السومرية نيوز – علم وعالم

حدد فريق من علماء الآثار والكيميائيين وعلماء البيئة من مؤسسات عديدة، باستخدام تكنولوجيا جديدة، سبباً جديداً لوفاة بعض ضحايا ثوران بركان جبل فيزوف الشهير في مدينة بومبي. وخلص الفريق الذي كان يدرس بقايا ستة أفراد من مدينة بومبي، إلى أن هؤلاء الضحايا تعرضوا للاختناق خلال الانفجار البركاني الذي دمر المدينة منذ ما يقارب الألفي عام.



واستخدم فريق البحث الأوروبي مطياف الأشعة السينية الفلورية المحمول باليد لتحديد التركيب الأولي لعظام ضحايا بومبي، بالإضافة إلى قوالب الجص التي تحتوي على بقايا الهياكل العظمية للضحايا.

ووفقا لنتائج الدراسة التي نشرت في مجلة PLOS ONE، فإن بعض ضحايا الثوران البركاني في بومبي ماتوا على الأرجح بسبب الاختناق بعد استنشاق الغازات البركانية السامة، وليس بسبب الجفاف أو الحرارة.

يذكر أنه في عام 79 بعد الميلاد، ثار بركان جبل فيزوف الشهير، وغطى مدينة بومبي القريبة التي تعود إلى العصر الروماني بالرماد والخفاف وغيرها من الحطام، ما أسفر عن مقتل الآلاف من الأشخاص الذين كانوا يعيشون هناك.

وعلى مدى سنوات عديدة، تم التنقيب في المدينة، والكشف عن بقاياها. وقد لوحظ أن العديد منهم ماتوا موتا هادئًا. وفي هذه الدراسة الجديدة، يشير الباحثون إلى أن مثل هذه المظاهر خادعة، فهم يعتقدون أن الذين لم يقتلوا بسبب سقوط الحطام أو إصابات الحروق من المحتمل أن يكونوا قد ماتوا بسبب الاختناق.

وقد تم دفن العديد من سكان بومبي بالمواد البركانية التي تساقطت عليهم. وبمرور الوقت، ومع تحلل الجثث في الرماد الذي يتصلب بسرعة، تشكل فراغ في الشكل الأصلي للجثة.

وفي القرن التاسع عشر، توصل العديد من علماء الآثار إلى فكرة ملء الفراغات بالجص وبعد أن يتصلب، تتم إزالة الرماد، ما ترك أشكال الجبس على شكل الضحايا.

وأظهر الاختبار غير المدمر السابق لمثل هذه القوالب أن عظام الشخص الميت كانت مخبأة بداخلها.

وأشارت الأبحاث السابقة أيضا إلى أن التفاعلات بين العظام والجص أدت على الأرجح إلى التلوث، ما يجعل من الصعب التوصل إلى أي استنتاجات من خلال دراستها.

وفي هذا الجهد الجديد، استخدم فريق البحث أسلوبا جديدا، وهو أجهزة محمولة لفلورة الأشعة السينية، كل منها صغير بما يكفي لحملها إلى الأماكن التي توضع فيها القوالب الجصية واختبارها.

ومن خلال مقارنة صور الأشعة السينية مع بقايا أشخاص متوفين آخرين من أجزاء مختلفة من المدينة، تمكن الفريق من استنتاج أن العظام الموجودة داخل القوالب تعود لأشخاص ماتوا اختناقا، وليس بسبب تعرضهم للضرب حتى الموت من قبل الصخور. كما استبعد الفريق الوفاة بسبب الحرارة أو مباشرة بالنار.

المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

عمره مئات السنين.. كيف أصبح هذا الحي القديم رمزا مهيبًا في الهند؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كان حي"تشاندني تشوك" ذات يوم من الأحياء التي يتحدث عنها الناس بدهشة في الهند.

ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الـ17 على يد الإمبراطور شاه جهان، وقد عكس ثروة الإمبراطورية المغولية العظيمة ذات يوم، وسرعان ما أصبح واحدا من أكثر المناطق المرغوبة في الهند، حيث أقام الأثرياء داخل منازل أنيقة.

واليوم، تتمتع هذه الزاوية من المدينة التاريخية المسورة، أي دلهي القديمة، بأجواء مختلفة، إذ تجذب الزوار إلى مشهد طعام الشارع النابض بالحياة. ولا تزال التذكيرات المعمارية تبرز بمجدها السابق، لكن منازل الأثرياء الفخمة لم تعد موجودة، نظرا لأن العديد منها تحوّل إلى فنادق أو منشأت تجارية أخرى، ورحل عنها سكانها منذ فترة طويلة، باستثناء شخص واحد، وهو أجاي بارشيد.

يجلس أجاي بارشيد في فناء منزله التقليدي الفخم الذي يضم 120 غرفةCredit: Aishwarya S. Iyer/CNN

ويجلس بارشيد، الذي يبلغ من العمر 80 عاماً، في فناء قصره الضخم الذي يضم 120 غرفة، وهو آخر من تبقى في "تشاندني تشوك"، متمسكاً بروعة عصر مضى.

وقال بارشيد، وهو من نسل تشونا مال، الذي كان تاجرا بنى المنزل في عام 1864، وفقاً للوحة ذهبية منقوشة داخل رواق المبنى إنه "القصر الوحيد الحيّ في شارع تشاندني تشوك التاريخي".

يأتي الناس من أميال بعيدة للصلاة في معبد "Shri Digambar Jain Lal" المكرس للديانة الجاينيةCredit: Aishwarya S. Iyer/CNN

وبعد مرور 160 عاماً، ورغم تمسك بارشيد بإرث أسلافه، إلا أن الكثير من بريق القرون السابقة قد اختفى، حيث أُغلقت غالبية غرف القصر، فيما تراكم الغبار على التحف الموجودة بداخلها.

