نيوزيمن:
2024-11-09@01:56:11 GMT

إيران لا توقف القتال: اليمن أنموذجاً

تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT

منذ أن أنجز السعوديون والإيرانيون اتفاقهم التاريخي في بكين، ينكبّ المحللون على تتبع مسارات الأمن والسياسة في مناطق النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، من اليمن إلى لبنان، سعياً إلى الإجابة عن السؤال الآتي: أي استراتيجية ستعتمدها طهران في المرحلة المقبلة من الصراع؟ هل هي استراتيجية «صفر مشكلات» التي تعمل السعودية على تنفيذها؟

على رغم الوساطة العُمانية ومحاولات التواصل السياسي بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية، فوجئ المتابعون بتصعيد حوثي عسكري مبرمج.

فقد شنّ الحوثيون هجوماً على مواقع المجلس الانتقالي في محافظة لحج الجنوبية، يوم الأحد الفائت، أوقع نحو 30 قتيلاً وجريحاً في صفوف الجيش. وعلى مدى الأسابيع الأخيرة، تلاحقت الهجمات الحوثية، ومنها ما استهدف مناطق محاذية للحدود مع المملكة العربية السعودية.

وهذا التصعيد يستدعي طرح العديد من الأسئلة:

1- أي مسار ستسلكه الحرب في اليمن، بعد اتفاق بكين؟

2- ما مستقبل اليمن ككيان سياسي موحّد ومستقل؟

3- ما هي الاستراتيجية التي تعتمدها إيران في سعيها إلى بسط أوسع رقعة نفوذ لها في الشرق الأوسط والعالمين العربي والإسلامي، بدءاً باليمن؟

4- كيف ستتعاطى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وحلفاؤهما الخليجيات مع تصعيد الحوثيين في اليمن، باعتباره التحدّي الأكبر لأمن الخليج العربي؟

من الواضح أنّ حرب الثماني سنوات في اليمن كرّست وقائع بات صعباً التراجع عنها، وأبرزها «تعملق» الحوثيين عسكرياً وسيطرتهم على العاصمة صنعاء حيث مراكز الحكم، وعلى العديد من المرافق الاقتصادية البالغة الأهمية. كما أنّهم استطاعوا فرض أنفسهم شركاء قادرين على مخاطبة القوى الخليجية الأساسية من الند إلى الند.

ما يريده الحوثيون اليوم، من أي تسوية يجري ترتيبها، هو الاعتراف الخليجي والعربي والدولي بهم، باعتبارهم أصحاب القرار الأول في مستقبل اليمن. وفي الموازاة، هم يرفضون مجرد النقاش بأي شكل حول سلاحهم على أي طاولة حوار.

وباختصار، يريد الحوثيون أن يستوعبوا الدولة بدخولهم إليها فتصبح بكاملها تحت سيطرتهم. وحينذاك، يكون اليمن، الواقع في قلب الخليج العربي، واحداً من الدول العربية التي تدور في فلك طهران، أي العراق وسوريا ولبنان. وهذه الورقة الثمينة لا تبدو طهران مستعدة للتفريط بها، ولو عقدت اتفاق تطبيع للعلاقات مع السعودية.

ولذلك، عملياً، لم يوقف الحوثيون قتالهم حتى اليوم، لكنهم بدّلوا في التكتيك. وثمة اعتقاد بأنّهم سيولون اهتمامهم في المرحلة المقبلة للمناطق الأكثر أهمية عسكرياً واقتصادياً في اليمن، ولا سيما المرافئ وآبار النفط، سعياً إلى تحصين أنفسهم بمقدّرات مالية تحتاج إليها المناطق الواقعة تحت نفوذهم.

ويقول بعض المحللين إنّ إيران، وعلى رغم اتفاقها مع السعودية، تؤمّن التغطية اللازمة لحلفائها اليمنيين لكي يحافظوا على قوتهم ويرسّخوا نفوذهم في مستقبل اليمن والخليج. وهي لذلك لا تتدخّل طالبةً منهم التزام التهدئة. وعلى العكس، هي تريد لهم أن يستثمروا الفرصة السانحة لقضم ما أمكن من مكاسب قبل أي تسوية محتملة.

