«معلومات الوزراء» يستعرض أبرز الملعومات عن ظاهرة «النينيو» و تأثيرها
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تقريراً جديداً تحت عنوان «عودة النينيو»، سلط من خلاله الضوء على تعريف ظاهرة النينيو، ومدى تأثيراتها على الاقتصاد العالمي، وأيضاً تأثيرها على الزراعة، والتوقعات المُحتملة الخاصة بها.
وأشار التقرير إلى تسبب «النينيو» في تسجيل العالم لأعلى درجة حرارة في تاريخه، حيث بلغ متوسط درجة الحرارة في العالم ارتفاعًا جديدًا في الثالث من يوليو 2023؛ حيث تجاوز 17 درجة مئوية لأول مرة، ليحطم الرقم القياسي السابق البالغ 16.
وأوضح التقرير أنّه وفقًا للتقديرات تحدث ظاهرة «النينيو» في المتوسط كل سنتين إلى 7 سنوات، وتستمر النوبات عادةً من 9 إلى 12 شهرًا، ووفقًا للبيانات الصادرة عن الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، فإن عام 2016، الذي قدر أنه العام الأكثر احترارًا، بين أحداث ظاهرة «النينيو»، قد شهد ارتفاعًا بلغ 0.99 درجة مئوية فوق متوسط درجات الحرارة للقرن العشرين البالغة 13.9 درجة مئوية.
المنظمة العالمية للأرصاد الجويةأضاف التقرير أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أكدت أن هناك احتمالًا بنسبة 90% أن تستمر ظاهرة «النينيو» التي بدأت في النصف الأخير من عام 2023، حتى نهاية العام، وذلك مقابل توقعات بنسبة 10% فقط لاحتمالية العودة إلى نمط مناخ «إنزو» المحايد بين ظاهرتي «النينيو» عالية الاحترار، وظاهرة «النينيا» عالية البرودة.
وتأتي تلك التقديرات نتيجة لما يشهده المحيط الهادئ في الوقت الحالي، من أحداث مصاحبة لظاهرة «النينيو»، نتيجة للتغيرات السريعة والجوهرية في ظروف المحيطات التي لوحظت خلال الأشهر الأخيرة، كما أن فرصة العودة لظاهرة «النينيا» التي انتهت في مارس 2023، تقترب من الصفر، فقد أفاد تقرير للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بوجود احتمال بنسبة 66% أن يصل المتوسط السنوي لدرجة الحرارة العالمية القريبة من السطح، في وقت ما بين عامي 2023 و2027، إلى 1.5 درجة فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية لمدة عام على الأقل.
وألقى التقرير الضوء على تعرض كوكب الأرض لضربة مزدوجة من الاحتباس الحراري في عام 2023، فإضافة إلى الارتفاع الحتمي في درجة الحرارة العالمية الناجم عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بدأت ظاهرة «النينيو»، وهذه الظاهرة المتقطعة هي أكبر تأثير طبيعي على الطقس من سنة إلى أخرى، وتضيف دفعة أخرى من الدفء إلى عالم محموم بالفعل. والنتيجة هي طقس شديد القسوة، يؤثر على الأرواح وسبل العيش.
وتهدد ظاهرة «النينيو» المناخية القوية بإثارة سلسلة من الأحداث الجوية المتطرفة، كما تترك آثرها على معدلات وكميات الغذاء، وعلى انقطاع التيار الكهربائي الذي يمكن أن يعطل سلاسل التوريد ويؤجج التضخم.
فمع تصارع العالم ومع ارتفاع معدلات التضخم ومخاطر الركود، تأتي ظاهرة «النينيو»، التي أدت في 2015/ 2016 إلى تأثير ملحوظ على التضخم العالمي؛ حيث أضافت 3.9 نقاط مئوية إلى أسعار السلع غير المتعلقة بالطاقة و3.5 نقاط إلى النفط، كما أثرت على نمو الناتج المحلي الإجمالي، لا سيما في البرازيل وأستراليا والهند وغيرهم من البلدان
انخفاض النمو الاقتصادي العالميكما تستمر آثار ظاهرة «النينيو» لسنوات، فقد وجد علماء المناخ أيضًا آثارًا اقتصادية مركبة للظاهرة، وحذَّر الاقتصاديون في الاحتياطي الفيدرالي في عام 2019 من أن الأضرار الناجمة عن دورات «النينيو» من المرجح أن يكون لها تأثير سلبي مستمر على نمو الإنتاج، ويمكنها تغيير مسارات الدخل بشكل دائم.
