تغيير عالمي وشيك.. الجيش الأمريكي يطلق العنان لآلاف الروبوتات العسكرية خلال العامين المقبلين
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
أعلنت كاثلين هيكس، نائب وزير الدفاع الأمريكي، في كلمة ألقتها يوم الاثنين الماضي أن الجيش الأمريكي يعتزم البدء في استخدام الآلاف من أنظمة الأسلحة ذاتية التحكم خلال العامين المقبلين في محاولة لمواجهة القوة المتنامية للصين.
وبحسب تقرير من The Conversation فإن الجيش الأمريكي يعمل على تطوير الآلاف من الروبوتات العسكرية ذاتية التحكم ضمن مبادرة تسمى "Replicator" تهدف إلى العمل مع شركات الدفاع وشركات التكنولوجيا الأخرى لإنتاج كميات كبيرة من الروبوتات العسكرية ذات الأسعار المعقولة لجميع فروع الجيش.
عصر الروبوتات العسكرية على الأبواب
وتحدثت هيكس في خطابها عن الحاجة الملحة لتغيير الطريقة التي تُخاض بها الحروب. وأعلنت أن مشروع Replicator الجديد سيفعل ذلك.
ويوضح إعلان الولايات المتحدة المعني بتطوير الآلاف من الروبوتات العسكرية ذاتية التحكم والتشغيل أن مستقبل الصراع قد تغير، وبدأ ظهور هذا التغير مع الحرب الروسية الأوكرانية الذي أثبتت بالدليل القاطع أن التكنولوجيا أصبحت جاهزة لأن تنتشر في ميدان المعركة.
وتم استخدام أنواع مطورة من المركبات الجوية الآلية، على نطاق واسع للعثور على المركبات المدرعة والمدفعية ومهاجمتها. كما تسببت الطائرات بدون طيار التابعة للبحرية الأوكرانية في إصابة الأسطول الروسي في البحر الأسود بالشلل، مما أجبر السفن الحربية المأهولة على البقاء في الميناء.
الروبوتات العسكرية على الأرض وفي البحر وفي الجو
ويمكن توجيه الروبوتات العسكرية ذاتية التحكم إلى نطاق يصل إلى عدة آلاف، وفي مجالات متعددة، خلال الـ 18 إلى 24 شهرًا القادمة، ويمكن لهذه الروبوتات تنفيذ مهام عسكرية معقدة دون تدخل بشري.
كما تتميز بأنها رخيصة بدرجة كافية بحيث يمكن تعريضها للخطر وفقدانها إذا كانت المهمة ذات أولوية عالية، حيث أن الروبوتات ليست مصممة للاستخدام مرة واحدة، ولكنها أيضا ستكون في المتناول إلى حد معقول بحيث يمكن شراء الكثير منها وتعويض الخسائر القتالية.
ويمكن أيضا لهذه الروبوتات بالعمل على الأرض وفي البحر وفي الجو وفي الفضاء. باختصار، الروبوتات في كل مكان للقيام بجميع أنواع المهام.
الروبوتات العسكرية أمل الولايات المتحدة في حروبها الكبرى
بالنسبة للجيش الأمريكي، تمثل روسيا "تهديدًا قويا" لكن الصين تمثل "تحدي السرعة" الذي يمكن من خلاله قياس قدراتها العسكرية.
ويُنظر إلى جيش التحرير الشعبي الصيني على أنه يتمتع بميزة كبيرة من حيث "الكتلة": فهو يمتلك المزيد من الأشخاص، والمزيد من الدبابات، والسفن، والصواريخ، وربما تمتلك الولايات المتحدة معدات أفضل جودة، لكن الصين تفوز بالكمية.
ومن خلال البناء السريع للآلاف من "الروبوتات العسكرية ذاتية التحكم "، سيوفر برنامج Replicator للولايات المتحدة الأرقام التي تعتبر ضرورية للفوز في الحروب الكبرى في المستقبل.
وتعد الحرب المستقبلية الأكثر إثارة للقلق هي معركة محتملة أو افتراضية من أجل تايوان، والتي يفترض البعض أنها قد تبدأ قريباً. أشارت المناورات الأخيرة إلى أن أسرابًا كبيرة من الروبوتات يمكن أن تكون العنصر الحاسم للولايات المتحدة في هزيمة أي غزو صيني كبير.
