موقع 24:
2024-09-16@14:16:54 GMT

انقلاب الغابون.. نكسة جديدة لفرنسا

تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT

انقلاب الغابون.. نكسة جديدة لفرنسا

يعتبر انقلاب الغابون حلقة جديدة في سلسلة النكسات التي تتعرض لها فرنسا في مستعمراتها السابقة بغرب إفريقيا، حيث سعت إلى الاحتفاظ بالسيطرة حتى بعد إستقلال هذه البلدان.  

عائلة بونغو تمول الأحزاب السياسية الفرنسية على مدى عقود حتى انكشاف الأمر



كان علي بونغو، الرئيس الغابوني المخلوع، ووالده عمر، شخصيتين محوريتين في إفريقيا الفرنكوفونية وشبكات الظل، التي زرعها القادة الفرنسيون طويلاً في مرحلة ما بعد الاستعمار.

  
ويرى سايج في مقاله بصحيفة "التايمز" إن سقوط بونغو، الذي أتى عقب انقلابات في ثلاث مستعمرات فرنسية سابقة، هي بوركينا فاسو ومالي والنيجر، يؤشر إلى تراجع في نفوذ باريس.  
في إفريقيا، يرحب بعض المراقبين بالتراجع الفرنسي، كانتصار على قوة رفضت رفضاً مطلقاً الإعتراف بإنتهاء الحكم الاستعماري.    


وفي فرنسا، يساور المسؤولين الفرنسيين القلق، من ملء روسيا والصين الفراغ، مع نتائج كارثية بالنسبة لأوروبا وإفريقيا.     
ولعقود، كان ينظر إلى بونغو الأب والإبن على أنهما صديقان لفرنسا. وعمر بونغو، على سبيل المثال صار فاحش الثراء من طريق اقتطاعه عائدات من حقول النفط التي تديرها مجموعة إلف-أكتين الفرنسية للطاقة، التي استحوذت عليها الآن شركة توتال إنيرجيز.
وأنفق عمر بونغو الكثير من ثروته في فرنسا، مستحوذاً على أصول تشمل منزلاً تقدر قيمته بـ20 مليون يورو في باريس، وفيلا في نيس بـ12 مليون يورو، وسيارات تقدر قيمتها بمليون يورو وثياب بـ950 ألف يورو.  

تمويل الأحزاب السياسية الفرنسية

وكانت عائلة بونغو تمول الأحزاب السياسية الفرنسية على مدى عقود حتى انكشاف الأمر في بات يعرف بأكبر فضيحة فساد في 2001، أدت إلى أحكام بالسجن على سياسيين بارزين ومديرين تنفيذيين في صناعة النفط.          
وتشير تقديرات القضاة الذين حققوا في القضية، إلى أن أموال الرشى الغابونية، نجم عنها مئات ملايين الدولارات نقداً للسياسيين الفرنسيين، الذين كانوا يغضون الطرف عن ممارسات عائلة بونغو غير الديمقراطية.    

سيارة بلا سائق

ويقول عمر بونغو، إن "إفريقيا من دون فرنسا هي سيارة بلا سائق...وفرنسا من دون إفريقيا هي سيارة بلا وقود".  
في 1990 و 2009، عندما اندلعت انتفاضات ضد السلالة الحاكمة، أرسلت فرنسا قوات إلى ليبرفيل لاستعادة النظام.  
وهذه المرة، فإن تدخلاً مماثلاً لا يبدو محتملاً، وفق الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند، الذي قال إنه "ليس من حق فرنسا الحلول محل الأفارقة في تقرير مستقبلهم".     

باريس تفتقر إلى النفوذ

وربما بدت الكلمات نبيلة، لكنها  مجرد اعتراف بالأمر الواقع. ووسط تراجع النفوذ الاقتصادي وغليان الاستياء في أوساط الأجيال الإفريقية الشابة بسبب التدخل الفرنسي، فإن باريس تفتقر إلى النفوذ من أجل إعادة تظهير الأنظمة الصديقة في القارة.  


وأتى الرئيس إيمانويل ماكرون إلى السلطة عام 2017، متعهداً وضع حد لسياسة "فرنسا الإفريقية" كما باتت تعرف سياسة فرنسا في مرحلة ما بعد الإستعمار.  

التشاد

ومع ذلك، فإن أفعاله تناقضت مع أقواله. وعندما، على سبيل المثال، قتل الرئيس التشادي إدريس ديبي عام 2021، سارع ماكرون فوراً إلى دعم إبنه محمد، لتسلم السلطة كرئيس غير منتخب.  
وفي المقابل، استمرت التشاد في قبول وجود أكثر من ألف جندي فرنسي على أراضيها، وفق مجلس الشيوخ الفرنسي. لكن في أماكن أخرى من غرب إفريقيا، فإن الحضور العسكري الفرنسي في انحدار، حيث تم إنهاء مهمة 5 آلاف جندي لمحاربة الجهاديين في مالي بعد انقلاب 2021.  
ولا يزال هناك 1200 جندي في النيجر، على رغم أن وجودهم هناك قد يكون لفترة وجيزة، عقب الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد بازوم على يد مجلس عسكري.  

الاقتصاد

ومن الناحية الاقتصادية، فرنسا في حالة انحدار بإفريقيا. في 2020، كانت تشكل نسبة 10 في المائة من التجارة الدولية للقارة. والآن انخفضت هذه النسبة إلى 5 في المائة.   

