ثورة شعب.. 5 عمليات فلسطينية تستهدف الاحتلال في أقل من 24 ساعة
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
في مؤشر على تصاعد المقاومة الفلسطينية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، تمكن شبان فلسطينيون في أقل من 24 ساعة من تنفيذ عدة عمليات مختلفة استهدفت الجنود الإسرائيليين، وذلك رغم التهديدات التي أطلقها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والعديد من قادة الاحتلال باستهداف المقاومة ورموزها.
وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن جنديا قتل، وأصيب 12 آخرين في خمسة عمليات للمقاومة في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت القناة 14 العبرية، إنه "يوم دموي مليء بالرعب في إسرائيل: عمليات دهس وطعن وإلقاء حجارة وعبوات ناسفة".
وشهدت مدينة الخليل، عملية دهس من سيارة مسرعة، أسفرت عن إصابة جندي إسرائيلي، بعد ظهر أمس الأربعاء.
وفي محطة القطار الخفيف بالقدس المحتلة، نفذت عملية طعن مساء الأربعاء، أسفرت عن إصابة مستوطن إسرائيلي (22 عاما) واستشهاد منفذ العملية (14 عاما) وهو من سكان حي "بيت حنينا" بالقدس، حيث قام الاحتلال باعتقال والدي الشهيد والتحقيق معهما من قبل شرطة الاحتلال.
وخلال محاولة قوات الاحتلال اقتحام مدينة نابلس من أجل تأمين اقتحام المستوطنين لـ"قبر يوسف" مساء أمس، تمكنت المقاومة الفلسطينية من تفجير عبوة ناسفة في مجموعة من قوات الاحتلال، أدت إلى إصابة ضابط و3 جنود إسرائيليين، وتم نقل جميع المصابين إلى مستشفى "بيلنسون" في "بيتاح تكفا" لتلقي العلاج الطبي.
ويقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي عادة بفرض حظر التجول على الأحياء الفلسطينية المحيطة بالقبر، دون إخطار السكان مسبقا باقتحام المستوطنين، وعادة ما يعرف السكان ذلك من خلال مراقبة مواقع المستوطنين، الذين يقتحمون المكان مرة واحدة في الشهر.
كما ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن جنديا أصيب في بلدة كفر دان قضاء جنين، خلال اشتباكات مع المقاومة الليلة.
والعملية الخامسة في أقل من 24 ساعة، نجح فلسطيني في تنفيذ عملية دهس قرب حجاز "كابيم"، أدت إلى مقتل جندي وإصابة أربعة آخرين بجروح.
وعقب سلسلة العمليات، تم إحاطة وزير الجيش الإسرائيلي يواف غالانت بتفاصيل الهجوم الأخير، حيث أعلن أنه سيجري تقييما أمنيا مع كبار المسؤولين الأمنيين، وفق ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرنوت".
وفي قراءته لدلالات تنفيذ أربع عمليات في أقل من 24 ساعة رغم تهديدات قادة الاحتلال والإجراءات الأمنية، قال النائب العربي السابق في "الكنيست" الإسرائيلي، جمال زحالقة: "هناك احتقان وغضب وسخط في الشارع الفلسطيني، وذلك نتيجة أولا وجود الاحتلال وسياسته المختلفة؛ الاستيطان، استهداف مخيم جنين، الحواجز وعمليات التدمير والقتل، كل هذا يعبر عن نفسه بمقاومة الاحتلال".
وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "المسؤول عن سفك الدماء هو الاحتلال، وحتى الإسرائيليين الذين ماتوا المسؤول عن فقدانهم لحياتهم هو الاحتلال وسياساته المختلفة".
من جانبه، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أليف صباغ: "هذا شعب يقاوم الاحتلال، وليست مجموعة فقط من الشباب، هذا شعب حاضن المقاومة، وبالتالي، لا يستطيع أحد؛ لا سلطة فلسطينية ولا احتلال إسرائيلي ولا حتى أمريكا، أن تقف أمام شعب يريد الحياة والسيادة والاستقلال والتحرر من الاحتلال".
وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "هذا شعب ينتفض ضد الاحتلال بكل وسيلة يملكها"، مضيفا: "طالما أن الحاضنة الشعبية موجودة، والمساعدة الخارجية من قوى المقاومة والتحرر متوفرة، هذا الشعب سيبقى يحارب الاحتلال بكل وسيلة امتلكها أو يمتلكها".
