جهاز المخابرات يعتقل نسوة نظمن وقفة احتجاجية ضد الحرب في الدمازين
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
اعتقلت السلطات الامنية بمدينة الدمازين حاضرة النيل الازرق عددا من الناشطات السودانيات اثر تنظيمهن وقفة احتجاجية شاركت فيها مئات النساء تدعو لوقف الحرب بين الجيش والدعم السريع.
ونسبت لجان مقاومة الدمازين في بيان لها الاربعاء الاعتقال، لجهاز المخابرات العامة.
واعترضت السلطات الامنية الوقفة الاحتجاجية التي انطلقت صباحا واقتادت 10 ناشطات ومصور صحفي ومصعب رزق الله المدافع عن حقوق المرأة، وأطلقت سراح بعضهن بعد اخضاعهن للاستجواب فيما ابقت على اخريات بينهن الناشطة المعروفة نهلة البدري.
واصدرت حكومة النيل الازرق قبل نحو اسبوعين منشورا يقضي بوقف اي نشاط او حراك سياسي يحرض على وقف الحرب موكده اعتقال من يتجاوز العمل بالمنشور
وتأتي الوقفة الاحتجاجية بعد يوم واحد من خطاب الرئيس البرهان الذي دحض اي اتجاه لبرم اتفاقا مع خصمه الدعم السريع ملوحا بدحر تلك القوات
ويضيق جهاز المخابرات وهيئة الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش، الخناق على أنشطة القوى المدنية الرافضة للحرب حيث ظلا يعتقلان ويعطلان جميع الأنشطة المنادية بإنهاء الحرب فيما يسمحان للفعاليات التي تُنادي باستمرارها.
وقبل نحو ثلاث أسابيع تم تعطيل ندوة نسوية لمبادرة لا لقهر النساء تحت عنوان “ارضا سلاح نقولها نحن النساء” من قبل حكومة الجزيرة التي برهنت الامر بانه دعوتهن لوقف الحرب
وقالت لجان مقاومة الدمازين، في بيان تلقته “سودان تربيون”، إن “قوة أمنية بزي مدني داهمت وقفة احتجاجية نظمتها نساء وأمهات السودان في الدمازين، حيث تم اعتقال معظم الحاضرات واقتيادهن إلى مقر جهاز المخابرات واحتجازهن بداخله”.
واعتبرت الاعتقال مؤشرا خطيراً ومخالفة قانونية بعودة سلطات تنفيذ الاعتقال والاحتجاز مجددًا بواسطة جهاز المخابرات العامة.
وبعد عزل الرئيس عمر البشير في أبريل 2019، نُزعت سلطات اعتقال الأشخاص وتفتيش المقار من جهاز الأمن والمخابرات الوطني كما جرى تحويل اسمه إلى جهاز المخابرات العامة، حيث اقتصرت مهامه على جمع المعلومات فقط.
ونشر جهاز المخابرات في الأيام الماضية إعلانًا دعا فيه جنود وضباط “هيئة العمليات” بالعودة إلى الخدمة، وهي كانت الذراع العسكري له الذي اكتسب سمعة سيئة في ترويع الناشطين قبل أن يُحل بواسطة حكومة الانتقال.
وطالبت لجان المقاومة بالإفراج عن المعتقلات فورًا، محملة لجنة أمن إقليم النيل الأزرق وجهاز المخابرات العامة والأجهزة العدلية مسؤولية سلامتهن وأمنهن.
وقالت شهود عيان لـ “سودان تربيون”، إن جهاز المخابرات اعتقل 10 نساء بينهن الناشطتان المعروفتان نهلة البدري، ومنى بله إضافة إلى الإعلامي مصعب رزق الله.
وابلغت احدى المشاركات سودان تربيون إن الوقفة كان مقرراً تنظيمها قبل اسبوعين لكنها تأجلت لقلة المشاركات،وأكدت ان امهات الشهداء وزوجات الاسرى بالنيل الازرق استنجدوا بالناشطات للوقوف بجانبهن للتظاهر ضد استمرار الحرب.
وقالت كان من المقرر أن تبدأ الوقفة في الحادية عشر صباحا وتستمر ساعة لكن بعد عشر دقائق من بدايتها جاءت سيارتين للجهاز عملوا على تفريق واعتقال المشاركات.