 


ومع ذلك، تحافظ فرنسا على قطاعات رئيسية. ولا تزال توتال إنيرجيز تشغل عدداً من حقول النفط في الغابون. وتستخرج شركة إيرامات للتعدين النيكل في البلاد، وقد اعلنت الشركة تعليق أعمالها عقب الإنقلاب.     
وفي النيجر، تستخرج شركة أورانو النووية- التي تملكها الدولة الفرنسية- ما بين 10 و15 % من الأورانيوم المستخدم في المفاعلات الفرنسية، التي تنتج ما يتراوح بين 60 % و70 % من كهرباء فرنسا.  
إن المعضلة بالنسبة لماكرون، هي في كيفية الحفاظ على هذه المصالح، من دون مفاقمة المشاعر المناهضة لفرنسا التي تجتاح القارة.    

 


في خطاب أمام الديبلوماسيين الفرنسيين هذا الأسبوع، أعلن ماكرون عن تأييده سياسة "لا تتسم بالأبوية ولا بالضعف".  
وعند التطرق إلى النيجر، لم يصل ماكرون إلى حد التعهد بتدخل فرنسي عسكري لإعادة بازوم إلى السلطة. لكنه حض المجموعة الإقتصادية لغرب إفريقيا على مثل هذا التدخل، قائلاً إن فرنسا ستقف خلفهم إذا ما أقدموا على ذلك.    

 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني انقلاب الغابون

إقرأ أيضاً:

زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي تدعو لاجراء انتخابات برلمانية جديدة

دعت مارين لوبان، زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي، أمس السبت، بإجراء انتخابات برلمانية جديدة العام المقبل، محذرة من أن الوضع السياسي في البلاد "لا يمكن أن يستمر على هذه الحال"،  وفقا لما أوردته وكالة" روسيا اليوم ". 

فرنسا تدين الهجوم على قافلة للصليب الأحمر في دونيتسك شرق أوكرانيا فرنسا تستدعي القائم بأعمال إيران.. بسبب الصواريخ الباليستية

لوبان إنّ الوضع السياسي "لا يمكن أن يستمر"، وطالبت بحلّ الجمعية الوطنية مجددا العام المقبل، وذلك بمناسبة استئناف ممثلي حزبها عملهم البرلماني.

وأعرب رئيس التجمع الوطني، جوردان بارديلا عن أمله بأن يمارس نواب التجمع الوطني معارضة "بناءة" و"مؤثرة".

وقالت لوبان: "نجد أنفسنا في نظام، المكلّف فيه بتشكيل الحكومة هو الحاصل على أقل عدد من الأصوات"، في إشارة إلى وصول ميشال بارنييه المنتمي لحزب الجمهوريين إلى رئاسة الحكومة. لا يمكن أن يستمر هذا الوضع".

وتابعت "هناك عشرة أشهر متبقية وأنا مقتنعة أنه في نهاية هذه الأشهر العشرة، أو في الربيع أو الخريف، ستكون هناك انتخابات تشريعية جديدة".

وعاد حزبها إلى صلب المشهد السياسي مع تكليف بارنييه تشكيل الحكومة، إذ يلوّح التجمع الوطني مع اليسار بمذكرة مشتركة لحجب الثقة.

واعتبرت لوبان أنّ "فرنسا بلد كبير ولا يمكن أن تسير فيه الأمور على هذا النحو"، في وقت يشكل نواب التجمع الوطني الـ126 "بيضة القبان" في حال التصويت على مذكرة حجب الثقة.

ويتناقض موقف لوبان مع موقف الرئيس إيمانويل ماكرون الذي أعلن أنه لا يعتزم حل الجمعية الوطنية مجددا بنهاية ولايته الرئاسية.

ولا يمكن لماكرون حل الجمعية "في العام الذي يلي" الانتخابات التشريعية التي دعي إليها بعد قراره حل هذا المجلس في أعقاب الانتخابات الأوروبية التي أجريت في 9 يونيو.

وبارنييه اليميني، مفوّض أوروبي سابق، كلّفه ماكرون المهمة بعد شهرين على الانتخابات التشريعية التي لم تفض إلى غالبية صريحة في الجمعية الوطنية، الغرفة السفلى للبرلمان المنقسم حاليا إلى ثلاث كتل هي اليسار ويمين الوسط واليمين المتطرف، ما يعقّد عملية تشكيل الحكومة.

بمجرد تعيين بارنييه، دعا اليسار الراديكالي، وهو جزء من الائتلاف اليساري الذي تصدّر الانتخابات العامة بحصده 193 مقعدا، إلى تظاهرات للتنديد بـ"انقلاب"، في حين قال اليمين المتطرف بنوابه الـ126 (142 مع حلفائه) إنه يضعه "تحت المراقبة".

مقالات مشابهة

  • التحقق من الهوية عبر اتصال فيديو.. إجراءات جديدة لحجز موعد فيزا فرنسا بالمغرب
  • المغرب يتجه نحو تعزيز قدراته العسكرية بصفقة مروحيات مقاتلة جديدة مع فرنسا
  • استقالة المفوض الفرنسي تييري بريتون بعد "ضغط فون دير لاين على فرنسا لاستبداله"
  • وزيرة البيئة تلتقي الرئيس التنفيذي لشركة Suez الفرنسية لبحث آليات التعاون
  • لوبان تطالب بانتخابات تشريعية جديدة وتذكر ماكرون أن فرنسا بلد كبير لا تجري فيه الأمور على هواه
  • زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي تدعو لاجراء انتخابات برلمانية جديدة
  • بتقديم أدلة جديدة.. جنوب إفريقيا تصر على إدانة “إسرائيل” في قضية “الإبادة الجماعية” التي رفعتها
  • فرنسا.. زعيمة اليمين تطالب بانتخابات برلمانية جديدة
  • رئيس الحكومة الفرنسي الأسبق: موقفنا من غزة فضيحة حقيقية بالمعايير الديمقراطية (شاهد)
  • جنوب إفريقيا تؤكد تصميمها على متابعة قضية “الإبادة الجماعية” التي رفعتها ضد “إسرائيل”