إيران لا توقف القتال: اليمن نموذجاً
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
منذ أن أنجز السعوديون والإيرانيون اتفاقهم التاريخي في بكين، ينكبّ المحللون على تتبع مسارات الأمن والسياسة في مناطق النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، من اليمن إلى لبنان، سعياً إلى الإجابة عن السؤال الآتي: أي استراتيجية ستعتمدها طهران في المرحلة المقبلة من الصراع؟ هل هي استراتيجية «صفر مشكلات» التي تعمل السعودية على تنفيذها؟
على رغم الوساطة العُمانية ومحاولات التواصل السياسي بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية، فوجئ المتابعون بتصعيد حوثي عسكري مبرمج.
وهذا التصعيد يستدعي طرح العديد من الأسئلة:
1- أي مسار ستسلكه الحرب في اليمن، بعد اتفاق بكين؟
اقرأ أيضاً صحيفة إماراتية تكشف عن ”خطة أممية جديدة” لإنهاء الحرب في اليمن وهذه تفاصيلها! شاهد ..نهاية مأساوية لسائق دراجة نارية بعد اصطدامه بـ ”سيارة بلدية” بأحد شوارع صنعاء بعد فصل احد الطالبات .. جامعة صنعاء تجبر الطلاب الاستماع لمحاضرات ”الحوثي” عن المثلية و الحرب الناعمة تفاصيل جديدة بشأن فصل طالبة بجامعة صنعاء بعد اتهامها من قبل زينبية حوثية بالترويج للمثلية الاكاديميون اليمنيون يواصلون التوقيع على وثيقة المطالبة بصرف مرتباتهم والرقم يتجاوز الـ 400 شاهد .. هيئة الزكاة في إب توقف مساعدات شخص مختل عقليا وسط مطالبات محلية بانصافه (صورة) فتاة تنهي حياتها في منزلها بمحافظة لحج بعد ان حرمها والدها من الدراسة ثلاثة أشقاء يقتلون والدهم بطريقة بشعة في مدينة العند بمحافظة لحج من دمشق.. وزير الخارجية الإيراني يعلن عن ”تطورات إيجابية” بموقف السعودية بشأن سوريا على طريقة تصفية علي عبدالله صالح.. جماعة الحوثي تهدد بقتل رئيس مؤتمر صنعاء ”الشيخ صادق أبو راس” المشاط يفتح النار على رئيس مؤتمر صنعاء لأول مرة المليشيا تعترف بحدوث ثورة شعبية ضدها وتحمل أمريكا وتتوعد بضرب سفن الغاز بميناء عدن2- ما مستقبل اليمن ككيان سياسي موحّد ومستقل؟
3- ما هي الاستراتيجية التي تعتمدها إيران في سعيها إلى بسط أوسع رقعة نفوذ لها في الشرق الأوسط والعالمين العربي والإسلامي، بدءاً باليمن؟
4- كيف ستتعاطى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وحلفاؤهما الخليجيات مع تصعيد الحوثيين في اليمن، باعتباره التحدّي الأكبر لأمن الخليج العربي؟
من الواضح أنّ حرب الثماني سنوات في اليمن كرّست وقائع بات صعباً التراجع عنها، وأبرزها «تعملق» الحوثيين عسكرياً وسيطرتهم على العاصمة صنعاء حيث مراكز الحكم، وعلى العديد من المرافق الاقتصادية البالغة الأهمية. كما أنّهم استطاعوا فرض أنفسهم شركاء قادرين على مخاطبة القوى الخليجية الأساسية من الند إلى الند.
ما يريده الحوثيون اليوم، من أي تسوية يجري ترتيبها، هو الاعتراف الخليجي والعربي والدولي بهم، باعتبارهم أصحاب القرار الأول في مستقبل اليمن. وفي الموازاة، هم يرفضون في أي شكل مجرد النقاش حول سلاحهم على أي طاولة حوار.
وفي اختصار، يريد الحوثيون أن يستوعبوا الدولة بدخولهم إليها فتصبح بكاملها تحت سيطرتهم. وحينذاك، يكون اليمن، الواقع في قلب الخليج العربي، واحداً من الدول العربية التي تدور في فلك طهران، أي العراق وسوريا ولبنان. وهذه الورقة الثمينة لا تبدو طهران مستعدة للتفريط بها، ولو عقدت اتفاق تطبيع للعلاقات مع السعودية.
ولذلك، عملياً، لم يوقف الحوثيون قتالهم حتى اليوم، لكنهم بدّلوا في التكتيك. وثمة اعتقاد بأنّهم سيولون اهتمامهم في المرحلة المقبلة للمناطق الأكثر أهمية عسكرياً واقتصادياً في اليمن، ولاسيما المرافئ وآبار النفط، سعياً إلى تحصين أنفسهم بمقدّرات مالية تحتاج إليها المناطق الواقعة تحت نفوذهم.
ويقول بعض المحللين إنّ إيران، وعلى رغم اتفاقها مع السعودية، تؤمّن التغطية اللازمة لحلفائها اليمنيين لكي يحافظوا على قوتهم ويرسّخوا نفوذهم في مستقبل اليمن والخليج. وهي لذلك لا تتدخّل طالبةً منهم التزام التهدئة. وعلى العكس، هي تريد لهم أن يستثمروا الفرصة السانحة لقضم ما أمكن من مكاسب قبل أي تسوية محتملة.
