واشنطن تضاعف جهودها لردع الاتجار غير المشروع بالآثار اليمنية
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
يمن مونيتور/قسم الأخبار
تتخذ واشنطن إجراءات صارمة ضد الاتجار غير المشروع بالآثار المسروقة والمنهوبة من اليمن، الذي مزقته الحرب منذُ تسع سنوات.
ووقع مساعد وزير الخارجية للشؤون التعليمية والثقافية لي ساترفيلد، الأربعاء، اتفاقا مبدئيا مع سفير اليمن لدى الولايات المتحدة محمد الحضرمي.
ووفقا لصحيقة ذا ناشونال: أنشأت الاتفاقية ملكية ثقافية تسمح لواشنطن بفرض قيود على استيراد القطع الأثرية والثقافية من اليمن.
وغالبًا ما يكون التراث الثقافي والمصنوعات اليدوية ضحية منسية للحرب، وقد تعرض التراث الغني لليمن للنهب والاستنفاد منذ بدء الصراع في عام 2014.
وقال الحضرمي: “لقد عاشت وازدهرت العديد من الحضارات القديمة في بلادنا”. “نحن فخورون جدًا بتراثنا لأنه يمثل هويتنا كيمنيين، لكنه هو أيضاً أحد ضحايا الحرب”.
وألقى باللوم على الحوثيين ، الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في عام 2014، مما أثار ما يقرب من عقد من العنف والصراع الإنساني، في خلق بيئة سمحت بتهريب الآثار النادرة والثمينة خارج البلاد.
وقال: “لقد سهّل الحوثيون على المتطرفين العنيفين والمنظمات الإرهابية التواطؤ والاتجار غير القانوني بآثارنا اليمنية الثمينة لتحقيق مكاسب مالية خاصة بهم”.
وستنطبق الاتفاقية الموقعة يوم الأربعاء على الأشياء ذات الأهمية الثقافية التي يزيد عمرها عن 250 عامًا، والأشياء والمواد التي أنشأتها المجموعات القبلية والتي تعكس التراث الثقافي للمجتمعات المحلية.
وقال تيم ليندركينغ، المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، إن ذلك “سيمكن زملائنا في وزارة الأمن الداخلي الأمريكية من تحديد المواد المصدرة بشكل غير قانوني وإعادتها في نهاية المطاف قبل دخولها إلى البلاد.
ويأتي الاتفاق في الوقت الذي وصلت فيه آفاق السلام، رغم أنها لا تزال بعيدة، إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات.
وقال ليندركينغ لصحيفة ذا ناشيونال : “إنها لحظة رائعة للقيام بشيء كهذا عندما يكون هناك تراجع في التصعيد يسود في اليمن، وهناك تحرك ناشئ نحو جهود السلام” .
“أعتقد أنها لحظة عظيمة أن أتجول في هذا الفضاء وأحاول تسليط الضوء على التراث الغني لليمن.”
المصدر: يمن مونيتور
إقرأ أيضاً:
واشنطن منقسمة حول اليمن.. بايدن يترك القضية لترامب
شمسان بوست / متابعات:
هناك تقييمان للسياسة الأميركية تجاه الحوثيين باليمن، في ظل الرئيس الحالي جو بايدن، وما تتركه هذه الإدارة للرئيس المقبل دونالد ترامب هو مشكلة تزداد تعقيداً.
فقد حاولت إدارة بايدن أن تعيد الحوثيين إلى طاولة التفاوض والتعاون، من خلال رفع اسمهم عن قائمة التنظيمات الإرهابية.
وانخرط الحوثيون في مفاوضات طويلة ومعقدة، لكن إدارة بايدن أصيبت بالإحباط، ونستطيع القول إنها غضبت من الحوثيين، أولاً لأنهم تابعوا عمليات التهريب من إيران وطوروا أسلحتهم، ثم بدأوا الهجمات على الملاحة الدولية.
ما تسبب بانعطافة كاملة لدى الأميركيين، فقرر بايدن أولاً مواجهة الهجمات ثم ضرب البنى التحتية الحوثية.
التقييم الأول
وفي السياق، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لـ”العربية/الحدث” إن “القوات الأميركية العاملة في ظل القيادة المركزية تشن هجمات في أي وقت ممكن، حسب الفرصة المتاحة”. وشدد على أن المهمة الأساسية هي الردع وتدمير القدرات لدى الحوثيين وحماية الملاحة في المياه الدولية.