تجدر الإشارة إلى أن ظاهرة «النينيو» أدت إلى انخفاض النمو الاقتصادي العالمي عام 1982/ 1983 بمقدار 4.1 تريليونات دولار، كما أدت إلى خسارة 5.7 تريليونات دولار من الناتج المحلي الإجمالي في السنوات الخمس التالية لعام 1997/ 1998، وأنّه بحلول نهاية القرن الجاري ستؤدي إلى خسارة نحو 84 تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي.
ومع ارتفاع درجات الحرارة، تبذل شبكات الكهرباء في جميع أنحاء العالم جهدًا لمواكبة ذلك، ما يؤدي إلى زيادة الطلب على الوقود؛ بما في ذلك الفحم والغاز.ذكر التقرير أنه منذ عام 2020، شهدت الأرض فترة طويلة من ظاهرة النينيا، والتي انتهت في مارس 2023.
وبعد مرحلة قصيرة محايدة، بدأت ظاهرة «النينيو» في 8 يونيو 2023.. بينما تظل مدة وشدة هذه الظاهرة غير مؤكدة، تُظهر نماذج التنبؤ المناخية أنه من المرجح بنسبة تزيد على 90% أن تستمر الظاهرة حتى فبراير 2024، وتتمثل التأثيرات المحتملة لتلك الظاهرة في:
- موجات الحرارة: حيث من المتوقع أن تؤدي الحرارة الإضافية التي تولدها «النينيو» إلى دفع درجة الحرارة العالمية مؤقتًا إلى ما بعد عتبة 1.5 درجة مئوية بين عامي 2023 و2024، ومن المرجح أن تؤدي درجات الحرارة الأعلى من المتوسط إلى موجات حر أكثر تواترًا وشدة في الأشهر المقبلة، وتشير الملاحظات التاريخية والنماذج المناخية عادةً إلى درجات حرارة أعلى من المتوسط خلال سنوات «النينيو» في المناطق المدارية وشبه الاستوائية.
- الجفاف: من المتوقع أن تتسبب درجات الحرارة فوق المتوسطة والظروف الأكثر جفافًا الناتجة عن ظاهرة «النينيو» في حدوث حالات جفاف شديدة.
- الأعاصير: عادة ما تعزز ظاهرة «النينيو» نشاط الأعاصير في أحواض المحيط الهادئ الوسطى والشرقية، ما يعرض عدد من الدول لمزيد من الأعاصير المتكررة والشديدة.
- الفيضانات: من خلال هطول أمطار غزيرة أو نوبات جفاف متبوعة بأمطار غزيرة، تزيد ظاهرة «النينيو» من مخاطر الفيضانات في بعض أجزاء العالم، وبحلول نهاية عام 2023، من المتوقع حدوث مخاطر فيضانات في المناطق الساحلية لشرق إفريقيا.
- تفشي الأمراض: تعمل ظاهرة «النينيو» على زيادة درجات الحرارة وتغيير أنماط هطول الأمطار، ما يخلق بيئات مواتية لبقاء مسببات الأمراض المنقولة بالمياه وناقلات الأمراض المعدية مثل البعوض، يؤدي هذا الوضع إلى تفاقم تفشي الأمراض ويغير من انتشار العدوى حتى تصل إلى المناطق التي لم تتأثر من قبل.
- آفات وأمراض المحاصيل: يمكن أن تؤدي زيادة درجات الحرارة وعدم الانتظام في أنماط هطول الأمطار المرتبطة بظاهرة «النينيو» إلى زيادة انتشار الأمراض الحيوانية المنشأ والأمراض التي تنقلها الأغذية، والآفات النباتية، والأمراض الفطرية والبكتيرية.
- حرائق الغابات: خلال ظاهرة «النينيو»، تشهد المناطق المعرضة للحرائق في جميع أنحاء العالم ظروفًا دافئة وجافة بشكل غير عادي، وتصبح حرائق الغابات أكثر تواترًا في بعض أجزاء العالم.
