لعنة الرقم 10 في الأهلي.. ابتسم للخطيب وقائمة الضحايا تنتظر الشحات
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
«التفاؤل والتشاؤم» جزء من منظومة كرة القدم، فعلى مدار سنوات طويلة، قد تجد لاعبًا يتمسك بارتداء رقم قميص محدد ليكون رفيقه طوال رحلته في الملاعب، لاعتبارات عدة، لعل أبرزها ارتباطه بأسطورة تاريخية.
محمد شريف آخر الضحاياالقميص رقم 10 في الأهلي يشهد صراعًا كبيرًا في الوقت الحالي، بعد رحيل محمد شريف إلى الخليج السعودي، في الميركاتو الصيفي الجاري، بعد خروجه من حسابات السويسري مارسيل كولر مدرب الفريق، الذي وضعه على الدكة ليغيب عن المشاركة لصالح محمود كهربا، ليصبح شريف آخر ضحايا الرقم 10 داخل القلعة الحمراء.
محمد شريف آخر ضحايا الرقم 10 داخل الأهلي، الذي ابتسم فقط لمحمود الخطيب أسطورة القلعة الحمراء، إذ قدّم بقميص رقم 10 موسما أول استثنائيا برفقة الفريق الأحمر، وحصدها حينها لقب هداف الدوري، قبل أن يتراجع بشكل واضح في الموسم الثاني له، وفي الثالث باتت دكة البدلاء مستقره تحت قيادة مارسيل كولر، ليقرر الرحيل إلى الخليج السعودي، ليحصل على فرصة أكبر للمشاركة.
في الوقت الحالي، يبقى الرقم 10 حائرًا بين بعض الأسماء التي ترغب في الحصول عليه، بعد رحيل محمد شريف، في مقدمتهم يأتي الرباعي صلاح محسن العائد حديثًا إلى الأهلي، وحسين الشحات، وأحمد عبدالقادر ومحمد مجدي قفشة، رغم اللعنة التي لازمته منذ اعتزال محمود الخطيب أسطورة ورئيس النادي الحالي.
مذبحة النجوم تطيح بميهوببدأت قصة لعنة الرقم 10 بعد اعتزال محمود الخطيب، عندما تسلم علاء ميهوب القميص ذاته، ليبدأ في وضع اسمه على رأس قائمة الضحايا، بعدما اتخذ صالح سليم قرارًا بالتخلي عن خدماته، في الواقعة الشهيرة المعروفة بـ«مذبحة النجوم» موسم 1991-1992.
عماد متعب وبلال الأبرزتعد قصة أحمد بلال الأبرز، والتي أكدت وجود سر في القميص رقم 10، بعدما عاد من رحلة احتراف في تركيا، وقرر ارتداء قميص الأسطورة محمود الخطيب، لكنه لم يظهر بالشكل المنشود؛ ليقرر التخلي عنه وارتداء القميص رقم 11 والمفارقة في هذا الأمر كانت تألقه بشكل لافت بعد اتخاذ تلك الخطوة.
عماد متعب نجم الأهلي، عانى من اللعنة ذاتها، ومنذ ارتداء القميص لازم الدكة لفترة طويلة تحت قيادة ثلاثي التدريب جاريدو، ثم مارتن يول وأخيرًا حسام البدري، الذي أجبره على الخروج في رحلة احتراف إلى الدوري السعودي، من أجل الحصول على فرصة للمشاركة، لكنه لم يحصل عليها أيضًا وقرر العودة ثم الاعتزال بشكل نهائي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حسين الشحات الأهلي الأهلي اخبار الأهلي اخبار الأهلي اليوم حسين الشحات محمد شريف الرقم 10 محمود الخطیب محمد شریف الرقم 10
إقرأ أيضاً:
حين يسقط البرميل وترتجف الدولة... العراق بين لعنة الريع وشبح التعرفة- عاجل
بغداد اليوم - بغداد
في خضمّ موجات الأسواق التي لا ترحم، وبين تعقيدات الإقليم وتقلبات واشنطن، بدا العراق مرة أخرى مكشوفًا وعاريًا أمام ضربة جديدة في خاصرته الأضعف: النفط.
في تغريدة لافتة لرئيس لجنة الصحة والبيئة النيابية الدكتور ماجد شنكالي، دوّى التحذير من خسائر جسيمة قد تُمنى بها البلاد إثر هبوط أسعار النفط الخام بنحو 13% خلال 48 ساعة فقط، أي بما يعادل عشرة دولارات للبرميل، في وقت لا تزال فيه موازنة العراق تعتمد على هذا الذهب الأسود بنسبة تتجاوز التسعين في المئة، دون أن تُبدي الدولة أي علامات تحوّل جادّ نحو بدائل اقتصادية حقيقية.
