استئناف عمل مصفاة بيجي سيخفف ضغوط تركيا وإيران على العراق
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
الاقتصاد نيوز _ بغداد
أكد المركز العالمي للدراسات التنموية في لندن أن إعادة مصفاة بيجي النفطية للعمل سيكون له فوائد هامة للاقتصاد العراقي، مشيراً إلى أن العراق يخسر سنوياً ما لا يقل عن 5 مليارات دولار جراء استيراده للمشتقات النفطية رغم امتلاكه ثاني أكبر احتياطي للنفط في منظمة "أوبك".
وأورد تقرير للمركز، بإشراف مدير البحوث الاقتصادية، صادق الركابي، أن العراق يمتلك قدرات لتكرير 1116 مليون برميل يومياً، في حين أن إنتاجه الحالي لا يتجاوز الـ950 ألف برميل يومياً، مشيراً إلى أن عودة مصفاة بيجي للعمل من شأنها رفع قدرات العراق التكريرية إلى مستوى 1260 مليون برميل يومياً، ما يسد حاجة البلاد الاستهلاكية من المنتجات النفطية، ويغني بغداد عن استيرادها.
وينفق العراق سنوياً نحو 3.5 مليارات دولار لشراء البنزين والديزل، إذ يستهلك 32 مليون لتر بنزين يومياً، ما يشكل ضغطاً على موازنة البلاد التي تحتاج هذه الأموال في مشروعات ضخمة بمجال البنى التحتية، مثل طريق التنمية بكلفة 17 مليار دولار، وميناء الفاو الكبير بكلفة 4.6 مليارات دولار، بحسب التقرير، الذي حصل "العربي الجديد" على نسخة منه.
توقيت مناسب
وعن توقيت إعادة مصفاة بيجي للعمل، ذكر التقرير أنه جاء بالتزامن مع رفض تركيا لتصدير نفط كردستان عبر أنبوب كركوك-جيهان، البالغ نحو 450 ألف برميل يومياً، ما فسره مراقبون على أنه رد فعل على قرار محكمة باريس الدولية، القاضي بدفع أنقرة 1.5 مليار دولار تعويضاً لبغداد جراء تصدير تركيا نفط إقليم كردستان دون موافقة الحكومة العراقية.
لكن تركيا ترفض هذا الادعاء، وتلقي باللوم على "الظروف القاهرة" التي أدت لتضرر الأنبوب العراقي التركي عقب زلزال فبراير/ شباط هذا العام.
ويبرز التقرير أن القرار التركي تسبب بخسارة العراق أكثر من 5 مليارات دولار سنوياً، بالإضافة إلى تعليق عمل معظم شركات النفط الأجنبية العاملة في كردستان لعدم قدرتها على الإنتاج في ظل توقف الصادرات.
كما طلبت أنقرة من بغداد اعتبار حزب "العمال الكردستاني" منظمة إرهابية، ما اعتُبر "استخداماً للنفط كورقة ضغط سياسي"، بحسب التقرير، الذي أشار إلى أن تركيا أبدت امتعاضها من اتفاق مقايضة النفط العراقي بالغاز الإيراني لتوليد الكهرباء، لا سيما وأن قرابة 100 ألف برميل ستصدر يومياً من حقول كركوك بموجب هذا الاتفاق، ما يعني خسارة تركيا أجور نقل وتخزين وتحميل تلك الكميات، التي كان يفترض أن تصدر عبر موانئها.
الموقف التفاوضي
ووفق تقدير المركز العالمي للدراسات التنموية، فإن استمرار تركيا بتعليق صادرات نفط كردستان سيجعل من مصفاة بيجي الحل الأمثل، فالقدرة التكريرية للمصفاة، البالغة 310 ألف برميل يومياً، يمكن الاستفادة منها في الاستهلاك المحلي.
وتتسلم بغداد حالياً 85 ألف برميل يومياً من نفط إقليم كردستان ليتم تكريرها في المصافي العراقية مع خطط لزيادة الكميات إلى 150 ألف برميل يومياً، ويعزز ذلك من موقف العراق التفاوضي مع تركيا، التي تحاول فرض شروطها فيما يتعلق بخفض رسوم المرور أو التنازل عن تعويضات المحكمة الدولية.
