الجزيرة:
2025-03-11@21:06:25 GMT

تأثير فيلم باربي على الاقتصاد الأميركي

تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT

تأثير فيلم باربي على الاقتصاد الأميركي

تقضي الفتاة "باربي" يومها مع صديقاتها في مدينة "باربي لاند" ترفل في النعيم قبل أن تتوقف عن عاداتها اليومية وتكتنفها مخاوف عن الحياة والموت. تقرر أن تذهب إلى العالم الحقيقي، وبينما تستقل سيارتها يفاجئها الشاب كين برغبته في الانضمام إليها في هذه الرحلة فتوافق على مضض. يتعرض كين وباربي لمشاكل جمة في العالم الحقيقي، ويُلقى القبض عليهما قبل أن يحاول كل منهما اكتشاف نفسه والمجتمع من حوله في الفيلم الأميركي "باربي"، من إخراج غريتا غيرويغ وإنتاج عام 2023.

أصبح الفيلم حديث الاقتصاديين الأميركيين في الأسابيع الماضية منذ بدء عرضه في دور السينما في الولايات المتحدة ومختلف دول العالم بسبب تأثيره ليس فقط على صناعة السينما، ولكن أيضا على الاقتصاد الأميركي ككل. وترافق هذا مع جدل محتدم في عدد من الدول العربية والإسلامية حول الفيلم الذي وصل لمنع عرضه في عدد منها بسبب ترويجه لقيم تتعارض مع الدين والثقافة العامة. وسنركز في هذا المقال على الشق الاقتصادي المتعلق بالولايات المتحدة في هذه المسألة؛ لأن تقييم الفيلم من الناحية القيمية والأخلاقية يحتاج إلى نقاش مستقل.

على صعيد اقتصاد صناعة الأزياء، يمكن بسهولة أن تجد ملابس وأكوابا وأدوات شخصية مطبوعا عليها "باربنهايمر"، والأمر هنا يتجاوز مجرد الإعجاب أو الهدايا الشخصية إلى التأثير على صناعة الأزياء والموضة

في المؤتمر الصحفي لرئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي بالولايات المتحدة جيروم باول الشهر الماضي سأله أحد الصحفيين عن تأثير الأرقام التي حققها فيلم باربي في شباك التذاكر على الاقتصاد الأميركي؛ فأجاب بأن هذا يدل على تباطؤ التضخم وانتعاش ثقة المستهلك. كما أعلن بنك "أوف أميركا" أن إنفاق المستهلكين على صناعة الترفيه وشراء الملابس قفز في الأسبوع الذي بدأ فيه عرض فيلم باربي بنسبة 13%.

هذا يشير بوضوح إلى أن هناك مساهمة للفيلم في دعم الاقتصاد الأميركي وزيادة القدرة الشرائية للمستهلكين. يأتي هذا وسط سيل متدفق من التحليلات الأميركية حول دلالات ذلك اقتصاديا وتأثيره القريب والبعيد. يختلف هذه التأثير عن الأرباح التي جناها الفيلم والتي تخطت حاجز مليار دولار في دور العرض حول العالم. وهناك حفاوة كبيرة في الولايات المتحدة بعودة الإنفاق لهذا المستوى، خاصة على صناعة الترفيه بعد جائحة كورونا التي أصابت قطاع السينما بما يشبه الشلل.

يعزو عدد من الاقتصاديين الأميركيين هذا الأمر إلى دخول عنصر الثقافة الشعبية، خاصة المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ بوصفها أحد أدوات التحليل الاقتصادي لرصد الظواهر الثقافية الجديدة باستخدام بيانات المستخدمين. وهنا تجاوزت فكرة تسويق فيلم باربي الترويج له لجذب أكبر قطاع ممكن من المشاهدين إلى صناعة ثقافة شعبية جعلت اللون الوردي مسيطرا على خيال وملابس النساء والفتيات وحتى الرجال والفتيان.

وفي هذا الصدد يرى البروفيسور ماركوس كولينز الأستاذ بجامعة ميشيغان الأميركية أن الثقافة هي القوة الخارجية الأكثر تأثيرا في السلوك البشري، وأن بروز وسيطرة فيلم باربي على الجماهير بهذا الشكل أبلغ دلالة على هذا الأمر.