وثمة من يعتقد أنّ إيران ليست مهتمة فعلاً بإنجاز تسوية سياسية في اليمن حالياً، وأنّها تفضّل منح حلفائها اليمنيين متسعاً من الوقت لكي يحسّنوا مواقعهم التفاوضية إلى الحدّ الأقصى، فتأتي التسوية، إذا نضجت ظروفها، ترجمة لانتصارهم العسكري.

وفي تقدير البعض، أنّ إيران تمتلك الوقت الكافي لتحقيق هدفها، فيما السعودية مستعجلة لإنهاء الملف اليمني بأقصى سرعة، لكي تتمكن من إطلاق مشروعها التنموي الطموح «رؤية 2030»، في مناخات الاستقرار العسكري والسياسي.

وعلى الأرجح، هذا السلوك الحوثي والإيراني لا يستفز الولايات المتحدة، ولا يدفعها إلى اتخاذ أي موقف رادع. وربما تجد واشنطن هي الأخرى فرصة للاستثمار في هذا الصراع. فالحلفاء الخليجيون، تحت تأثير القلق من ضربات الحوثيين وإيران، سيجدون أنفسهم دائماً مضطرين إلى طلب الدعم الأميركي، بهدف الحصول على الحماية السياسية، ودفع مليارات النفط ثمناً للأسلحة الأكثر تطوراً.

وسلوك إيران في اليمن يبدو جزءاً من استراتيجيتها في التعاطي مع الدول العربية الأربع التي تتمتع فيها طهران بالنفوذ، أي اليمن، العراق، سوريا ولبنان. ففي هذه الكيانات كلها يبدو مشهد واحد: تسويات سياسية متعثرة، مؤسسات منهارة، وحلفاء طهران مستنفرون لتكريس نفوذهم داخلها. ومن الواضح أنّها كلها تشهد أنواعاً من الهدنة العسكرية أو الأمنية، ولكن لا مجال لتسويات حقيقية وبناء دولة.

على مدى عقود، شاعت مقولة إنّ مصير لبنان شبيه بمصير العراق. فإذا كان أحد البلدين مستقراً، يكون الآخر كذلك، والعكس صحيح. وأما اليوم، فيمكن إدخال اليمن كنموذج إلى العراق ولبنان، وكذلك سوريا، مع بعض الفوارق في طبيعة الصراع. وهكذا، ستبقى الكيانات الأربعة قيد الدوران وسط أعاصير الشرق الأوسط.

* نقلا عن الجمهورية اللبناني

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: فی الیمن

إقرأ أيضاً:

رغم تجربتها المريرة معه.. إيران تعرب عن لامبالاتها بفوز ترامب وتقول "حدث لا يعني طهران"

حيال الإعلان عن فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية الـ47، انهالت التبريكات على المرشح الجمهوري، وسط أصوات شاذة من هنا أو هناك، كان أبرزها تعليق الجمهورية الإسلامية الإيرانية. فقد قالت المتحدثة باسم الحكومة الفارسية، فاطمة مهاجراني، إن هذا الحدث الضخم لا يعني طهران.

اعلان

ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن مهاجراني قولها إن معيشة الشعب الإيراني لن تتأثر بالمشهد السياسي في واشنطن، فالجمهورية الإسلامية ثابتة على سياستها الخارجية التي لا تتأثر بتغيير من يشغل المقاعد، مشيرة إلى اتخاذ التدابير اللازمة تحسبًا لأي طارئ.

Relatedهاريس أم ترامب.. أي مرشح أمريكي سيتخذ قرارات أقل وطأة على إيران الغارقة في عدة ملفات؟ نتنياهو إلى "العزيز" ترامب: عودتك بداية جديدةالرئيس الـ 47.. ترامب يتربع على عرش البيت الأبيض مجددًا بعد فوزه بـ 277 صوتًا في المجمع الانتخابي

وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن مسؤولين عرب وأجانب قولهم إن ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018، والذي سمح باغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني عام 2020 في بغداد.

