لبنان ٢٤:
2025-01-19@17:49:18 GMT

هل ماكرون منزعج من حزب الله؟

تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT

هل ماكرون منزعج من حزب الله؟

 
كان لافتاً موقف الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون الذي حمّل فيه إيران المسؤوليّة بالتدخّل في لبنان، عبر إعاقة الحلّ السياسيّ في الملف الرئاسيّ. وفي هذا السيّاق، رأى مراقبون أنّ الإدارة الفرنسيّة بدأت تُحمّل طهران و"الثنائيّ الشيعيّ" سبب الفراغ، عبر عدم التنازل وتقديم التسهيلات للخروج من الأزمة السياسيّة التي ستدخل شهرها الحادي عشر.


 
وصحيحٌ أنّ ماكرون رمى كرة التعطيل لدى إيران، عبر تسليمها الملف الرئاسيّ لـ"حزب الله"، وعدم ضغطها عليه للذهاب فعلاً لحوار صريح لا يكون رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة محوره، إلّا أنّ الرئيس الفرنسيّ لم يُجهض جهود موفده إلى لبنان جان إيف لودريان القائمة على تحديد مواصفات الرئيس المقبل، بهدف مناقشتها حول طاولة حوار برعاية فرنسيّة، لتذليل العقبات وتقريب وجهات النظر بين الأفرقاء اللبنانيين المتخالفين.
 
وبالعودة إلى موضوع الحوار الذي هو أساس المبادرة الفرنسيّة الجديدة، فإنّه يلقى معارضة من الكتل المسيحيّة "السياديّة" والبعض من حلفائها، ما يضع العوائق أمام المهمّة الفرنسيّة، ويُطيّر آخر حلولها بجمع اللبنانيين للتوافق في ما بينهم. ويقول المراقبون في هذا الإطار، إنّ ماكرون صوّب على إيران و"حزب الله" لأنّهما يُصعّبان الدعوة للحوار في ظلّ تمسّكهما بفرنجيّة، بينما "المعارضة" مستعدّة للتنازل عن الوزير السابق جهاد أزعور ومناقشة أسماء وسطيّة أخرى، لاختيار أحدها بالإجماع وانتخابه.
 
ويُضيف المراقبون أنّ الإدارة الفرنسيّة التي وقفت إلى جانب المسيحيين تاريخيّاً، تعلم أنّ الحوار مستحيل من دون إنفتاح كافة الكتل النيابيّة على مرشّح ثالثٍ، والتعالي عن مصالحها الشخصيّة والسياسيّة. في المقابل، أعلن الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله تأييده لجهود لودريان الهادفة إلى أخذ اللبنانيين للحوار، منتقداً رافضي التقارب بين الأطراف السياسيّة، عبر قوله "لو كان المبعوث أميركياً هل كنتم تجرؤون على عدم الاجابة؟ أو لو كان المبعوث من أحد الدول العربية الأساسية فهل كنتم ستقولون ذلك؟"
 
وقد رأت أوساط نيابيّة في قوى الثامن من آذار، أنّ كلام السيّد نصرالله يُؤكّد أنّ "حزب الله" متعاون مع الإجابة على رسالة الموفد الفرنسيّ، وطبعاً هو مع الحوار، بينما "المعارضة" هي من وقفت بوجه أولى المبادرات الفرنسيّة، ولا تزال حاليّاً تُشكّل عقبة أمام مهمّة لودريان، وتعكس عبر تطييرها أيّ حلّ داخليّ أو خارجيّ أنّها لا تُريد إنجاز الإنتخابات الرئاسيّة في وقتٍ قريبٍ.
 
ويرى المراقبون أنّ ما عبّر عنه ماكرون هو انزعاجٌ من النواب اللبنانيين الذين لا يزالون يُضيّعون الفرص لإنقاذ بلدهم، وحتّى لو طالت سهامه "حزب الله" وإيران. ويعتبرون أنّ إنتقاد الرئيس الفرنسيّ للدور الإيرانيّ في المنطقة، ربما يدفع البلدان الخمس المعنيّة بلبنان إلى إشراك طهران في إجتماعاتها، للضغط عليها كيّ تُقدّم الحلول الرئاسيّة، إنّ لم يحصل تقدّم أو يلمس لودريان نتائج إيجابيّة في زيارته المرتقبة إلى بيروت، في أيلول المقبل.
 