التحذير لم يكن تقنيًا أو اقتصاديًا فحسب، بل حمل نفَسًا سياسيًا واضحًا حين أشار شنكالي إلى أن كثيرًا من قوانين التعرفة الكمركية التي فرضها ترامب، أو تلك التي يُعدّها بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي، تنطوي على مخاطر حقيقية على الدول التي لا تمتلك قدرة تفاوضية أو اقتصادية كافية، لكن بعض الأصوات في الداخل، كما وصفهم، يتعجلون في إطلاق الأحكام دون وعي بالسياقات الإقليمية والدولية التي تحكم حركة السياسة والنفط والتجارة.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يُستدعى فيها شبح انهيار السوق ليذكّر العراقيين بأن اقتصادهم معلّق بخيط واحد، هشّ، قابل للاهتزاز عند أول عاصفة. فمنذ سنوات، وبالرغم من التصريحات المتكررة حول "تنويع مصادر الدخل"، لم يتمكن العراق من بناء قاعدة إنتاجية محلية، بل ظل عالقًا في دوامة الاستيراد والإنفاق الحكومي المرتفع، دون إصلاح بنيوي حقيقي. كل خطة إصلاح تنطلق بأمل، وتخبو سريعًا عند أول تحدٍّ سياسي أو مصالح فئوية. والنتيجة أن الدولة التي يُفترض أن تكون راعية للنمو والتنمية، تحوّلت إلى كيان ريعيّ يتغذى على الإيرادات النفطية، ويفشل كل مرة في استثمارها لبناء قاعدة اقتصادية صلبة.
في خلفية المشهد، يلوح شبح القوانين الأمريكية التي تحاول إعادة تشكيل قواعد التجارة الدولية عبر فرض رسوم جمركية جديدة على بضائع الدول ذات الاقتصادات الهشة، وهو ما يُعرف اختصارًا بـ"مشروع ترامب الكمركي". وإذا ما طُبّق هذا المشروع بالشكل الذي يُناقش حاليًا داخل الكونغرس، فإن كلف الاستيراد في العراق ستتصاعد بشكل كبير، خصوصًا وأن أكثر من 80% من الحاجات الغذائية والصناعية والطبية في البلاد تأتي من الخارج. ومن دون قدرة حقيقية على ضبط المنافذ الحدودية أو فرض التعرفة الموحدة، فإن السوق العراقية ستتحول إلى ساحة مفتوحة لا تعرف السيادة الجمركية ولا العدالة في التنافس.
الخطورة في هذا السياق لا تكمُن فقط في أثر تلك القوانين، بل في غياب الوعي السياسي العميق في الداخل، كما أشار شنكالي، حيث يخرج البعض من المراقبين والمعلقين لينتقدوا أو يُهاجموا دون امتلاك أدوات الفهم أو الاطلاع على الخريطة المعقدة للعلاقات الدولية. وهنا لا يصبح الجهل مشكلة فردية، بل يتحول إلى أزمة قرار تُصاغ في البرلمان أو الإعلام بناءً على شعارات لا على قراءات واقعية. وكلما زاد هذا النوع من الانفصال بين ما يُقال وما يجري، كلما تعمّق الجرح في جسد الاقتصاد العراقي المنهك أصلًا.
من وجهة أخرى، فإن هذا التحذير البرلماني يفتح الباب أمام تساؤل أكبر: كيف يمكن لدولة تمتلك ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم أن تعيش تحت رحمة تقلبات البرميل؟ ولماذا لم تتمكن الطبقة السياسية، خلال أكثر من عقدين، من خلق بيئة اقتصادية قادرة على التحمّل والصمود؟ ربما لأن الدولة، منذ تأسيسها بعد 2003، تأسست بوصفها نظام محاصصة لا مشروع وطن، فتم تقاسم الإيرادات لا تطويرها، وأُنفقت الأموال على الوظائف الشكلية لا على الإنتاج، وتمت حماية الاستيراد بدلًا من تحفيز الصناعة المحلية.
اليوم، يعود النفط ليؤكد أن الريع لا يُبنى عليه وطن، وأن كل انخفاض في السوق العالمي هو صفعة على وجه الدولة التي لم تتعلّم من دروسها السابقة. وإذا ما ترافق هذا الهبوط مع قوانين كمركية أمريكية قاسية، فإن الموازنة العراقية لن تترنّح فقط، بل قد تسقط تمامًا في فراغ التمويل والعجز، لا سيما وأن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي يلوّحان بشروط قاسية لأي دعم مستقبلي.
إن تحذير شنكالي، وإن بدا اقتصاديًا في ظاهره، يحمل في عمقه نداءً سياسيًا وأمنيًا، لأن هشاشة الاقتصاد لا تُهدد الرواتب والخدمات فحسب، بل تُضعف قدرة الدولة على الحفاظ على السلم الأهلي، وتُغذي شبكات الفساد التي تجد في كل أزمة منفذًا جديدًا للنهب. وفي ظل صمت حكومي لافت حيال الانهيار الأخير في أسعار النفط، يبقى السؤال معلقًا في فضاء الأزمة: من يصحو أولًا؟ الدولة أم الكارثة؟ وهل يكفي تحذير برلماني واحد لإيقاظ حكومة بأكملها من سبات الغفلة؟
المصدر: بغداد اليوم + وكالات