بريطانيا وأمريكا تدينان انقلاب الغابون
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
أدانت بريطانيا والولايات المتحدة الانقلاب في الغابون، على الرغم من أن البلدين أشارا إلى المخاوف المتعلقة بانعدام الشفافية المحيطة بالانتخابات.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان: "تدين المملكة المتحدة استيلاء الجيش غير الدستوري على السلطة في الغابون وتدعو إلى استعادة الحكومة الدستورية".
وأضافت "نقر بالمخاوف التي أثيرت بشأن العملية الانتخابية الأخيرة، بما في ذلك القيود المفروضة على حرية الإعلام، ونحث جميع الأطراف والمواطنين على الالتزام بالإجراءات القانونية والدستورية واتباعها لحل أي نزاعات انتخابية".
#BREAKING Britain condemns "unconstitutional" military coup in Gabon while acknowledging concerns over the recent election pic.twitter.com/YliN2Ink0d
— AFP News Agency (@AFP) August 31, 2023ورددت وزارة الخارجية الأمريكية هذه التعليقات. وقال المتحدث باسم الوزارة الأمريكية ماثيو ميلر في بيان: "ما زلنا نعارض بشدة الاستيلاء العسكري أو النقل غير الدستوري للسلطة. نحث المسؤولين على إطلاق سراح وضمان سلامة أعضاء الحكومة وعائلاتهم والحفاظ على الحكم المدني".
وتابع "بالإضافة إلى ذلك، ندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس واحترام حقوق الإنسان ومعالجة مخاوفها سلمياً من خلال الحوار بعد إعلان نتائج الانتخابات. كما نرصد بقلق انعدام الشفافية والتقارير عن المخالفات المحيطة بالانتخابات".
The United States is deeply concerned about events in Gabon. We call on those responsible to deescalate the situation, prevent harm to those detained since the election, and preserve the constitutional order. https://t.co/jWkbADs62H
— Matthew Miller (@StateDeptSpox) August 31, 2023وكان عسكريون في جيش الغابون أعلنوا صباح الأربعاء عبر شاشات التلفزيون إلغاء نتائج الانتخابات الأخيرة وحل مؤسسات الدولة.
وقال أحد العسكريين على شاشة تلفزيون غابون 24 "لقد قررنا الدفاع عن السلام من خلال إنهاء النظام الحالي".
وأضاف أن ذلك يرجع إلى "نظام الحكم غير المسؤول الذي أسفر عن تدهور مستمر للتماسك الاجتماعي مما يخاطر بوقوع البلاد في الفوضى".
شاهد.. رئيس #الغابون المحتجز يتحدث إلى الشعب بعد الانقلاب https://t.co/l6S4OMqvvH
— 24.ae (@20fourMedia) August 30, 2023المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الغابون الخارجية الأمريكية الخارجية البريطانية
إقرأ أيضاً:
اليمن وأمريكا إلى المواجهة المنتظرة.. عرض أمريكي لصنعاء يتضمن إزاحة كل خصومها في الداخل والاعتراف والدعم الدولي مقابل التوقف عن إسناد غزة
الإعلام الإسرائيلي: الحوثيون أقفلوا الباب أمام الحلول السياسية ويتجهون للتصعيد رسالة من محمد الحوثي للسعودية.. تحذير استباقي أم معلومات؟ خبراء: لا يمكن لإسرائيل تحمل كلفة البقاء تحت رحمة الصواريخ اليمنية والاستعداد اليمني جعل منه معضلة كبيرةتقرير/ إبراهيم الوادعي
يوما فآخر تضيق نوافذ الحل السياسي بما يمنع تصعيدا في مضيق باب المندب سيلقي بتداعياته على العالم وليس على المنطقة فحسب.
صنعاء – وفقا لما سربته وسائل إعلام بينها إسرائيلية – رفضت مقترحات سياسية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لا تتضمن وقفا للعدوان على غزة ورفعا للحصار عنها كأساس لأي تسوية قد توقف صواريخها عن دك وسط الكيان الإسرائيلي ومركز ثقل المشروع الصهيوني في المنطقة.