وتناول التقرير تأثير الظاهرة على عدد من المحاصيل وهي كالآتي: محاصيل الأرز، والذرة، وفول الصويا، كما تؤثر أيضاً على أسعار السكر العالمية، كما أشار التقرير إلى أن الصدمات والظواهر المناخية الشديدة ومن بينها ظاهرة «النينيو» يمكن أن تؤثر سلبًا على إنتاج المحاصيل، مع احتمال حدوث تأثيرات متتالية على سلسلة الإمداد الغذائي العالمية، تؤدوي إلى الحد من توافر الغذاء والتأثيرات السلبية على إنتاج الغذاء والطلب عليه وتكاليف التصدير بالإضافة إلى ذلك، هناك ارتباط بين هذه الظواهر المناخية والثروة الحيوانية، حيث أدى الجفاف الإقليمي وندرة المياه إلى انخفاض عدد قطعان البقر، ما سيؤثر على أسعار اللحوم على المدى الطويل.
كذلك تشير التقديرات إلى أن ظاهرة «النينيو»، قد تؤثر على الغلة في أكثر من ربع أراضي المحاصيل العالمية، مع اختلاف التأثيرات بناءً على الموقع وأنواع المحاصيل ومراحل الظاهرة.وأشار التقرير إلى ما توقعته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في تقرير نُشر في مايو 2023، بوجود احتمالًا بنسبة 98% أن تحطم إحدى السنوات الخمس المقبلة، وفترة السنوات الخمس هذه ككل، الأرقام القياسية من حيث درجة الحرارة العالمية، ما يزيح عامي 2016 و2020 من المركز الأول باعتبارهما أكثر الأعوام دفئًا على الإطلاق.
علاوة على ذلك، أوضحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية مؤخرًا في تحديث المناخ العالمي الموسمي المنتظم لشهور أغسطس وسبتمبر أن التنبؤ بدرجات حرارة سطح البحر الأكثر دفئًا من المتوسط بشكل عام في مناطق المحيطات، أسهم في التنبؤ على نطاق واسع بدرجات حرارة أعلى من المعتاد فوق مناطق اليابسة، ونوهت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بضرورة استعداد الحكومات لمزيد من الظواهر الجوية المتطرفة ودرجات الحرارة المرتفعة خلال الفترة المقبلة تزامنًا مع ظاهرة «النينيو».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أسعار السلع أسعار اللحوم أمطار غزيرة أنحاء العالم اتخاذ القرار ارتفاع درجات الحرارة اقتصاد العالم الأرقام القياسية الأقمار الصناعية الأمراض المعدية مركز المعلومات المنظمة العالمیة للأرصاد الجویة درجة الحرارة العالمیة درجات الحرارة درجة مئویة ارتفاع ا
إقرأ أيضاً:
معلومات الوزراء: أكثر من مليوني شخص يعملون بالحرف التراثية واليدوية بمصر
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقريرًا جديدًا من سلسلة «تقارير معلوماتية» والتي تهدف إلى تناول القضايا المهمة بالنسبة للمجتمع وصانع القرار وتستند إلى باقة متنوعة من المصادر المحلية والتقارير الدولية، كما تهدف إلى إلقاء الضوء على الجوانب المختلفة المحيطة بموضوع التقرير على نحو يستند إلى القرائن والمعلومات الموثقة، ويأتي التقرير الجديد بعنوان "الحرف اليدوية.. هوية تراثية داعمة للتنمية المستدامة"، والذي تناول واقع الحرف اليدوية على المستوى العالمي من حيث المفهوم والتنوع النوعي والجغرافي وأهمية وواقع قطاع الحرف التراثية واليدوية في مصر، والجهات الفاعلة فيه، والمبادرات المصرية المختلفة للنهوض به، وآفاق القطاع المستقبلية من حيث الفرص ونقاط القوة. مع عرض لأبرز التجارب الدولية في هذا المجال.
وأشار التقرير أنه على الرغم من الإنتاج واسع النطاق للصناعات اليدوية فإنه لا يوجد تعريف مشترك لها فهناك تعدد وتنوع شديد الاتساع بين التعريفات وفقًا للجهات المختلفة "كاليونسكو، ومنظمة العمل الدولية، ومجلس ضرائب السلع والخدمات الهندي، وهيئة التراث السعودية"، وتمثلت أشكال ومنتجات الحرف اليدوية في (الأدوات الخشبية، الأدوات المعدنية الفنية، المنسوجات والأوشحة المطبوعة يدويًا، السلع المطرزة والكروشيه، منسوجات زاري، المجوهرات المقلدة، صناعة الفخار، الحرف اليدوية الأخرى).
