الانضمام للتجمع الجديد ليس بديلاً للحلول الاقتصادية المنتظرة
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
مطلوب تيسير إجراءات الاستثمار والتصدير والاستيراد والقضاء على السوق السوداء للعملة
جاءت خطوة انضمام مصر لتجمع البريكس مع خمس دول جديدة هى السعودية وإيران وإثيوبيا والأرجنتين والإمارات لتثير تساؤلات عدة فى الشارع حول الآثار المتوقعة لهذا الانضمام وإذا كانت عضوية التجمع يُمكن أن تُخرج مصر من أزمتها الاقتصادية الحادة، والتى توصف بأنها الأسوأ.
وفى الحقيقة، فإن هناك جوانب إيجابية عديدة للانضمام للتجمع، ربما أبرزها تقليل الطلب على الدولار تحديدا كعملة صعبة واستبداله بعملات رقمية افتراضية تعترف بها الدول الكبرى مثل الصين وروسيا، وإتاحة فرص تمويل جديدة لمصر من خلال بنك التنمية، فضلا عن فتح أسواق دول كبرى عديدة أمام الصادرات المصرية من مختلف القطاعات.
لكن، كل هذا فى حقيقة الأمر لا ينبغى اعتباره حلا للأزمة الاقتصادية الراهنة، لأن التجمع الجديد هو طريق جديد يستلزم أدوات فعالة تركز على زيادة الإنتاج وزيادة التصدير وجذب الاستثمارات الجديدة. ومن هنا يقترن النجاح فى الاستفادة من هذا التجمع العالمى بتنفيذ إصلاحات اقتصادية شاملة مطروحة منذ شهور وتشمل تحسين مناخ الاستثمار ككل وعمل تيسيرات حقيقية وشاملة فى إجراءات الاستيراد والتصدير. فضلا عن القضاء على السوق السوداء للعملة الصعبة تماما من خلال سياسة مرنة لسعر الصرف، إلى جانب فتح آفاق جديدة للاستثمار الأجنبى فى مصر.
ويرى خبراء استثمار واقتصاديون أن مصر تباطأت فى تنفيذ الإصلاحات المفترضة ليس لعدم قناعة الدوائر السياسية بها، وإنما لعدم وجود سيولة دولارية كافية تسمح بتنفيذ سياسات مرنة لسعر الصرف، خاصة وأن كل ما يتم توفيره من عملة صعبة يُستخدم فى سداد أقساط وفوائد قروض بشكل دورى.
ويطرح هؤلاء فكرة بيع الأصول المملوكة للجهات العامة، كحل لتوفير سيولة دولارية كافية للدخول فى عملية الإصلاح المفترض. فضلا عن ذلك فإن عملية بيع الأصول لها جانب آخر إيجابى يتمثل فى عودة الثقة فى مناخ الاستثمار المصرى بعد خروج الجهات العامة من الأنشطة الاقتصادية، نظرا لتخوف المستثمرين من المنافسة غير العادلة لتلك الجهات لهم فى الأسواق.
ويعتقد البعض أن الانضمام للبريكس يفتح الباب للاستثمار الأجنبى خاصة الآسيوى للقدوم إلى مصر ونقل تكنولوجيات جديدة لها، غير أنه فى حاجة للشعور بالثقة وهو ما يستلزم تحييد الاستثمار الحكومى وتخارج المؤسسات السيادية من الأنشطة الاقتصادية.
كما أنه يتيح فرصا للتصدير عظيمة خاصة أن الأرقام الأحدث تشير إلى أن مصر تستورد من دول البريكس ما يقدر بنحو 26 مليار دولار، وتصدر بنحو 5 مليارات دولار، غير أنه يمكن مضاعفة الرقم إلى عشرة مليارات دولار لو تم تفعيل مجموعة الإصلاحات المقترحة من جانب اتحاد الصناعات ومنظمات الأعمال فى مجال التجارة مثل إجراء دراسات تحليلية مفصلة لكل قطاع من القطاعات التصديرية على حدة والتعرف على مشكلاته والتعامل معها بسرعة وحسم. إلى جانب تبسيط وتسريع الحصول على خطاب الرقابة الصناعية، والصور الضوئية لتصاريح الصادر، وسرعة إنهاء خطابات الضمان للسماح المؤقت، ووضع قواعد واضحة لرد أعباء الصادرات، وسرعة الإفراج الجمركى عن مستلزمات الإنتاج.
كذلك مطلوب تيسير إجراءات التخليص الجمركى لمستلزمات الإنتاج، وتحصيل المصدرين لمستحقاتهم سواء فى إطار نظام الدروباك، أو من خلال منظومة رد أعباء الصادرات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حلول الاقتصادية الاقتصادية تيسير اجراءات إجراءات الإستثمار التصدير والاستيراد التصدير السوق السوق السوداء تجمع البريكس السعودية وإيران اثيوبيا الامارات مصر الموانئ المصرية
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يستعرض عددا من التحديات التي تواجه بعض المستثمرين وسبل حلها
التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم؛ المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، حيث تم استعراض ومتابعة عدد من ملفات عمل الوزارة.
واستهل رئيس الوزراء الاجتماع، بالتأكيد على حرص مختلف أجهزة الدولة المعنية على المساهمة في تهيئة المناخ الجاذب للاستثمارات في مختلف القطاعات، مشيراً إلى استمرار الدولة في إتاحة المزيد من التيسيرات، تشجيعاً وجذباً للمستثمرين المحليين والأجانب لاستغلال الفرص الاستثمارية المتاحة بمصر في العديد من القطاعات الواعدة.
واستعرض الوزير ما يتم اتخاذه من خطوات وما يتم تطبيقه إجراءات، بهدف إتاحة المزيد من التيسيرات لقطاع المستثمرين في العديد من المجالات، لافتا إلى ما يتم اتخاذه من إجراءات تتعلق بخفض التكاليف، و الوقت الخاص بالإفراج الجمركي، منوها إلى ما تم إعداده من تعديلات تشريعية في قانون الجمارك، وأخري خاصة بالصادرات والواردات، بما يسهم في تحقيق مستهدف خفض التكلفة والوقت.
وصرح المستشار محمد الحمصانى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، بأن اللقاء تطرق لمتابعة مشروعات صندوق مصر السيادي، كما تم استعراض عدد من التحديات التي تواجه بعض المستثمرين، وما تم اتخاذه من جانب وزارة الاستثمار من إجراءات وخطوات لحل هذه المشكلات والتعامل مع هذه التحديات، بما يسهم في تهيئة بيئة مواتية للاستثمار، وجذب المزيد من المستثمرين.
ولفت المستشار محمد الحمصاني إلى أن اللقاء، تناول الإجراءات المتخذة في إطار الرؤية التي طرحتها وزارة الاستثمار، ووافق عليها مجلس الوزراء مؤخراً بشأن تنظيم سوق السيارات في مصر، والتي تستهدف العمل على تنشيط الاستثمار في السوق المحلية، منوها بأن وزير الاستثمار أشار إلى ما تم عقده من اجتماعات ولقاءات مع عدد من مسئولي التوكيلات العالمية في مصر، حيث أكد خلال هذه الاجتماعات على اهتمام الدولة بوضع رؤية تستهدف توافر سيارات بالسوق المحلية مطابقة للمواصفات، وتكون لها مراكز خدمة معتمدة توفر قطع الغيار، وذلك بما يضمن أن تكون هناك منافسة عادلة، وتحقيق لمزيد من التوازن في الأسعار.