اعتبر عالم المصريات والأستاذ في كلية متحف اللوفر دومينيك فارو، أن معرض "رمسيس وذهب الفراعنة" المقام حاليا في العاصمة الفرنسية باريس، حقق نجاحا كبيرا في جذب عدد هائل من الزوار وذلك مع اقتراب نهاية رحلته في فرنسا والتي بدأت منذ 7 أبريل الماضي وحتى 10 سبتمبر المقبل، في ثالث محطات جولاته الخارجية التي شملت مدينتي هيوستن وسان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2022.

وأعرب عالم المصريات والأستاذ في كلية متحف اللوفر دومينيك فارو، عن سعادته البالغة بنجاح تنظيم المعرض والمقام حاليا في قاعة "لافيليت الكبرى" في العاصمة الفرنسية منذ أبريل الماضي، قائلا: "نعم نجحنا، ويكفي أن نرى الزوار سعداء، فالهدف هو أن يجذب المعرض العديد من الزوار ولكن يجب أيضا أن يكونوا سعداء وأن يمضوا وقتا ممتعا، وهذا ما حدث وهو أمر جيد أسعدني بشدة".

وتابع "جذب المعرض زوارا من مختلف الأعمار، وما أحببته حقا هو رؤية الأطفال، كنت سعيدا للغاية برؤيتهم وهم يرون الألوان والرسومات والمقتنيات الفرعونية الثمينة"، مضيفا: "رأيت أغلب الزوار سعداء، وتلقى الجميع من مختلف الأعمار رسالة تتوافق معهم ومع اهتماماتهم، مهما كانت ثقافتهم، وهذا شيء أسعدني".

وأعلن الموقع الرسمي لمعرض "رمسيس وذهب الفراعنة"، مد فعالياته إلى 10 سبتمبر، بعد أن كان مقررا غلق أبوابه في 6 سبتمبر، وذلك نظرا للإقبال الكبير على المعرض، الذي يسلط الضوء على حياة وحكم الملك رمسيس الثاني لمصر، الفرعون الأقوى والأشهر في تاريخ مصر القديم.

وذكر الموقع، أن المعرض كان مقررا أن يقام في الفترة من 7 أبريل إلى 6 سبتمبر، إلا أن الجهة المنظمة قررت تمديد إقامته حتى 10 سبتمبر، وتنظيم زيارات مسائية إضافية (من الساعة 8 مساء حتى 1 صباحا بتوقيت باريس)، لإعطاء فرصة أكبر لعشاق الحضارة المصرية القديمة أن يروا كنوز الملك رمسيس الثاني. وحتى الآن، جذب المعرض بمقتنياته الأثرية الثمينة 750 ألف زائر، منذ انطلاقه في باريس في 7 أبريل وحتى أول أغسطس، بحسب الجهة المنظمة للمعرض.

وقال فارو وهو أيضا المنسق العلمي للمعرض: "عدد الزوار هائل، تم الإعلان عن 750 ألف شخص، إلا أنه من الواضح أنه أكثر من ذلك، بل سيصل إلى 800 أو 900 ألف، وفي نهاية المعرض سيتم الإعلان رسميا عن الرقم النهائي إلا أن ما يهمني وما يسعدني هو أن أرى هؤلاء الزوار سعداء.. نجحنا ونشعر بسعادة بالغة".

وبالرغم من وجود عناصر كثيرة تؤكد نجاح معرض الملك رمسيس الثاني، إلا أنه لم يتجاوز النجاح الذي حققه معرض "توت عنخ آمون" والذي أقيم في المكان ذاته عام 2019 وجذب 1.4 مليون زائر.

وفي هذا الشأن، أرجع فارو السبب إلى أن عدد السياح في باريس هذا العام كان أقل مما كان عليه في وقت إقامة معرض توت عنخ آمون، كذلك كانت مدة إقامة معرض توت عنخ آمون أطول بشهر مقارنة بمعرض رمسيس، إلا أنه أكد على العدد الكبير للزوار حتى الآن، مثمنا أيضا دور كل الجهات المنظمة من الأطراف الفرنسية والأمريكية والمصرية لإنجاح المعرض.

وقال: "من بين عناصر نجاح المعرض أيضا الأجواء التي شهدها بين المنظمين، في الواقع، كانت هناك أجواء جيدة للغاية، ولهذا السبب خرج المعرض بهذا الشكل الجيد، لأن الجميع يريد المضي قدما، وكل في موقعه يريد بذل المزيد والمزيد وهذا شيء مهم".

