لحقت الغابون أمس بكل من النيجر وبوركينا فاسو ومالي وغينيا، كي تصبح خامس دولة إفريقية في قبضة العسكر خلال السنتين الماضيتين.
انقلاب الغابون، التي كانت مستعمرة فرنسية نالت استقلالها عام 1960، بعد استعمارها لخمسين عاماً، تقع في غرب وسط إفريقيا، حكمها منذ استقلالها ثلاثة رؤساء فقط، هم: ليون مبا الذي اتهم بتطبيق نظام دكتاتوري «سعى لضمان المصالح الفرنسية»، وبعد وفاته عام 1967 تولى السلطة الرئيس عمر بونغو حتى وفاته عام 2009، ثم نجله الرئيس الحالي علي بونغو الذي تولى السلطة لفترتين، وحاول التجديد لفترة رئاسية ثالثة من خلال الانتخابات التي جرت يوم السبت الماضي في مواجهة المرشح المعارض، وزير التعليم السابق ألبرت أوندو أوسا.
هذه الانتخابات كانت بمثابة «القشة التي قصمت ظهر البعير» كما يقال، إذ جرت من دون وجود مراقبين محليين أو دوليين، وتم قطع خدمات الإنترنت، وفرض حظر التجول ليلاً في جميع أنحاء البلاد، ما ألقى ظلالاً من الشك حول شفافيتها، الأمر الذي دعا المعارضة إلى الحديث عن«مخالفات وتزوير».
وفور إعلان النتائج صبيحة أمس بفوز الرئيس بونغو بفترة رئاسية ثالثة وحصوله على 64.27 % من الأصوات، مقابل حصول المرشح المعارض أوسا على 30.77 %، خرجت مجموعة من كبار الضباط لتعلن عبر التلفزيون الاستيلاء على السلطة، و"إنهاء النظام القائم وإلغاء نتيجة الانتخابات لأنها تفتقد المصداقية وأن نتائجها باطلة"، و"تم إغلاق حدود البلاد حتى إشعار آخر وحلّ مؤسسات الدولة".
يأتي هذا الانقلاب الجديد في ظل صراع دولي على القارة، وفي ظل تحولات تشهدها في الخروج من قبضة الدول الغربية واحتكاراتها، باتجاه التنويع في علاقاتها السياسية والاقتصادية، والتوجّه شرقاً نحو الصين وروسيا.ذلك أن الإرث الاستعماري لا يزال يرخي بثقله على الشعوب الإفريقية، التي ترى أن الدول الغربية التي خرجت من البلاد، كانت تنتج طبقات حاكمة لا تلبي طموحات شعوبها، بل تحمي مصالحها، وتأييدها للانقلابات العسكرية الأخيرة يأتي من منطلق التخلص من بقايا هذا الإرث.
وكما في النيجر، فإن فرنسا هي الخاسر الأكبر من انقلاب الغابون، وهي خسارة جيوسياسية واستراتيجية؛ فالرئيس السابق عمر بونغو كان يقول «للغابونيين وطن هو الغابون، وصديق هو فرنسا». ولطالما كانت هناك فكرة سائدة في الغابون مفادها استحالة أن تصير رئيساً من دون موافقة فرنسا التي لها شبكة واسعة من العلاقات السياسية والاقتصادية، حيث تتمتع الغابون بثروة نفطية هائلة تقدر ب 454 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، وتمتلك نحو 26 مليار متر مكعب من احتياطيات الغاز الطبيعي، ما جعلها ضمن أكبر 5 منتجين للنفط في جنوب الصحراء، إضافة إلى المنغنيز الذي تسيطر على معظمه شركة «إراميت» الفرنسية.
الانقلاب ترك الدول الأوروبية في "حيص بيص"، فمسؤول السياسة الخارجية الأوروبية جوزيف بوريل قال "إن ما يحدث في إفريقيا مشكلة كبيرة لأوروبا"، في حين قالت رئيسة الحكومة الفرنسية إليزابيت بورن «إن باريس تتابع الوضع في الغابون عن كثب».
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني انقلاب الغابون
إقرأ أيضاً:
موعد مباراة المغرب والغابون والقنوات الناقلة
يواجه منتخب المغرب نظيره الغابون، اليوم الجمعة، في خامس جولات منافسات المجموعة الثانية للتصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2025.
موعد المباراة:23:00 بتوقيت أبوظبي.
beIN Sports HD 2، تعليق جواد بدة.
Arryadia TNT HD.
beIN Sports Fr 5 HD max.
beIN Sports Connect.
ويعود منتخب المغرب للعب إلى الأجواء الأفريقية خارج بلاده للمرة الأولى منذ 30 يناير (كانون الثاني) الماضي، عندما خسر أمام جنوب أفريقيا 0-2 في دور الـ16 من كأس أمم أفريقيا 2024، التي أقيمت في كوت ديفوار.
وتعد مواجهة الغابون تجربة جديدة بالنسبة لبعض اللاعبين الملتحقين حديثاً بالمنتخب، مثل إبراهيم دياز ورضا بلحيان للتعرف على الطقس الصعب الذي يقام فيه المباريات.
على أتم الاستعداد لمباراة الغد
Prepared and motivated for tomorrow ????????#DimaMaghrib ???????? pic.twitter.com/VaBO1ZErEu
ويتطلع وليد الركراكي لتحقيق العلامة الكاملة بالفوز الخامس توالياً، كما أعلن عن ذلك في المؤتمر الصحافي الذي عقده الثلاثاء، لما تشكله الانتصارات المتتالية من أهمية بالنسبة للمنتخب الذي يدافع عن سمعته بعد إنجاز مونديال قطر قبل عامين.
وقال الركراكي: "سنذهب إلى الغابون من أجل الفوز لكي نحافظ على سلسلة الانتصارات المتتالية، رغم أننا نعلم أن المهمة لن تكون سهلة، فهي إذن مباراة بصعوبات جديدة في ظروف مغايرة".
ورغم فوز "أسود الأطلس" على "الفهود" في مباراة الجولة الأولى من التصفيات 4-1، إلا أن مهمتهم لتجديد الفوز لن تكون سهلة بالنظر إلى حاجة المضيفين إلى الانتصار من أجل ضمان التأهل لحضور النهائيات، بفضل فارق النقاط الأربع الذي يفصله عن منتخب أفريقيا الوسطى.
ويتصدر المنتخب المغربي المجموعة الثانية برصيد 12 نقطة، متقدما على الغابون في المركز الثاني بسبع نقاط، ثم جمهورية أفريقيا الوسطى بثلاث نقاط، وفي المركز الأخير ليسوتو بنقطة وحيدة.