في مؤشر على تصاعد المقاومة الفلسطينية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، تمكن شبان فلسطينيون في أقل من 24 ساعة من تنفيذ عدة عمليات مختلفة استهدفت الجنود الإسرائيليين، وذلك رغم التهديدات التي أطلقها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والعديد من قادة الاحتلال باستهداف المقاومة ورموزها.

وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن جنديا قتل، وأصيب 12 آخرين في خمسة عمليات للمقاومة في الضفة الغربية المحتلة.



وقالت القناة 14 العبرية، إنه "يوم دموي مليء بالرعب في إسرائيل: عمليات دهس وطعن وإلقاء حجارة وعبوات ناسفة".

وشهدت مدينة الخليل، عملية دهس من سيارة مسرعة، أسفرت عن إصابة جندي إسرائيلي، بعد ظهر أمس الأربعاء.

وفي محطة القطار الخفيف بالقدس المحتلة، نفذت عملية طعن مساء الأربعاء، أسفرت عن إصابة مستوطن إسرائيلي (22 عاما) واستشهاد منفذ العملية (14 عاما) وهو من سكان حي "بيت حنينا" بالقدس، حيث قام الاحتلال باعتقال والدي الشهيد والتحقيق معهما من قبل شرطة الاحتلال.

وخلال محاولة قوات الاحتلال اقتحام مدينة نابلس من أجل تأمين اقتحام المستوطنين لـ"قبر يوسف" مساء أمس، تمكنت المقاومة الفلسطينية من تفجير عبوة ناسفة في مجموعة من قوات الاحتلال، أدت إلى إصابة ضابط و3 جنود إسرائيليين، وتم نقل جميع المصابين إلى مستشفى "بيلنسون" في "بيتاح تكفا" لتلقي العلاج الطبي.


ويقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي عادة بفرض حظر التجول على الأحياء الفلسطينية المحيطة بالقبر، دون إخطار السكان مسبقا باقتحام المستوطنين، وعادة ما يعرف السكان ذلك من خلال مراقبة مواقع المستوطنين، الذين يقتحمون المكان مرة واحدة في الشهر.

كما ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن جنديا أصيب في بلدة كفر دان قضاء جنين، خلال اشتباكات مع المقاومة الليلة.

والعملية الخامسة في أقل من 24 ساعة، نجح فلسطيني في تنفيذ عملية دهس قرب حجاز "كابيم"، أدت إلى مقتل جندي وإصابة أربعة آخرين بجروح.

وعقب سلسلة العمليات، تم إحاطة وزير الجيش الإسرائيلي يواف غالانت بتفاصيل الهجوم الأخير، حيث أعلن أنه سيجري تقييما أمنيا مع كبار المسؤولين الأمنيين، وفق ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرنوت".

وفي قراءته لدلالات تنفيذ أربع عمليات في أقل من 24 ساعة رغم  تهديدات قادة الاحتلال والإجراءات الأمنية، قال النائب العربي السابق في "الكنيست" الإسرائيلي، جمال زحالقة: "هناك احتقان وغضب وسخط في الشارع الفلسطيني، وذلك نتيجة أولا وجود الاحتلال وسياسته المختلفة؛ الاستيطان، استهداف مخيم جنين، الحواجز وعمليات التدمير والقتل، كل هذا يعبر عن نفسه بمقاومة الاحتلال".

وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "المسؤول عن سفك الدماء هو الاحتلال، وحتى الإسرائيليين الذين ماتوا المسؤول عن فقدانهم لحياتهم هو الاحتلال وسياساته المختلفة".

من جانبه، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أليف صباغ: "هذا شعب يقاوم الاحتلال، وليست مجموعة فقط من الشباب، هذا شعب حاضن المقاومة، وبالتالي، لا يستطيع أحد؛ لا سلطة فلسطينية ولا احتلال إسرائيلي ولا حتى أمريكا، أن تقف أمام شعب يريد الحياة والسيادة والاستقلال والتحرر من الاحتلال".

وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "هذا شعب ينتفض ضد الاحتلال بكل وسيلة يملكها"، مضيفا: "طالما أن الحاضنة الشعبية موجودة، والمساعدة الخارجية من قوى المقاومة والتحرر متوفرة، هذا الشعب سيبقى يحارب الاحتلال بكل وسيلة امتلكها أو يمتلكها".


كما أكد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن "ما يجري اليوم في الضفة الغربية، هي ثورة شعب والشعب عندما يثور لا توجد قوة على الأرض يمكن أن توقف ثورته".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "ما يجري اليوم في الضفة الغربية من عمليات متعددة من إطلاق نار ودهس وعبوات ناسفة وطعن رغم حشود الاحتلال العسكرية الكبيرة في كافة المناطق الضفة، إضافة لتنوع المقاومة من عمل فردي إلى عمل مقاوم، هذا دليل وعي الشعب الفلسطيني بأن هذا الوعي وصل لمرحلة كبيرة وأن هذا الاحتلال الذي يمارس كل أنواع الإرهاب والقتل والتدمير البيوت والاستيلاء على الأرض وحملة الاعتقالات، لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة القوة وهو اليوم يمارس هذه القوة التي يفهمها الاحتلال".

