نيوزيمن:
2024-09-30@18:23:20 GMT

إيران لا توقف القتال: اليمن أنموذجاً

تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT

منذ أن أنجز السعوديون والإيرانيون اتفاقهم التاريخي في بكين، ينكبّ المحللون على تتبع مسارات الأمن والسياسة في مناطق النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، من اليمن إلى لبنان، سعياً إلى الإجابة عن السؤال الآتي: أي استراتيجية ستعتمدها طهران في المرحلة المقبلة من الصراع؟ هل هي استراتيجية «صفر مشكلات» التي تعمل السعودية على تنفيذها؟

على رغم الوساطة العُمانية ومحاولات التواصل السياسي بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية، فوجئ المتابعون بتصعيد حوثي عسكري مبرمج.

فقد شنّ الحوثيون هجوماً على مواقع المجلس الانتقالي في محافظة لحج الجنوبية، يوم الأحد الفائت، أوقع نحو 30 قتيلاً وجريحاً في صفوف الجيش. وعلى مدى الأسابيع الأخيرة، تلاحقت الهجمات الحوثية، ومنها ما استهدف مناطق محاذية للحدود مع المملكة العربية السعودية.

وهذا التصعيد يستدعي طرح العديد من الأسئلة:

1- أي مسار ستسلكه الحرب في اليمن، بعد اتفاق بكين؟

2- ما مستقبل اليمن ككيان سياسي موحّد ومستقل؟

3- ما هي الاستراتيجية التي تعتمدها إيران في سعيها إلى بسط أوسع رقعة نفوذ لها في الشرق الأوسط والعالمين العربي والإسلامي، بدءاً باليمن؟

4- كيف ستتعاطى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وحلفاؤهما الخليجيات مع تصعيد الحوثيين في اليمن، باعتباره التحدّي الأكبر لأمن الخليج العربي؟

من الواضح أنّ حرب الثماني سنوات في اليمن كرّست وقائع بات صعباً التراجع عنها، وأبرزها «تعملق» الحوثيين عسكرياً وسيطرتهم على العاصمة صنعاء حيث مراكز الحكم، وعلى العديد من المرافق الاقتصادية البالغة الأهمية. كما أنّهم استطاعوا فرض أنفسهم شركاء قادرين على مخاطبة القوى الخليجية الأساسية من الند إلى الند.

ما يريده الحوثيون اليوم، من أي تسوية يجري ترتيبها، هو الاعتراف الخليجي والعربي والدولي بهم، باعتبارهم أصحاب القرار الأول في مستقبل اليمن. وفي الموازاة، هم يرفضون مجرد النقاش بأي شكل حول سلاحهم على أي طاولة حوار.

وباختصار، يريد الحوثيون أن يستوعبوا الدولة بدخولهم إليها فتصبح بكاملها تحت سيطرتهم. وحينذاك، يكون اليمن، الواقع في قلب الخليج العربي، واحداً من الدول العربية التي تدور في فلك طهران، أي العراق وسوريا ولبنان. وهذه الورقة الثمينة لا تبدو طهران مستعدة للتفريط بها، ولو عقدت اتفاق تطبيع للعلاقات مع السعودية.

ولذلك، عملياً، لم يوقف الحوثيون قتالهم حتى اليوم، لكنهم بدّلوا في التكتيك. وثمة اعتقاد بأنّهم سيولون اهتمامهم في المرحلة المقبلة للمناطق الأكثر أهمية عسكرياً واقتصادياً في اليمن، ولا سيما المرافئ وآبار النفط، سعياً إلى تحصين أنفسهم بمقدّرات مالية تحتاج إليها المناطق الواقعة تحت نفوذهم.

ويقول بعض المحللين إنّ إيران، وعلى رغم اتفاقها مع السعودية، تؤمّن التغطية اللازمة لحلفائها اليمنيين لكي يحافظوا على قوتهم ويرسّخوا نفوذهم في مستقبل اليمن والخليج. وهي لذلك لا تتدخّل طالبةً منهم التزام التهدئة. وعلى العكس، هي تريد لهم أن يستثمروا الفرصة السانحة لقضم ما أمكن من مكاسب قبل أي تسوية محتملة.

وثمة من يعتقد أنّ إيران ليست مهتمة فعلاً بإنجاز تسوية سياسية في اليمن حالياً، وأنّها تفضّل منح حلفائها اليمنيين متسعاً من الوقت لكي يحسّنوا مواقعهم التفاوضية إلى الحدّ الأقصى، فتأتي التسوية، إذا نضجت ظروفها، ترجمة لانتصارهم العسكري.

وفي تقدير البعض، أنّ إيران تمتلك الوقت الكافي لتحقيق هدفها، فيما السعودية مستعجلة لإنهاء الملف اليمني بأقصى سرعة، لكي تتمكن من إطلاق مشروعها التنموي الطموح «رؤية 2030»، في مناخات الاستقرار العسكري والسياسي.

وعلى الأرجح، هذا السلوك الحوثي والإيراني لا يستفز الولايات المتحدة، ولا يدفعها إلى اتخاذ أي موقف رادع. وربما تجد واشنطن هي الأخرى فرصة للاستثمار في هذا الصراع. فالحلفاء الخليجيون، تحت تأثير القلق من ضربات الحوثيين وإيران، سيجدون أنفسهم دائماً مضطرين إلى طلب الدعم الأميركي، بهدف الحصول على الحماية السياسية، ودفع مليارات النفط ثمناً للأسلحة الأكثر تطوراً.