كما لا تقتصر الحرف اليدوية على مناطق جغرافية دون غيرها بل تتميز بالانتشار الجغرافي واسع النطاق فهناك دول مختلفة تشتهر بأنواع مختلفة من الحرف اليدوية منها على سبيل المثال الصين والتي تشتهر بالسجاد والتطريز الحريري والمصابيح والأساور والمجوهرات والأواني الخشبية والمرايا الزجاجية وإكسسوارات المائدة والمطبخ، وفيتنام التي تشتهر بصياغة الفضة ونسج الخيزران والفخار والروطان والترصيع والحرف الخشبية، والهند المهتمة بالتطريز والمنسوجات والمجوهرات المقلدة والمنحوتات والفخار والأواني الزجاجية والعطور والأجارباتي، والفلبين والتي تهتم بأعمال الخرز والمجوهرات القبلية والتماثيل الخشبية والأواني الخزفية والحصير والملصقات، وأستراليا: المهتمة بلوحات نقطية للسكان الأصليين، وتركيا التي تشهر بنسج السجاد، وباكستان المشهورة بالفخار الأزرق.
أشار التقرير إلى إدراج الحرف اليدوية في اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي التي تبنتها الدول عام 2003 في خمس مجالات من بينها "المهارات المرتبطة بالفنون الحرفية"، وفي ديسمبر 2023 تم إدراج عدد من المعارف والمهارات التقليدية لعدد من الصناعات الحرفية في القائمة التمثيلية لاتفاقية صون التراث غير المادي منها: صناعة أقمشة الأطلس والأدراس في طاجيكستان، ونسج أكلان بينيا في الفلبين، وبناء المضيف بالعراق، والفنون والمهارات والممارسات المرتبطة بحرفة النقش على المعادن بعدد من الدول العربية من بينها مصر، ويتضح من ذلك أن اتفاقية 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي تستهدف بشكل أساسي المهارات والمعارف المرتبطة بالحرف اليدوية وليس المنتجات الحرفية نفسها، حيث تجد أنه بدلًا من التركيز على الحفاظ على الأشياء الحرفية، ينبغي تشجيع الحرفيين على الاستمرار في إنتاج الحرف ونقل مهاراتهم ومعارفهم إلى الآخرين وخاصًة داخل مجتمعاتهم لا سيما عن طريق التعلم النظامي وغير النظامي ومثال على ذلك دمج الباتيك الإندونيسي وهو نسيج تقليدي في المناهج الدراسية في مدينة بيكالونجان.
وقد استعرض مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار من خلال التقرير أبرز مؤشرات الحرف اليدوية عالميًا، مشيراً إلى أن حجم سوق الحرف اليدوية العالمية وصل إلى 1.007 تريليون دولار أمريكي في عام 2023 ومن المتوقع أن يصل إلى 1.108 تريليون دولار أمريكي في عام 2024، وإلى نحو 2.394 تريليون دولار أمريكي بحلول 2032، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 10.11% خلال الفترة المتوقعة (2024 -2032) وذلك وفقًا لموقع (Fortune Business Insights)، وقد هيمنت منطقة آسيا والمحيط الهادئ على سوق الحرف اليدوية بحصة سوقية بلغت 36.3% في عام 2023، وتحتل أوروبا المرتبة الثانية من حيث حجم سوق الحرف اليدوية، ومن المتوقع أن تصبح أمريكا الشمالية ثاني أكبر منطقة في السوق بسبب حجم وارداتها المتزايدة.
وارتباطًا، تعرف دول الشرق الأوسط بما في ذلك إيران وتركيا ومصر ولبنان بأنها من الدول المصدرة الرئيسة للحرف اليدوية في الأسواق العالمية حيث تشتهر دول الشرق الأوسط بحرف نسج السجاد والفخار والمجوهرات والأعمال المعدنية، وتشهد تلك الحرف ارتفاعًا في الطلب والشعبية في الأسواق الدولية، إذ تعد الولايات المتحدة الأمريكية أحد أكبر مستهلكي الحرف اليدوية المصنعة في دول الشرق الأوسط وكذلك تعتبر الدول الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا وإنجلترا وإيطاليا من المستهلكين الرئيسين للحرف اليدوية للمنطقة، وفي عام 2023 شكلت المنتجات الخشبية المصنوعة يدويًا نحو 37.2% من إجمالي المنتجات اليدوية عالميًا وفقًا لموقع (Fortune Business Insights)، ومن المتوقع أن يهيمن قطاع الأعمال الخشبية على السوق العالمية بسبب الميزات الجمالية وطويلة الأمد للمنتجات الخشبية مما يدفع المستهلكين إلى شراء المصنوعات اليدوية الخشبية، كما من المتوقع أن يستحوذ القطاع السكاني على حصة كبيرة من الطلب في السوق العالمية للحرف اليدوية بسبب الاتجاهات المتزايدة لتجديد ديكور المنازل في السنوات الأخيرة.