ويُشير المراقبون إلى أنّ فرنسا ليست منزعجة فقط من "الثنائيّ الشيعيّ" الذي يبدو ظاهريّاً داعماً للجهود الفرنسيّة، وإنّما من "المعارضة" أيضاً، التي لا تزال تُعارض أيّ حراك أو مبادرة فرنسيّة، وتعمل الآن من خلال عدم الإجابة على أسئلة لودريان، على إجهاض مهمّة وزير الخارجيّة الفرنسيّة السابق، وأخذ البلاد إلى فراغٍ طويلٍ عبر عدم رغبتها في التحاور مع حارة حريك وعين التينة، ومن خلال تشديدها على تطبيق الدستور والدعوة لجلسات إنتخاب مفتوحة، قد لا ينتج عنها بالضرورة إنتخاب رئيسٍ من دون توافقٍ.
 
ويوضح المراقبون أنّ تصريح ماكرون عن إيران هو رسالة لـ"حزب الله" كيّ يُسهّل ظروف عقد الحوار، فـ"المعارضة" لن تذهب إليه طالما أنّ "الثنائيّ الشيعيّ" مرشّحه الوحيد سليمان فرنجيّة. ويُؤكّدون أنّ كلام ماكرون أتى ليدعم لودريان الذي سيأتي إلى لبنان لتهيئة الظروف لعقد حوارٍ، هو بمثابة الفرصة النهائيّة أمام اللبنانيين، قبل أنّ تستخدم الدول المعنيّة بلبنان سلاح العقوبات بوجه معرقليّ الإنتخابات والحلول السياسيّة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ماكرون في بيروت في رسالة دعم للقادة الجدد وجهود تشكيل حكومة  

 

 

بيروت - وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة 17يناير2025، إلى بيروت في زيارة يؤكد خلالها دعم بلاده للقادة اللبنانيين الجدد وجهود تشكيل حكومة قادرة على فتح صفحة جديدة في تاريخ البلد الصغير الغارق في أزمات متلاحقة، منذ زيارتيه الأخيرتين عقب انفجار المرفأ المدمر.

وتتزامن زيارة ماكرون التي تستمر 12 ساعة، مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي وصل الخميس الى بيروت، وقد يلتقيان في لبنان على ما أفاد مصدر دبلوماسي فرنسي. وترأس  فرنسا مع الولايات المتحدة لجنة الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار بين حزب الله واسرائيل، والتي تضم كذلك الأمم المتحدة مع لبنان وإسرائيل.

وحطت طائرة الرئيس الفرنسي قرابة السابعة صباحا في مطار رفيق الحريري في بيروت، حيث كان في استقباله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قبل أن يبدأ جدول أعماله المزدحم في بيروت.

وتهدف زيارة ماكرون إلى "مساعدة" نظيره اللبناني جوزاف عون الذي انتخب قبل أسبوع بعد أكثر من سنتين على شغور سدة الرئاسة، ورئيس الحكومة المكلّف نواف سلام، على "تعزيز سيادة لبنان وضمان ازدهاره وصون وحدته"، بحسب ما أعلن الإليزيه.

وتنوّه دوائر الإليزيه بالتطوّرات الأخيرة في البلد المتوسطي الصغير والذي يكتسي "قيمة رمزية وأخرى استراتيجية خاصة في الشرق الأوسط الحالي".

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي "في لبنان، انتقل الوضع في غضون بضعة أشهر من تصعيد دراماتيكي إلى أمل بإمكانية التعافي. وهذه ديناميكية ساهمت فيها فرنسا الى حد كبير".

ورأى أن نواف سلام، القاضي الدولي والدبلوماسي المخضرم، "يتمتع بهالة دولية وهو شخصية إصلاحية حقيقية"، موضحا في الوقت ذاته أن "هذا الأمل" بحاجة الى أن يُترجم عبر "تشكيل حكومة وإجراء إصلاحات".

- "دبلوماسية إقليمية" -

وينخرط سلام في مشاورات دقيقة مع القوى السياسية من أجل الإسراع في تشكيل حكومة، بعدما اصطدم عند تكليفه بامتناع حزب الله وحليفته حركة أمل عن تأييده. 

ودعا مجلس الأمن الدولي الخميس إلى الإسراع في تشكيل حكومة في لبنان، معتبرا ذلك خطوة "بالغة الأهمية" لاستقرار البلاد والمنطقة بعد انتخاب رئيس  للجمهورية.

