موقع النيلين:
2025-03-06@21:58:48 GMT

معجزة “النهر الأحمر” في “جعبة” الطايفي

تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT

معجزة “النهر الأحمر” في “جعبة” الطايفي


في يوم 24 يوليو الماضي نشرت “بوابة الأهرام” الموقرة مقالًا لي تناول بإسهاب مشاعر الأخوة والصداقة والمودة العميقة، المتبادلة، بين المصريين والفيتناميين.

بعد مرور يومين على نشر المقال، وتحديدًا في 26 يوليو، لبيت دعوة من سفارة فيتنام، للاحتفال بمرور 60 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وهانوي.

في الاحتفال الحاشد، الذي حضره نائب رئيس مجلس وزراء فيتنام، تران لو كوانج، استمعت إلى كلمة -حماسية ومؤثرة- ألقاها سفير فيتنام بالقاهرة، نجوين هوي دونج، جاء فيها: “إن فيتنام تحمل مكانًا لمصر بالقلب، لدعم مصر المعنوي الثمين، والمساعدات التي قدمتها القاهرة لـ هانوي، لدعم نضال فيتنام من أجل تحرير الوطن، وإعادة توحيد ترابه، وفي سبيل التنمية والإصلاح الاقتصادي”.

من بين الشخصية المصرية المهمة التي شاركت في الاحتفال، وتشرفت بالتحدث معها عما يمكن وصفه بـ “معجزة النهر الأحمر” في فيتنام- على غرار “معجزة نهر الهان” في كوريا- وزير خارجية مصر الأسبق ورئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، محمد العرابي، وسفير مصر الأسبق في هانوي، رضا الطايفي.

في أكثر من مناسبة، أسعد بالتحدث مع السفير رضا الطايفي، وقد بدأت العلاقة مع هذا الدبلوماسي المصري القدير في أوائل عام 2006، حينما كان سفيرًا لمصر في عاصمة جمهورية كوريا، سول، وكنت-وقتها- موفدًا من “الأهرام” لإجراء حديث صحفي مهم مع أول زعيم كوري يزور مصر، هو الرئيس الأسبق، روهمو-هيون.

لأن في “جعبته” الكثير بالشأنين الكوري والفيتنامي، وبحكم اهتمامي بهاذين الملفين، على وجه التحديد، يعد السفير رضا الطايفي مرجعًا مرموقًا لي وللباحثين، حيث خدم سكرتيرًا أول بسفارة مصر في العاصمة الكورية الشمالية، بيونج يانج، 1988-1992، وسفيرًا بسول، 2005-2009، وسفيرًا بهانوي 2010-2014.

أعود إلى موضوع فيتنام، وقد خرجت هذه الدولة الفتية منهكة اقتصاديًا وبنيويًا، مع وقوع خسائر بشرية تفوق نحو 1.5 مليون قتيل، ونزوح جماعي لأكثر من مليون لاجئ، بعد تاريخ نضالي بطولي صلب، امتد لثلاثة عقود-1945-1975 ضد المستعمرين الفرنسيين والأمريكيين وحلفائهم، وانتصرت، لتصبح مضربًا للأمثال.

مؤشرات “الإنهاك” الاقتصادي الذي كانت تعانيه فيتنام توضح أن الناتج المحلي الإجمالي -في عام 1964- لم يكن يتجاوز 18 مليار دولار، وبلغ متوسط الدخل السنوي للفرد حوالي 200 دولار، وكان-وقتها- الأدنى بقائمة الدول الأكثر فقرًا.

بدءًا من عام 1986، اتبعت فيتنام سياسة سميت بـ”دوي موي”، أي التجديد والإصلاح، لتنتقل من الاقتصاد المركزي الموجه إلى اقتصاد السوق، على غرار ما انتهجته جارتها الصين، بدءًا من عام 1978، بقيادة الزعيم دينجشياوبينج.

بعد أقل من 4 عقود من اتباع سياسة “دوي موي”، ووفقًا لما أفاضت به “جعبة” السفير الطايفي، تبدل الوضع الاقتصادي الفيتنامي، ليصبح واحدًا من أسرع اقتصادات العالم نموًا، بمضاعفة الناتج المحلي الإجمالي، وبلوغ معدلات النمو 9% سنويًا، وتراجع التضخم إلى 4%، وتجاوز متوسط دخل الفرد 4 آلاف دولار.

أيضًا، وحسب إحصاءات عام 2022، بلغت الصادرات الفيتنامية 371.5 مليار دولار، والواردات 360.5 مليار، والفائض في الميزان التجاري نحو 11 مليارًا، والاستثمارات الأجنبية المباشرة (المتراكمة) 370 مليارًا، منها 80 مليار دولار استثمارات كورية، بالإضافة إلى 105 مليارات دولار احتياطيات من النقد الأجنبي.

وفقًا لتقدير السفير رضا الطايفي، توافرت 7 عوامل رئيسية لبلوغ ما يمكن وصفه بـ معجزة النهر الأحمر في فيتنام، وملخصها كما يلي: السياسة الجادة للإصلاح والتجديد “دوي موي”، دخول فيتنام في شراكات وتجمعات إقليمية ودولية فاعلة، حالة الاستقرار السياسي و”هيراركي” السلطة المنضبط من القاعدة للقمة، تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة مدفوعة بحزمة الضمانات والحوافز، سياسة تصفير النزاعات وخاصة المسلحة منها، الالتزام بمبدأ الشفافية والحوكمة وبإجراءات وعمليات مكافحة الفساد، وأخيرًا، تصالح الفيتناميين مع الماضي.

ويظل هناك الكثير مما يجب أن يقال، ويروى للأجيال في “جعبة” السفير الطايفي.