أما عن كبار اللاعبين في السوق العالمية لمنتجات الحرف اليدوية، فقد أشار المركز إلى أن أمريكا الشمالية تعد هي المنطقة الأكثر طلبًا في سوق الحرف اليدوية العالمية، وقد اكتسبت أنشطة الأعمال اليدوية الحرفية شعبية في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، ومن أمثلة كبار الدول المصدرة لمنتجات الحرف اليدوية (الصين: ويقدر حجم صادراتها من منتجات الحرف اليدوية بأكثر من 5 مليارات دولار في عام 2023، والهند: والتي تعد واحدة من أكبر الدول المصدرة للحرف اليدوية، حيث بلغت صادراتها من منتجات الحرف اليدوية بمختلف قطاعاتها نحو 3.3 مليارات دولار خلال العام المالي 2023 /2024 مقابل نحو 3.6 مليارات دولار خلال العام المالي 2022 /2023، وتعتبر الهند الدولة الرائدة في السوق بشكل واضح عندما يتعلق الأمر بقطاع السجاد محلي الصنع حيث تمثل 40% من إجمالي الصادرات العالمية للسجاد اليدوي.
كما تأتي فيتنام أيضاً ضمن الدول المهمة بالسوق، حيث توجد منتجات الحرف اليدوية الفيتنامية في أكثر من 160 دولة ومنطقة في العالم ووفقًا لجمعية مصدري الحرف اليدوية الفيتنامية "فيتكرافت" يوجد أكثر من 5400 قرية حرفية في فيتنام، وكذلك يوجد الفلبين والتي بلغ حجم صادراتها في 2023 من الحرف اليدوية 500 مليون دولار وتتوقع الحكومة انخفاضًا بنسبة 20% في عام 2024 بسبب العقبات المحلية والمنافسة الأجنبية لا سيما من إندونيسيا، وأيضاً جنوب إفريقيا التي بلغت صادراتها من السلع اليدوية نحو 316.46 مليون دولار في عام 2020 انخفاضًا من 448.86 مليون دولار في عام 2018 بسبب تداعيات جائحة كورونا).
وعلى مستوى منتجات السلع الحرفية والاقتصاد الإبداعي، وبالنظر إلى تقرير "آفاق الاقتصاد الإبداعي 2024" نجد أن قائمة السلع الإبداعية وفقًا للأونكتاد تضم نحو 230 سلعة إبداعية تندرج ضمن الفئات الفرعية التالية: (السمعية والبصرية والوسائط المتعددة والتصوير الفوتوغرافي -والسلع الحرفية والتصميمة)، وبالنظر إلى واقع السلع الحرفية بين تجارة السلع الإبداعية في عام 2022 يُلاحظ هيمنة السلع الحرفية والتصميمة إلى حد كبير على صادرات السلع الإبداعية في عام 2022 حيث شكلت 75.6% من إجمالي صادرات السلع الإبداعية، فيما تمثل منتجات التصميم الداخلي 30.3% من إجمالي صادرات السلع الحرفية والتصميمية فيما مثلت صادرات المجوهرات 25% وإكسسوارات الموضة 21.9%، وقد هيمنت الاقتصادات النامية على صادرات جميع السلع الحرفية والتصميمية، وتمثل الدول العشر الأكبر استيرادًا للسلع الإبداعية في العالم ما يقرب من ثلثي (حوالي 63%) من الواردات العالمية للسلع الإبداعية وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مستورد بـ 164 مليار دولار في عام 2022، ومن الجدير بالذكر أنه في الكويت مثلث الواردات الإبداعية نسبة بارزة بلغت 24% من إجمالي واردات البلاد في عام 2022 واستوردت مجوهرات بقيمة 4.3 مليارات دولار في ذلك العام وهو ما يمثل 55% من السلع الإبداعية المستوردة.