ووفقا للإعلام الإسرائيلي من بين بنود المقترح الأمريكي إخراج حكومة العليمي وخصوم صنعاء في الداخل من أي تسوية سياسية مقبلة ونقلهم خارج البلاد والاعتراف بأنصار الله سلطة شرعية بعد أكثر من أحد عشر عاما منذ تفجر ثورة الـ21 من سبتمبر 2014م.
وأضاف إعلام العدو ” الحوثيون” اختاروا التصعيد ضد أمريكا وإسرائيل، وذلك يمثل معضلة أمام الولايات المتحدة وإسرائيل التي لا تريد الدخول في حرب استنزاف مع اليمن، الذي سرق بالفعل وهج انتصاراتها ووضع 5 ملايين مستوطن تحت ضغط نفسي لا يحتمل كل ليلة في انتظار الصواريخ اليمنية التي تطلق إلى وسط الكيان وفقا لسياسة التنقيط المرهقة لـ5 ملايين مستوطن في المنطقة الوسطى من ” الكيان”.
للتغلب على معضلة البعد سعت قيادة العدو إلى تكثيف جمع المعلومات عن القدرات اليمنية، والى إلقاء حمل المواجهة مع اليمن على كاهل الولايات المتحدة، والأخيرة عمليا تقود إسرائيل عسكريا وتحدد خطواتها منذ السابع من أكتوبر 2023م ، فبعد ساعات فقط على اجتياح المقاومين الفلسطينيين لمستوطنات غلاف غزة والسياج الشائك، ومع تواتر الأخبار عن انهيار فرقة غزة إحدى أقوى الفرق في جيش العدو الإسرائيلي، واهتزاز الكيان ، تولى الناتو قيادة الحرب على غزة ومحور المقاومة في لبنان والعراق واليمن وحشد الفرقاطات والمدمرات والأساطيل من كل دولة أوروبية بما في ذلك تركيا الناتو التي زودت الجيش الإسرائيلي في أشهر الحرب الأولى على غزة بقنابل صناعة تركية، كما زودته لاحقا بوسائل القتال اللوجستية، وحين فرض اليمن الحصار أوكلت إليها مهمة تعويض النقص في الخضار والفاكهة في السوق الإسرائيلية بشكل أساسي.
ردود صنعاء كانت إثباتا لجهة أن سبل وقف التصعيد يرتبط حصراً بوقف العدوان على غزة ودون ذلك لا جدوى من المراسلات والمبادرات السياسية وإضاعة الوقت، وذلك له أثره في إبقاء المحور نشطا ووحدة الساحات قائمة وآثره الكبير في إدراك المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني أنه لم يترك وحيدا.
في آفاق المواجهة تواجه الولايات المتحدة وحلف الناتو والمشروع الصهيوني معضلة حقيقية أمام الميدان اليمني مقارنة بميادين أخرى.
حيث يعترف العدو والصديق بأن صنعاء بأكثر من ميادين الإسناد الأخرى أعدت عدتها جيدا للمواجهة مع الأمريكي والإسرائيلي، وتحسبت منذ اليوم الأول لدخولها حرب الإسناد لفلسطين ليوم تتعرض فيه لعدوان غربي إسرائيلي كبير .
• وتظهر المؤشرات أن صنعاء تحضرت جيدا لمواجهة التصعيد مع إسرائيل والغرب، ووضعت الخطط اللازمة لذلك وتتحسب لكل ما قد يقدم عليه العدو.
• البعد الإسلامي القرآني حاضر بقوة في خلفيات الموقف اليمني تجاه فلسطين ومواجهة الأمريكان، وذلك يمنح المقاتلين ضمن قوام الجيش أو المتطوعين شعبيا أو المواطنين معنويات عالية جدا ستمكن البلاد من تخطي أي خضة قد يعتمد عليها الأمريكي ويؤسس لبناء الانتصار ويقوي من موقف المقاتلين.