كما أشار إلى العمليات العسكرية بالقول: “إننا نفعل كل ما هو ممكن وندمر قدراتهم كلما كان ذلك ممكناً”.
التقييم الثاني
فيما قال مسؤول آخر في الإدارة الاميركية لـ”العربية/الحدث”، وكانت لهجته مختلفة، إن “هذا النوع من العمليات يشترط إرسال قوات ضخمة، وهذا ما فعلناه، كما يتطلب الوقت ليفهم الحوثيون ما نحن بصدده وقد مرّ وقت، كما يتطلب الأمر إرادة من قبلنا يلمسها الحوثيون”.
وأضاف بشيء من السخرية أن “الحوثيين لا يرون أن لدينا هذه الإرادة، ولم يشعروا أننا تهديد وخطر حقيقي عليهم، وهم ربما يعتبرون أنهم تمكنوا من تخطي مصاعب سابقة، وأنهم سيتمكنون من تخطي ما يواجهونه الآن”.
يكشف هذا التقييم مرارة لدى بعض العاملين في الإدارة الحالية، فهناك الكثير من الموظفين والعاملين في الحكومة الأميركية الذين يكرهون أن تنخرط القوات الأميركية في مهمة ولا تحقق نجاحاً كاسحاً.
قدرات الحوثيين مجهولة
ولعل إحدى الإشكاليات التي واجهت الأميركيين هي “قدرات الحوثيين”، فعند بدء العمليات العسكرية لم يملك الأميركيون معلومات استخباراتية واضحة عن كميات الأسلحة، أي الصواريخ والمسيرات التي بحوزة الحوثيين، وهم يعرفون أن عمليات التهريب من إيران إلى مناطق سيطرة الحوثيين كانت كثيفة وما زالت مستمرة.
ونظر أحد المسؤولين الأميركيين إلى علبة على طاولته وفتحها أمامي وسألني عن عدد القطع الصغيرة في العلبة، وتابع بالقول: “إننا لا نعرف ما عدد القطع لديهم، وعندما تسمع تصريحات تقول إننا ندمر قدراتهم، هذا صحيح، لكن الأهم هو نسبة التدمير في قدراتهم، وهذا ما لا نعرفه!”.
فشل الحوثيين والأميركيين
ومع نهاية عهد بايدن في البيت الأبيض تشير تقديرات الأميركيين إلى بعض النتائج الإيجابية، ويعتبر المسؤولون الأميركيون أن القوات الأميركية مع بعض الدول المشاركة نجحت في حماية بعض السفن التي تعبر البحر الأحمر وخليج عدن، ويشدد هؤلاء المسؤولون لدى التحدث لـ”العربية/الحدث” على أن الهدف الاستراتيجي للحوثيين كان إقفال المضيق ومنع السفن من الإبحار، وهذا ما فشلوا في تحقيقه.
لكن التقديرات السلبية للمسؤولين الأميركيين عددها أكبر، فهم يعتبرون أن المهمة الحالية غير قابلة للاستمرار، وقال أحد المسؤولين لـ”العربية/الحدث”: “لا شركاء لدينا، ولا شركاء يقومون بما نقوم به” وشدد على أن المهمة تتطلب الكثير من العتاد الأميركي فيما يحتفظ الحوثيون بالكثير من العتاد.
معضلة اليمن
هنا يبدأ طرح الأسئلة الصعبة على الرئيس المقبل دونالد ترامب وإدارته، ويعتبر مسؤولو الإدارة الحالية الذين تحدثوا لـ”العربية/الحدث” أن عليه أولاً أن يحدد مهمة القوات الأميركية بوضوح، ولا يختلف المسؤولون الحاليون في تقديرهم للوضع عن الإدارة المقبلة، فالطرفان يعتبران أن اليمن يعاني من الفوضى، وأن التهريب البري والبحري مستمران.
أما الإحباط الآخر لدى الأميركيين فناجم من أن الحكومة الحالية في عدن ليست بنظر الأميركيين شريكاً كاملاً من الممكن الاعتماد عليه وتجارب التعاون العسكري السابقة بين الحكومتين لم تكن ناجحة.
وفيما يكشف بعض المسؤولين الأميركيين عن أن الحكومة اليمنية تريد أن تقوم الولايات المتحدة بحملة كاملة للقضاء على الحوثيين بما في ذلك نشر قوات برية، سيكون ترامب متردداً جداً في شن حرب وهو لا يريد أصلاً أية حروب.