشروع وفضح ارتباطاته الخارجية وقطع الحبل السري الذي يغذيه، هذا فقط ما يمكن أن يُصنّف عملًا وطنيًا نقيًا. أما ما دون ذلك، فإما تواطؤ معلن أو غفلة قاتلة.
habusin@yahoo.com