حكاية تمثال يجذب السياح في متحف الغردقة.. صاحبته كانت مجهولة حتى عام 1981
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
رائعة الجمال، ذات ملامح مصرية خلابة، لم يكن معروفا من هي ولا اسمها ولا فترة وجودها، حتى عام 1981 حين اكتشف تمثال آخر لها من أجمل تماثيل مصر، فعرف العالم كله هوية الملكة البيضاء الساحرة.. إنها «ميريت آمون» التي جذبت السياح لمتحف الغردقة.
يوضح بشار أبو طالب نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر، في تصريحات لـ«الوطن»، أن عام 1896 تم اكتشاف التمثال النصفي لسيدة في الأقصر رائعة الجمال بيضاء اللون، ذات ملامح مصرية جميلة، لم يكن معروفا من هي ولا اسمها ولا فترة وجودها، ولكن من هيئتها والتاج المرصع بالثعابين وعلى جبتها الصل الملكي والذي يمثل وادجيت حامية الوجه البحري ونخبت حامية الوجه القبلي دل على أنها ملكة مصرية.
يوضح «أبو طالب» أنه في عام 1981 تم اكتشاف تمثال آخر لها من أجمل تماثيل مصر في مدينة أخميم في سوهاج بجوار تمثال الملك رمسيس الثاني، فعرف العالم كله هوية الملكة البيضاء الساحرة، وأنها «ميريت آمون» محبوبة آمون والابنة الرابعة للملك رمسيس الثاني من زوجته الملكة نفرتاري.
الملكة ميريت آمون تجذب السياحوأشارت نيرمين حافظ مدير العلاقات العامة بمتحف الغردقة في تصريحات لـ«الوطن» إلى أن تمثال ميريت آمون الملكة الجميلة البيضاء جذب العديد من السياح لرؤيتها في متحف الغردقة من المصريين والأجانب من جنسيات مختلفة.
ويضيف وليد علام مدير متحف الغردقة في تصريحات لـ«الوطن» أن ميريت آمون أصبحت الملكة بعد وفاة والدتها، ويثبت دون شك أن المصريين كانت بشرتهم بيضاء، وميريت آمون ابنة رمسيس الثاني العظيم أعظم من حكم أرض كيميت في الأسرة التاسعة عشر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: متحف الغردقة مدينة الغردقة محافظة البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
رسالة من قلب الخرطوم… حكاية الصامدين في زمن الحرب
قبل أيام، أرسلت رسالة لصديق قديم أعرف أنه ما زال في الخرطوم، لم يغادرها منذ اندلاع الحرب. كنت قلقًا عليه كأخ، وسألته عن حال الأمن، عن الماء والكهرباء، وعن “كيف الحياة ماشية؟”. جاءني رده مختصرًا، لكنه كان كفيلًا بأن يحرّكني من الداخل:
“الأمن ولله الحمد تمام شديد. الموية بنشتريها يوم بعد يوم. الكهرباء عندنا طاقة شمسية. ولو كللللللو مافي، بسط موش مافي جنجويد دي أكبر نعمة.”
توقفت طويلًا عند هذه الكلمات. لم تكن مجرد رد سريع على سؤال عابر، بل كانت شهادة حيّة من قلب الخرطوم. شهادة إنسان يعيش التفاصيل، ويختبر الصبر كل يوم، لكنه ما زال واقفًا.
“الأمن تمام شديد” — هكذا ببساطة. لكن خلف هذه الكلمات عالم كامل من المعاناة والانتصار. الخرطوم، التي يحسبها البعض قد أصبحت أطلالًا، ما زالت فيها أحياء تنام وتصحو، تُقيم الصلوات، وتوزع الابتسامات. في وقتٍ سادت فيه الشائعات واشتدت فيه الحملات النفسية، تأتي هذه العبارة كضوء في نفق مظلم، تؤكد أن هناك مناطق آمنة، وأن الحياة، على قسوتها، ما زالت آمنة وممكنة.
“المويه بنشتريها يوم بعد يوم” — يقوله دون تذمر. لا شكاية ولا تململ. فقط وصف واقعي. لكنها أيضًا تعني أن الناس هناك ما زالوا قادرين على تنظيم يومهم، والتعامل مع النقص بإصرار. أما “الكهرباء عندنا طاقة شمسية”، فهي دليل على أن العقل السوداني لا يستسلم، بل يبحث عن البدائل، ويصنع من الشدة فرصة. الطاقة الشمسية هنا ليست رفاهية، بل أداة للبقاء، ووسيلة لحفظ كرامة العيش.
ثم تأتي الجملة التي اختزلت كل شيء، كل الحرب، كل المعاناة، كل السياسة: “ولو كللللللو مافي، بسط موش مافي جنجويد دي أكبر نعمة.” كأن صديقي يقول لي: قد نفقد كل شيء… الماء، الكهرباء، الراحة… لكن طالما لا نسمع وقع أقدام الجنجويد في حينا، فنحن بخير. هذه ليست مجرد جملة، إنها ميزان يقيس الناس به حياتهم اليوم. لا يبحثون عن الكمال، بل عن الحد الأدنى من الأمان. وهذه، بحد ذاتها، درس في بسالة الإنسان السوداني.
تظل مثل هذه الرسائل البسيطة، الصادقة، هي البوصلة. هي التي تخبرنا أن الناس بخير… ليس لأن حياتهم مريحة، بل لأنهم لم يفقدوا شجاعتهم ولا إحساسهم بما هو “أهم”. وهل هناك أصدق من إنسان يقول: “ما دام مافي جنجويد… فدي أكبر نعمة”؟ نعم، ما زالت الخرطوم بخير، لأن فيها من يشبه صديقي هذا. وهل هناك أصدق من شهادة من لم يترك أرضه؟
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٢٩ أبريل ٢٠٢٥م