هوليود والاقتصاد الأميركي

يعد الفيلم جزءا من ظاهرة عامة يُطلق عليها حاليا "باربنهايمر" (Barbenheimer)، وهي الولع الجماهيري الشديد بفيلمي "باربي" و"أوبنهايمر" من إخراج كريستوفر نولان وإنتاج 2023، حيث يتم عرض السيرة الذاتية لصانع القنبلة النووية الفيزيائي الأميركي جي روبرت أوبنهايمر؛ فكلا الفيلمين حققا أرقاما قياسية في تاريخ الأفلام الأميركية مع شباك التذاكر. وبدأ عرض الفيلمين بشكل متزامن بما يوحي بقدر من التنافسية بينهما، ويعني هذا عادة خصما لكل منهما من رصيد الآخر، لكن ما حدث هو العكس؛ فقد صعدت أرباح كل منهما بشكل كبير. وهو الأمر الذي صعد بصناعة الترفيه الأميركية إلى الواجهة كسلاح لمكافحة أي ركود اقتصادي.

وعلى صعيد اقتصاد صناعة الأزياء، يمكن بسهولة أن تجد ملابس وأكوابا وأدوات شخصية مطبوعا عليها "باربنهايمر"، والأمر هنا يتجاوز مجرد الإعجاب أو الهدايا الشخصية إلى التأثير على صناعة الأزياء والموضة بحد ذاتها. وفي هذا المجال تفوق فيلم باربي على أوبنهايمر لأنه مرتبط بالدمية الشهيرة وبألعاب عديدة مرتبطة بها وموجودة في مجال لعب الأطفال حول العالم.

تجاوز الأمر الدمية نفسها إلى اللون الوردي الذي أعاد الأميركيين إلى أزياء الثمانينيات والتسعينيات، وأصبح هناك إقبال كبير على الأزياء فاتحة اللون، خاصة اللون الوردي. والإقبال على الأزياء هنا لا يستثني الرجال مع اختلاف نسب الشراء بالطبع بين الجنسين؛ لأن الفيلم لم يفتهُ أن يشارك البطولة رجل هو كين وكانت لديه ملابسه الخاصة أيضا فاتحة اللون.

وهنا ينبغي التنويه إلى أن باربي في النهاية هي علامة تجارية هادفة للربح منذ خمسينيات القرن الماضي حتى يومنا هذا. والأمر الذي يتبادر فورا للذهن أن المشاهدين يملؤون خزانة ملابسهم بالألوان الوردية ومنتجات باربي التجارية بعد مشاهدة الفيلم تأثرا به كما يحدث عادة، لكن ثمة وجهة نظر أخرى تقدمها محررة الأزياء والموضة لصحيفة "واشنطن بوست" ريتشل تاجان مفادها أننا النساء في الولايات المتحدة وأوروبا غارقات في عالم باربي أصلا؛ وبالتالي ما قدمه الفيلم هو توسع رقعة الموضة الجديدة أميركيا وأوروبيا وعالميا.

واستدلت على ذلك بأن مجموعة أزياء العام الماضي في خريف 2022 كانت تحتوي على 81 شكلا، نصفهم من الألوان الوردية الساخنة. وترى تاجان أن نموذج باربي في الملابس يوضح لنا بشكل لا لبس فيه من يقرر لنا ماذا نلبس.

ليس سرا أن صناعة السينما والتلفزيون أحد أركان الاقتصاد الأميركي المهمة، ولا يعد نموذج فيلم باربي سوى أحد تجليات التعبير عن هذا الأمر، رغم أنه لا يزال محفوفا بعدد من التحديات؛ أبرزها الإضراب الذي يخوضه الممثلون والكتاب والفنيون منذ أشهر احتجاجا على الأجور ودور التقنية، خاصة الذكاء الصناعي المتزايد في عملية الإنتاج.

لم يتأثر إنتاج فيلمي باربي وأوبنهايمر كثيرا بالإضراب، رغم إعلان بطلي فيلم باربي عن تأييدهما له، ربما لأن حملة الإعلان عن الفيلم بدأت قبل الإضراب بوقت طويل. لهذا فإن حظوظ أفلام خريف هذا العام 2023 في شباك التذاكر ستكون معيارا لأي تأثير متوقع لاستمرار الإضراب إذا استمر حتى ذلك الحين.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معناوظائف شاغرةترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الاقتصاد الأمیرکی صناعة الأزیاء فیلم باربی على صناعة

إقرأ أيضاً:

من هواوي إلى ديب سيك.. كيف تتحدى الصين الحصار التكنولوجي الأميركي؟

أطلقت الحكومة الصينية في مايو/أيار 2015، مشروعا إستراتيجيا تحت اسم "صنع في الصين 2025" يهدف إلى تحويل الصين من "مصنع العالم" للسلع ذات التكلفة المنخفضة، إلى قوة صناعية عالمية رائدة في مجال الصناعات المتقدمة والابتكار التكنولوجي، وبحيث تعتمد على نفسها في إنتاج التقنيات المتطورة.

