بصحبة مؤسس القوات «ديمتري أونكين»..

تتواصل التكهنات حول قائد قوات «فاجنر» الروسية (غير النظامية) يفجيني بريجوجين، حتى مع وجود اسمه على قائمة ركاب الطائرة المنكوبة، التي سقطت مؤخرا وقتل جميع من فيها. ومما زاد الجدل حول مصير «بريجوجين» الذي قاد واقعة «تمرد مسرحي» لم يستمر أكثر من يومين (23- 24 يونيو الماضي) قبل أن يعود الود بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، و«بريجوجين» بمصالحة سريعة من حليف الطرفين، رئيس بيلاروسيا!

ولاستكمال سيناريو «التمرد المسرحي» الذي استفادت منه روسيا في كشف القوى والتيارات والعناصر الموالية للغرب في الداخل الروسي (التي اعتقدت أن تمرد قوات فاجنر حقيقي) اتخذ الرئيس الروسي قرارات تحدد المسار لقوات فاجنر، فيما أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن الوضع نطاقات التحرك الروسي في أفريقيا (لاسيما مالي، وأفريقيا الوسطى، وغيرهما) لن يتغير، حيث تساعد قوات حفتر بقيادة «بريجوجين» في الانخراط في مكافحة الإرهاب لصالح الأنظمة الحاكمة هناك.

وفور انتهاء الضجة، التي فضحت الإعلام الغربي (الأوروبي- الأمريكي) الذي تعرض لـ«خدعة كبرى» بعدما اعتقدت وسائله أن «بريجوجين» تمرد على الرئاسة الروسية، استقبل بوتين «بريجوجين» وقادة قوات فاجنر في قصر الرئاسة (الكرملين) وسارت الأمور في سياقها الطبيعي، حتى تم الإعلان عن تحطم طائرة خاصة، كانت تقل 10 أشخاص، بينهم اسم «بريجوجين» في منطقة، تفير (شمال العاصمة الروسية، موسكو) خلال رحلة داخلية، بين العاصمة، ومدينة، سان بطرسبورج.

وتتواصل التحقيقات حول حادث الطائرة، ومصير «بريجوجين» دون أن يعلن أي طرف مسئوليته عن الحادث المثير للجدل، فيما بادر بوتين، بتقديم واجب العزاء لأسرة «بريجوجين» وقال إنه «كان قائدا بارعا، واجه أقدارا صعبة، وارتكب أخطاء جدية، لكنه حقق النتائج المرجوة لنفسه وللقضية المشتركة، كما كان شخصا موهوبا كرجل أعمال، سواء في روسيا أو في الخارج، لاسيما في إفريقيا، في مجاليْ النفط والغاز وغيرهما، وعندما عاد من أفريقيا قابل مسئولين روسا، كما قدمت قوات فاجنر إسهاما كبيرا في الحرب ضد النازية في أوكرانيا، وهذا الأمر لن ننساه أبدًا» على حد وصف بوتين.

وقامت قوات فاجنر بعمليات نوعية كبيرة في مدينة، روستوف، التي استولت عليها خلال بضع ساعات فقط في 24 يونيو الماضي، ومدينة باخموت، ومدينة، نيكولايفكا، في دونيتسك، ومدينتيْ: ساكو وفانتسيتي، وغيرها، كما كان لقوات فاجنر دورها الملحوظ في القارة الإفريقية، حيث ظهر قائدها «بريجوجين» في مقطع فيديو (نشره علي قناته بتليجرام) ألمح فيه إلى وجوده في إفريقيا، حيث يتمدد نشاط فاجنر، وكان يرتدي زي القوات المميز، ويحمل بندقية كلاشينكوف، قائلا: إن «قوات فاجنر تقوم بأنشطة استطلاعية، تجعل روسيا أعظم في كل القارات، وتسهم في حرية إفريقيا».

وشارك «بريجوجين» في القمة الروسية - الإفريقية (27- 28 يوليو الماضي) التي جاءت بعد يوم واحد من الانقلاب الذي شهدته، النيجر (26 يوليو الماضي) وسط حالة سخط إفريقي واضح علي الدور الفرنسي الذي استنزف الثروات الإفريقية من الذهب والنفط واليورانيوم في مالي التي تم طرد القوات الفرنسية منها، ثم في انقلاب النيجر لاسيما أن الرئيس المعزول بازوم كان من الموالين لفرنسا.