واكدت أن رئيسة شبكة “النساء للجميع” منى بله تم اقتيادها من المنزل في الثامنة صباحا وأطلق سراحها بعد ثلاث ساعات وطلبوا منها الغاء الوقفة الاحتجاجية لكن المشاركات واصلن فيها.
وحصلت تربيون على اسماء المعتقلين وهم حفيظة محمد عبد الجبار، نهلة البدري، مريم عبد الله جابر، هاجر حيدر الطاهر، ووفاء ادم ابونا وسائقها الخاص أواب، جواهر ابراهيم، مصعب رزق الله.
ونظمت الوقفة الاحتجاجية في ميدان المولد تحت شعار: “نحلك يا قضية بدون صوت بندقية”.
ونددت مبادرة لا لقهر في بيات لها الاربعاء باعتقال النساء وما وصفته بـ “السلوك البربري للسلطات”، ودعت إلى وقف الممارسات التي من شأنها تقليص العمل المدني وحرية التعبير وقطع الطريق أمام العمل الديمقراطي.
سودان تربيون
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: جهاز المخابرات العامة الوقفة الاحتجاجیة سودان تربیون
إقرأ أيضاً:
نازحات في يومهِنّ!!
أطياف
صباح محمد الحسن
نازحات في يومهِنّ!!
طيف أول:تباهي بذاتِك أوقدي شموع انتصاراتك على أرض الهزيمة كوني أعظم من كل التحديات، أقوى من كل القيود فريدةٌ في حضورك، مَلَكَةٌ في هيبتك، ونجمة تُشِعُ نورًا لا يخبو، وفي يومك والعالم كله يحتفل بك كوني فقط أنتي!!
وفي السودان أوجدت الحرب واقعا سيئا يضاعف كل يوم مساحات الوجع في قلوب النساء اللائي نَبَذْتهن الحرب في العراء، ووجدن أنفسهن يفترشن الأرض ويلتحفن السماء، وتخسر المراة فلذة كبدها في مناطق النزوح ولايكفيها الوصف ألماً لتتجاوز وجع فقدها ، فتظهر باكية معزية في وجه الكاميرا دون أن يسمعها أحد ، فالحرب خلقت دائرة مغلقة من الهموم أحكمت نوافذها على العامة من النساء اللائي لاحول لهن ولاقوة، في الوقت الذي تقف فيه “المقربات” من سلطة البرهان وحاشيته أمام مراكز التجميل لتغيير شكلهن، بعدما أن غيرنّ واقعهن الذي يضمن لهن مستقبل افضل، فالفلول في مدن النزوح مارسوا ذات الفساد الأخلاقي الذي يجعل من المال المنهوب فرصة جديدة لإعادة فساد ما قبل الحرب، وخلقوا طبقة جديدة وسط النساء، شعارها (كيف تصبحي ثرية في الحرب)
واقع مرير يجعل المسافة شاسعة لقياس المعاناة ما بين (النيو لوك) على السوشيال ميديا، ومابين صورة نازحة تحت شجرة تبكي فقدها وحولها مجموعة نساء تظهر عليهن ملامح الجوع والمرض، لافتتان متناقضتان يقف بينهما “كوز” لص وفاسد جعل من الأولى إمراة تعيش (رفاهية الحرب) بمال الشعب الذي نهبه وتسبب في معاناة الثانية التي تعيش ويلات الحرب والنزوح!!
فاليوم يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي وجنرلات الحرب لا يعرفون شيئا عن قيمة نصف المجتمع، النساء اللاتي أوصى بهن الرسول في آخر وصاياه (استَوصوا بالنِّساءِ خيرًا)
و(ما أهانهن إلا لئيم) وليس هناك لؤما اكثر من أن تستغيث إمرأة برجل ولا يستجيب ففي ولاية نهر النيل صرخت إمرأة في وجه البرهان قائلة (يا برهان نحن نسوان السودان تعبنا يا برهان لا للحرب)، ولكن لا حياة لمن تنادي، فلا ترى القيادة العسكرية نساء مقهورات مكسورات ترى فقط (نساء حولها) مترفات منعمات كانت الحرب ولازالت سببا في رحلتهن الي النعيم!!
