هل من مات مبطونًا له ثواب الشهادة في الآخرة
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
المبطون هو صاحب داء البطن، وقد اختلف أهل العلم في تحديد أي داء هو الذي يكون الميت به شهيدا، ولعل أرجح الأقوال -التي نقلها الإمام النووي رحمه الله- هو كل داء يصيب الجوف ويؤدي إلى الموت، بغض النظر عن اسمه وصفته.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ، وَالْمَبْطُونُ، وَالْغَرِيقُ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)
رواه البخاري.
فيرجى لمن مات بداء البطن أن يكتب الله سبحانه وتعالى له أجر الشهادة، ولكن ليس من أجر الشهادة العفو عن حقوق العباد، فهذه لا تسقط إلا بعفو أصحابها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهيد المعركة: (يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلَّا الدَّيْنَ) رواه مسلم فمن باب أولى ألا يغفر الدَّيْن لمن مات بداء البطن.
وكتابة أجر الشهادة للمبطون لا يعني أنه يستوي هو والشهيد في ساحة المعركة، فالشهادة تتفاضل في الدرجات.
يقول الإمام النووي رحمه الله: "واعلم أن الشهيد ثلاثة أقسام:
أحدها: المقتول في حرب بسبب من أسباب القتال، فهذا له حكم الشهداء في ثواب الآخرة وفي أحكام الدنيا، وهو أنه لا يغسَّل ولا يصلَّى عليه.
والثاني: شهيد في الثواب دون أحكام الدنيا، وهو المبطون, والمطعون, وصاحب الهدم, ومن قتل دون ماله, وغيرهم ممن جاءت الأحاديث الصحيحة بتسميته شهيداً: فهذا يغسَّل ويصلَّى عليه وله في الآخرة ثواب الشهداء, ولا يلزم أن يكون مثل ثواب الأول.
والثالث: من غل في الغنيمة وشبهه ممن وردت الآثار بنفي تسميته شهيداً إذا قتل في حرب الكفار، فهذا له حكم الشهداء في الدنيا فلا يغسل, ولا يصلَّى عليه, وليس له ثوابهم الكامل في الآخرة"
ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله: "الذي يظهر أن المذكورين -في الشهداء خمسة وغيرهم- ليسوا في المرتبة سواء، ويدل عليه ما روى أحمد وابن حبان في صحيحه من حديث جابر، والدارمي وأحمد والطحاوي من حديث عبد الله بن جحش، وابن ماجه من حديث عمرو بن عتبة: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده وأهريق دمه. وروى الحسن بن علي الحلواني في (كتاب المعرفة) له بإسناد حسن من حديث ابن أبي طالب قال: كل موتة يموت بها المسلم فهو شهيد، غير أن الشهادة تتفاضل" .
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
فعالية خطابية وافتتاح معرض صور الشهداء بمدينة ذمار
الثورة نت | أمين النهمي
نظمت السلطة المحلية وشعبة التعبئة العامة وفرع هيئة رعاية أُسر الشُهداء في مديرية مدينة ذمار بمحافظة ذمار، اليوم، فعالية خطابية إحياءً للذكرى السنوية للشهيد 1446هـ.
وفي الفعالية، أشار مسؤول التعبئة العامة بالمحافظة أحمد حسين الضوراني، إلى أن ما تشهده المحافظة من حراك رسمي وشعبي للاحتفاء بذكرى الشهيد، يعبر عن الوفاء للشهداء ومكانتهم في نفوس المجتمع.
ولفت إلى أهمية هذه الذكرى في استلهام الدروس من مواقف وتضحيات الشهداء، وإحياء قيم الجهاد والشهادة، والسير على خطى الشهداء في مواجهة الظالمين والمستكبرين ونصرة المستضعفين.
وبين، أن موقف اليمن الإيماني المشرف في نصرة غزة ولبنان يجسد الثقافة القرآنية والهوية الإيمانية للشعب اليمني، ودوره الكبير في مواجهة طواغيت العصر.
ولفت إلى أهمية مواصلة هذا المسار من خلال الإلتحاق بدورات طوفان الأقصى، والخروج في المسيرات الأسبوعية، والوفاء للشهداء ولتضحياتهم العظيمة.
فيما أكد مدير عام مديرية ذمار محمد السيقل، أن إحياء هذه الذكرى يجسد مدى تقدير أبناء اليمن لتضحيات الشهداء الذين رسخوا شموخ هذا الوطن بدمائهم الزكية، وحققوا النصر والتمكين بعزيمتهم في التصدي لكل المؤامرات ومواجهة العدوان بكل أشكاله.
وأشار إلى أن الشهادة وسام شرف لا يمنحه الله سبحانه وتعالى إلا لخاصة أوليائه، لافتا إلى الاعتزاز بالشهداء، و تجذر ثقافة الشهادة بين أوساط المجتمع الذي أفشل كل مساع الأعداء والطغاة لإخضاعه.
وشدد على واجب تفقد أوضاع أسر الشهداء وتلمس احتياجاتهم باستمرار وتقديم الرعاية الكاملة لهم وفاء لتضحيات ذويهم.
بدوره، أوضح يحيى الموشكي في كلمة عن أسر الشهداء، أن الذكرى السنوية للشهيد محطة ملهمة للعطاء والتضحية والصدق والإخلاص والوفاء. وأكد، أن الشهداء انطلقوا من واقع مسئولية ومظلومية، وكان من ثمار تضحياتهم موقف القوة والعزة والكرامة للشعب اليمني، وفي نصرة أشقائه في فلسطين ولبنان.
ولفت إلى أهمية ترسيخ ثقافة الشهادة لإحياء الأمة والخروج بها من حالة الضعف والهوان إلى واقع القوة والنصر والتمكين. تخللت الفعالية قصيدة شعرية وفقرات انشادية معبرة عن المناسبة .
عقب ذلك تم افتتاح معرض الشهداء بحضور عدد من مدراء المكاتب التنفيذية بالمحافظة وقيادات محلية وتنفيذية وتعبوية وأمنية، واطلع الزائرون على محتويات المعرض الذي تضمن صور فوتوغرافية لشهداء المديرية ومجسمات للشهداء القادة.