وسلوك إيران في اليمن يبدو جزءاً من استراتيجيتها في التعاطي مع الدول العربية الأربع التي تتمتع فيها طهران بالنفوذ، أي اليمن، العراق، سوريا ولبنان. ففي هذه الكيانات كلها يبدو مشهد واحد: تسويات سياسية متعثرة، مؤسسات منهارة، وحلفاء طهران مستنفرون لتكريس نفوذهم داخلها. ومن الواضح أنّها كلها تشهد أنواعاً من الهدنة العسكرية أو الأمنية، ولكن لا مجال لتسويات حقيقية وبناء دولة.

على مدى عقود، شاعت مقولة إنّ مصير لبنان شبيه بمصير العراق. فإذا كان أحد البلدين مستقراً، يكون الآخر كذلك، والعكس صحيح. وأما اليوم، فيمكن إدخال اليمن كنموذج إلى العراق ولبنان، وكذلك سوريا، مع بعض الفوارق في طبيعة الصراع. وهكذا، ستبقى الكيانات الأربعة قيد الدوران وسط أعاصير الشرق الأوسط.

* نقلا عن الجمهورية اللبناني

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: فی الیمن

إقرأ أيضاً:

رسميا.. إيران تحسم موقفها من إرسال مسلحين إلى لبنان وغزة

أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين، أن طهران لن ترسل مسلحين إلى لبنان وغزة لمواجهة إسرائيل، بينما تنفذ إسرائيل ضربات على الجماعات التي تدعمها إيران في المنطقة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ناصر كنعاني، خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، إن "حكومتي لبنان وفلسطين لديهما القدرة والقوة اللازمتين لمواجهة " إسرائيل، مشيرا إلى عدم الحاجة "لنشر قوات إيرانية مساعِدة أو تطوعية"، وفق ما نقله موقع إذاعة أوروبا الحرة.

وأضاف المتحدث: "لم نتلقَّ أيضا أي طلبات، ونعلم أنهم لا يحتاجون إلى مساعدة من قواتنا".

واغتيل الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، الجمعة، في غارة إسرائيلية استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية، التي تعد معقلا للتنظيم الممول من طهران. وأدت الغارة ذاتها إلى مقتل نائب قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني، عباس نيلفوروشان.

وتعهد كنعاني بمعاقبة إسرائيل على ما وصفها بالجرائم التي ارتكبتها ضد الشعب الإيراني وقوى المقاومة والمواطنين والجنود الإيرانيين.

وزار الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، الاثنين، مكتب حزب الله في طهران لـ"التعزية" بأمينه العام، حسبما أفاد بيان نُشر على الموقع الإلكتروني للحكومة.

وأكد المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، علي خامنئي، أن اغتيال نصرالله "لن يذهب سدى"، وفق فرانس برس.

لكن يبدو أن طهران مترددة في الرد على إسرائيل بعد الضربات التي تعرض لها حليفها الأقرب في لبنان، التي جاءت بعد أسابيع من اغتيال إسماعيل هنية في طهران. ويقول محللون إن طهرات تتعامل بحذر بعد التطورات الأخيرة.

وحذرت الولايات المتحدة إيران من أنه إذا هاجمت إسرائيل بشكل مباشر خلال الأيام المقبلة، فإن الرد الإسرائيلي هذه المرة سيكون أكثر شدة واتساعا مما كان في شهر أبريل، وفق ما نقله "مراسل الحرة" في تل أبيب.

رد مختلف هذه المرة.. واشنطن نقلت رسالة تحذير إلى إيران حذرت الولايات المتحدة إيران من أنه إذا هاجمت إسرائيل بشكل مباشر في الأيام القادمة، فإن الرد الإسرائيلي هذه المرة سيكون أكثر شدة واتساعا مما كان في شهر أبريل، وفق مراسل الحرة في تل أبيب.

ويتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل يومي منذ شنت حماس هجومها غير المسبوق على مناطق إسرائيلية في السابع من أكتوبر الماضي، وردت إسرائيل بعملية عسكرية متواصلة على قطاع غزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، قبل نحو أسبوع، أنه مستمر بغاراته الجوية في لبنان وذلك في إطار عملية سماها "سهام الشمال".

ويعلن حزب الله عن إطلاق صواريخ باتجاه مواقع إسرائيلية، غالبا ما تعترض المنظومات الدفاعية معظمها.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن أكثر من ألف لبناني قتلوا وأصيب 6 آلاف خلال الأسبوعين الماضيين، دون أن تحدد عدد المدنيين بينهم. وقالت الحكومة إن مليون شخص، أي ما يعادل خُمس السكان، نزحوا من منازلهم.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الدفاع، يوآف غالانت، ألمح، الاثنين، إلى عملية برية محتملة ضد حزب الله في لبنان.

مقالات مشابهة

  • رسميا.. إيران تحسم موقفها من إرسال مسلحين إلى لبنان وغزة
  • هل اقتربت المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل؟
  • بعد انهيار حزب الله.. محلل سياسي يكشف عن اتفاقات دولية مع إيران ستنهي الحوثيين: وعلى حزب الإصلاح تجهيز ‘‘كبش فداء’’
  • إسرائيل تضرب قلب اليمن: هل تستهدف الحوثيين أم تدمر حياة المدنيين؟
  • هل توقف إسرائيل هجمات الحوثيين بعد تحويل اهتمامها إلى جبهة اليمن؟
  • الشكوك بتورط إيران في تسهيل اغتيال ”نصر الله ” تثيير مخاوف قيادة الحوثيين !
  • إعادة حسابات.. إيران تدرس خطواتها التالية بعد اغتيال حليفها حسن نصر الله
  • الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن.. ولا تعليق من الحوثيين
  • كيف تقرأ إيران اغتيال نصر الله وما السيناريوهات القادمة؟
  • لماذا تعتبر إيران الحرب ضد إسرائيل فخا؟