موقع 24:
2024-11-07@17:34:50 GMT

المسافة بين عوار الصحوة و"باربي"!

تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT

المسافة بين عوار الصحوة و'باربي'!

كنا نقطع المسافات إلى خارج السعودية لنعيش متعة السينما حتى أمطرتنا الرؤية بخيرها العميم

من أسوأ مترتبات زمن الصحوة الكالح، أنه زرع في روع المجتمع حالة من الارتياب والتردد والخوف حيال خطوات التقدم والتطور ومواكبة العالم، وصنع من مفردة "البدعة" ومستنسخاتها، من زواجر الكلمات ومعنّفات الأوصاف والخرافات فزّاعات تمنع أي خروج عن "الصندوق" العقلي، الذي استطاعت في غفلة أن تجعله السائد وسط مجتمعنا، وتحتفظ بمفاتيحه، فكانت المحصلة مجتمعاً يرتاب حيال أي مباح، ويتردد أمام كل جديد.


متأخر الخطوة عن طرح المبادرة التي تُحسّن من سبل حياته بشكل يوافق ثقافة الفرح، ويجافي ثقافة الموت والفناء.
ولعل السينما كانت هدفاً لفتاواهم المضحكة، فلا يجوز لمسلم أن يبني سينما، ولا يدير أعمالها له أو لغيره، وقر في عقولهم المريضة أن السينما تدعو للمجون وفساد الأخلاق "وأنها كلها مفاسد وضلال".
وتتابعت فتاواهم لتصل إلى تحريم أجرة العمل بدار السينما، والمال الذي يؤخذ مقابلها يكون حراماً، وحجتهم أنها من الأعمال المحرمة اعتماداً على باب سد الذرائع، كنا نرتاد الأحوشة وأسطح العمائر، نتخفى لمشاهدة فيلم يراه غيرنا معروضاً في قاعة مريحة، يقتلنا الخوف ويذبحنا الذُل، نسدل الستائر ونحكم إغلاق المنافذ ونضع الحراس ونوصيهم باليقظة والحذر.
وأراد الله عز وجل الخير لهذا الوطن ومن عليه، فكانت رؤية ولي العهد الأمين "محمّد الخير"، تلك الرؤية الجريئة والطموحة والمتفائلة، والمنسجمة مع روح العالم، والمدركة لإمكانات المملكة، وقدرتها على تفجير طاقاتها، وتسخير مواردها في اتجاه يخص تعمير الحياة ورفاهية الإنسان، بما يعكس مكانة المملكة الحقيقية، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، كللتها وثيقة برنامج جودة الحياة التي تجعل من وطني أفضل وجهة للعيش.
فبعد التحريم والتجريم والتفسيق لكل من نادى بإنشاء دور للسينما للتعرف على ثقافة العالم ومشاهدة آخر أفلامه وتجسيد أحداثه واستعادة تاريخه كغيرنا من البشر.
كنا نقطع المسافات إلى خارج الوطن فرادى وعائلات لنعيش لحظات من متعة السينما ومشاهدة الأفلام، حتى أمطرتنا الرؤية بخيرها العميم، فأصبحت السينما واقعاً ملموساً وحقيقة قائمة على أرض الواقع، شُيدت قاعات فخمة مريحة بلغت في عددها 66 صالة، تحوي 63 ألف مقعد موزعة على 20 مدينة سعودية، ترتادها العوائل لمشاهدة آخر الإبداعات في عالم الأفلام بكل تقدير واحترام.
وتعدى الأمر إلى أن أصبحت المملكة قبلة لعرض آخر مستجدات السينما على مستوى العالم، فشاهدنا العديد من دول الجوار تشد رحالها قاصدة أرض المملكة لمشاهدة فيلم (باربي)، بعد أن تم منع عرضه في أوطانهم.
وهنا لا بد لنا من وقفة تأمل، فبعد أن كنا نسافر إليهم لمشاهدة (فيلم ما)، غيرت الرؤية المفاهيم وصححت ما كان خطأ جسيماً ارتكبته الصحوة بمفهومها السقيم.
وإيماناً بأهمية صناعة السينما وأثرها في دعم رؤية المملكة تم ابتكار استثمارات نوعية ومتميزة تصب في خدمة الوطن والمواطن، وتسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني، ودفع مسيرة الاقتصاد السعودي، وإيجاد المزيد من الفرص الوظيفية للشباب.
طُرحت الكثير من المبادرات دعماً لهذا القطاع الحيوي الهام وتسخيرها لصالح مشاريعه الفكرية والثقافية والرؤيوية،
فقد أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا التعاون مع معهد "كريتيف ميديا سكيلز"، لاستضافة مخيّم إبداعي يشرف عليه نخبة من محترفي وخبراء صناعة السينما، وذلك بهدف تدريب الجيل الجديد من المواهب السينمائية السعودية، وتزويدها بالخبرات اللازمة للإسهام في تطوير صناعة السينما في المملكة.
كما أطلقت هيئة الأفلام السعودية مبادرة فيلماثون، لدعم الحراك السينمائي وتعزيز نمو صناعة الأفلام وتحفيز إنتاج تقنيات مبتكرة وتطويرها.
وتستقبل الرياض منتدى الأفلام السعودي، وهو حدث سينمائي الأول من نوعه يجمع أكبر صانعي الأفلام والمنتجين والمخرجين والمستثمرين ووسائل الإعلام العالمية.
ويستثمر الصندوق الثقافي السعودي في قطاع الأفلام 300 مليون ريال، ويطلق شراكة عالمية وتدشين مرحلة جديدة من الاستثمار في صناعة الأفلام.
كما أقر الصندوق برنامج الإقراض لتمويل قطاع الأفلام لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في هذا المجال، ويعلن مهرجان تورونتو السينمائي الدولي مشاركة 3 أفلام سعودية، في سابقة هي الأولى من نوعها، إضافة إلى الكثير من المبادرات والإنجازات على مستوى الداخل والخارج، بعد أن قال صاحب الرؤية كلمته، وأزال ما ران من الإجحاف والنظر الضيق لرؤية بعض العقول في المشروعات الترفيهية، أنها خروج على الثوابت، ومجافاة للخصوصية، ودعا حفظه الله إلى التفكير خارج "الصندوق القديم"، الذي صدئت مفاصله وبان عوار صنعته، مدركاً لروح العصر، ومتفهماً لماهية المواكبة، والساعي نحو إحداث تغيير جذري في المفاهيم بكنس أوضار الفترة الصحوية البالية إلى غير رجعة، وهو جهد يستوجب الشكر والتقدير والامتنان لصاحب الرؤية ومبدعها، الذي جعل للحياة معنى مؤسساً لجيل يتعايش مع الحياة بتوازن نفسي وانفتاح عقلي ومرونة ترعى الثوابت، ولا تجعل منها حجراً في الطريق، وتضع المملكة في المكانة التي تستحقها بين دول العالم المتقدم، فوق ما هي عليه من سمو المكانة ورفعة الشأن.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني فيلم باربي