• شجاعة القيادة اليمنية، حين ذهبت إلى استهداف حاملات الطائرات الأمريكية وهي التي لم يجرأ أي كيان على مواجهتها أو المس بها، وشن حرب استباقية لم تتعرض لها الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية وشن اليابان هجوما على قاعدة بيرل هاربر في المحيط الهادي.
وميدانيا عملت صنعاء على عدة مسارات أهمها ما يلي:
• كثفت من تطوير ترسانتها العسكرية الاستراتيجية كالصواريخ والطيران المسير عجزت أمامها وسائط الدفاع الجوي بما فيها ثاد الأمريكي
• رفعت عديد المتطوعين وكتائب الإسناد الشعبي إلى نحو مليون متطوع جرى تدريبهم وتحديث خبراتهم في القتال واستخدام الأسلحة، يضاف هؤلاء إلى ألوية الجيش الذي أعيد بناؤه بما يواكب المرحلة.
• حافظت على حالة الاستنفار الشعبي عبر الخطابات الأسبوعية والمسيرات التي لم تتوقف منذ اللحظة الأولى لطوفان الأقصى، وبالتالي شعبيا اليمن في حالة جهوزية وتعبئة كاملة عسكريا وشعبيا، ولديه إيمان كامل بالقضية الفلسطينية والتضحية من أجلها.
• اهتراء المعسكر الأمريكي:
على الضفة الأخرى اتسم واقع المحور الأمريكي رأس الحربة في مواجهة اليمن، إقليميا السعودية والإمارات، ومرتزقة الداخل، بالاهتراء والتردد انطلاقا من تجربة الحرب ومآلها منذ 2015م:
• ترددت السعودية والإمارات منذ طوفان الأقصى في فتح معركة جديدة ضد صنعاء خوفا على منشآت الطاقة وذهاب خططها الاقتصادية.
• اتسم واقع المرتزقة بعد تسع سنوات من الفشل بالاهتراء والتناحر الداخلي، وطلب هؤلاء غطاء جويا أمريكيا لكي ينطلقوا إلى القتال، وهو ما يبدو حتى اللحظة أن واشنطن حائرة في كيفية توفيره مع إخراج حاملات الطائرات الأمريكية من المعادلة ضمن المدى القريب، والحد من دورها، بداية من الحاملة آيزنهاور، مرورا بالحاملة إبراهام لينكولن التي فرت إلى قبالة الهند قبل أن تعود إلى الهادي ، وانتهاء بالحاملة يو اس اس ترومان والتي حاولت لمرتين قيادة هجوم واسع على اليمن، إلا أنه جرى إفشالها من قبل القوات المسلحة اليمنية التي هاجمت الحاملة ترومان وأجبرتها على الانسحاب – وفق ما تبين المواقع الملاحية – إلى اقصى شمال البحر الأحمر بعد تعرضها لأكثر من هجوم هدد سلامتها.
• سكرة دمشق
كما يبدو أيضا انه وأمام فشل خيارات استخدام الحاملات كغطاء جوي نشط عادت الولايات المتحدة لتضغط على حلفائها الإقليميين السعودية والإمارات وربما نرى دولا أخرى محيطة باليمن تشكل نقطة انطلاق للعمليات الجوية ضمن الهجوم الأمريكي.
ما نشره عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي على صفحته بأن دول العدوان اختارت التصعيد، قد يؤشر على ذلك، تحت نشوة إنجاز الناتو بالسيطرة على دمشق، وإطلاق وعود لهم بأن الجولة الجديدة ستكون حاسمة وقصيرة وبمشاركة أمريكية مباشرة إلى جانبهم إقليميا وفي الداخل اليمني.
