حذر العديد من العلماء وخبراء الصحة من أن العالم معرض لموجة خطيرة من عدوى فيروس كورونا المستجد، وذلك بعد زيادة الحالات الناجمة عن الإصابة بمتحورات "أوميكرون" الجديدة خلال فصل الصيف الذي شارف على الانقضاء، بحسب تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.

فمع عودة الموظفين والعمال من إجازاتهم السنوية، وبدء السنة الدراسية الجديدة، تستعد الحكومات وصانعو اللقاحات لإطلاق حملات جديدة من التطيعم باللقاحات المعززةK لمواجهة المتحورات الأكثر انتشارًا، لدعم مناعة الفئات الأكثر ضعفا من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة.

وأوضح خبراء أن مرض كوفيد-19 "لا يمكن علاجه باعتباره فيروسا موسميا مثل الإنفلونزا"، في حين حذرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، من أن المتحور الفرعي الجديد "BA.2.86"، قد يكون "أكثر قدرة على التسبب في العدوى لدى الأشخاص الذين أصيبوا سابقًا بكوفيد، أو تم تطعيمهم ضده"، وحثت الضعفاء على ارتداء الأقنعة في أماكن عامة.

وأكدت عالمة الفيروسات في جامعة ساسكاتشوان بكندا، أنجيلا راسموسن، أن "كل الرهانات ستنتهي" إذا ظهر متغير أكثر قابلية للانتقال من أوميكرون، وهي السلالة السائدة منذ ما يقرب من عامين.

وأوضحت: "سنبدأ في رؤية حالات متزايدة.. وليس بالضرورة أن يحدث ذلك في فصل الشتاء فقط، حيث الظروف جيدة جدًا لانتقال العدوى". 

كندا ترصد أول إصابة بسلالة شديدة التحور من أوميكرون قال مسؤولون في قطاع الصحة في كندا إن مقاطعة كولومبيا البريطانية سجلت أول إصابة بالسلالة الجديدة (BA.2.86) شديدة التحور من فيروس أوميكرون لشخص لم يسافر خارج المقاطعة.

وأردفت: "لم نر نهاية لهذا الفيروس، وبالتالي ستكون هناك العديد من المتحورات، مما سيكون له نتائج غير متوقعة".  

هل يتحول كوفيد إلى أحد أمراض الشتاء؟

بلغت إصابات كوفيد في الشتاء الماضي ذروتها في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، خاصة عند اقتراب أعياد الميلاد، وذلك قبل أن تنخفض في فصلي الربيع والصيف.

لكن الخبراء يحذرون من أنه "من السابق لأوانه" توقع أن يتبع المرض نمط التهابات الجهاز التنفسي الأخرى.

وقال أستاذ الأوبئة والأمراض المعدية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، آدم كوتشارسكي، إنه كان هناك نمط "مستقر بشكل مدهش" في العام الماضي، مشيرا إلى أنه ليس بالضرورة أن يستمر هذا النمط.

ويزداد انتقال العدوى مع اختلاط الناس داخل منازلهم في الشتاء، ولكن في المناخات الأكثر دفئًا مثل ولايات جنوب الولايات المتحدة، يمكن أن يرتفع أيضًا خلال فصل الصيف، حيث يتجمع الناس في منازلهم لتجنب الحرارة.

وقال كوتشارسكي إنه في الفترة 2020-2021، قبل طرح اللقاحات على نطاق واسع، إذا بدا أحد السلالات "سيئًا في بقعة ما، فإنه سيكون سيئًا في كل مكان". 

من بينها تنبؤات بالوفاة.. بحث يرصد "معلومات مضللة" روّج لها أطباء في ذروة كورونا كشفت دراسة جديدة أن 52 طبيبا أميركيا شاركوا معلومات مضللة بشأن وباء كوفيد-19 على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات عبر الإنترنت، بما في ذلك الادعاء بأن "معظم الذين تناولوا لقاحات كوفيد-19 سيموتون بحلول عام 2025".

وأشار إلى أنه الآن "بعد تعرض مجموعات سكانية مختلفة لسلالات متنوعة، أصبح من الصعب التنبؤ بخطورة المتغيرات الجديدة عند عبورها إلى مناطق جديدة".

هل سيظهر متغير جديد قوي؟

وفي حين تحوّل اهتمام السياسيين نحو التعافي الاقتصادي من الوباء، لا يزال العديد من العلماء يعتقدون أن هناك فرصة كبيرة لظهور "متغير قوي بما يكفي لخداع المناعة الحالية للكثير من الناس".

وفي هذا الصدد، قال مدير معهد سكريبس للأبحاث في سان دييغو، إريك توبول، إنه "ليس من الواضح مدى قابلية انتقال المتحور BA.2.86"، لافتا إلى أن صانعي اللقاحات "لم يوضحوا حتى الآن ما إذا كانت جرعاتهم المعدلة يمكن أن تواجه سلالة من المتحورات".

وقبل ظهور أحدث المتغيرات الفرعية مثل "BA.2.86" و"EG.5.1" و"FL.1.5"، استطلع توبول آراء 10 خبراء، بشأن احتمال وقوع "حدث شبيه بأوميكرون، حيث يظهر متحور آخر يخضع فيه الفيروس لتطور شديد السرعة". 

