أطلقت مجموعة ذكاء اصطناعي لها صلات بالعائلة الحاكمة في أبو ظبي ما وصفته بأنه البرنامج الأعلى جودة باللغة العربية على مستوى العالم، في الوقت الذي تمضي فيه دولة الإمارات العربية المتحدة قدما في الجهود الرامية إلى قيادة اعتماد منطقة الخليج للذكاء الاصطناعي التوليدي.

والتطبيق، المعروف باسم "جيس" هو نموذج مفتوح المصدر ومتاح للاستخدام من قبل أكثر من 400 مليون متحدث باللغة العربية في العالم، وهو مبني على مجموعة كبيرة من البيانات باللغتين العربية والإنجليزية، وفقا لما أورده تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" وترجمه "الخليج الجديد".

وجاء إطلاق التطبيق، الذي تم الكشف عنه يوم الأربعاء، ثمرة لتعاون بين G42، وهي شركة تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي ويرأسها مستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ، طحنون بن زايد آل نهيان، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في أبوظبي، وسيريبراس، وهي شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي، ومقرها كاليفورنيا.

ويأتي إطلاق "جيس" في الوقت الذي تقوم فيه دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية بشراء الآلاف من رقائق "نيفيديا" الإلكترونية عالية الأداء، اللازمة لبرامج الذكاء الاصطناعي، وسط اندفاع عالمي لتأمين الإمدادات اللازمة لدعم تطوير الذكاء الاصطناعي.

وسبق لدولة الإمارات أن طورت نموذجًا لغويًا كبيرًا مفتوح المصدر (LLM)، يُعرف باسم فالكون، في معهد الابتكار التكنولوجي، المملوك للدولة، في مدينة مصدر بأبو ظبي، باستخدام أكثر من 300 شريحة نيفيديا.

وفي وقت سابق من هذا العام، وقعت شركة سيريبراس صفقة بقيمة 100 مليون دولار لتزويد 9 أجهزة كمبيوتر عملاقة لشركة G42، وهو أحد أكبر العقود من نوعها لمنافس محتمل لنيفيديا.

اقرأ أيضاً

MEE: الإمارات تلمع صورة سلطان الجابر بحسابات مزيفة بالذكاء الاصطناعي

وفي السياق، قال أندرو جاكسون، الرئيس التنفيذي لـ "إنسبشن"، وهي وحدة الأبحاث التطبيقية للذكاء الاصطناعي التابعة لمجموعة G42، والتي تدعمها شركة Silver Lake العملاقة للأسهم الخاصة: "كانت دولة الإمارات رائدة في هذا المجال (الذكاء الاصطناعي)، ونأمل أن نكون متقدمين على اللعبة".

وأضاف: "إننا ننظر إلى هذا باعتباره سباقًا عالميًا (..) تركز معظم برامج LLM على اللغة الإنجليزية. اللغة العربية هي واحدة من أكبر اللغات في العالم. لماذا لا يحصل المجتمع الناطق باللغة العربية على ذلك؟"

ومع ذلك، فإن هدف دول الخليج، المتمثل في ريادة مجال الذكاء الاصطناعي، أثار مخاوف بشأن احتمال إساءة استخدام التكنولوجيا من قبل القادة المستبدين في الدول الغنية بالنفط.

وتتمتع برامج LLM الأكثر تقدمًا اليوم، بما في ذلك GPT-4، الذي يشغل "تشات جي بيتي" وPaLM من  شركة "جوجل"، المشغل لبرنامجه "بارد"، ونموذج LLaMA مفتوح المصدر من من شركة "ميتا"، بالقدرة على فهم وإنشاء النص باللغة العربية، ومع ذلك، قال جاكسون إن العنصر العربي في النماذج الحالية، "مخفف إلى حد كبير".

فأداء جيس أفضل من فالكون، بالإضافة إلى النماذج مفتوحة المصدر مثل LLaMA، عند قياس دقتها باللغة العربية، وفقًا لمبدعيها.

((3))

ومع ذلك، قال مطورو فالكون إن برمجياتهم لم يتم تدريبها مسبقًا باللغة العربية، ومنهم البروفيسور تيموثي بالدوين، القائم بأعمال عميد جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن "جيس تم تصميمه أيضًا للحصول على فهم أكثر دقة لثقافة وسياق المنطقة، على عكس معظم النماذج التي تركز على الولايات المتحدة".

وأضاف أنه تم إنشاء حواجز الحماية للتأكد من أن جيس "لا يخرج عن الحدود المعقولة من حيث الحساسيات الثقافية والدينية".