وأوضح الصواف، أن "هناك نجاح واضح لثورة الشعب رغم حشودات الاحتلال وانتشاره ورغم تعاون السلطة معه وملاحقتها للمقاومة والمشاركة بقتل المواطن كما حدث بالأمس في طولكرم"، مؤكدا أن "المقاومة مستمرة ومنتشرة ومتنوعة، وهذا الأمر الذي أربك الاحتلال وأجهزته الأمنية ومنها أجهزة محمود عباس (رئيس السلطة)"، بحسب تعبيره.

بدوره، أوضح المختص في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي مأمون أبو عامر، أن "ما يجري في الضفة وباقي الأرضي الفلسطيني، يؤكد أن مقاومة الاحتلال أصبحت نهجا راسخا في الشارع الفلسطيني، بالتزامن مع حالة ثورية شاملة تعم الضفة الغربية المحتلة؛ قوى وأفراد".

ونبه في حديثه لـ"عربي21"، أن "هذه الحالة الثورية الوطنية الشعبية ضد الاحتلال التي تشهدها المناطق الفلسطينية، تتجه نحو التصعيد والنهوض المستمر وليس التراجع، وتتوسع جذورها في الشارع الفلسطيني، والكل يعمل حسب إمكانياته من أجل الوصول لتنفيذ عملية ضد الاحتلال".

وأكد أبو عامر، أن "الاحتلال لم يعد قادرا عل لجم هذه الحالة الثورية المتأصلة، وكل الإجراءات الامنية التي أخذها لم ولن تنجح في كسر هذه الظاهرة الثورية، التي أيضا فشلت في كسرها إجراءات أجهزة السلطة الأمنية".

ونوه إلى أن "وصول المسار السياسي إلى حائط مسدود، ثبت القناعات لدى مختلفة فئات الشعب الفلسطيني ومن بينهم أبناء أجهزة أمن السلطة بالضفة، أن الاحتلال لا يفهم إلا لغة المقاومة، فهو مستمر في المشروع الاستيطاني التهويدي وفي كافة انتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني".

ورأى المختص، أن "الجيل الفلسطيني الحالي، هو يعيش مرحلة سقوط أوسلو، وبالتالي هو يبحث عن خياراته المختلفة، والخيار المتوفر له هو خيار المقاومة فقط".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المقاومة الاحتلال الجنود الضفة العمليات جنود الاحتلال المقاومة الضفة العمليات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی أقل من 24 ساعة الضفة الغربیة فی الضفة

إقرأ أيضاً:

حماس والجهاد الإسلامي يبحثان استئناف المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة

الجديد برس|

بحث وفدان من قيادة حركتي المقاومة الإسلامية “حماس” والجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم الخميس، في العاصمة القطرية الدوحة، استئناف المفاوضات لاستكمال اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالإضافة إلى خروقات العدو الصهيوني المتواصلة.

وجاء في بيان صدر عن حركة “حماس” أن “وفدا من قيادة الحركة برئاسة محمد درويش رئيس المجلس القيادي استقبل وفدا من حركة الجهاد الإسلامي ضم زياد النخالة ونائبه الدكتور محمد الهندي، اليوم الخميس في الدوحة.

وأشار البيان بأن الوفدان ناقشا مجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، والخروقات الإسرائيلية المتكررة، واللقاءات التي تمت خلال اليومين الماضيين، بهدف استئناف المفاوضات.

وأكد الجانبان ضرورة الالتزام الكامل ببنود وقف إطلاق النار ومراحله المختلفة، خاصة الانسحاب من محور فيلادلفيا، وفتح المعابر، وتطبيق البروتوكول الإنساني، وإدخال كافة احتياجات قطاع غزة، والشروع بتطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق دون قيد أو شرط.

وشدد المجتمعون على التزام المقاومة باستمرار التطبيق “الأمين” لاتفاق وقف إطلاق النار، وجهوزيتها التامة لاستكمال هذا التطبيق.

كما أدان المجتمعون ما يقوم به العدو الصهيوني من جرائم في القدس والضفة المحتلتين، وعمليات التدمير بحق المخيمات في جنين ونور شمس وغيرها من مناطق ومدن الضفة، بالإضافة إلى منع المصلين من الصلاة في الحرم الإبراهيمي الشريف، الذي يعتبر انتهاكًا خطيرًا ومساسًا بالأوقاف الإسلامية والأماكن الدينية.

هذه المباحثات تأتي في إطار الجهود المستمرة لإنهاء المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، وضمان تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني في إنهاء الحصار ووقف العدوان الإسرائيلي، مع التأكيد على استمرار المقاومة في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • “فتح الانتفاضة”: مجزرة بيت لاهيا يمثل إمعانًا في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني
  • أهالي حمص في ذكرى الثورة.. الشعب السوري واحد
  • فصائل فلسطينية تعقب على القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا
  • الثقل النوعي لغزة في النضال الفلسطيني.. دور المقاومة وتحديات المستقبل
  • مستوطنون إسرائيليون يحرقون منازل وسيارات في قرية فلسطينية بالضفة
  • حماس والجهاد الإسلامي يبحثان استئناف المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة
  • فلسطين ترحب بالتقرير الأممي حول ارتكاب إسرائيل الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني
  • إعلام إسرائيلي عن مفاوضات الدوحة: ثمة تقدم في المباحثات لكن لا اتفاق نهائي
  • رويترز : غارة إسرائيلية قرب دمشق تستهدف شخصية فلسطينية
  • أول تعليق من حماس على عملية إطلاق النار قرب مستوطنة أرئيل