ومن بين ورثة تشونا مال البالغ عددهم 32 فردا، لم يبق سوى بارشيد وعائلته المكونة من 10 أفراد، إذ أوضح أنه الوحيد الذي يرغب بالاحتفاظ بالمكان، قائلًا: "تخطط الأسرة لبيعه (القصر)، لكنني ضد ذلك. لقد كنت أحاول أن أجمعهم على الطاولة ذاتها". 

ويأمل بارشيد بعدم تحويل أحد القصور الخاصة القليلة في المنطقة إلى فندق.

وبالنسبة لرامين خان، وهو مؤسس شركة "City Tales" التي تنظّم جولات ورحلات تراثية في دلهي وخارجها، فإن أهمية هذا الشارع تمتد إلى ما هو أبعد من عروضه المادية.

وفي حديثه عن مجد الشارع، أشار خان إلى أنه كان هناك في السابق مسبح مثمن الشكل يعكس صورة القمر في مياهه ويتلألأ. ومن هنا جاء اسم "تشاندني تشوك"، أي "المعبر المضاء بالقمر".

سائقو عربات "الريكشا" يستريحون على طول أحد شوارع "تشاندني تشوك" في دلهي القديمة، بتاريخ 6 أغسطس/ آب 2023Credit: Pradeep Dambarage/Nurphoto/Getty Images

وخلال أيام إمبراطورية المغول، التي تأسست في القرن الـ16 وازدهرت لتسيطر على جزء كبير من شبه القارة الهندية قبل أن تتلاشى وتتفكك في عام 1857، اكتسب التراث الثقافي والمعماري في الهند العديد من الهياكل الأيقونية.

وفي دلهي، تشمل هذه الأماكن ضريح "هميون"، والمسجد الجامع، والقلعة القديمة. كما حصلت مدينة أغرا المجاورة على ضريح تاج محل، الذي يُعد واحدا من عجائب الدنيا السبع، ويجذب الآلاف من الزوار كل يوم.

ويُضاف إلى هذه المعالم شارع "تشاندني تشوك"، الذي بُني كجزء من العاصمة الجديدة للإمبراطور شاه جهان، التي تُعرف اليوم باسم دلهي القديمة.

وتعرضت أجزاء عديدة في هذا الشارع للتدمير عندما ثار السكان ضد الاحتلال البريطاني في عام 1857. وقام البريطانيون بإنهاء التمرّد، وبالتالي أنهوا حكم المغول في دلهي، وشكّلوا بداية الحكم البريطاني.

ومع ذلك، لم يتم المساس بالقصور مثل القصر الذي تملكه عائلة تشونا مال، حيث ذكر بارشيد: "كان تشونا مال مؤيدًا للبريطانيين. لقد استمتعنا بالكثير من الامتيازات بسبب ذلك"، لافتًا إلى أن جدّه عيّن كأول مفوض بلدي لدلهي القديمة.

واليوم، أصبح قصر بارشيد رمزًا لمجد القرن الـ17، حيث تتناقض الرحابة الكئيبة داخل القصر المترامي الأطراف بشكل صارخ مع شارع "تشاندني تشوك" الحديث بالخارج.

ويبدأ أقدم شارع في المنطقة، في قلب دلهي، عند مدخل القلعة الحمراء التي تعود إلى عصر المغول، حيث يُرفع علم يوم الاستقلال السنوي تحت إشراف رئيس وزراء الهند، ويمتد لمسافة 1400 ياردة إلى مسجد "فاتحبوري" الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن السابع عشر.

هذا الشارع الذي يعج بالتجّار وعربات "الركشا"، والمتسوقين الذين يأتون لشراء الملابس، والمجوهرات، أو تناول الطعام اللذيذ، يجذب الآلاف من السياح والزوار كل يوم.

في الشارع لا تتشابك عصور متعددة من التاريخ فحسب، بل تتعايش العديد من دور العبادة، منها معبد هندوسي، ومسجد، ومزار سيخي، وكنيسة معمدانية.

وقال خان: "هذا يدل على قدرة الهند للتعايش السلمي كدولة علمانية، رغم التحديات العديدة".

وأكدّت شيتال ساكسينا، البالغة من العمر 23 عامًا، وهي ربة منزل ومقيمة محلية، إن الشعور بالمودة لا يزال قائمًا بين المجتمعات المختلفة هنا، موضحة: "حقيقة أن هذا المكان يستوعب الجميع  تجعله رمزًا حقيقيًا في الهند".

الهندنشر الجمعة، 04 أكتوبر / تشرين الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • فيديو.. ظهور “رجل الكهف” في الهند وجدل حول عمره الحقيقي
  • الحكومة اللبنانية: استشهاد أكثر من 2000 شخص بسبب العدوان الإسرائيلي خلال عام
  • فريق السيدة العجوزيتعرض لضربة موجعة بسبب بريمر
  • فيديو.. ظهور "رجل الكهف" في الهند وجدل حول عمره الحقيقي
  • عمره مئات السنين.. كيف أصبح هذا الحي القديم رمزا مهيبًا في الهند؟
  • بعد انفصالها.. من هي “أم خالد” التي قلّدها المشاهير؟
  • هدي المفتي: تحمست لـ " مطعم الحبايب" بسبب فريق العمل.. وشخصية" وديدة" تشبهني في هذا الأمر | خاص
  • سر عمره 20 سنة سبب تخلص المتهمين من طالب الرحاب.. تفاصيل
  • خبير اقتصادي:(34) تريليون ديناراً خسائر العراق بسبب العطل التي تجاوزت (140) يوماً في السنة
  • بعد انفصالها.. من هي "أم خالد" التي قلّدها المشاهير؟