وقدّر الخبراء متوسط احتمال حدوث مثل هذا الحدث بحلول عام 2025، بنسبة 10 إلى 20 في المائة، بينما رفع أحدهم النسبة إلى 38 في المائة.

واعتبر توبول أن ذلك يؤكد وجود "خطر كبير جدًا، لا يمكن إدارة الظهر له".

هل اللقاحات الجديدة جاهزة؟

سيتم تقديم لقاحات كوفيد-19 لكبار السن والضعفاء في العديد من البلدان هذا الخريف، حيث اتبعت الشركات المصنعة نصيحة إدارة الغذاء والدواء الأميركية، بشأن تحديث الجرعات للحماية من المتغير الفرعي "XBB.1.5 Omicron" السائد حاليا. 

وعلى عكس العام الماضي، عندما استهدفت بعض اللقاحات متغيرين، أوصت إدارة الغذاء والدواء الأميركية بضرورة التركيز على ذلك المتغير.

وفي نفس السياق، أوصت لجنة تابعة لوكالة الأدوية الأوروبية، الأربعاء، بأن توافق هيئة تنظيم الأدوية في الاتحاد الأوروبي على لقاح محدث يستهدف المتحور "XBB.1.5".

ومن المتوقع أن تستخدم حملات التطعيم جرعات التلقيح من "فايزر" و"موديرنا"، المستندة إلى الحمض النووي الريبي (RNA).

وقالت شركة "فايزر"، إنها تسعى إلى توفير أحدث جرعات معززة ضد فيروس كورونا، وذلك في الوقت الذي يجري فيه توفير لقاحات الإنفلونزا المحدثة، في أواخر سبتمبر أو أوائل أكتوبر.

حقيقة إعادة فرض قيود كورونا بسبب "متحور خطير" تنتشر على العديد من وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام أخبارا وتقارير تتحدث عن قرب عودة فرض القيود التي ترافقت مع ظهور وباء كورونا في مطلع عام 2020.

من جانبها، توقعت شركة "موديرنا" بيع ما بين 50 إلى 100 مليون جرعة في الولايات المتحدة، وتزويد المملكة المتحدة بسعر معقول، بيد أنها لا تزال في مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بهذا الشأن.

ويستمر العمل على لقاحات شاملة لفيروس كورونا، لكن علماء المناعة قالوا إنه "من الصعب إجراء تجارب على لقاح مصمم لمعالجة العديد من مصادر أمراض الجهاز التنفسي عندما يكون فيروس (سارس-كوف-2) هو الفيروس الأكثر انتشارًا إلى حد بعيد".

كيف سنعرف ما إذا كانت معدلات العدوى سترتفع بشكل كبير؟

قامت الحكومات بتفكيك جزء كبير من البنية التحتية لاختبارات كوفيد التي كانت تتعقب انتشار العدوى وتحصي أعداد المصابين، وهنا يوضح توبول أن الهيئات الصحية "لن تعرف ما إذا كانت هناك زيادة، إذا تسبب متغير جديد في ظهور أعراض شديدة لمرض كوفيد".

وتأتي الزيادات في حالات الاستشفاء والوفيات، بعد أسابيع من بدء معدلات الإصابة في الارتفاع. ففي المملكة المتحدة، ارتفعت معدلات دخول المستشفى بسبب كوفيد في الأسبوع المنتهي في 17 أغسطس، من 1.97 إلى 3 لكل 100 ألف شخص، في حين ارتفعت الوفيات بنسبة 35 في المائة في الأيام السبعة السابقة لتاريخ 24 أغسطس. 

وفي الولايات المتحدة، أبلغت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، عن ارتفاع بنسبة 19 في المائة لحالات العلاج في المستشفيات، وزيادة بنسبة 21.4 في المائة في الوفيات، بالأسبوع المنتهي في 19 أغسطس.

وينظر علماء الأوبئة أيضًا إلى أشكال أخرى لجمع البيانات، مثل تتبع انتشار الفيروس في مياه الصرف الصحي، إذ يقوم مركز السيطرة على الأمراض بجمع عينات من مراحيض الطائرات، لتعزيز الكشف المبكر عن المتغيرات الجديدة التي تدخل البلاد.

هل تحسنت علاجات كوفيد؟

يجيب أخصائي الأمراض المعدية وكبير الباحثين في جامعة جونز هوبكنز الأميركية، أميش أدالجا، بالقول إن "رعاية معظم مرضى كوفيد الموجودين بالمستشفيات، أصبحت روتينية للغاية، بحيث يمكن التعامل معها من قبل أقسام المستشفى العامة". 

وأردف بثقة: "الأمر أصبح أكثر قابلية للإدارة مما كان عليه من قبل".

لكن الأطباء ما زالوا يرحبون بإنتاج أدوية أفضل لمواجهة المرض، خاصة العقاقير التي لا تتفاعل مع أدوية أخرى. فعلى سبيل المثال، لا يمكن تناول باكسلوفيد، وهو مضاد للفيروسات من شركة "فايزر"، في نفس الوقت الذي يتم فيه أخد بعض أنواع الأدوية الأخرى، بما في ذلك العقاقير المخصصة لأمراض القلب. 

