RT Arabic:
2025-03-10@04:05:39 GMT

معطيات على أرض الواقع تؤكد تراجع القوة الفرنسية

تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT

معطيات على أرض الواقع تؤكد تراجع القوة الفرنسية

قال أحمد الصاوي أستاذ التاريخ المعاصر والقيادي في الحزب الناصري في مصر، إن هناك معطيات كثيرة على أرض الواقع تؤكد تراجع القوة الفرنسية داخليا وخارجيا.

إقرأ المزيد زعيم "فرنسا الأبية": ماكرون أساء لفرنسا مرة أخرى بدعمه رئيس الغابون "أونديمبا"

وفيما يلي أهم ما قاله الدكتور الصاوي:

لا يمكن لمراقب أن يتجاهل حقيقة التراجع المتسارع لفرنسا سواء في بنيتها السياسية أو الاقتصادية وصولا إلى نفوذها خارج حدودها.

فقد البلد الذي أعطى للعالم الحديث مبادئ الجمهورية التي وضعت فعليا نهاية لحكم النظم الملكية في أوربا وما تبقى منها بات محض مظهر بورتوكولي فقد على نحو متسارع تكافؤ التعددية السياسية فبعد أن كان الانتخابات بين الاشتراكيين والجمهوريين تشهد تقاربا في أصواتهما مع تبادلهما مقاعد الحكم مع حضور لافت لأقصى اليمين القومي وأقصى اليسار متمثلا في الحزب الشيوعي الفرنسي جاء ماكرون من خارج إطار هذه التعددية ممثلا لأكبر الشركات الفرنسية وانتخب مرتين.تزامنا مع هذا التحول تراجعت قوة النقابات والتجمعات الطلابية بينما صعدت السترات الصفراء لتملأ الفراغ الذي نجم عن ذلك دون تحقيق نجاحات تذكر رغم مظاهراتها المتكررة ضد قرارات الحكومة.تراجع أيضا الثقل الشخصي للرؤساء فبعد ساركوزي وفضائحه جاء ماكرون بشخصية باهتة ومواقف ملتبسة ومتناقضة وبعد أن كانت فرنسا تمثل أحد قطبي الاتحاد الأوروبي باتت محض دولة خاضعة للتعليمات الأمريكية.خلال عهد ماكرون تراجع نفوذ فرنسا في مستعمراتها السابقة وخاصة بعد التوتر الكبير مع الجزائر على خلفية عدم تقديم فرنسا لاعتذار تاريخي عن جرائمها الاستعمارية ثم تمرد ثلاث دول على النفوذ الفرنسي وهي مالي وبوركينا فاسو والنيجر فضلا عن تهميش دورها في ليبيا وتشاد.أتت أزمة انقلاب النيجر لتكشف عن ضيق أفق القيادة الفرنسية وافتقاد مخابراتها للفاعلية في مستعمراتها السابقة فبالاضافة لفشلها في التنبؤ بالانقلابات في الدول الثلاث وعجزها عن مواجهة النفوذ الروسي في تلك الدول وغيرها من دول الساحل والصحراء افتقد ماكرون للمرونة اللازمة وهو يواجه قرار طرد السفير الفرنسي وتصرف برفضه سحب سفير بلاده كدولة مستعمرة وهو أمر غريب في ظل الفشل البين لمحاولة فرنسا دفع دول إيكواس لتنفيذ هجوم عسكري ضد النيجر إذ تعقدت الأمور بين دول إيكواس وباتت على حافة حرب أقليمية متعددة الأطراف.يتصرف ماكرون في الحقيقة خارج إطار القانون الدولي وبدون روية وهو في ذلك أقرب لشخصية ممثل الشركات منه لرئيس الدولة الفرنسية. ولا جدال في أن فرنسا التي احتفظت بمنافعها الاقتصادية لدى مستعمراتها السابقة سواء في نهب الموارد الطبيعية ولاسيما المعادن الثمينة دون ثمن تقريبا أو في ميزان مدفوعات تجاري يميل بشدة لصالحها توشك أن تفقد ذلك كله لاسيما مع السعي الحثيث لموسكو من أجل إخراجها من القارة السمراء وهو أمر سيزيد الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية سوءا.الاقتصاد الفرنسي يواجه معضلات حقيقية بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا والسخط على أشده وإذا كان بالإمكان تهدئة الخواطر بجزء من فوائض الاستغلال الاستعماري لأفريقيا فإن فرنسا تواجه فعليا خطر الحرمان الكامل من تلك الفوائض ولعل ذلك هو سبب تشنج مواقف ماكرون والتي تبدو متصلبة وخارج نطاق الحسابات الموضوعية للوضع في أفريقيا.الانقلابات العسكرية لا تساندها جيوش تلك الدول فحسب بل هناك تأييد جماهيري واسع على خلفية رفض الاستغلال الاستعماري الذي أفقر تلك الدول وهناك أيضا دور روسي نشط لاسناد تلك الدول عسكريا واقتصاديا وهناك كذلك قوات فاغنر.فرنسا عاجزة عن تدبير انقلابات مضادة وتفشل في تحريك العملاء المحليين لشن حرب ضد النيجر وسترتكب حماقة باهظة الكلفة إن فكرت في شن حرب مباشرة ضد النيجر لاسيما مع اعتراض الجزائر جارة النيجر من الشمال على استخدام مجالها الجوي في أي عمل عسكري ضد نيامي. فرنسا تتدهور وربما تواجه وضعا مشابها لما واجهته ماري انطوانيت قبل ثلاثة قرون