وقال الحوثي: “دول العدوان ذاهبة للتصعيد، بقراءة خاطئة، معتمدة على ذبابها ونشوة ذهابها إلى دمشق، لذلك نقول، من منطلق التوكل على الله وليس للحرب النفسية ولكن من واقع جرّبه العدو أثناء عدوانه، كان شعبنا بقواته، أقل مما هو عليه الآن، بفضل الله، من الخِبرة والاستعداد والإعداد لمواجهة أي تصعيد يهدف لإشغاله عن القضية الفلسطينية الأولى، نقول للسعودية: كان خفض التصعيد فرصة سانحة لإعادة القراءة لتقديراتكم الخاطئة التي ورطتكم سابقا، حيث تصورتم أن اليمن سيسقط في غضون أسبوعين كما صرّحتم في حينه، واليوم، أي قراءة خاطئة ستُمنى بالفشل وستكون الغلبة للشعب اليمني، وأي محاولة أخرى للمزيد من المؤامرات ضد بلدنا فإن خيارات شعبنا وقواته الباسلة وقبائله الأعزاء ومواطنيه الأحرار مفتوحة وستكون الأهداف وسقفها فوق المتوقع في كل الميادين بإذن الله”.
ومع أنظمة منبطحة ومرتهنة كهذه، لا تستبعد القيادة اليمنية انخراطهم في العدوان وفتح قواعدهم للطيران الأمريكي الإسرائيلي، ناهيك عن مشاركتهم ماليا وربما عسكريا، إن لم تكن رسالة محمد علي الحوثي أتت من خلفية معلومات استخباراتية، وليس تحذيرية.
فبالرغم من العداء المستحكم بين القاعدة وأنظمة الخليج رأينا مسؤوليها يدقون أبواب الجماعات التكفيرية في دمشق ويلتقون مسؤولي القاعدة في موقع انتصارها بدمشق، ويستقبلون مسؤوليها ممن لا يخفون عداءهم للسعودية والإمارات.
وتشير المعلومات إلى أن عدن تحولت إلى ورشة عمل كبيرة للتحالف الأمريكي لشن الهجوم على صنعاء وفتح البحر الأحمر بالقوة أمام الملاحة الإسرائيلية والأمريكية، ويبدو أن العروض الأمريكية سياسيا لصنعاء محاولة أخيرة لتجنب خوض مواجهة تعلم أن خسائرها باهظة انطلاقا من إقرارها باختلاف واقع الميدان اليمني عن السوري، حيث وقع نظام الأسد في شرك الخداع السعودي الأمريكي لصالح إسرائيل، فيما تمكنت صنعاء من تجاوز شراك الحصار الاقتصادي بعكس نظام الأسد الذي بقي أسير العقوبات الأمريكية والحصار الغربي .
الوقت لا يعمل لصالح المحور الأمريكي، حيث تكثف صنعاء من ضرباتها وتعتمد سياسة التنقيط بالصواريخ، ما يبقي الكيان تحت ضغط الحرب، وهذا وضع لا يمكن لأي دولة تحمله وتحمل كلفة الاستنفار على صعيد منظومة الإنذار المبكر والفوري والتعرض للصواريخ في أي وقت، فكيف بوضع كيان مصطنع كإسرائيل؟
ما سيمنع اندلاع حرب جديدة على تخوم الممر الملاحي الأهم للتجارة العالمية هو ذهاب المحور الأمريكي بضغط ربما من عقلاء العالم إلى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ورفع الحصار عنها، ودون ذلك فالمواجهة في باب المندب واقعة لا محالة ..وأقرب من أي وقت مضى، ونتائجها ستكون حتما فاتحة انهيار الإمبراطورية الأمريكية انطلاقا من تاريخ اليمن في قبر الإمبراطوريات، وحاضرا ارتكاز اليمن إلى الإسلام والإعداد الجيد وتناغم القيادة والشعب في خوض معركة مباشرة مع الأمريكي انتظرها شعبنا منذ عشر سنوات بدل إضاعة الوقت مع الأدوات المحلية والإقليمية ..