كما أكد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن "ما يجري اليوم في الضفة الغربية، هي ثورة شعب والشعب عندما يثور لا توجد قوة على الأرض يمكن أن توقف ثورته".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "ما يجري اليوم في الضفة الغربية من عمليات متعددة من إطلاق نار ودهس وعبوات ناسفة وطعن رغم حشود الاحتلال العسكرية الكبيرة في كافة المناطق الضفة، إضافة لتنوع المقاومة من عمل فردي إلى عمل مقاوم، هذا دليل وعي الشعب الفلسطيني بأن هذا الوعي وصل لمرحلة كبيرة وأن هذا الاحتلال الذي يمارس كل أنواع الإرهاب والقتل والتدمير البيوت والاستيلاء على الأرض وحملة الاعتقالات، لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة القوة وهو اليوم يمارس هذه القوة التي يفهمها الاحتلال".
وأوضح الصواف، أن "هناك نجاح واضح لثورة الشعب رغم حشودات الاحتلال وانتشاره ورغم تعاون السلطة معه وملاحقتها للمقاومة والمشاركة بقتل المواطن كما حدث بالأمس في طولكرم"، مؤكدا أن "المقاومة مستمرة ومنتشرة ومتنوعة، وهذا الأمر الذي أربك الاحتلال وأجهزته الأمنية ومنها أجهزة محمود عباس (رئيس السلطة)"، بحسب تعبيره.
بدوره، أوضح المختص في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي مأمون أبو عامر، أن "ما يجري في الضفة وباقي الأرضي الفلسطيني، يؤكد أن مقاومة الاحتلال أصبحت نهجا راسخا في الشارع الفلسطيني، بالتزامن مع حالة ثورية شاملة تعم الضفة الغربية المحتلة؛ قوى وأفراد".
ونبه في حديثه لـ"عربي21"، أن "هذه الحالة الثورية الوطنية الشعبية ضد الاحتلال التي تشهدها المناطق الفلسطينية، تتجه نحو التصعيد والنهوض المستمر وليس التراجع، وتتوسع جذورها في الشارع الفلسطيني، والكل يعمل حسب إمكانياته من أجل الوصول لتنفيذ عملية ضد الاحتلال".
وأكد أبو عامر، أن "الاحتلال لم يعد قادرا عل لجم هذه الحالة الثورية المتأصلة، وكل الإجراءات الامنية التي أخذها لم ولن تنجح في كسر هذه الظاهرة الثورية، التي أيضا فشلت في كسرها إجراءات أجهزة السلطة الأمنية".
ونوه إلى أن "وصول المسار السياسي إلى حائط مسدود، ثبت القناعات لدى مختلفة فئات الشعب الفلسطيني ومن بينهم أبناء أجهزة أمن السلطة بالضفة، أن الاحتلال لا يفهم إلا لغة المقاومة، فهو مستمر في المشروع الاستيطاني التهويدي وفي كافة انتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني".
ورأى المختص، أن "الجيل الفلسطيني الحالي، هو يعيش مرحلة سقوط أوسلو، وبالتالي هو يبحث عن خياراته المختلفة، والخيار المتوفر له هو خيار المقاومة فقط".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المقاومة الاحتلال الجنود الضفة العمليات جنود الاحتلال المقاومة الضفة العمليات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی أقل من 24 ساعة الضفة الغربیة فی الضفة
إقرأ أيضاً:
اليامون بلدة فلسطينية قديمة واجهت الاحتلال على مر التاريخ
اليامون بلدة فلسطينية تقع شمال غربي مدينة جنين بالضفة الغربية، وتغطي مساحة 20361 دونما. يعود تاريخها إلى العصور القديمة، إذ سكنها الكنعانيون والرومان وشعوب أخرى.
شهدت البلدة مشاركة واسعة في الثورات الفلسطينية ضد الانتداب البريطاني والاحتلال الإسرائيلي، وأبرزها "معركة اليامون" عام 1938. كما تعرضت لاجتياحات عسكرية متكررة، منها عام 2025 أثناء العدوان على جنين ومخيمها، ما أدى إلى دمار واسع في بنيتها الحيوية.