وعشية وصوله الى بيروت، قال ماكرون لصحيفة لوريان لوجور المحلية، الناطقة بالفرنسية، إن باريس والرياض "عملتا معا" على الملف اللبناني، معتبرا أن "انتخاب جوزاف عون وتسمية سلام كانا أيضا ثمرة هذا العمل الدبلوماسي الإقليمي".

وشملت لقاءات ماكرون الصباحية في بيروت رئيس أركان قوة الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) جان-جاك فاتينيه، إضافة الى رئيسي لجنة الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار الساري بين حزب الله وإسرائيل منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر، إثر مواجهة بينهما استمرت لعام.

وينص الاتفاق الذي تم التوصل اليه برعاية فرنسية أميركية على انسحاب إسرائيل من المناطق التي دخلتها في الجنوب، بحلول 26 كانون الثاني/يناير، ويشمل الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في العام 2006 والذي من بنوده ابتعاد حزب الله عن الحدود، ونزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان وحصره بالقوى الشرعية دون سواها.

وقال ماكرون للصحافيين المرافقين إثر الاجتماع "الأمور تتقدم، والديناميكية إيجابية" في ما يتعلق بتنفيذ وقف إطلاق النار.

- جولة في الجميزة -

وإثر ذلك، جال ماكرون سيرا على الأقدام في منطقة الجميزة، التي كان قد جال فيها خلال زيارته التي أعقبت انفجار المرفأ المدمر في الرابع من آب/أغسطس 2020 والذي أسفر عن مقتل أكثر من 220 شخصا وإصابة أكثر من 6500 آخرين وأحدث دمارا هائلا في بيروت.

وشاهد مراسلو فرانس برس ماكرون وهو يصافح المارة ويلقي التحية على مواطنين أطلوا من شرفات منازلهم ويجري حوارات سريعة مع أصحاب المحال والمقاهي المنتشرة بكثرة في الشارع الذي يضم أبنية تراثية في بيروت.

وكان ماكرون، الذي سعى جاهدا في السنوات الأخيرة لإيجاد حلّ في لبنان الغارق في أزمات متلاحقة، قد زار بيروت مرتين عقب الانفجار، لدعم انفراج سياسي تعذّر عليه تحقيقه حينها، وسط انقسام سياسي حاد بين حزب الله وخصومه.

لكنه واصل ممارسة الضغط على الأطراف اللبنانيين، وعيّن وزير الخارجية السابق جان-إيف لودريان مبعوثا خاصا في حزيران/يونيو 2023 في مسعى لتيسير انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية.

لكن كان لا بدّ من الانتظار سنة ونصف سنة قبل أن ينتخب البرلمان اللبناني الأسبوع الماضي عون رئيسا للبلاد، على وقع ضغوط خارجية خصوصا من الولايات المتحدة والسعودية، أعقبت تغيّر موازين القوى في الداخل على خلفية نكسات مني بها حزب الله في مواجهته الأخيرة مع اسرائيل وسقوط حليفه بشار الأسد في سوريا المجاورة.

ويشير الأستاذ المحاضر في الجامعة الأميركية في باريس زياد ماجد إلى عوامل عدة ساهمت في حلحلة العقدة اللبنانية، منها "الحرب المدمّرة" بين إسرائيل وحزب الله و"إضعاف" الجيش الإسرائيلي لقدرات هذا الأخير و"الأزمة الاقتصادية المطوّلة" في البلد، فضلا عن سقوط حكم الأسد في سوريا والذي لطالما كانت له مطامع "هيمنة" على الدولة المجاورة و"الخشية من (تداعيات) وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض" و"دعمه إسرائيل".

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • زي النهارده.. مجلس الأمة الفرنسي يحكم بإعدام لويس السادس عشر بتهمة الخيانة العظمى
  • غوتيريش يلتقي القادة اللبنانيين.. دعوات لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب البلاد واستعادة السيادة
  • زعيم اليسار الفرنسي ينتقد ماكرون: “لا نريد الحرب مع الجزائر”
  • بعد الحرب والأزمة الاقتصادية.. ماكرون يعلن دعم لبنان في مرحلة التعافي
  • ماكرون في بيروت في رسالة دعم للقادة الجدد وجهود تشكيل حكومة  
  • بث مباشر.. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يصل قصر بعبدا في لبنان
  • نجيب ميقاتي: الرئيس الفرنسي وعد بدعم الحكومة اللبنانية الجديدة
  • ماكرون يصل إلى بيروت في رسالة دعم للقادة الجدد
  • الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يصل إلى بيروت
  • ماكرون عازم على إثارة ملف سلاح حزب الله