الآن، تتعدد السيناريوهات بعد غياب «بريجوجين» (والإعلان عن مصرع مؤسس قوات فاجنر، ديمتري أوتكين): تغيير قيادة قوات فاجنر، وإسناده لشخص يدين بالولاء المطلق للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.. حل القوات، لقطع الطريق على أي خطوة مستقبلية، غير محسوبة من عناصر موالية لـ«بريجوجين».. والسيناريو الثالث، العمل على دمج عناصرها بالكامل في القوات المسلحة الروسية، مع استبعاد العناصر المشكوك في ولائها (الاحتمال الأقرب، حفاظا على مصالح روسيا في الداخل والخارج).

و«دميتري أوتكين» (مؤسس قوات فاجنر) ضابط قوات خاصة سابق في الجيش الروسي، وقد أسس شركة فاجنر (اسمه الحركي، حين كان ضابطا عاملا) وهو من قدامى المحاربين في الشيشان، وعمل لصالح الاستخبارات العسكرية الروسية، قبل أن يشرع في تأسيس قوات فاجنر، بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم (عام 2014) بينما «بريجوجين» قائد فاجنر (الشهير، بطباخ بوتين، كونه صاحب مطعم، ومتعهد تقديم وجبات للكرملين) فهو صاحب شركة، ايفرو بوليس، التي تعمل في مجال خدمات الإطعام ومن بين زبائنها الجيش الروسي.

يأتي هذا فيما تشكك مصادر غربية (كوزارة الدفاع البريطانية) في مصرع «بريجوجين» وأنه «لا يوجد دليل قاطع، حتى الآن، على أن قائد مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة كان على متن الطائرة المنكوبة، خاصة أنه من المعروف أنه يمارس إجراءات أمنية استثنائية، وتوقعت الوزارة تفاقم فراغ القيادة في فاجنر بسبب التقارير التي تفيد بوفاة المؤسس والقائد الميداني ديميتري أوتكين، ورئيس الخدمات اللوجيستية فاليري تشيكالوف.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: بوتين روسيا وأوكرانيا فاجنر مصرع قائد فاجنر يفجيني بريجوجين قوات فاجنر

إقرأ أيضاً:

الجيش الروسي ينفذ مناورات بصواريخ عابرة للقارات

أعلنت وزارة الدفاع الروسية في نبأ عاجل لها ان الجيش الروسي قام بتنفيذ مناورات بصواريخ عابرة للقارات.

وفي وقت سابق ، اشار تقرير العملية العسكرية لوزارة الدفاع الروسية إلى أن تجمع قوات "تسينتر" يواصل التقدم في عمق دفاعات العدو ويحرر بلدة بارانوفكا في جمهورية دونيتسك الشعبية

ولفت التقرير إلى أن القوات الروسية سيطرت على بلدة نوفوملينسك في مقاطعة خاركوف، مشيرا إلى أن خسائر القوات الأوكرانية في منطقة عمليات تجمع قوات "زاباد" بلغت أكثر من 220 عسكريا.

ونوه كذلك إلى أن نحو 200 عسكري إضافة إلى تدمير مستودعين للذخيرة خسائر قوات كييف في منطقة عمليات تجمع قوات "يوج".

وذكر التقرير أن تجمع قوات "تسينتر" استهدف لواء "لوت" الهجومي للقوات الأوكرانية، وخسائر العدو بلغت أكثر من 500 عسكري وناقلة جند مدرعة طراز "إم 113".

مقالات مشابهة

  • القوات الروسية تتقدم في كل مناطق العمليات الخاصة تقريبًا
  • الدفاع الروسية: مقتل أكثر من 200 شخص في مقاطعة كورسك
  • بالعشرات.. الدفاع الروسية تكشف حجم الخسائر الأوكرانية
  • الجيش الروسي ينفذ مناورات بصواريخ عابرة للقارات
  • الغافري يستقبل قائد القوات الجوية الأمريكية المركزية
  • بوتين يؤكد أن القوات الروسية تقاتل بقوة وكفاءة وجرأة في كورسك
  • أوكرانيا: تسجيل 85 اشتباكا قتاليًا مع القوات الروسية خلال الـ24 ساعة الماضية
  • بوتين: القوات الروسية تقاتل بقوة في منطقة الاشتباك
  • الدفاع الروسية تعلن إعادة 150 عسكريا من الأسر في أوكرانيا
  • السفارة الروسية تصدر إنذارا للبريطانيين من الانضمام للقوات المسلحة الأوكرانية