أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال قد ورد إليها عن  ما حكم بناء المساكن للأيتام المحتاجين أو ترميمها من الصدقة الجارية؟


قائلة: يستحب بناءُ المساكنِ للأيتامِ المحتاجين وتمليكهُم إياها أو ترميمها، وهو عملٌ طيبٌ يُثابُ عليه المرءُ في الآخرةِ، وهو من الصدقةِ الجاريةِ التي يتضاعف أجرها بعد الموت، وقد أمرَ الحقُّ تبارك وتعالى بالإحسانِ إلى اليتيمِ والأخذِ على يديه حتى يكون عضوًا نافعًا في المجتمعِ؛ فقال تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى﴾ [النساء: 36]، وجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم كفالة اليتيم سببًا في مجاورته في الجنة؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَّةِ هكذا» وقال بأصبعيه السبابة والوسطى.

رواه البخاري.


والله سبحانه وتعالى أعلم.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: للأيتام والمحتاجين الإفتاء تجيب دار الافتاء الوسطى الإفتاء دار الإفتاء المصرية اليتيم الإفتاء المصرية دار الافتاء أ

إقرأ أيضاً:

«عشا الوالدين»

عادات رمضانية تعكس مجاهدة النفس في بذل الخير وإطعام الطعام، حيث يحرص أهالي منطقة القصيم على إيصال الأجر للوالدين وإشراكهم في الخير، سواء كانوا أحياء أو أمواتاً من خلال عادات وتقاليد رمضانية معروفة في تلكم المنطقة.
من تلك العادات: ما يطلق عليه “عشا الوالدين”، الذي يحمل معان اجتماعية ومقاصد خيرية تمتد إلى الجار، والقريب، وصديق الوالدين، والنسيب، وكل من له حق على الأسرة.
و”عشا الوالدين” موروث شعبي وهو عبارة عن وجبة غذائية رمضانية قديمة تُعدُ تقليداً ما تزال عدد من البيوت هناك تحافظ عليه في شهر رمضان من كل عام مستذكرين ما كان عليه آباؤهم وأجدادهم في الماضي، وما أصبحوا عليه اليوم من فيض النعم واتساع الرزق.
ولكل منطقة في المملكة تقاليدها وعاداتها في تنفيذ عشا الوالدين.
وورد سؤال شرعي عن حكم الإطعام، أو ما يسمى بعشاء الوالدين، وتثويبه لهما فكان الجواب أنه مما لا شك فيه أن الثواب يصل إلى الميت إذا تصدقت، وجعلت أجر الصدقة لأبويك، أو لأمواتك فلا بأس بذلك، سواء كانت الصدقة مالاً يعني نقوداً تدفعها للفقراء الذين تحل لهم الصدقة، أو طعاماً بأن تدعو الفقراء إلى طعام ليأكلونه وتقول: اللهم اجعل ثواب هذا الطعام الذي تصدقت به أو أطعمته لأبوي أو لأمواتي ونحو ذلك.
وإطعام المساكين لا شك أن فيه أجراً، قال تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) [سورة الإنسان: 8].
فدل على أنهم بإطعامهم هذا، يريدون الثواب، ولهذا يقولون: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا) [سورة الإنسان: 9 – 10].
لكن إذا كان الإطعام لغير مساكين كالإخوة والأقارب والجيران ونحوهم، ولم يكن الذين تطعمهم أو تعشيهم أو تفطرهم أو تسحرهم من الفقراء الذين هم أهل للصدقة، وإنما هم أقاربك وعشيرتك وجيرانك وزملاؤك؛ ففي هذه الحال، فأنت تطعمهم كرامة لا صدقة؛ لأن هذا إنما هو إكرام لأجل الإخوة ونحو ذلك.
ويهون على كثير من الناس النفقة في ذلك، فتراه يستضيف زملاءه، ويخسر الآلاف في ضيافتهم، وفي إطعامهم، وتراه يقدم لهم أنواع المشتهيات، وهذا معلوم أن القصد منه هو الكرامة لا الصدقة.
أما ما يسمى بعشاء الوالدين، فهذا فيه أجر إذا كان يطعم من هم أحق بالإطعام، أو من هم مستحقون، وكان هذا معروفاً في هذه البلاد منذ القدم إلى نصف قرن مضى، فقد كانوا كل أسبوع، وبعضهم كل يوم، إذا دخل رمضان يجتمعون عند أحدهم، فيجمع أقاربه ويجمع جيرانه، ويضيفهم، ويقدم لهم لحماً شهياً، ويقول: هذا عشاء الوالدين.
يعني: أجره لوالديه، وكان اللحم في تلك الحقبة قليلاً، إنما يأكله أحدهم في الأسبوع مرة، أو في الأسبوعين مرة، وربما لا يتيسر لبعضهم إلا في أيام الأضاحي ونحوها، ففي تلك الحال لا شك أن الطعام كان له وقع، والنفوس تشتهي هذا الأكل، وكان أغلب الناس فقراء وذوي حاجة، فإذا نوى بإطعامه أقاربه وجيرانه الذين هم محتاجون، وجعل ثواب ذلك لوالديه نفعهم ذلك إن شاء الله.
أما في هذا الأزمنة، فما دام أن الغالب أن كل بيت فيه ثلاجة وفيها لحوم، وأن أهل كل بيت لا يأكلون غداءً ولا عشاءً غالباً إلا وفيه لحم، فما الصدقة فيهم؟ ماذا تؤثر فيهم وهم عندهم اللحوم وعندهم الأطعمة؟ فهذه لا يقال عنها: صدقة، ولكن يقال: كرامة وضيافة.
ويغلب على الظن أن معظم من كانوا يمارسون عادة ( عشا الوالدين) قد غادروا الدنيا ورأى
غيرهم، أن تفطيرالصائمين أكثر أجراً.
في الختام فإن (عشا الوالدين) من الأمثلة التي تُضرب لبعض العادات المتوارثة، التي صار لها قوة التشريع، أي يحسبها بعض العوام من الشرع، أو مأمور بها على هذا النحو.

ogaily_wass@

مقالات مشابهة

  • هل يجوز جمع الصلوات بسبب المرض؟.. الإفتاء تجيب
  • «عشا الوالدين»
  • هل تجوز الصلاة عن أبي المتوفي الذى لم يواظب عليها؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز قراءة القرآن من المصحف في صلاة التراويح؟ الإفتاء تجيب
  • هل ثواب قراءة القرآن من الهاتف أقل من المصحف الورقي؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز قضاء صلاة التراويح لمن فاتته ؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز أداء صلاة التراويح ركعتين غير الوتر ؟.. الإفتاء تجيب
  • رئيس الجمهورية يبحث مع وزير الخارجية السوري التطورات الجارية في المنطقة
  • ما فضل ثواب تفطير الصائمين في رمضان؟ «الإفتاء» تجيب
  • خطيب المسجد الحرام: في بعض الأحيان يكون إبداء الصدقة وإعلانها أفضل