كذلك أشار فارو إلى عقد محاضرات مع علماء مصريات فرنسيين على هامش المعرض، وأيضا أمسيات أبرزها إحياء ذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة هذا العام داخل أروقة المعرض، حيث أقيم حفل استقبال داخل قاعة "لافيليت الكبرى"، نظمته السفارة المصرية في فرنسا وذلك بمناسبة الذكرى الحادية والسبعين لثورة 23 يوليو المجيدة.

وحضر الحفل ما يقرب من 600 مدعو منهم مسئولون حكوميون ونواب من البرلمان الفرنسي، وممثلو كبرى الشركات ومجتمع الأعمال ووسائل الإعلام، والشخصيات العامة الفرنسية فضلا عن السفراء الأجانب المعتمدين لدى فرنسا أو لدى المنظمات الدولية في باريس، وعدد كبير من أبناء الجالية المصرية.

وقال فارو: "كنت سعيدا للغاية بهذا الاحتفال والذي تنظمه السفارة المصرية.. أسعدني رؤية كل هؤلاء للاحتفال مع مصر بعيدها الوطني داخل أروقة المعرض وبجانب الملك رمسيس".

وعن شعوره بعد إقامة معرض الملك رمسيس الثاني والذي له مكانة خاصة لديه، أكد فارو أن شعوره لا يوصف برؤية التابوت الملكي للفرعون الأكثر شهرة في تاريخ مصر القديم، مجددا في باريس بعد ما يقرب من نصف قرن من عرضه الأول، قائلا: "هذا حقا إنجاز كبير". حيث كان في السادسة عشرة من عمره عندما تم عرض التابوت الملكي خلال المعرض الأول في عام 1976 في "القصر الكبير" بباريس، ولم يكن في هذا المنصب الذي يشغله حاليا، بل كان طالبا يحلم برؤية الملك رمسيس الثاني، والآن بعد أن أصبح المنسق لهذا المعرض، وقع في حب هذا التابوت المذهل الذي يحمي الملك رمسيس الثاني.

وختم بالقول "هناك بُعد شخصي وعاطفي، عندما ننتهي من هذا، سأشعر بحزن كبير لأن معرض رمسيس سيذهب إلى سيدني.. سيستغرق الأمر وقتا حتى ندرك أن هذا اللقاء لم يكن حلما وأنه حدث بالفعل وأنه كان موجودا بالفعل هنا.. كان حلما وأصبح حقيقة".

وافتتح المعرض ليكشف عن أكثر من 180 قطعة أثرية ثمينة من كنوز الملك رمسيس الثاني، ويسلط الضوء على فترة حكمه وحياته حيث يعتبر من أعظم الفراعنة المحاربين في عصر الدولة الحديثة.

ومن بين الكنوز المعروضة "التابوت الملكي"، وله مكانة كبيرة، فقد تم اكتشافه في خبيئة الدير البحري في عام 1881، ومصنوع من خشب الأرز ومطلي باللون الأصفر ويمثل "الملك بهيئة آدمية"، ووافقت على نقله السلطات المصرية إلى فرنسا، بشكل استثنائي، لعرضه ضمن هذه القطع الفرعونية، تقديرا لجهود العلماء الفرنسيين الذين قاموا بمعالجة مومياء رمسيس الثاني من الفطريات عام 1976.

كما يضم المعرض قطعا أثرية ثمينة، من بينها مجوهرات من الذهب والفضة الصلبة والتماثيل والتمائم والأقنعة، ويقدم للزوار أيضا تجربة غامرة للتجول في معابد أبو سمبل واستكشاف مقبرة الملكة نفرتاري عبر تقنية "الواقع الافتراضي".

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: باريس فی باریس إلا أن

إقرأ أيضاً:

“مفاجأة”.. علماء يعيدون اكتشاف ملامح وجه أعظم فراعنة مصر وأقواهم قبل وفاته عن 90 عاما (صورة)

مصر – كشف فريق من العلماء عن علامات الوجه “الحكيم” لأقوى فرعون في مصر القديمة، رمسيس الثاني، زاعمين أنها تكشف عن الملامح المميزة لمظهره قبل لحظات من وفاته.