تقول هيكس: " إنه يجب علينا أن نضمن أن القيادة الصينية تستيقظ كل يوم، وتأخذ في الاعتبار مخاطر العدوان، وتخلص إلى أن "اليوم ليس هو اليوم المناسب للحرب" - وليس اليوم فقط، ولكن كل يوم، من الآن إلى عام 2027، ومن الآن إلى عام 2035، ومن الآن إلى عام 2049. ، وما بعدها".
الروبوتات العسكرية ومعضلة قوانين النزاع المسلح
وتعد أحد المخاوف الكبيرة بشأن الروبوتات العسكرية ذاتية التحكم هو ما إذا كان استخدامها يتوافق مع قوانين النزاع المسلح.
ويقول المتفائلون إن الروبوتات يمكن برمجتها بعناية لاتباع القواعد، وفي خضم القتال والارتباك قد تطيع الروبوتات بشكل أفضل من البشر، فيما يرد المتشائمون بالإشارة إلى أنه لا يمكن توقع جميع المواقف، وقد تسيء الروبوتات الفهم وتهاجم عندما لا ينبغي لها ذلك.
ووعدت هيكس باتباع "نهج مسؤول وأخلاقي تجاه الذكاء الاصطناعي والأنظمة ذاتية التحكم " في خطابها - مما يشير إلى أن أي نظام قادر على قتل الأهداف سيظل بحاجة إلى إذن رسمي من الإنسان للقيام بذلك.
الروبوتات العسكرية والتغيير العالمي القادم
قد تكون الولايات المتحدة الدولة الأولى التي تنتج أعدادًا كبيرة من الروبوتات العسكرية ذاتية التحكم ، لكن الدول الأخرى ستكون قريبة من الركب. والصين مرشح واضح، حيث تتمتع بقوة كبيرة في كل من الذكاء الاصطناعي وإنتاج الطائرات بدون طيار المخصصة للقتال.
ونظرًا لأن الكثير من التكنولوجيا المستخدمة في الطائرات العسكرية بدون طيار قد تم تطويرها لأغراض مدنية، فهي متاحة على نطاق واسع ورخيصة نسبيًا.
وتعد الأنظمة العسكرية المستقلة ليست مخصصة للقوى العظمى فحسب، بل يمكن أيضاً أن يتم نشرها قريباً من قبل العديد من القوى المتوسطة والصغيرة.
وفقا لـ The Conversation فإن ليبيا وإسرائيل، من بين دول أخرى، قد نشرت أسلحة ذاتية التشغيل. كما أثبتت الطائرات بدون طيار التركية الصنع أهميتها في حرب أوكرانيا.
أستراليا هي دولة أخرى مهتمة بشدة بإمكانيات الأسلحة ذاتية التحكم، حيث تقوم قوات الدفاع الأسترالية اليوم ببناء مركبة جوية نفاثة سريعة الحركة ذاتية القيادة تسمى “MQ-28 Ghostbat”، ومركبات مدرعة، وشاحنات لوجستية، وغواصات آلية، ما تستخدم بالفعل المركب الشراعي الآلي Bluebottle لمراقبة الحدود البحرية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجيش الأمريكي نائب وزير الدفاع الأمريكي الطائرات بدون طيار الولايات المتحدة الصين روسيا الحرب الروسية الأوكرانية الولایات المتحدة من الروبوتات بدون طیار کبیرة من إلى أن
إقرأ أيضاً:
تحذير إسرائيلي من تراجع كفاءة الجيش مع إصرار الحريديم على عدم الخدمة العسكرية
كشفت أوساط عسكرية إسرائيلية أن الجيش يحتاج لعشرة آلاف جندي إضافي سيتم تعبئتهم كل عام على مدى السنوات الخمس المقبلة، والعنصر الوحيد الكفيل بسدّ هذه الفجوة هم الحريديم، ورغم ما كرّسه العديد من الجنرالات والساسة لجهودهم لإجراء الدبلوماسية الهادئة مع الحاخامات، لكنهم لم ينجحوا في إقناعهم، الأمر الذي يستدعي من الجيش اليوم كيفية المضي قدمًا في هذه المعضلة.