وفي هذا الصدد، توقعت "فايزر" انخفاضًا حادًا في مبيعات "باكسلوفيد" هذا العام، إذ لا يقوم العديد من المصابين بالتهابات الجهاز التنفسي بإجراء اختبار لمعرفة ما إذا كانوا مصابين بكوفيد، لذلك يصعب عليهم الحصول على الدواء في غضون 5 أيام من ظهور الأعراض، كما هو مطلوب.

وتخشى راسموسن من أن يكون الناس "اعتقدوا أن كوفيد انتهى"، مما يجعل تتبع الحالات وعلاج المرضى وتطعيم الضعفاء أكثر صعوبة.

وقالت: "تمامًا مثل الإنفلونزا الموسمية، لا يزال فيروس كورونا يقتل الكثير من الناس. وسيؤذي الكثير من الأشخاص على المدى البعيد".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فیروس کورونا العدید من فی المائة انتشار ا کوفید 19 ما إذا

إقرأ أيضاً:

هذه آخر إحصائيات اليهود حول العالم مع دخول السنة العبرية الجديدة

تزامناً مع دخول السنة العبرية الجديدة، أعلنت الوكالة اليهودية عن تقرير يشير إلى زيادة ملحوظة في عدد اليهود حول العالم، حيث بلغ العدد الإجمالي 15.8 مليون نسمة، بزيادة قدرها حوالي 100 ألف نسمة عن العام الماضي (5784).

وبحسب التقرير الذي أعده البروفيسور سيرجيو ديلا-برغولا من الجامعة العبرية، ونشرته صحيفة معاريف يتناول التوزيع الجغرافي والخصائص الديموغرافية لليهود حول العالم.

من بين العدد الإجمالي للسكان اليهود، يعيش حوالي 7.3 مليون يهودي في الأراضي المحتلة، بزيادة من 7.2 مليون في بداية العام الماضي. بينما يتوزع باقي اليهود في مختلف الدول، حيث يعيش حوالي 8.5 مليون يهودي خارج إسرائيل، منهم 6.3 مليون في الولايات المتحدة و2.2 مليون في دول أخرى.


وأظهرت البيانات تقديرات دقيقة للسكان اليهود الأساسيين، وهم الأشخاص الذين يعرفون أنفسهم كيهود أو أبناء لأب أو أم يهودية. وفيما يلي توزيع أعداد اليهود في بعض الدول التي تضم على الأقل 10,000 يهودي:

فرنسا: 438,500 نسمة
كندا: 400,000 نسمة
بريطانيا: 313,000 نسمة
الأرجنتين: 170,000 نسمة
ألمانيا: 125,000 نسمة
روسيا: 123,000 نسمة
أستراليا: 117,000 نسمة
البرازيل: 90,300 نسمة
جنوب إفريقيا: 49,500 نسمة
المجر: 45,000 نسمة
المكسيك: 41,000 نسمة
هولندا: 35,000 نسمة
أوكرانيا: 32,000 نسمة
بلجيكا: 29,000 نسمة
إيطاليا: 26,800 نسمة
سويسرا: 20,500 نسمة
أوروغواي: 16,100 نسمة
تشيلي: 15,500 نسمة
تركيا: 15,000 نسمة
السويد: 14,900 نسمة
إسبانيا: 13,000 نسمة
النمسا: 10,300 نسمة
بنما: 10,000 نسمة

وهناك حوالي 80 دولة يعيش فيها أقل من 10,000 يهودي، ولكن يوجد أكثر من 100 يهودي في كل واحدة منها.

ويرى رئيس الوكالة اليهودية، دورون ألموغ، أن العلاقة الوجودية بين يهود العالم ودولة الاحتلال الإسرائيلي تعززت في العام الماضي، مؤكدًا على أهمية الدور الذي تلعبه الوكالة كجسر بين اليهود في جميع أنحاء العالم وإسرائيل.

مقالات مشابهة

  • تأثير جائحة «كورونا» بلغ القمر!
  • ما هي المخاطر التي تنطوي عليها الخيارات الإسرائيلية بشأن الضربات الانتقامية على إيران؟
  • بعد انفصالها.. من هي “أم خالد” التي قلّدها المشاهير؟
  • ما هي التحديّات التي تنتظر إسرائيل في لبنان؟
  • العالم العربي والخرائط الجديدة.
  • هذه آخر إحصائيات اليهود حول العالم مع دخول السنة العبرية الجديدة
  • قطارات الاتحاد” تكشف هويتها المؤسسية الجديدة التي تشمل تحديث اسمها وشعارها التجاري ورؤيتها الإستراتيجية
  • كيف يمكن تطوير الابتكار في العالم العربي؟ خبراء يجيبون الجزيرة نت
  • بعد انفصالها.. من هي "أم خالد" التي قلّدها المشاهير؟
  • دراسة صادمة: كورونا تؤدي إلى شيخوخة الدماغ 20 سنة