وثمة من يعتقد أنّ إيران ليست مهتمة فعلاً بإنجاز تسوية سياسية في اليمن حالياً، وأنّها تفضّل منح حلفائها اليمنيين متسعاً من الوقت لكي يحسّنوا مواقعهم التفاوضية إلى الحدّ الأقصى، فتأتي التسوية، إذا نضجت ظروفها، ترجمة لانتصارهم العسكري.
وفي تقدير البعض، أنّ إيران تمتلك الوقت الكافي لتحقيق هدفها، فيما السعودية مستعجلة إنهاء الملف اليمني بأقصى سرعة، وإطفاء الحريق المندلع في حديقتها الخلفية، لكي تتمكن من إطلاق مشروعها التنموي الطموح «رؤية 2030»، في مناخات الاستقرار العسكري والسياسي.
وعلى الأرجح، هذا السلوك الحوثي والإيراني لا يستفز الولايات المتحدة، ولا يدفعها إلى اتخاذ أي موقف رادع. وربما تجد واشنطن هي الأخرى فرصة للاستثمار في هذا الصراع. فالحلفاء الخليجيون، تحت تأثير القلق من ضربات الحوثيين وإيران، سيجدون أنفسهم دائماً مضطرين إلى طلب الدعم الأميركي، بهدف الحصول على الحماية السياسية، ودفع مليارات النفط ثمناً للأسلحة الأكثر تطوراً.
وسلوك إيران في اليمن يبدو جزءاً من استراتيجيتها في التعاطي مع الدول العربية الأربع التي تتمتع فيها طهران بالنفوذ، أي اليمن، العراق، سوريا ولبنان. ففي هذه الكيانات كلها يبدو مشهد واحد: تسويات سياسية متعثرة، مؤسسات منهارة، وحلفاء طهران مستنفرون لتكريس نفوذهم داخلها. ومن الواضح أنّها كلها تشهد أنواعاً من الهدنة العسكرية أو الأمنية، ولكن لا مجال لتسويات حقيقية وبناء دولة.
على مدى عقود، شاعت مقولة إنّ مصير لبنان شبيه بمصير العراق. فإذا كان أحد البلدين مستقراً، يكون الآخر كذلك، والعكس صحيح. وأما اليوم، فيمكن إدخال اليمن كنموذج إلى العراق ولبنان، وكذلك سوريا، مع بعض الفوارق في طبيعة الصراع. وهكذا، ستبقى الكيانات الأربعة قيد الدوران وسط أعاصير الشرق الأوسط.
*كاتب لبناني
*جريدة الجمهورية
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: فی الیمن
إقرأ أيضاً:
إيران تتعرض للزلزال 200 مرة خلال الأسبوع الماضي
الثورة نت/
كشف أحدث تقرير صادر عن معهد الجيوفيزياء بجامعة طهران، أن إيران تعرضت لـ200 هزة أرضية في الأسبوع الثاني من فبراير الجاري.
وأفادت وكالة مهر للأنباء، اليوم الإثنين، بأن إيران تُعد واحدة من الدول المعرضة للزلازل في العالم بسبب موقعها على حزام جبال الألب – الهيمالايا.. والسبب الرئيسي للزلازل في البلاد هو الضغط الذي تمارسه الصفيحة العربية على الهضبة الإيرانية، ويعتبر جزء كبير من البلاد من أكثر المناطق خطورة زلزالياً في العالم.
وذكر التقرير الذي نشره اليوم الاثنين معهد الجيوفيزياء بجامعة طهران أن شبكات الزلازل التابعة للمركز الوطني لرصد الزلازل سجلت ما مجموعه 200 زلزال بين 25 و31 يناير الماضي.
وخلال هذا الاسبوع، وقع 160 زلزالاً بقوة أقل من ثلاث درجات على مقياس ريختر، و33 زلزالاً بقوة تتراوح بين ثلاث وأربع درجات على مقياس الموجات الداخلية للأرض، وستة زلازل بقوة تتراوح بين أربع وخمس درجات على مقياس ريختر.. وزلزال واحد بقوة خمس إلى ست درجات على مقياس الموجات الداخلية للأرض.
وكانت منطقة قصر شيرين في محافظة كرمانشاه، الأسبوع الماضي، المنطقة الأكثر عرضة للزلازل في البلاد، حيث تم تسجيل 24 زلزالاً.. وتم تسجيل أكبر زلزال في قصر شيرين في الساعة 4:32 من صباح يوم 28 يناير، بقوة 5.1 درجة على مقياس الموجات الداخلية للأرض.
وتشير مراجعة الزلازل التي حدثت في الأسبوع الثاني من شهر يناير إلى أن محافظة كرمانشاه سجلت أعلى عدد من الزلازل بواقع 33 زلزالاً، وبوشهر بـ25 زلزالاً، وكرمان بـ12 زلزالاً.. ولم تسجل خلال هذه الفترة أي زلازل في محافظات أذربيجان الشرقية وأذربيجان الغربية وأردبيل والبرز وزنجان وجيلان وقزوين.
وذكر تقرير لمعهد الجيوفيزياء بجامعة طهران أن زلزالا واحدا فقط وقع في العاصمة خلال الأسبوع.. وبالإضافة إلى طهران، تم تسجيل زلزال أيضا في محافظتي قم وإيلام.. كما ذكر التقرير أن 11 زلزالا سجلت أيضا في المناطق الوسطى من البلاد.