وتناول مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار الحرف اليدوية والتنمية المستدامة، فرص وتحديات سوق الحرف اليدوية عالميًا، وتمثلت فرص النمو في "زيادة المبادرات الحكومية"، و"الممارسات المستدامة والأخلاقية"، و"التحول الرقمي والتسويق الاليكتروني"، و"التخصيص"، و"إحياء التراث"، و"التعاون والشراكات"، و"التوسع الجغرافي" و"نمو حركة السياحة" حيث يوفر تزايد عدد الوافدين السياح حول العالم الذي تجاوز 1.3 مليار وافد عام 2023 فرصًا لشركات الحرف اليدوية للتسويق والنمو بالإضافة إلى جذب السياح الباحثين عن المنتجات التراثية إذ بلغت قيمة سوق السياحة التراثية العالمية 595.27 مليار دولار في عام 2023 ومن المتوقع أن تصل قيمتها إلى 727.51 مليار دولار بحلول عام 2029".
أما تحديات نمو سوق الحرف اليدوية عالميًا فقد تمثلت في "محدودية الوصول إلى الحرفيين المهرة، والمنافسة من البدائل ذان الإنتاج الضخم، وعدم الاستقرار في أسعار المواد الخام يعوق نمو السوق".
سلَّط التقرير الضوء على الحرف التراثية واليدوية في مصر وأنواعها والتي تشمل 11 نوعًا وهي (الخيامية، صناعة الخزف والفخار، التلِّي، التطريز السيناوي، المشغولات النحاسية، الدباغة والمصنوعات الجلدية، النسيج اليدوي، السجاد اليدوي، الخوص والجريد، ورق البدري، صناعة الزجاج)، حيث استعرض التقرير واقع قطاع الحرف التراثية واليدوية في مصر مشيراً إلى أنه يعمل أكثر من 2 مليون شخص بهذا القطاع حتى يناير 2024، مما جعل للقطاع أهمية اقتصادية كبيرة، في ضوء استيعابه عدداً كبيراً من العمالية بما يسهم في خفض معدل البطالة، وقام جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر خلال عام 2017 بإعداد أول حصر للتجمعات الإنتاجية ورصد البيانات الديمغرافية لها وأظهرت النتائج أنه يوجد نحو 145 تجمعًا إنتاجيًا طبيعيًا بمختلف المحافظات تضم نحو 77.7 ألف منشأة وتتبع 79% من تلك المنشآت القطاع غير الرسمي وتوظف ما يزيد على 580 ألف عامل ونحو 30% منهم على الأقل من النساء، وتركز 63% من تلك التجمعات على أنشطة الصناعات اليدوية والحرفية والتي تعتمد بشكل رئيس على المواد الأولية لإتمام عمليات الإنتاج، وتركزت 24% من تجمعات الصناعات الحرفية في محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية عام 2023، وتركز نحو 21% من تلك الصناعات في محافظات الصعيد ونحو 15% في سيناء والمحافظات الحدودية.
واتصالًا، وصل حجم التمويل الموجَّه لنشاط الحرف اليدوية والتراثية في مصر 40 مليون جنيه عام 2023 وفقًا لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر مقابل 73.4 مليون جنيه عام 2022 بنسبة انخفاض 45.5%، وبلغ عدد معارض الحرف اليدوية والتراثية الداخلية نحو 8 معارض بإجمالي مبيعات بلغت 126.6 مليون جنيه عام 2023، كما بلغت إجمالي مبيعات المعارض الداخلية للحرف اليدوية والتراثية والبالغ عددها نحو 37 معرض قيمة 360.8 مليون جنيه خلال الفترة (2019-2023)، فيما بلغت عدد المعارض الخارجية نحو 22 معرضًا خلال الفترة (2019-2023) وبلغ إجمالي مبيعات هذه المعارض نحو 19.3 مليون جنيه خلال الفترة نفسها، وخلال عام 2023 بلغ عدد المعارض الخارجية نحو 6 معارض وسجلت مبيعاتها نحو 8.2 ملايين جنيه، أما فيما يتعلق بقيمة الصادرات المصرية من المنتجات الحرفية فقد وصلت 250 مليون دولار خلال عام 2022 وذلك وفقًا لبيانات غرفة صناعة الحرف اليدوية مقارنًة بنحو 254 مليون دولار عام 2021 منخفضة بنسبة 1.6%.