أمير بار شالوم المراسل العسكري لموقع "زمن إسرائيل"، أكد أن "الجيش يفتقر اليوم لما يقرب من 20% من تشكيلته القتالية، ويتوقع أن ينخفض هذا بنسبة 5% أخرى في السنوات المقبلة، أي أنه يعاني حاليًا من نقص في الجنود من جميع الجوانب، بما يشمل العودة للخدمة العسكرية لعشرات الآلاف من جنود الاحتياط، لكن هذا لا يكفي، فالجيش يجد نفسه من ناحية في حرب مستمرة استنفدت القوة المقاتلة النظامية والاحتياطية، ومن ناحية أخرى في وضع سياسي يشلّ إمكانية زيادة مجموع القوى البشرية من خلال التجنيد".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الجيش في هذه الأثناء، يحاول سدّ هذه الفجوة عبر تمديد الخدمة العسكرية في صفوفه إلى 36 شهرا، لكن هذه الخطوة الطارئة يعيقها رئيس لجنة الخارجية والأمن عضو الكنيست يولي إدلشتاين الذي لا يريد أن يثقل كاهل قطاع الخدمات الذي يشكل فيه جيش الاحتياط العصب الأساسي دون قانون تجنيد يشمل اليهود المتشددين، ويبدو هذا صحيحا وعادلا، لكن في هذه الأثناء تستمر صفوف الجيش في التراجع".
وكشف أن "العديد من الجنرالات التقوا عدة مرات في العام الماضي مع حاخامات بارزين في المجتمع الأرثوذكسي المتطرف، والحديث معهم بالأسلوب الناعم، بهدف محاولة إحداث تجنيد متزايد باستمرار من عناصرهم، لكن الخلاف يشهد تزايدا بين القبعات المتماسكة للأرثوذكسيين المتطرفين وقيادة الجيش حول الخدمة في الجيش، بزعم أنهم منشغلون بدراسة التوراة، وابتداء من هذا الأسبوع، سيصدر الجيش سبعة آلاف أمر تجنيد للحريديم تتراوح أعمارهم بين 18 و26 عاما، مع أنه في الجولة السابقة حين صدر فيها ثلاثة آلاف أمر تجنيد، حضر منهم فقط 120 عنصرا".
وأضاف "الآن يتم زيادة عدد أوامر التجنيد على أمل خافت أن يؤدي لتحسين نسبة المشاركة، مع العلم أن هذه الأوامر أصدرها الوزير المقال يوآف غالانت، الذي يعتبره المتدينون المتطرفون مناهضًا لهم، ولذلك ضغطوا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للإطاحة به، خاصة وأنه مع تصميم غالانت يجد نتنياهو صعوبة بإقناع الحريديم بالتصويت لصالح ميزانية الدولة دون صدور قانون يرضيهم في موضوع التجنيد".
وأضاف أن "قرار غالانت بإصدار أوامر التجنيد السبعة آلاف قوبل بانتقادات شديدة داخل حزب الليكود، لكن خلفه القادم يسرائيل كاتس لم يتراجع عنه بعد، ومن المشكوك أن يحدث ذلك، ملمّحاً أنه لن يلغي القرار، بل سيخففه، فقط حتى لا يزعج شركاء الائتلاف الحكومي، خاصة الحاخامين آرييه درعي ويتسحاق غولدكنوبف".
وأكد أنه "في ذروة هذا الخلاف حول رفض الحريديم التجنيد، فقد قدم الجيش أحدث أرقام قواه البشرية للحرب الأخيرة، مما يزيد من توتر علاقتهما، في ضوء ما يخوضه الجيش من حرب على سبع جبهات، ولذلك فإنه لن ينتظر انتهاء المشاورات الحكومية، مما دفعه بالفعل لتشكيل لواء الحريديم، بغض النظر عن الأعداد التي ستصل لقواعد التجنيد".
وأوضح أن "الجيش لا يرفع حاليا سقف توقعاته من انضمام الحريديم للخدمة العسكرية، لكنه لا يزال متمسكاً على الأقل بتجنيد 4800 منهم بحلول عام 2025، معظمهم مخصصون لأدوار قتالية، فيما يحتاج ذراع المشاة لـ7500 مقاتل جديد كل عام، إضافة لـ2500 جندي مقاتل، بمعنى آخر، زيادة إجمالية قدرها عشرة آلاف جندي سنويًا في السنوات الخمس المقبلة لاستيفاء المعايير الكاملة، وقيام الجيش بمهامه الحالية".
وختم بالقول أن الجيش استنفد كافة الإجراءات اللازمة لتعزيز قواه البشرية الحالية، بما فيها تمديد الخدمة إلى 36 شهرًا، لكن خلاصة القول أن سدّ الفجوة يعتمد على انخراط الحريديم في صفوفه، ومن دونهم فلن يكون بعيداً اليوم الذي سيضطر فيه الجيش للإعلان عن انتهاك الكفاءة في جنوده، بسبب من يتهربون من الخدمة العسكرية".