كان رمسيس الثاني، الذي حكم في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، أعظم حكام الأمة، واشتهر بتماثيله الضخمة ومآثره العسكرية خلال فترة حكمه من 1279 إلى 1213 قبل الميلاد.

ولتحقيق إنجازهم، استخدم العلماء نموذجا ثلاثي الأبعاد لجمجمة الملك، ووضعوا طبقات من الأنسجة الرخوة والجلد لإعادة تشكيل مظهره وقت وفاته، عن عمر يناهز 90 عاما.

وكشفت النتيجة النهائية عن رجل مسن ضعيف بملامح وجه متعبة، وكانت بعض الملامح تشبه تماثيل رمسيس العملاقة التي لا تزال قائمة في مصر.

وقال سيسرون مورايس، خبير الرسومات البرازيلي الذي يقف وراء إعادة تشكيل الوجه: “في الدراسة الحالية أجرينا تحليلا واسعا للغاية، وتمت مقارنة الوجه المعاد بناؤه بتماثيل رمسيس الثاني. كان الهدف هو فهم إلى أي مدى يمكن الاعتماد على التماثيل، حيث يتصور الكثيرون أن التوافق سيكون جيدا. لكننا رأينا أن التماثيل تشير إلى توافق جيد مع شكل الأنف، وحتى في بعض الحالات، مع شكل الوجه”.

وقال مورايس: “لقد قمنا بتحليل بيانات القياسات البشرية والحمض النووي من السكان المصريين القدماء”.

واختار الفريق لوحة ألوان البشرة التي شوهدت في الفن المصري القديم، حيث أن اللون الحقيقي غير معروف.

وصمم أيضا نسخة ذات تدرج رمادي تظهر عيون الفرعون مغلقة، لتجنب إصدار أحكام على بشرته ومظهره.

وقال مورايس: “هناك دائما انتقادات حول أي عمل يتم نشره على الإنترنت، ما عليك سوى إلقاء نظرة على التعليقات على الأخبار والنقاش في الشبكات الاجتماعية”.

واستخدم الفريق أيضا معلومات من دراسة أجريت عام 1976 لبقايا مومياء رمسيس المحنطة، والتي عثر عليها عام 1881.

وحددت الدراسة الجديدة أن أسنان رمسيس الثاني كانت متآكلة بشكل ملحوظ.

كما كان الفرعون يعاني من سوء صحة الأسنان والعظام، ويرجع ذلك أساسا إلى وجود خرّاج، ما كان سيسبب له الكثير من الألم.

وجمع العلماء بيانات من مئات المصريين المعاصرين للكشف عن السُمك المحتمل لجلد الفرعون في أماكن مختلفة عبر جمجمته.

واتبعوا أسلوب التشوه التشريحي، حيث تم تغيير وجه وجمجمة المتبرع الحي رقميا لتتناسب مع أبعاد المومياء.

وكشفت النتيجة النهائية عما أسماه مورايس “الوجه الحكيم”. وبدت أيضا مشابهة لعملية إعادة البناء السابقة لعام 2022، التي أنشأتها سحر سليم من جامعة القاهرة، وكارولين ويلكنسون من جامعة ليفربول جون مورس.

المصدر: ديلي ميل

مقالات مشابهة

  • المرتضى زار المعرض التراثي في بيت الفن في طرابلس
  • ننشر تفاصيل الدورة الـ 19 لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
  • العنصرية والآثار.. معرض عن الاستعمار الألماني يواجه بغضب اليمين المتطرف
  • 24 عملًا إبداعيًا في معرض "شذرات" بكلية التربية بالرستاق
  • “مفاجأة”.. علماء يعيدون اكتشاف ملامح وجه أعظم فراعنة مصر وأقواهم قبل وفاته عن 90 عاما (صورة)
  • في معرض الزهور.. عروض متنوعة لمنتجات العسل
  • "مفاجأة".. علماء يعيدون اكتشاف ملامح وجه أعظم فراعنة مصر وأقواهم قبل وفاته عن 90 عاما (صورة)
  • "مفاجأة".. علماء يعيدون اكتشاف ملامح وجه أعظم فراعنة مصر وأقواهم قبل وفاته عن 90 عاما
  • معرض غنائم الجيش الروسي في موسكو يسدل ستاره
  • حبس 3 أشخاص لقيامهم بالنصب على مالك معرض أدوات منزلية في كرداسة