كمال جاب الله – بوابة الأهرام

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

“الجميح للطاقة والمياه” توقع اتفاقية لنقل المياه بين الجبيل و بريدة بـ 8.5 مليار ريال

وقعت شركة الجميح للطاقة والمياه اتفاقية لمشروع خطوط أنابيب نقل المياه المستقل “الجبيل – بريدة” مع الشركة السعودية لشراكات المياه بتكلفة اجمالية تبلغ 8.5 مليارات ريال سعودي وذلك برعاية صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم وبحضور معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، والرئيس التنفيذي للشركة السعودية لشراكات المياه المهندس خالد بن زيد القريشي.

وقع التحالف بقيادة شركة الجميح للطاقة والمياه، بالشراكة مع شركة بحور للاستثمار وشركة نسما المحدودة اتفاقية مشروع نقل المياه المستقل لخطوط أنابيب الجبيل – بريدة مع الشركة السعودية لشراكات المياه، حيث يمثل هذا المشروع الرائد أول خط أنابيب لنقل المياه المحلاة بين المنطقة الشرقية ومنطقة القصيم.

ويتمتع مشروع خطوط أنابيب نقل المياه المستقل الجبيل – بريدة بسعة نقل تصل إلى 650,000 متر مكعب يوميًا وسعة تخزين تبلغ 1,634,500 متر مكعب.
ويمتد الخط على مسافة 587 كيلومترًا ويعمل وفق نموذج البناء، التملك، التشغيل، والنقل (BOOT)، مع مدة امتياز تبلغ 35 عامًا. ومن المقرر أن يبدأ التشغيل التجاري للمشروع في عام 2029.

يعكس المشروع الاستراتيجي لربط المنطقة الشرقية بمنطقة القصيم عبر خط أنابيب للمياه المحلاة التزام شركة الجميح للطاقة والمياه بتعزيز استدامة موارد المياه وتطوير البنية التحتية المائية.

ويضمن المشروع توفيرًا مستمرًا وفعالًا للمياه، مما يخدم أكثر من مليوني مستفيد بمصدر موثوق ومستدام. كما يتماشى المشروع مع الخطة الاستراتيجية الوطنية للمياه 2030 لتلبية الطلب المتزايد ودعم النمو الاقتصادي المحلي، مع تحقيق موثوقية تشغيلية عالية للمياه بنسبة لا تقل عن 98% لدعم امداد المياه في المنطقتين.
وقال سعادة إبراهيم بن محمد العبدالعزيز الجميح، رئيس مجلس المديرين لشركة الجميح للطاقة والمياه: “مباركة سمو أمير منطقة القصيم وحضور معالي وزير البيئة والمياه والزراعة توقيع اتفاقية مشروع خطوط انابيب نقل المياه المستقل الجبيل – بريدة، يجسد حرص القيادة الرشيدة -أيدها الله- على دعم مشروعات البنية التحتية وتحقيق التنمية المستدامة في مختلف مناطق المملكة. حيث يمثل هذا المشروع علامة فارقة في رؤيتنا لدعم الاستراتيجية الوطنية للمياه وأهداف رؤية المملكة 2030 من خلال الشراكات المبتكرة والاستفادة من الخبرات المحلية. سيسهم هذا المشروع في ضمان إدارة مستدامة لموارد المياه، ليكون ركيزة أساسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة الشرقية ومنطقة القصيم”.

وأعرب عدنان بن عبدالهادي بوحليقة، نائب الرئيس التنفيذي لشركة الجميح للطاقة والمياه، عن اعتزازه بهذا الإنجاز قائلاً: “يمثل هذا المشروع خطوة استراتيجية بما حققه من توفير في استهلاك الطاقة بتوفير مضخات ومعدات ذات كفاءة عالية مع تحقيق الالتزام البيئي، إن شراكاتنا مع الجهات المعنية تتيح لنا تقديم حلول مبتكرة تعزز كفاءة نقل المياه لضمان استدامة الموارد وتحقيق التنمية الشاملة كما سيسهم المشروع في تحقيق أهداف المحتوى المحلي، حيث سيحقق 45% خلال مرحلة الانشاء و70% بعد التشغيل التجاري، مع ضمان أنظمة تخزين قوية للمياه تضمن مستويات عالية من الإمداد المستمر”.
ويؤكد هذا المشروع ريادة شركة الجميح للطاقة والمياه في قطاعي المياه والبنية التحتية، مما يعزز دورها كشريك موثوق في دفع عجلة التنمية المستدامة في المملكة.


مقالات مشابهة

  • تقرير دولي: لا مؤشرات تصعيد في البحر الأحمر رغم “هشاشة حالة الاستقرار ” 
  • “الجميح للطاقة والمياه” توقع اتفاقية لنقل المياه بين الجبيل و بريدة بـ 8.5 مليار ريال
  • 100 مليار ريال مساهمة “غير الربحي” في الاقتصاد
  • التهديدات التي تقلق “الكيان الصهيوني”
  • ارتفاع إيرادات “السعودية للكهرباء” 18% لتبلغ 88.7 مليار خلال عام 2024م
  • “دبليو كابيتال”: مبيعات عقارات دبي تسجل أول 100 مليار درهم منذ بداية 2025
  • انخفاض أسعار النفط بعد قرار “أوبك+”
  • على أساس سنوي.. 398 مليار ريال أرباح “أرامكو” لعام 2024 متراجعة 12٪
  • البخيتي: حضور السفير السعودي اجتماع واشنطن يكشف عن مخطط عسكري يستهدف اليمن لصالح “إسرائيل”
  • المشاركة في مناورات “إيلات” المحتلة.. سقوط في مستنقع الخيانة العظمى