قد يسعى إلى تشديد العقوبات على قطاع النفط الإيراني وإعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لضرب المواقع النووية، وتنفيذ لائحة اغتيالاتها، بما يخدم مصالحه في المنطقة.

في المقابل، لم يعلق المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ولا الحرس الثوري على فوز ترامب. غير أن نائب قائد الحرس الثوري، علي فدوي، ألمح إلى استعداد طهران للمواجهة، ردًا على الضربات الإسرائيلية في 25 تشرين الأول/أكتوبر التي أودت بحياة 4 جنود إيرانيين.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية البيتكوين تسجل أعلى مستوياتها مع فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة "أكسيوس": واشنطن تحذر إيران.. لا يمكننا كبح جماح إسرائيل إذا قررتم الرد هاريس أم ترامب.. أي مرشح أمريكي سيتخذ قرارات أقل وطأة على إيران الغارقة في عدة ملفات؟ الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 دونالد ترامب الاتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني إسرائيل السياسة الإيرانية اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. الرئيس الـ 47.. ترامب يتربع على عرش البيت الأبيض مجددًا بعد فوزه بـ 277 صوتًا في المجمع الانتخابي يعرض الآن Next عاجل. نزوح مستمر في شمال غزة وحزب الله يواصل تصعيد هجماته وأمينه العام: "جبهة العدو ستصرخ من ضرباتنا" يعرض الآن Next الكونغرس يفتح أبوابه للمتحولين جنسيا.. سارة ماكبرايد تصبح أول برلماني أمريكي عن هذه الفئة يعرض الآن Next انتقال العدوى داخل أسرة واحدة.. إصابات جديدة بجدري القردة في بريطانيا يعرض الآن Next من الشرق إلى الغرب.. زعماء العالم يتسابقون لتهنئة ترامب اعلانالاكثر قراءة حملة اعتقالات واسعة في صفوف اليمين المتطرف في ألمانيا بتهمة التخطيط لانقلاب على نظام الحكم هل تحسم بنسلفانيا السباق الرئاسي بين هاريس وترامب؟ حب وجنس في فيلم" لوف" دراسة: ممارسة الجنس جزء أساسي في حياة من هم فوق 65 عاما أحكام بسجن "نجوم تيك توك وأنستغرام" في تونس بسبب خرق قواعد "الأخلاق الحميدة" اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024دونالد ترامبكامالا هاريسفيضانات - سيولالحزب الديمقراطيالحزب الجمهوريإسبانيااحتجاجاتإسرائيلكامالا هاريستغير المناخبنيامين نتنياهوالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • مسؤول أمريكي يكشف عن السياسة التي سيتعامل بها ترامب مع ايران
  • مستشار خامنئي : إسرائيل تهدف لنقل النزاع إلى إيران
  • دقت ساعة الصفر.. معلومات تكشف الخطة الأمريكية السعودية للتصعيد ضد اليمن وتاريخ بداية الهجوم والقوات التي أستلمت خطة الحرب
  • إيران: نتيجة الانتخابات الأمريكية لا تعنينا
  • ماذا ينتظر إيران بعد عودة ترامب؟
  • سيناريو مرجح ومفتاح.. ماذا ينتظر إيران بعد عودة ترامب؟
  • مصير الحوثيين و التغييرات التي ستطرأ على اليمن في العهد الترامبي الجديد - تحليل
  • رغم تجربتها المريرة معه.. إيران تعرب عن لامبالاتها بفوز ترامب وتقول "حدث لا يعني طهران"
  • إيران تقلل من أهمية فوز ترامب.. وتلوح بالاستعداد للمواجهة
  • إيران: وفاة الإيراني الألماني جمشيد شارمهد قبل تنفيذ إعدامه