حقق هذا المشروع نجاحا كبيرا ووضع الصين في صدارة بلدان العالم في إنتاج السيارات الكهربائية وشبكات الجيل الخامس للاتصالات والبطاريات والطاقة الشمسية. وكمثال على ذلك، بلغت نسبة المركبات الكهربائية أو الهجينة المباعة في الصين 53%، مقارنة بـنحو 8% فقط في الولايات المتحدة.

وباتت الصين تتحكم بما يزيد على 80% من صناعة الألواح الشمسية في العالم، و70% من إنتاج بطاريات الليثيوم أيون. وتمثل المحطات القاعدية لشبكات الجيل الخامس في الصين وحدها نحو 60% من الإجمالي العالمي. ودخلت الصين أيضا ساحة المنافسة في وسائل التواصل الاجتماعي من خلال وي تشات (WeChat) وتيك توك (TikTok)حيث تجاوز عدد مستخدمي كل منهما المليار مستخدم.

وبالنسبة للحوسبة الكمومية تنافس الشركات الصينية نظيراتها الأميركية بقوة، على الرغم من أن الأخيرة لاتزال متفوقة بشكل طفيف، لكن الصين تحرز حالياً تقدما سريعاً، وتسعى بقوة لتقليص الفجوة وتحقيق الريادة في هذا المجال.

إعلان

استشعرت الولايات المتحدة خطورة هذا التقدم التكنولوجي الصيني السريع فسارعت لاتخاذ إجراءات تهدف إلى إبطائه وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات.

بدأت الولايات المتحدة بتطبيق هذه الإجراءات في مايو/أيار 2019، بمنع شركة هواوي من شراء المكونات الأميركية دون ترخيص، ثم تصاعدت هذه الإجراءات لتشمل منع شركات مثل الشركة التايوانية لصناعة أشباه الموصلات (TSMC) من تزويد الشركات الصينية بالمعالجات المتطورة، ومنعت شركة إيه إس إم إل (ASML) الهولندية من تزويد الشركات الصينية بتقنية الطباعة الحجرية بالأشعة فوق البنفسجية القصوى (EUV)، مع العلم أن هذه الشركة هي المورد الرئيسي في العالم لهذه الأنظمة التي تسمح بإنتاج مكونات إلكترونية بأحجام صغيرة جدا (3 نانومتر وأقل)، مما يزيد من كثافة الترانزستورات على الرقاقة ويحسن أداء الأجهزة الإلكترونية.

وعلى الرغم من هذه القيود، فقد استمرت هواوي في تطوير منتجاتها، فأطلقت مجموعة متطورة من الهواتف الذكية عام 2023 والأعوام اللاحقة، مما يشير إلى تقدمها في تصنيع أشباه الموصلات محليا.

المفاجآت الصينية عام 2025

في العاشر من يناير/كانون الثاني 2025، أطلقت شركة ديب سيك (DeepSeek) الصينية نموذجا متقدما للذكاء الاصطناعي يحمل اسم "R1". كانت الشركات الأميركية قبل ذلك تحتكر نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، لكن هذا النموذج الصيني فتح الباب أما منافسة فعلية، وأدى إلى تراجع أسعار أسهم شركات التكنولوجيا الأميركية، وخسارة أكبر شركة لتصنيع رقاقات الذكاء الاصطناعي (إنفيديا) مبالغ طائلة من قيمتها السوقية.

وقد دفع ذلك الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقول: "يجب أن تكون تقنية شركة ديب سيك الصينية حافزا للشركات الأميركية". امتاز ديب سيك "R1" بعدة نواحي أهمها كونه مفتوح المصدر ويمتلك قدرات تحليلية متقدمة ويدعم لغات برمجة متعددة ويمتلك قدرات مميزة للتفكير الرياضي والمنطقي وتحليل القضايا المعقدة، مما يجعله مفيدا لحل المشكلات الدقيقة. ويضاف إلى ذلك أن تكلفة تطويره وتشغيله منخفضة جدا مقارنة مع مثيلاته الأميركية. وقد دفع ذلك الرئيس التنفيذي لشركة غوغل ساندر بيتشاي للقول "لقد قام فريق ديب سيك بعمل جيد للغاية".