الموقعتقع بلدة اليامون على بعد نحو 9 كيلومترات شمال غربي مدينة جنين، فوق أرض منبسطة في أقصى الطرف الجنوبي لسهل بن عامر، وتنحدر أراضيها من الجنوب الشرقي نحو الشمال الغربي إلى سهل المرج. تبلغ مساحة أراضيها نحو 20361 دونما (الدونم يساوي ألف متر مربع).
وقد صادر الاحتلال الإسرائيلي أجزاء من أراضي البلدة وأقام عليها مستوطنتي "حنانيت"، التي تمتد على مساحة 400 دونم، و"ريحان".
يبلغ عدد سكان بلدة اليامون نحو 25 ألف نسمة، وينتمي معظمهم إلى عائلات بارزة مثل زيد وحوشية وهيجاوي وصمودي وسموري وسلام.
التاريخيعود تاريخ الاستيطان البشري في اليامون إلى عصور ما قبل الميلاد، إذ اكتشفت آثار تاريخية تعود إلى العصر البرونزي. وقد سكنها الكنعانيون والرومان والبيزنطيون وغيرهم.
وبعد الفتح الإسلامي لفلسطين عام 633 ميلادي، أصبحت اليامون جزءا من جَنَد الأردن -أحد أجناد (تقسيم إداري) بلاد الشام في عهد الخلفاء الراشدين – وسكنتها عائلات من قبيلة جزام العربية، التي انتشرت بين البلدة ومدينة عكا.
إعلانوقد شارك أهالي البلدة في الثورة الفلسطينية الكبرى التي بدأت عام 1936، ووقعت بها "معركة اليامون" في 3 مارس/آذار 1938، عقب نجاح الشيخ عطية عوض في الإغارة على مراكز الجيش البريطاني في جنين والاستيلاء على أسلحته.
وردا على ذلك، حشدت بريطانيا قوة عسكرية ضخمة مكونة من 3000 جندي و13 طائرة حربية، واختارت وقت صلاة الجمعة لمباغتة الثوار الذين كانوا في البلدة.
لكن الثوار، الذين بلغ عددهم في المنطقة 300 مقاتل، تحصنوا في مواقع إستراتيجية وسيطروا على رؤوس الجبال من بلدة كفر دان إلى اليامون، واستمرت المعركة حتى ساعات متأخرة من الليل.
وقد تمكن الثوار من فتح ثغرة في الحصار الذي فرض عليهم والانسحاب بأقل خسائر، واستشهد 39 ثائرا، بينهم الشيخ عطية عوض، بينما قتل 70 جنديا بريطانيا وجرح العشرات.
كما كان للبلدة دور في التصدي للاحتلال الإسرائيلي في معركة جنين عام 1948 أثناء النكبة، وقدمت العديد من الشهداء.
وفي حرب يونيو/حزيران 1967، احتلت القوات الإسرائيلية البلدة، واستمر أبناؤها في مقاومة الاحتلال عبر عمليات متعددة.
وبعد توقيع اتفاقية واي ريفر في أكتوبر/تشرين الأول 1998، بين إسرائيل وفلسطين، أصبحت اليامون ضمن المنطقة (أ) الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية.
وبعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، اجتاحت قوات الاحتلال اليامون بشكل متكرر ضمن عدوانها على الضفة الغربية، ودمرت المنازل واعتقلت عشرات المواطنين.
وفي أواخر يناير/كانون الثاني 2025، تعرضت البلدة لاجتياح إسرائيلي ضمن العدوان على جنين ومخيمها، إذ داهمت قوات الاحتلال المنازل ودمرت المنشآت الحيوية واعتقلت العشرات من أبناء البلدة.
الاقتصاديعتمد سكان بلدة اليامون في اقتصادهم على الزراعة والرعي والتجارة والصناعة. وتُزرع أشجار اللوز والمشمش والتين، فيما تحتل أشجار الزيتون المساحة الأكبر من الأراضي الزراعية.
إعلانوقد صادر الاحتلال الإسرائيلي نصف الأراضي الزراعية للبلدة، وسيطر على مصادر المياه، مما دفع السكان إلى الاعتماد بشكل متزايد على الزراعة المروية باستخدام الآبار الارتوازية.
كما يمارس السكان تربية الأغنام، ويعملون في إنتاج الأجبان والسمن وزيت الزيتون والأطباق المصنوعة يدويا.
وتضم البلدة عددا من المرافق الأساسية، منها 3 مدارس للبنين والبنات، وعيادة صحية، ومجلس قروي يشرف على تنظيم شؤونها.