واستعرض التقرير مبادرات الدولة المصرية للنهوض بالحرف التراثية واليدوية والتي تمثلت في (1- برنامج "حرفي" لدعم صغار صناع المنتجات اليدوية والتراثية، 2- منصة أيادي مصر، 3- مبادرة جهاز تنمية المشروعات لإحياء الحرف التراثية في مصر، 4- المبادرة الرئاسية "تتلف في حرير"، 5- المبادرة المصرية للتنمية المتكاملة "النداء" لإحياء الحرف التراثية واليدوية، 6- مبادرة إبداع من مصر، 7- مبادرة صنايعية مصر، 8- برنمج كريتيف إيجيبت).
كما تناول التقرير التحديات التي تواجه الصناعات الحرفية واليدوية في مصر ومن أبرزها (1- ضعف حجم التمويل المقدم للقطاع وسرعة خروج العمال المهرة منه، 2- هيمنة القطاع غير الرسمي على الصناعات الحرفية، 3- معاناة الحرفيين من النظرة الاجتماعية لهم، 4- ضعف البنية التحتية والبنية التكنولوجية، 5- غياب التنسيق بين الإنتاج ومتطلبات السوق، 6- غياب الإطار المؤسسي لأعمال التعليم والتدريب على الحرف اليدوية، 7- سلسلة توريد محلية غير مكتملة الأركان.
كما تناول التقرير الفرص ونقاط القوة التي يمتلكها السوق المصري لدعم وتنمية قطاع الحرف اليدوية ولدعم نمو سوق المحلية للصناعات اليدوية وتتمثل أهمها في الآتي: (1- وجود عدد كبير من الحرفيين المهرة في الحرف المختلفة، 2- تعدد لمنتجات من الحرف اليدوية، 3- وجود سوق محلية كبيرة، 4- دخول المصممين من الشباب للعمل بالقطاع 5- انخفاض التكلفة الاستثمارية المطلوبة للبدء في نشاط حرفي، 6- توافر المواد الخام اللازمة لأغلب منتجات الحرف اليدوية محليًا).
كذلك يمتلك قطاع الحرف اليدوية في مصر فرصًا حقيقية تدعم نموه وتطويره وتتمثل تلك الفرص في: (1- وضع الحكومة المصرية لسياسات تنظيمية وتشريعية لتنمية القطاع، 2- وجود نسبة كبيرة من الشباب في المجتمع المصري، 3- إمكانية الاستفادة من التوجه العالمي نحو المنتجات الإبداعية والمستدامة).
واستعرض التقرير في ختامه تجارب دول "الهند وفيتنام والصين" والمبادرات التي اتخذتها للنهوض بقطاع الحرف اليدوية لديها، كما تناول مقترحات للنهوض بقطاع الحرف اليدوية في مصر والتي تمثلت في (1- إنشاء هيئة مؤسسية لتكون مسؤولة عن إدارة وتطوير قطاع تجمعات الحرف اليدوية في مصر، 2-إنشاء نظام لإدارة البيانات والإحصاءات القطاعية للتغلب على التحدي الرئيس المتمثل في عدم وجود إحصاءات قطاعية واضحة وموثقة، 3- إنشاء مراكز التصميم المحلية لدعم الابتكار وتطوير تصميم المنتجات اليدوية، 4- إنشاء نظام لإدارة المواد الخام على أن يتم دعم هذا النظام بقاعدة بيانات واضحة تتضمن تحديد كافة المواد الأولية المطلوبة والمواد الأولية المحلية والمصدرة ومصادر المواد الأولية المحلية، 5- توفير احتياجات تجمعات الحرف اليدوية من أدوات ومعدات حديثة تدخل في الإنتاج، مثل الأنوال الحديثة وأدوات ومعدات الخياطة والقص وأدوات الصباغة والغسالات، 6- تعزيز أوضاع الحرفيين من خلال إنشاء نقابة أو اتحاد عمالي رسمي فعال للحرفيين، 7- الاهتمام بالأنشطة التسويقية التي تدعم الترويج للحرف اليدوية المصرية محليًا ودوليًا).
اقرأ أيضاًوزير التعليم يتابع انتظام سير العملية التعليمية بعدد من مدارس الغربية
وزير الزراعة يبحث مع سفيرة أمريكا بالقاهرة العلاقات الثنائية