إعلان

أما يان ليكون، نائب الرئيس ورئيس علماء الذكاء الاصطناعي في ميتا (فيسبوك سابقا)، فيرى أن التفوق الرئيسي لديب سيك يرجع إلى تفوق نماذج المصادر المفتوحة على النماذج المغلقة أي المملوكة حصرا لجهة واحدة.

في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2017 أطلقت "غوغل ديب مايند"، برنامج ألفا غو زيرو (AlphaGo Zero)، وهو نسخة مطورة من ألفا غو، البرنامج الذي هزم أفضل لاعبي العالم في لعبة غو (Go). وعلى عكس الإصدارات السابقة، لم يعتمد برنامج ألفا غو زيرو على بيانات بشرية أو مباريات سابقة، بل تعلم بمفرده من خلال اللعب ضد نفسه بعد تزويده بقواعد اللعبة، محققا مستوى غير مسبوق من الذكاء الاصطناعي في هذه اللعبة.

استخدم ديب سيك تقنيات مشابهة لتلك التي استخدمتها ديب مايند لتدريب البرنامج ألفا غو زيرو، أي درب "R1" نفسه بنفسه في المجالين الرياضي والمنطقي باستخدام مجموعة من القواعد الأولية، أي أصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي قادرا على خلق المعرفة بنفسه في هذين المجالين، وهذا ما دفع آندي جاسي، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، للقول "إن شركته أعجبت بشكل خاص ببعض تقنيات التدريب التي استخدمتها شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها".

النموذج الصيني "ديب سيك" فتح الباب أمام منافسة فعلية وأدى إلى تراجع أسعار أسهم شركات التكنولوجيا الأميركية (شترستوك)

أجريت العديد من الاختبارات المقارنة بين "R1″ من ديب سيك و"o1" من أوبن إيه آي. أظهر اختبار "ماث-500" (MATH-500) المُصمم لتقييم قدرات نماذج الذكاء الاصطناعي في حل المسائل الرياضية المعقدة، تفوقا طفيفا لصالح "R1" من ديب سيك. يحتوي هذا الاختبار على 500 سؤال تغطي مجموعة متنوعة من الموضوعات الرياضية، بما في ذلك الجبر، الهندسة، والتفاضل والتكامل.

وتفوق "R1" على "o1" في اختبار آيمي 2024 (AIME 2024) المصمم لاختبار نماذج الذكاء الاصطناعي في حل مسائل رياضية معقدة تتطلب مهارات تحليلية ومنطقية عالية.

إعلان

وتفوق "R1" أيضا على "o1" في اختبار إس دبليو إيه- بنش (SWE-bench) المصمم خصيصا لتقييم قدرات نماذج الذكاء الاصطناعي في حل مشكلات هندسة البرمجيات في العالم الحقيقي من خلال 500 مهمة.

وبالمقابل تفوق "o1" في 3 اختبارات هي:

كود فورس (Codeforce) وهو منصة شهيرة لتنظيم مسابقات البرمجة التنافسية. اختبار جي بي كيو إيه (GPQA) عبر 198 سؤالا في مجالات مثل الأحياء، الفيزياء، والكيمياء. اختبار إم إم إل يو (MMLU) الذي يقيس دقة المعلومات العامة عبر 16 ألف سؤال تغطي 57 موضوعا أكاديميا.

أشعل إطلاق ديب سيك لنموذجها المتقدم من الذكاء الاصطناعي "R1" المنافسة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي فأطلقت أوبن إيه آي أواخر يناير/كانون الثاني 2025 إصداراتها الجديدة "أو3- ميني" (o3-mini)، وأطلقت أواخر فبراير/شباط إصداراتها الجديدة "جي بي تي – 4.5" (GPT-4.5)، في حين وعدت ديب سيك بإطلاق إصداراتها الجديدة (R2) قريبا جدا. وتلعب شركات عديدة أخرى دورا بارزا في هذه المنافسة المحمومة، منها جيمني 2.0 برو (Gemini 2.0 Pro) من غوغل، وأل لاما- 3.1 (Llama-3.1) من ميتا (فيسبوك سابقا)، وغروك- 2 (Grok-2) من شركة إكس إيه آي (xAI) التي أسسها إيلون ماسك، وغيرها.