وليقرأ البرهان ما يلي ليعرف واقع المرأة في السودان، فالأمم المتحدة اليوم تحتفل اليوم، باليوم العالمي للمرأة للعام 2025 تحت شعار “تسريع العمل” جاء فيه (إننا ندعو بهذه المناسبة الى إيلاء اهتمام عاجل بالأثر الكارثي للنزاع المستمر في السودان على النساء والفتيات، إذ يتحمّلْنَ وطأة العنف الجنسي والجنساني
وأظهر عمَلُنا أن العنف الجنسي في السودان ليس عرَضيًا: بل هو منهجي وواسع الانتشار ويُستخدم كسلاح حرب وقد وثّقنا عددًا هائلًا من حالات الاعتداء الجنسي، لكنّ نطاقها الحقيقيّ يَحجُبُه الخوف والوصمة والإفلات من العقاب
تعرّضتْ فتيات لا تتجاوز أعمارهنّ سبع سنوات للاعتداء الجنسي، وفي حين أن معظم حالات العنف الجنسي تُنسب الى قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها، إلا أننا وثّقنا أيضًا حالات مماثلة ارتكبها أفراد من القوات المسلحة السودانية وحلفائها، ولا تعاني الناجيات من الصدمة فحسب، إنما يعجزْنَ أيضًا عن الوصول الى العدالة والرعاية الطبية والدعم النفسي والاجتماعي، ما يُعمّق معاناتهنّ ويمحو أصواتهنّ. إنهنّ بحاجة ماسّة الى خدمات الصحة النفسية الشاملة والمساحات الآمنة. وفي غياب الدعم المناسب، تتضاءل قدراتهنّ على الصمود، ويعْجَزْنَ عن إعادة بناء حياتهنّ ومجتمعاتهنّ
لقد تلقينا تقارير مقلقة للغاية، لا سيما تتعلّق بإقدام أفراد من قوات الدعم السريع على الزواج قسرًا من فتيات لا تتجاوز أعمارهنّ 12 عامًا، وتُرتكب هذه الأفعال بالإكراه الشديد، حيث يُحتجز الأهل تحت تحديد السلاح، أو يشعرون بأنهم مضطرون إلى تزويج بناتهم لتجنّب المصير البديل المتمثّل في الاغتصاب، ورافقتْ بعض هذه الأعمال عنفًا شديدًا أدى الى حالات وفاة تؤدي هذه الزيجات المزعومة إلى تدمير حياة النساء والفتيات، وتتسبّب في حلقة مفرغة من الفقر والإساءة، نتيجة الآلام والصدمات الجسدية والنفسية الجسيمة، بالإضافة الى الحرمان من الحقوق الأساسية مثل التعليم والاستقلال الشخصي).
هذا ما جاء في تقرير الأمم المتحدة بالامس ومعلوم أن ما ارتكبته قوات الدعم السريع من جرائم ضد نساء السودان هو السبب الوحيد الذي يجب أن يخلع بسببه عبد الرحيم دقلو (ربطة عنقه) بصفته القائد الثاني لقوات يلاحقها العار سياسيا واجتماعيا!!
وما تعانيه المرأة الآن في صحارى النزوح يجب أيضا أن يقتل رغبة الطمع في الحكم مستقبلا عند البرهان الذي يساوره العشم من جديد، فما حدث للمرأة السودانية في هذه الحرب من ذُل وقهر ووجع وكسر قلب وخاطر، يجعل كل من ساهم في هذه الحرب وحرض عليها، إن لم يتحسس إنسانيته حتى الآن فهو شريك في كل ذنب ووزر وخطيئة!!.
طيف أخير:#لا_للحرب
الى كل امراة نازحة
ابتسمي كي تجعلي قاهرك يعلم أنك أصبحتِ أكثر قوة مما كنتي عليه من قبل.
الوسومأطياف الأمم المتحدة الحرب الدعم السريع السودان النساء اليوم العالمي للمرأة جنرالات الحرب صباح محمد الحسن عبد الرحيم دقلو عبد الفتاح البرهان كوز