إقرأ أيضاً:

صناع "مين يصدق": متحمسون لمشاهدة الفيلم مع الجمهور ونقاد القاهرة السينمائي

أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن عرض فيلم "مين يصدق" كعرض أول عالمي بل ويتنافس في مسابقة آفاق السينما العربية مع 12 فيلم من مختلف أنحاء الوطن العربي ضمن فعاليات الدورة الـ 45 التي تنطلق في الفترة من 13 إلى 22 نوفمبرالجاري، ومن جانبها، أعربت المخرجة زينة عبد الباقي عن سعادتها وفخرها بمشاركة أولى أفلامها الروائية الطويلة ضمن فعاليات الدورة الـ 45 لمهرجان القاهرة السينمائي، أحد أهم وأعرق المهرجانات الدولية، التي أعتادت حضور فعالياته ومشاهدة أفلامه على مدار سنوات طويلة.

 


وأكدت عبد الباقي أن مشاركتها بالمهرجان هذا العام تعني لها الكثير فهو بمثابة "لوحة شرف" يجاور فيها اسمها رموز فنية عريقة، وحلمًا تمنت تحقيقه خلال تصويرها لفيلم «مين يصدق»،  منوهة أنه بالرغم من تأجيل دورة المهرجان في العام الماضي بسبب أحداث غزة إلا أنها تمسكت بالتواجد به وعدم عرضه في أي مهرجان آخر.