كما تقلل زيادة قدرات العراق التكريرية اعتماد البلاد على المشتقات النفطية من إيران أيضاً، وتجنب العراقيين مزيداً من الضغوط الاقتصادية المتعلقة بارتفاع التضخم والأسعار الأساسية المرتبطة بالوقود والنقل، بحسب تقدير المركز العالمي للدراسات التنموية.
ويلفت الركابي، في هذا الصدد، إلى أن العراق يستورد الغاز الإيراني لتشغيل محطاته الكهربائية، ما يعرضه لخطر العقوبات الأميركية التي يتم استثناؤه منها سنوياً، لذا فإن استقلال العراق واكتفاءه من ناحية المشتقات النفطية سيكون مصدر ترحيب دولي، وسيضاف إلى خطوات العراق لتعزيز استقلاله في ملف الطاقة.
أما على صعيد التزامات العراق الدولية، فإن عودة مصفاة بيجي ستعزز من قدرة العراق على الالتزام باتفاق خفض الانتاج في تكتل "أوبك+"، حيث أعلن العراق عن خفض طوعي يصل الى 210 آلاف برميل يومياً، كما ستمكن العراق من تحويل الكميات المخفضة في الاستهلاك المحلي دون أن يتسبب بمزيد من الضغط على أسعار النفط العالمية جراء زيادة الإنتاج، بحسب الركابي.
يذكر أن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أعلن، في وقت سابق، عن استعادة معدات وأجهزة سرقت من مصفاة بيجي، خلال سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي عليه عام 2015، موضحاً أن أحد المواطنين أعاد نسبة كبيرة من معدات المصفاة التي تعتبر أساسية لإعادة العمل فيها، والتي يكلف طلبها من الخارج ملايين الدولارات، ويستغرق تصنيعها سنوات عديدة.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار ألف برمیل یومیا ملیارات دولار مصفاة بیجی إلى أن
إقرأ أيضاً:
تركيا تسرع محادثات اتفاقية التجارة التفضيلية مع الجزائر
تركيا الآن
أكد وزير التجارة التركي، عمر بولاط، يوم السبت، أن بلاده ستسرع من محادثات اتفاقية التجارة التفضيلية مع الجزائر، التي انطلقت العام الماضي.
جاء ذلك خلال كلمته في منتدى الأعمال والاستثمار التركي الجزائري الأول، الذي عُقد في إسطنبول، والذي يهدف إلى تعزيز الاستثمارات بين البلدين.
وقال بولاط: “ثمة فرص كثيرة للشركات، ورجال الأعمال في كلا البلدين، في قطاعات الاستثمار والمقاولات والتجارة والتمويل والخدمات والنقل”.
ووصف الوزير التركي الجزائر بأنها بوابة تركيا إلى القارة الإفريقية وفي الوقت نفسه أشار إلى أنّ تركيا بوابة للجزائر لمنطقة أوراسيا.
وأضاف: “علاقاتنا التاريخية المتجذرة والاجتماعية والثقافية وروابطنا الاقتصادية القوية والاعتقاد المشترك تربطنا ببعضنا البعض أكثر”
أشار الوزير بولاط إلى الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الجزائر في نوفمبر 2023، حيث تم توقيع عدد من الاتفاقيات. كما تطرق إلى الاتفاق الذي تم في عام 2021 لعقد اجتماعات مجلس استراتيجي رفيع المستوى بين البلدين.
وأثنى الوزير التركي على التقارب الكبير بين قادة وحكومتي البلدين، مؤكد أنهم يعملون من أجل تعزيز الاستثمارات والعلاقات التجارية والاقتصادية المتبادلة بين تركيا والجزائر.
وسلط الوزير بولاط الضوء على التقدم الذي حققته تركيا في رفع حجم التجارة في السنوات الماضية قائلاً: “يبلغ إجمالي التجارة الخارجية لتركيا حوالي 600 مليار دولار، حيث تبلغ الواردات 340 مليار دولار والصادرات 260 مليار دولار”
وبحسب الوزير، ارتفع حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في تركيا من 14 مليار دولار عام 2002 إلى 269 مليار دولار حاليا.
وأشار إلى أنّ الجزائر هي الدولة الأولى بإفريقيا بالنسبة لحجم الاستثمارات التركية.