المصدر: RT

ناصر حاتم

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا إيمانويل ماكرون باريس تلک الدول

إقرأ أيضاً:

فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا تؤيد الخطة العربية لإعادة إعمار غزة (بيان)

أنقاض منازل دمرتها الحرب الإسرائيلية في بيت حانون شمال قطاع غزة. 5 مارس 2025 - REUTERS

أعلن وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، السبت، أنهم يؤيدون خطة مصر المدعومة عربياً لإعادة إعمار غزة بتكلفة 53 مليار دولار وتجنب تهجير الفلسطينيين من القطاع.

وقال الوزراء في بيان مشترك: "تظهر الخطة مساراً واقعياً لإعادة إعمار غزة وتعد - إذا نفذت - بتحسين سريع ومستدام للظروف المعيشية الكارثية للفلسطينيين الذين يعيشون في غزة".

وصاغت مصر الخطة وتبناها الزعماء العرب في القمة العربية غير العادية، والتي عقدت في القاهرة في مارس الجاري.

وقال البيان الذي أصدرته الدول الأوروبية الأربع إن "جهود الإنعاش وإعادة الإعمار لا بد أن تستند إلى إطار سياسي وأمني متين مقبول لدى الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، بما يوفر السلام والأمن على المدى الطويل لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".

وجاء في البيان أن حماس "لا ينبغي لها أن تحكم غزة ولا أن تشكل تهديداً لإسرائيل بعد الآن"، وأن الدول الأربع "تدعم الدور المركزي للسلطة الفلسطينية وتنفيذ أجندة إصلاحها".

ورحب وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا بالمبادرة العربية بشأن خطة إعادة الإعمار في غزة، وقالوا: "نشيد بالجهود الجادة التي تبذلها جميع الأطراف المعنية، ونقدر الإشارة المهمة التي أرسلتها الدول العربية من خلال تطوير خطة الإنعاش وإعادة الإعمار هذه بشكل مشترك".

وأكدت الدول الأربع التزامها "بالعمل مع المبادرة العربية والفلسطينيين وإسرائيل لمعالجة هذه القضايا معاً، بما في ذلك الأمن والحكم". 

مقالات مشابهة

  • هل تمثل التدريبات العسكرية “الفرنسية – المغربية” تهديدات للجزائر؟
  • تحليل الحوار بين إيلون ماسك ووزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي
  • وزير العدل الفرنسي : نشكر المغرب على تعاونه الأمني الممتاز والمغاربة يحضون بالإحترام في فرنسا
  • أقوى الدول العربية والعالمية من حيث «القوة الشرائية»!
  • الأمم المتحدة تؤكد تراجع ظاهرة النينيا في المحيط الهادئ
  • فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا تؤيد الخطة العربية لإعادة إعمار غزة (بيان)
  • ماكرون ردًا على ترامب: الفرنسيون حلفاء أوفياء ومخلصون
  • غياب المظلة الأمريكية... هل يكفي الردع النووي الفرنسي لحماية أوروبا؟
  • انتصارات رمضان.. خطة الدهاء المصرى تكتب النصر لمصر.. واعترافات جنرالات الجيش الإسرائيلى تؤكد: الواقع يحطم الأسطورة
  • ماكرون يواجه تشكيك ترامب: فرنسا كانت وستبقى حليفًا مخلصًا للناتو