بينما أعرب النجم شريف منير عن سعادته الكبيرة بمشاركة فيلم «مين يصدق» بمهرجان القاهرة السينمائي الذي يحرص على التواجد به كل عام، وقال عقب الإعلان رسميا عن مشاركة الفيلم ضمن فعاليات الدورة ال 45 للمهرجان: "أتمنى أن أقدم أنا وصديقي العزيز أشرف عبد الباقي من خلال هذا الفيلم جزء من الوفاء للسينما المصرية وللمهرجان، ونساهم بدورنا في تقديم شباب جدد يمثل الفيلم ميلادا لمشوارهم الفني".

 

مهرجان القاهرة السينمائي يكشف قائمة عروض منتصف الليل بدورته الـ 45 مهرجان القاهرة السينمائي يكشف قائمة الأفلام المشاركة بمسابقة آفاق السينما العربية بدورته الـ45


وعلى الجانب الآخر أشار الفنان الشاب يوسف عمر بطل الفيلم بأنه لا يستطيع وصف مشاعره بمشاركة فيلمه "مين يصدق" في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي، مؤكدا سعادته بمشاركة تجربته الأولى في البطولة المطلقة مهرجان بهذا الحجم، مشيرا على فخره واعتزازه الكبير بهذا الحدث الذي لا يستطيع استيعابه حتى هذه اللحظة لكونها لحظة عظيمة وهامة وفارقة في حياته الفنية أيضًا، بحسب وصفه.


وتصف جيدا منصور بطلة الفيلم بأنه شرف كبير لها، مشاركة أول بطولة لها بمهرجان القاهرة  خاصة مع التاريخ الحافل والعريق للمهرجان الذي يلفت حوله أنظار العالم. وأعربت عن مدي حماسها لعرض الفيلم بالمهرجان للاستماع لآراء الجمهور والنقاد وذلك بعد الجهد الكبير الذي بذله فريق العمل لتقديم فيلم سينمائي مشرف.


فيلم «مين يصدق» فكرة زينة عبدالباقي ومصطفي عسكر وحامد الشراب وسيناريو وحوار زينة عبدالباقي ومصطفي خالد بهجت، وبطولة الفنان شريف منير، نادين، يوسف عمر، جايدا منصور،  ويشهد الفيلم ظهور مميز للنجم الكبير أشرف عبد الباقي،  من إخراج زينة عبد الباقي.


تدور أحداث الفيلم حول "نادين" التي تعيش تأزما مع والديها نتيجة لعدم اهتمامهم بها، تتعرف على شاب محتال يُدعى "باسم"، يقدم لها نوعًا من الحب والاهتمام الذي تفتقده، تطور العلاقة بينهما ليخوضا الاثنان رحلة في عمليات النصب التي تورطهما في العديد من المشاكل، مما يضع قصة حبهما وأمورًا أخرى على المحك.

مقالات مشابهة

  • السينما الفلسطينية حاضرة.. تفاصيل الدورة 35 لـ أيام قرطاج السينمائية
  • الحكومة تتفاعل سريعاً مع خطاب المسيرة لتنزيل الرؤية الملكية حول هيكلة مؤسسات مغاربة العالم
  • عوار يضيّع مواجهة الاتحاد والعروبة
  • عوار يضيع مواجهة الإتحاد و العروبة
  • سلمى وأرزة.. نظرة على الأفلام المتنافسة بمسابقة آفاق السينما العربية في مهرجان القاهرة السينمائي
  • كلوديا حنا في ندوة الأفلام القصيرة بمهرجان Vs Film: تفتح الأبواب للموهوبين
  • صناع "مين يصدق": متحمسون لمشاهدة الفيلم مع الجمهور ونقاد القاهرة السينمائي
  • صناعة الشيوخ: كلمة السيسي وضعت العالم أمام مسئولياته لإنقاذ البشرية من مخاطر البيئة
  • افتتاح استوديوهات الحصن في الرياض.. نقلة ضخمة لصناعة السينما والتلفزيون العربية (التفاصيل الكاملة)
  • موسم الرياض يكشف عن استوديوهات الحصن.. تجهيزات متطورة ونجوم العالم العربي في الحدث الأكبر (هنا التفاصيل)