وأشار إلى التأكد من جيس بإجراء اختبارات مكثفة للتخلص من المحتوى "الضار" أو "الحساس"، وكذلك "المخرجات المسيئة أو غير المناسبة التي لا تمثل قيم المنظمات المشاركة في تطوير النموذج".

وتابع بالدوين: "من الواضح أن جيس أفضل من أي شيء آخر باللغة العربية، وفي اللغة الإنجليزية، تظهر المقارنات أننا قادرون على المنافسة أو حتى أفضل قليلاً في المهام المختلفة مقارنة بالنماذج الحالية".

وتم تسمية جيس على اسم أعلى جبل في دولة الإمارات، وجرى تدريبه على مدار 21 يومًا على مجموعة فرعية من الكمبيوتر العملاق Condor Galaxy 1 AI من شركة سيريبراس على يد فريق في أبو ظبي.

وتعاونت مجموعة G42 مع كيانات أخرى في أبوظبي كشركاء لإطلاق هذه التكنولوجيا، بما في ذلك شركة بترول أبوظبي الوطنية، وصندوق الثروة المبادلة، والاتحاد للطيران.

وكان أحد التحديات في تدريب النموذج هو الافتقار إلى بيانات عالية الجودة باللغة العربية على الإنترنت، مقارنة باللغة الإنجليزية.

ويستخدم جيس اللغة العربية الفصحى الحديثة، والتي يتم فهمها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بالإضافة إلى اللهجات المنطوقة المتنوعة في المنطقة من خلال الاعتماد على كل من الوسائط ووسائل التواصل الاجتماعي والرموز.

اقرأ أيضاً

الذكاء الاصطناعي.. تقنية "جيوسياسية" فارقة في علاقات الإمارات والولايات المتحدة

المصدر | فايننشال تايمز/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الإمارات الذكاء الاصطناعي أبوظبي سيريبراس طحنون بن زايد للذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی باللغة العربیة دولة الإمارات اللغة العربیة

إقرأ أيضاً:

