"معلومات الوزراء" يصدر تقريرا جديدا حول "ظاهرة النينيو"
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقريراً جديداً تحت عنوان "عودة النينيو"، سلط من خلاله الضوء على تعريف ظاهرة النينيو، ومدي تأثيراتها على الاقتصاد العالمي، وأيضاً تأثيرها على الزراعة، والتوقعات المُحتملة الخاصة بها، وأشار التقرير إلى تسبب "النينيو" في تسجيل العالم لأعلى درجة حرارة في تاريخه، حيث بلغ متوسط درجة الحرارة في العالم ارتفاعًا جديدًا في الثالث من يوليو 2023؛ حيث تجاوز 17 درجة مئوية لأول مرة، ليحطم الرقم القياسي السابق البالغ 16.
وأشار التقرير إلى أنه وفقًا للتقديرات تحدث ظاهرة "النينيو" في المتوسط كل سنتين إلى سبع سنوات، وتستمر النوبات عادةً من تسعة إلى 12 شهرًا، ووفقًا للبيانات الصادرة عن الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، فإن عام 2016، الذي قدر أنه العام الأكثر احترارًا، بين أحداث ظاهرة "النينيو" "، قد شهد ارتفاعًا بلغ 0.99 درجة مئوية فوق متوسط درجات الحرارة للقرن العشرين البالغة 13.9 درجة مئوية.
وأضاف التقرير أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أكدت أن هناك احتمالًا بنسبة 90% أن تستمر ظاهرة "النينيو" التي بدأت في النصف الأخير من عام 2023، حتى نهاية العام، وذلك مقابل توقعات بنسبة 10% فقط لاحتمالية العودة إلى نمط مناخ "إنزو" المحايد بين ظاهرتي "النينيو" عالية الاحترار، وظاهرة "النينيا" عالية البرودة، وتأتي تلك التقديرات نتيجة لما يشهده المحيط الهادئ في الوقت الحالي، من أحداث مصاحبة لظاهرة "النينيو"، نتيجة للتغيرات السريعة والجوهرية في ظروف المحيطات التي لوحظت خلال الأشهر الأخيرة، كما أن فرصة العودة لظاهرة "النينيا" التي انتهت في مارس 2023، تقترب من الصفر، فقد أفاد تقرير للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بوجود احتمال بنسبة 66% أن يصل المتوسط السنوي لدرجة الحرارة العالمية القريبة من السطح، في وقت ما بين عامي 2023 و2027، إلى 1.5 درجة فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية لمدة عام على الأقل.
وألقى التقرير الضوء على تعرض كوكب الأرض لضربة مزدوجة من الاحتباس الحراري في عام 2023، فبالإضافة إلى الارتفاع الحتمي في درجة الحرارة العالمية الناجم عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بدأت ظاهرة "النينيو"، وهذه الظاهرة المتقطعة هي أكبر تأثير طبيعي على الطقس من سنة إلى أخرى، وتضيف دفعة أخرى من الدفء إلى عالم محموم بالفعل. والنتيجة هي طقس شديد القسوة، يؤثر على الأرواح وسبل العيش.
وتهدد ظاهرة "النينيو" المناخية القوية بإثارة سلسلة من الأحداث الجوية المتطرفة، كما تترك آثرها على معدلات وكميات الغذاء، وعلى انقطاع التيار الكهربائي الذي يمكن أن يعطل سلاسل التوريد ويؤجج التضخم. فمع تصارع العالم ومع ارتفاع معدلات التضخم ومخاطر الركود، تأتي ظاهرة "النينيو"، التي أدت في 2015/ 2016 إلى تأثير ملحوظ على التضخم العالمي؛ حيث أضافت 3.9 نقاط مئوية إلى أسعار السلع غير المتعلقة بالطاقة و3.5 نقاط إلى النفط، كما أثرت على نمو الناتج المحلي الإجمالي، لا سيما في البرازيل وأستراليا والهند وغيرهم من البلدان
كما تستمر آثار ظاهرة "النينيو" لسنوات، فقد وجد علماء المناخ أيضًا آثارًا اقتصادية مركبة للظاهرة، وحذَّر الاقتصاديون في الاحتياطي الفيدرالي في عام 2019 من أن الأضرار الناجمة عن دورات "النينيو" من المرجح أن يكون لها تأثير سلبي مستمر على نمو الإنتاج، ويمكنها تغيير مسارات الدخل بشكل دائم.
تجدر الإشارة إلى أن ظاهرة "النينيو" أدت إلى انخفاض النمو الاقتصادي العالمي عام 1982/ 1983 بمقدار 4.1 تريليونات دولار، كما أدت إلى خسارة 5.7 تريليونات دولار من الناتج المحلي الإجمالي في السنوات الخمس التالية لعام 1997/ 1998، وأنه بحلول نهاية القرن الجاري ستؤدي إلى خسارة نحو 84 تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي، ومع ارتفاع درجات الحرارة، تبذل شبكات الكهرباء في جميع أنحاء العالم جهدًا لمواكبة ذلك، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على الوقود؛ بما في ذلك الفحم والغاز.
وذكر التقرير أنه منذ عام 2020، شهدت الأرض فترة طويلة من ظاهرة النينيا، والتي انتهت في مارس 2023. وبعد مرحلة قصيرة محايدة، بدأت ظاهرة "النينيو" في 8 يونيو 2023. بينما تظل مدة وشدة هذه الظاهرة غير مؤكدة، تُظهر نماذج التنبؤ المناخية أنه من المرجح بنسبة تزيد على 90% أن تستمر الظاهرة حتى فبراير 2024، وتتمثل التأثيرات المحتملة لتلك الظاهرة في:
- موجات الحرارة: حيث من المتوقع أن تؤدي الحرارة الإضافية التي تولدها "النينيو" إلى دفع درجة الحرارة العالمية مؤقتًا إلى ما بعد عتبة 1.5 درجة مئوية بين عامي 2023 و2024، ومن المرجح أن تؤدي درجات الحرارة الأعلى من المتوسط إلى موجات حر أكثر تواترًا وشدة في الأشهر المقبلة، وتشير الملاحظات التاريخية والنماذج المناخية عادةً إلى درجات حرارة أعلى من المتوسط خلال سنوات "النينيو" في المناطق المدارية وشبه الاستوائية.
- الجفاف: من المتوقع أن تتسبب درجات الحرارة فوق المتوسطة والظروف الأكثر جفافًا الناتجة عن ظاهرة "النينيو" في حدوث حالات جفاف شديدة.
- الأعاصير: عادة ما تعزز ظاهرة "النينيو" نشاط الأعاصير في أحواض المحيط الهادئ الوسطى والشرقية، مما يعرض عدد من الدول لمزيد من الأعاصير المتكررة والشديدة.
- الفيضانات: من خلال هطول أمطار غزيرة أو نوبات جفاف متبوعة بأمطار غزيرة، تزيد ظاهرة "النينيو" من مخاطر الفيضانات في بعض أجزاء العالم، وبحلول نهاية عام 2023، من المتوقع حدوث مخاطر فيضانات في المناطق الساحلية لشرق إفريقيا.
- تفشي الأمراض: تعمل ظاهرة "النينيو" على زيادة درجات الحرارة وتغيير أنماط هطول الأمطار، مما يخلق بيئات مواتية لبقاء مسببات الأمراض المنقولة بالمياه وناقلات الأمراض.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: معلومات الوزراء ظاهرة النينيو الزراعة نمو الاقتصاد العالمي درجات الحرارة درجة الحرارة درجة مئویة ارتفاع ا
إقرأ أيضاً:
بعد توصل العلماء لنتيجة مؤكدة.. لماذا 2024 العام الأكثر سخونة على الإطلاق؟
توصل برنامج الفضاء التابع للاتحاد الأوروبي إلى أنه من المؤكد أن يكون عام 2024 الأكثر سخونة على الإطلاق، وفقا لنتيجة حصل عليها الدبلوماسيين قبل أسبوع من انطلاق قمة المناخ Cop29، بعد يوم من اختيار أغلبية الناخبين في الولايات المتحدة دونالد ترامب رئيسا، الذي يصف تغير المناخ بأنه «خدعة»، بحسب ما جاء في صحيفة «ذا جارديان» البريطانية.
درجات الحرارة في 2024وخلص التقرير إلى أن عام 2024 من المرجح أن يكون أول عام تزيد فيه درجة الحرارة عن 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت) عن ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية، وهو مستوى من الاحترار أثار قلق العلماء.
وقالت الدكتورة سامانثا بورجيس، نائبة مدير خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ: «يمثل هذا إنجازًا جديدًا في سجلات درجات الحرارة العالمية، وينبغي أن يكون بمثابة حافز لرفع الطموحات لمؤتمر تغير المناخ المقبل».
وتوصل العلماء إلى أن درجات الحرارة العالمية خلال الـ12 شهر الماضيين، كانت أعلى بمقدار 1.62 درجة مئوية من متوسط الفترة من 1850 إلى 1900، عندما بدأت البشرية في حرق كميات هائلة من الفحم والنفط والغاز.
ماذا عن الشهر الماضي؟وأشارت نشرة خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ، إن شهر أكتوبر 2024 كان ثاني أكثر شهر دفئًا على الإطلاق، بعد أكتوبر 2023 فقط، حيث كانت درجات الحرارة أعلى بمقدار 1.65 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الصناعة، وكان الشهر الخامس عشر خلال الأشهر الستة عشر الماضية الذي تجاوز علامة 1.5 درجة مئوية.
ووجد العلماء أيضًا أن الجليد البحري في القطب الشمالي وصل إلى رابع أدنى مستوى شهري له في أكتوبر، بنسبة 19% تحت المتوسط، في حين وصل مدى الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية إلى ثاني أدنى مستوى له في أكتوبر، بنسبة 8% تحت المتوسط.
وأشاروا إلى الأمطار الغزيرة غير المعتادة التي ضربت أجزاء كبيرة من أوروبا، بما في ذلك فيضانات إسبانيا المفاجئة والتي تسببت في مقتل أكثر من 200 شخص حيث اجتاحت القرى وأغرقت المنازل بالطين.
وفي الأسبوع الماضي، وجدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن تركيز الملوثات المسببة لارتفاع درجة حرارة الكوكب والتي تسد الغلاف الجوي قد بلغ مستويات قياسية في عام 2023.
ووجدت أن ثاني أكسيد الكربون يتراكم بشكل أسرع من أي وقت مضى في تاريخ البشرية، إذ ارتفعت التركيزات بأكثر من 10% في عقدين فقط، ما أدى إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب، وجعل الطقس المتطرف أكثر عنفًا.