صراع أشباه الموصلات (Semiconductors)

تحتكر شركة إيه إس إم إل الهولندية أنظمة الطباعة الحجرية بالأشعة فوق البنفسجية القصوى (EUV) التي تتيح تصنيع رقائق بحجم 7 نانومتر وأصغر.

استغرقت إيه إس إم إل أكثر من 20 عاما من البحث والتطوير لتتمكن من إنتاج أنظمة للأشعة فوق البنفسجية القصوى. تستخدم شركات مثل آبل وسامسونج حاليا رقائق بحجم 3 نانومتر مصنعة بهذه التقنية، وتخطط شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات التي تعد من أكبر الشركات المصنعة للرقائق في العالم، لتصنيع رقائق بأحجام تصل إلى 2 نانومتر، باستخدام هذه التقنية الهولندية، هذا العام.

إعلان

في أغسطس/آب 2024، أطلقت شركة هواوي الصينية هاتفها الذكي Mate 60 Pro الذي احتوى على معالج بدقة 7 نانومتر، مما أثار اهتماما واسعا في هذه الصناعة، وتعمل الشركة حاليا على تطوير معالجات بدقة 5 نانومتر. لا يزال تصنيع رقائق بدقة 3 أو 2 نانومتر صعبا على هواوي بسبب القيود الصارمة التي فرضتها الولايات المتحدة لمنع وصول تقنية الأشعة فوق البنفسجية القصوى إلى الصين بهدف تحجيم تطورها التكنولوجي.

لكن يبدو أن الصين وجدت طريقة جديدة لتطوير تقنية تصنيع رقائق الأشعة فوق البنفسجية القصوى. ففي 30 ديسمبر/كانون الأول 2024، حصل معهد هاربين للتكنولوجيا على الجائزة الأولى لأحد مشاريعه المتعلقة بضوء الليزر، فقد اقترح نهجا بديلا لتوليد ضوء الأشعة فوق البنفسجية القصوى، يختلف عن الأساليب المتبعة في البلدان الغربية. يركز مشروع المعهد، بقيادة البروفيسور تشاو يونج بينج، على مصدر الأشعة فوق البنفسجية القصوى المستحث بالتفريغ البلازمي بطول موجي مركزي يبلغ 13.5 نانومترا، وهو الطول الذي يسمح بتصنيع رقائق بحجوم 3 و2 نانومتر، وربما أقل.

تتصاعد المعركة من أجل الهيمنة على أشباه الموصلات، مع ضخ الصين 41 مليار دولار لتسريع قدراتها في تطوير الطباعة الحجرية المحلية للأشعة فوق البنفسجية القصوى، وبالتالي تغيير ميزان القوى في صناعة أشباه الموصلات.

السؤال هو: ماهي المدة المتوقعة كي تتمكن الصين من استخدام هذه الطريقة لتصنيع رقائق بهذا الحجم النانوي الصغير؟ يتوقع الخبراء أن تحتاج الصين إلى 4 أو 5 سنوات قبل أن تتمكن من تصنيع رقائق بهذه التقنية المتقدمة، وسيسهم ذلك إن نجحت، في سد الفجوة التقنية بينها وبين البلدان الغربية.

أخيرا عندما سئل أحد العلماء الصينيين عن تأثير الحصار التكنولوجي الأميركي على بلده، أجاب: الحكمة الصينية تقول "الحياة دائما ما تجد الطريق الخاص بها".

مقالات مشابهة

  • تأثير عجيب.. عالم بالأوقاف يكشف مكافأة صناعة المعروف
  • دراسة تكشف تأثير أكل السمك على سلوك الأطفال
  • ترامب لا يستبعد دخول الاقتصاد الأميركي في ركود
  • تراجع أسعار النفط متأثرة بمخاوف من تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على نمو الاقتصاد العالمي
  • بعد رفض رسالة ترامب.. التوتر الإيراني الأميركي إلى أين؟
  • هذه مُهمّة السفير الأميركي الجديد
  • رئيس مجلس الوزراء يعمد اتفاقية توطين صناعة اسطوانات الغاز بنسبة 100%
  • الحكومة تعلن خطوة جديدة لتوطين صناعة أسطوانات الغاز وتوسيع نطاق الصناعات الوطنية
  • من هواوي إلى ديب سيك.. كيف تتحدى الصين الحصار التكنولوجي الأميركي؟
  • العنود اليوسف تُشبّه نفسها بعارضة الأزياء تايلور هيل وتشعل السوشيال ميديا .. فيديو