خبراء يوضحون لـ "اليوم" دور الذكاء الاصطناعي في تمكين وانتشار اللغة العربية

أكد مختصون بأن اللغة العربية جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية والحضارية للعالم العربي والإسلامي، والاحتفاء بها فرصة للتأكيد على مكانة اللغة العربية كلغة حية، قادرة على التفاعل مع التحديات والمتغيرات الحديثة.
وأوضحوا في حديثهم لـ "اليوم" بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، بأنها جسر يربط بين الماضي العريق والمستقبل الواعد، وأثبتت على مر العصور قدرتها على التأقلم والتطور لمواكبة مستجدات العصر، خاصة في ظل الثورة التكنولوجية وتطور الذكاء الاصطناعي.اللغة العربية والذكاء الاصطناعيوقال المدير التنفيذي لوقف لغة القرآن الكريم ومدير مركز التميز البحثي في اللغة العربية بجامعة الملك عبدالعزيز، أ. د. عبدالرحمن رجالله السلمي: "يأتي الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية لهذا العام 2024، تحت شعار: 'اللغة العربية والذكاء الاصطناعي: تعزيز الابتكار مع الحفاظ على التراث الثقافي'".د. عبدالرحمن رجالله السلمي
أخبار متعلقة القيادة تهنئ رئيس المجلس الوطني في النيجر بذكرى يوم الجمهورية لبلادهالقيادة تهنئ أمير دولة قطر بذكرى اليوم الوطني لبلادهوتابع: "ويسعى هذا الشعار إلى استثمار التقنية وتطويعها لخدمة اللغة العربية، مع التأكيد على قدرتها على التكيف مع متغيرات العصر الرقمي، والاستجابة لمجالات عدة تشمل البحث العلمي، المناهج التعليمية، وتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها".
وأكمل: "إن لغتنا العربية تتميز بمرونتها وثرائها اللغوي، ما يجعلها قادرة على التفاعل مع التطورات الرقمية المتسارعة في شتى المجالات".التجديد مع حفظ الهويةوأضاف السلمي أن شعار هذا العام يُبرز أهمية التحديث والتجديد مع الحفاظ على الإرث الثقافي والتاريخي للغة العربية، باعتبارها واحدة من أعرق اللغات وأكثرها تأثيراً، حيث تُمثل رمزًا للهوية الثقافية والحضارية للأمة العربية والإسلامية.
وأوضح أن اتساع نطاق استخدام اللغة العربية، سواءً في أوساط العرب أو المسلمين الذين تعلموها من أجل العبادة وقراءة القرآن، قد ساهم في تعزيز مكانتها كلغة غنية بالتعبيرات والتراكيب التي تتيح لها مواجهة التحديات التكنولوجية الحديثة.مواكبة اللغة العربية للتطورمن جهتها، قالت الأكاديمية أ. د. مليحة محمد القحطاني: "إن اللغة العربية، بمكانتها التاريخية وأهميتها الثقافية، ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي مرآة لحضارة عريقة تمتد لقرون طويلة".
وأضافت: "مع التطور المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي، يبرز دور جديد للغة العربية يتمثل في المزاوجة بين أصالتها وقدرتها على مواكبة التطور التكنولوجي، حيث تتيح هذه التقنيات فرصًا عظيمة لخدمة اللغة العربية ونشرها عالميًا".د. مليحة القحطاني
وتابعت: "وتشمل هذه الفرص تطوير أدوات تقنية مثل الترجمة الآلية، تطبيقات التعرف على الأصوات، وأنظمة تحليل النصوص. إلا أن هذه التقنيات تواجه تحديات تتعلق بخصائص اللغة، مثل الإعراب وغناها بالمفردات وتعدد معانيها ودلالاتها، مما دفع المطورين إلى إنشاء خوارزميات أكثر تعقيدًا لاستيعاب عمق اللغة ودقتها".
وأشارت القحطاني إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر دوره على تعزيز انتشار اللغة العربية، بل يسهم أيضًا في الحفاظ على التراث الثقافي العربي من خلال رقمنة المخطوطات القديمة وتحليل النصوص الأدبية التراثية.
وأكدت أن هذا التكامل بين التكنولوجيا واللغة يضمن استمرار التراث العربي نابضًا بالحياة ومتجددًا للأجيال القادمة.اللغة العربية والتكيف مع المتغيراتمن جهتها، قالت د. البندري سعيد الغامدي، عضو هيئة التدريس في تخصص اللغويات والنحو والصرف بجامعة الباحة: "تُعد اللغة العربية من أقدم وأغنى اللغات الإنسانية في التعبير والبيان، حيث تجمع بعبقرية بين موردين ثريين: تراث حضاري عريق وتطور معرفي متسارع".
وأكملت: "اليوم العالمي للغة العربية يمثل فرصة ذهبية لإبراز دورها في الحفاظ على الهوية الثقافية للأمة، مع التركيز على التحديات التي تواجهها في ظل التحولات التكنولوجية المعاصرة".د. البندري الغامدي
وأوضحت الغامدي أن ارتباط اللغة العربية بموروثها الثقافي والديني جعلها قادرة على الصمود والتكيف مع التغيرات، حيث أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي اليوم تُوظف بفعالية في مجالات مثل معالجة اللغة الطبيعية، التعليم الإلكتروني، وتطوير المحتوى الرقمي العربي.
كما دعت إلى دعم الأبحاث اللغوية التي تسهم في تطوير أدوات ذكاء اصطناعي تدعم اللغة العربية، وتعزز استخدامها بين الأجيال الجديدة وفي مختلف المجالات.رؤية المملكة في تعزيز مكانة اللغةوأكدت أن جامعة الباحة تعمل جاهدة لتحقيق رؤية المملكة في تمكين اللغة العربية وتعزيز مكانتها عالميًا، عبر دعم المبادرات البحثية التي تجمع بين التراث والحداثة، تحت قيادة حكيمة تولي أهمية بالغة لهذه اللغة باعتبارها جسرًا يربط الماضي بالحاضر والمستقبل.
الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية يعكس مكانة هذه اللغة كرمز للهوية والأصالة، ويؤكد على أهمية تضافر الجهود بين المؤسسات التعليمية والثقافية والتكنولوجية لضمان حضورها القوي في عصر الذكاء الاصطناعي.

مقالات مشابهة

  • طريقة استخدام الذكاء الاصطناعي Gemini في تطبيق الرسائل على هواتف أندرويد: تجربة ذكية لصياغة الرسائل
  • نور الدين هواري: مستقبل واعد للذكاء الاصطناعي باللغة العربية
  • خبراء يوضحون لـ "اليوم" دور الذكاء الاصطناعي في تمكين وانتشار اللغة العربية
  • جوجل تطلق أداة مبتكرة لإنشاء صور باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • كندية دبي تطلق برنامج ماجستير الذكاء الاصطناعي
  • وقفات مع «اللغة العربية والذكاء الاصطناعي»
  • ساب تطلق برنامجًا للمهنيين الشباب لتأهيل الخريجين بمهارات الذكاء الاصطناعي والرقمنة
  • ميتا تطلق أداة لكشف فيديوهات الذكاء الاصطناعي
  • اختتام «الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الإعلامية»
  • شركة إنوفارتك للاستثمار توقّع مذكرة تفاهم مع جمعية الإمارات للمستثمرين المبادرين لتعزيز الابتكار في الذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة