اعتباراً من اليوم، يدخلُ مُخيّم عين الحلوة مرحلةً جديدة ميدانياً يحكمُها "توتر" مُرتقب قد يندلعُ في أيّ لحظة مُجدداً، وذلك بعدما باءت بالفشل كلُّ سبل الحلحلة على صعيد تسليم إرهابيي جماعة "جُند الشام" المطلوبين الثمانية بجريمة اغتيال القيادي في حركة "فتح" اللواء أبو أشرف العرموشي ورفاقه إلى الجهات الأمنيّة اللبنانية.

       ميدانياً، بات الوضع في المُخيم أقربَ إلى تجدُّد الإشتباكات، لاسيما بعدما تصاعدت حدّة الإستفزازات التي مارستها العناصر الإرهابيّة على أكثر من صعيد خلال الساعات القليلة الماضية، ما يكشف عن رسالةٍ واضحة مفادُها أنَّه لا هدوء ولا إستسلام، وبالتالي اندلاع معركة جديدة. هنا، تقولُ مصادر فلسطينية مُقرّبة من "فتح" لـ"لبنان24" إنَّ "المُهلة التي أعطيَت للحلول الدبلوماسية قد انتهت يوم الأحد، ويُمكن القول إننا ننتظر ساعة الصفر لإنهاء الحالات الإرهابيّة داخل المُخيم وتحديداً في منطقتي الطوارئ والتعمير"، وأضافت: "ما يقوم به الإرهابيّون من خطوات إستفزازيّة يؤكد أنهم لا يريدون الخير، وما يتبيَّن هو أنَّه لا تسليم للمطلوبين والأمور قد تذهبُ إلى معركة جديدة في أي لحظة، وعندها سيكون الحسمُ قائماً وبشكلٍ نهائيّ".   إنتشارٌ  و "رصدٌ إستخباراتيّ"
ووسط المناوشات التي تجري بين الحين والآخر، تكشفُ معلومات "لبنان24" أنّ العناصر الإرهابية التابعة لـ"جُند الشام" باتت تُحاول تكثيف إنتشارها على أكثر من نطاقٍ جغرافي داخل عين الحلوة، وتقولُ المصادر إنَّ هناك ترجيحات بإمكانية حصول عمليات اقتحامٍ جديدة عبر عناصر "إنغماسية" ضد نقاطٍ تابعة لحركة "فتح" في المُخيم، وهو سيناريو جرى التحذير منه كثيراً خلال الفترة الماضية. ولهذا، فإنَّ العناصر "الفتحاوية" باتت تُكثف إجراءاتها على أكثر من محور، في حين أنَّ كاميرات المراقبة التابعة للحركة ترصدُ بشكلٍ مُستمر كافة النقاط التي من المُمكن أن يستغلها الإرهابيون للتسلُّل باتجاه مناطق خارجة عن سيطرتهم.   مع هذا، تقولُ معلومات "لبنان24" إنَّ الحركة استطاعت، وعبر عمليات "إستخباراتيّة"، تحديد المكان الدقيق لتواجد "الرؤوس الكبيرة" في جماعة "جند الشام" و"الشباب المسلم" داخل منطقتي الطوارئ والتعمير، موضحةً أنَّ المسؤولين في هاتين الجماعتين الإرهابيتين، يتحصنون حالياً داخل مبانٍ مُحاطة بمنازل متلاصقة، ويمكن أن تشكّل موئلاً آمناً في حال حدوث أي معركة ضمن المنطقتين المذكورتين.   كذلك، تكشف مصادر "لبنان24" أنّ هناك توجيهات صدرت في أوساط جماعة "جُند الشام" أساسها تحطيم كافة كاميرات المراقبة الخاصة بـ"فتح" والتي يمكن الوصول إليها بسهولة، وذلك من أجل إحباط أي عملية رصد خصوصاً في مناطق التوتر والتي تعدُّ حساسة عسكرياً وميداياً.   ما يجري داخل المُخيم من "إستنفارٍ" عالي المُستوى تقاطع مع إعلان وكالة "الأونروا"، يوم أمس الأربعاء، نيتها إستحداث مدارس للطلاب الفلسطينيين خارج المُخيم، وذلك بعدما تحوّلت المدارس التابعة لها إلى ثكنات عسكرية يحتلها مُسلّحون تابعون لـ"جند الشام" بشكلٍ فاضح وعلني. وفعلياً، فإنَّ ما كشفته "الأونروا" كان "لبنان24" أشار إليه في تقريرٍ سابق قبل أيّام، في حين قرأت مصادر فلسطينية ما قالته الوكالة مؤخراً بأنّهُ جرس إنذار يشيرُ إلى أنَّ السّاحة باتت مفتوحة لكل سيناريوهات المواجهة، وأضافت: "في الأصل، فإنّ عمليات الترميم للمدارس لن تنتهي بين ليلة وضحاها، كما أنّ محتويات الصروح التعليميّة تعرضت للتحطيم من قبل الإرهابيين، خلال اليومين الماضيين، وهذا الأمر يحمل دلالة مفادها أنَّ الأمور غير مستقرة بتاتاً".   الجيش يتأهّب
وبالتزامن مع الإستعدادات الفلسطينية داخل المُخيم، علِمَ "لبنان24" أنَّ وحدات الجيش المُنتشرة عند مداخل المخيم، بادرت إلى تعزيز "الدُّشم" التابعة لها، فيما تبيّن أيضاً أنّ عناصر من الجيش استطلعت أكثر من مكانٍ في نطاق مداخل عين الحلوة خلال اليومين الماضيين. وإلى جانب "التضييق" الذي يفرضه الجيش على حركة بعض القيادات الإسلامية الموجودة داخل عين الحلوة من خلال منع دخولها أو خروجها من المنطقة، تقولُ مصادر فلسطينية لـ"لبنان24" إنَّ ما تقومُ به المؤسّسة العسكرية من "إستعدادات" يشيرُ إلى أنّ لحظة المواجهة باتت تقترب، مُرجحة إنخراط الجيش بها ولكن "وفق طريقته".     في الواقع، فإنَّ عمليات التدشيم التي يُجريها الجيش تعتبرُ ضرورية جداً ليس فقط لتفادي سقوط قذائف أو رصاص في حال اندلاع إشتباك، بل من أجل تعزيز الحماية للعسكريين الذين يتمركزون في نقاطٍ تعدّ قريبة جداً من موائل ومخابئ إرهابيي "جُند الشام" في منطقة الطوارئ والتعمير التحتاني. وعليه، تقول المصادر إنّ هناك مخاوف من أن تخرج العناصر المسلحة باتجاه النقاط العسكرية، الأمر الذي سيعني استهدافاً واضحاً للجيش قد يضطره للرد فوراً بضربةٍ كبيرة.   وفي حال حصول أيَّ معركة، فإنّ الجهات التي ستشترك بها ستضمّ "فتح" و "عصبة الأنصار" و "حركة حماس" و "الحركة الإسلامية المُجاهدة"، كما أنه من الممكن أن تنضمّ إليها جماعة "أنصار الله". هنا، وإن تحقق هذا السيناريو، عندها ستكون المعركة مفصليّة، ومن الممكن المُضي بـ"تطهير مخيم عين الحلوة" سريعاً من خلال عملية أمنية مُحكمة سيجري تنفيذها بالتنسيق بين الأطراف المذكورة والجيش.   وتوازياً مع هذه المعطيات، كشفت مصادر "لبنان24" أنَّ ضغوطاً حصلت من قبل عائلات ضحايا حادثة اغتيال العرموشي، إذ جرى توجيه رسالة إلى قيادة "فتح" تتضمن رفضاً لأيّ خطوة تتعلق بإزالة الدشم وفتح الطرقات ضمن المخيم وسط استمرار بقاء المسلحين الإرهابيين على حاله.   وبحسب المصادر، فإنَّ عائلات العناصر المغدورة، اعتبرت أنّ بقاء القتلة داخل محيطهم، سيكون خطيراً جداً على كل كوادر "فتح" والمخيم، ما يشيرُ إلى "إنذارٍ" تام بضرورة إجتثاث الإرهاب فوراً من المخيم كون الخطر سيكون كبيرا جداً.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: عین الحلوة داخل الم أکثر من ة داخل من الم

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي والبطالة.. هل اقتربت الروبوتات من السيطرة على سوق العمل؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يشهد العالم مع كل تطور جديد في تقنيات الذكاء الاصطناعي، تزداد المخاوف من تأثير الأتمتة على سوق العمل، ليس فقط في الدول المتقدمة، بل في دول مثل مصر التي بدأت بدورها في التحول الرقمي والاعتماد على التكنولوجيا في قطاعات مختلفة.

الذكاء الاصطناعي والبطالة

في السنوات الأخيرة، أصبح واضحًا أن بعض الوظائف التقليدية تواجه خطر الانقراض، خاصة تلك التي تعتمد على التكرار والروتين، مثل خدمة العملاء، إدخال البيانات، وحتى بعض المهام الصحفية والتحليلية. هذا ما أكد عليه تقرير "مستقبل الوظائف" الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي عام 2023، والذي أشار إلى احتمال فقدان نحو 85 مليون وظيفة حول العالم بسبب الأتمتة بحلول عام 2025، مقابل خلق 97 مليون وظيفة جديدة تتطلب مهارات مختلفة مثل تحليل البيانات والبرمجة والأمن السيبراني.

في السياق المصري، بدأت بعض البنوك والمؤسسات باستخدام أنظمة ذكاء اصطناعي في التعامل مع العملاء، كما أطلقت وزارة الاتصالات مبادرة "بُناة مصر الرقمية" لتأهيل الشباب لسوق العمل الجديد. رغم ذلك، لا تزال الفجوة قائمة بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق المتسارعة.

يرى خبراء أن الخطر الحقيقي لا يكمن في الذكاء الاصطناعي نفسه، بل في التباطؤ في مواكبة التطور. فالروبوتات لن تأخذ مكان الجميع، لكنها ستزيح من لا يملك المهارات المطلوبة.

وفي وقت يشهد فيه العالم سباقًا نحو الرقمنة، يبقى السؤال: هل نمتلك في مصر القدرة على التحول السريع، أم أننا سنظل نُلاحق التكنولوجيا بدلًا من أن نصنعها؟

مقالات مشابهة

  • الكل بدو المخترة
  • بالفيديو.. شاهد الدمار الذي أحدثه اللواء “طلال” على برج المليشيا بالخرطوم في الساعات الأولى من الحرب بقرار انفرادي وشجاع منه نجح في قلب الموازين وحسم المعركة لصالح الجيش
  • بالفيديو: دخول الجيش إلى أحد مواقع الحزب في يحمر الشقيف
  • دارفور التي سيحررها أبناء الشعب السوداني من الجيش والبراءون والدراعة ستكون (..)
  • بالأرقام .. أوكرانيا تكشف خسائر الجيش الروسي منذ بداية الحرب
  • البحرين.. صورة البناية التي سقطت من شرفتها امرأة تحاول النجاة من حريق والداخلية تكشف تفاصيل
  • أسهل طريقة لتحضير حمص الشام في البيت
  • أفضل الأعمال التي تقدمها لشخص عزيز توفى.. دينا أبو الخير تكشف عنها
  • إذاعة الجيش الإسرائيلي: مقتل قيادي بارز مرتبط بحماس والجماعة الإسلامية في الغارة التي استهدفت سيارة قرب الدامور جنوبي بيروت
  • الذكاء الاصطناعي والبطالة.. هل اقتربت الروبوتات من السيطرة على سوق العمل؟