حدد فريق من علماء الآثار والكيميائيين وعلماء البيئة من مؤسسات عديدة، باستخدام تكنولوجيا جديدة، سبباً جديداً لوفاة بعض ضحايا ثوران بركان جبل فيزوف الشهير في مدينة بومبي.

وخلص الفريق الذي كان يدرس بقايا ستة أفراد من مدينة بومبي، إلى أن هؤلاء الضحايا تعرضوا للاختناق خلال الانفجار البركاني الذي دمر المدينة منذ ما يقارب الألفي عام.

Analyses of #Pompeii victims with #X-rayfluorescence suggests they died of asphyxiation @PLOSONEhttps://t.co/8cH1xiyRLRhttps://t.co/DHcaTUVUfr

— Phys.org (@physorg_com) August 25, 2023

واستخدم فريق البحث الأوروبي مطياف الأشعة السينية الفلورية المحمول باليد لتحديد التركيب الأولي لعظام ضحايا بومبي، بالإضافة إلى قوالب الجص التي تحتوي على بقايا الهياكل العظمية للضحايا.

ووفقا لنتائج الدراسة التي نشرت في مجلة PLOS ONE، فإن بعض ضحايا الثوران البركاني في بومبي ماتوا على الأرجح بسبب الاختناق بعد استنشاق الغازات البركانية السامة، وليس بسبب الجفاف أو الحرارة.

إقرأ المزيد العثور على غرفة "تكشف أسرار حياة العبيد في بومبي" قبل الثوران البركاني المدمر عام 79

يذكر أنه في عام 79 بعد الميلاد، ثار بركان جبل فيزوف الشهير، وغطى مدينة بومبي القريبة التي تعود إلى العصر الروماني بالرماد والخفاف وغيرها من الحطام، ما أسفر عن مقتل الآلاف من الأشخاص الذين كانوا يعيشون هناك.

وعلى مدى سنوات عديدة، تم التنقيب في المدينة، والكشف عن بقاياها. وقد لوحظ أن العديد منهم ماتوا موتا هادئًا. وفي هذه الدراسة الجديدة، يشير الباحثون إلى أن مثل هذه المظاهر خادعة، فهم يعتقدون أن الذين لم يقتلوا بسبب سقوط الحطام أو إصابات الحروق من المحتمل أن يكونوا قد ماتوا بسبب الاختناق.

وقد تم دفن العديد من سكان بومبي بالمواد البركانية التي تساقطت عليهم. وبمرور الوقت، ومع تحلل الجثث في الرماد الذي يتصلب بسرعة، تشكل فراغ في الشكل الأصلي للجثة.

وفي القرن التاسع عشر، توصل العديد من علماء الآثار إلى فكرة ملء الفراغات بالجص وبعد أن يتصلب، تتم إزالة الرماد، ما ترك أشكال الجبس على شكل الضحايا.

وأظهر الاختبار غير المدمر السابق لمثل هذه القوالب أن عظام الشخص الميت كانت مخبأة بداخلها.

وأشارت الأبحاث السابقة أيضا إلى أن التفاعلات بين العظام والجص أدت على الأرجح إلى التلوث، ما يجعل من الصعب التوصل إلى أي استنتاجات من خلال دراستها.

وفي هذا الجهد الجديد، استخدم فريق البحث أسلوبا جديدا، وهو أجهزة محمولة لفلورة الأشعة السينية، كل منها صغير بما يكفي لحملها إلى الأماكن التي توضع فيها القوالب الجصية واختبارها.

ومن خلال مقارنة صور الأشعة السينية مع بقايا أشخاص متوفين آخرين من أجزاء مختلفة من المدينة، تمكن الفريق من استنتاج أن العظام الموجودة داخل القوالب تعود لأشخاص ماتوا اختناقا، وليس بسبب تعرضهم للضرب حتى الموت من قبل الصخور. كما استبعد الفريق الوفاة بسبب الحرارة أو مباشرة بالنار.

المصدر: phys.org

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا آثار اكتشافات كوارث طبيعية

إقرأ أيضاً:

تحليل خطاب نعيم قاسم.. صمود المقاومة والتأكيد على النصر ودغدغة المشاعر العربية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حمل خطاب نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله في لبنان خلال كلمته المسجلة التي بثها إعلاميًا مساء يوم 27 يناير 2025، عنوان "سردية وجرد حساب"، وباستخدام منهج تحليل الخطاب اللساني والرسمي لتحليل خطاب قاسم نجده مقسم إلى ست نقاط رئيسية:

1- ماذا واجهنا: استعرض العدوان الإسرائيلي على لبنان وتفوقه العسكري مقابل قوة المقاومة.

2- مصارحة مع الناس: بتوضيح أسباب الخسائر والرد على تساؤلات جمهور المقاومة.

3- حديث عن وقف إطلاق النار: بتفسير أسباب قبول الحزب وقف إطلاق النار وشروطه.

4- مواجهة الحملة المضادة ضد حزب الله: بالرد على الانتقادات الداخلية والخارجية.

5- ماذا بعد انتهاء مهلة الانسحاب الإسرائيلي: لتأكيد رفض تمديد الاحتلال وضرورة الانسحاب الفوري (يعكس ذلك أن الكلمة سجلت قبل موافقة لبنان على تمديد المهلة).

6- حديث عن الرئاسة والحكومة: للتأكيد على دور الحزب في تحقيق التوافق الوطني وإعادة الإعمار.

أولًا: الأسلوب البلاغي

استخدم الخطاب عبارات قوية مليئة بالشحنة العاطفية مثل "النصر"، "التضحيات"، و"الشهداء"، واعتمد على مزيج من التعابير الدينية والوطنية، مما يعزز الترابط بين العقيدة والجمهور المستهدف، موظفًا آيات قرآنية مثل "ألا إن نصر الله قريب"، لتعزيز ثقة الجمهور واستحضار البعد الإيماني.

ثانيًا: تكرار الكلمات

كلمة "نصر" تم تكرارها 10 مرات في سياقات مختلفة، في كلمة مدتها 50 دقيقة، أي بمعدل مرتين كل 10 دقائق؛ لتعزيز الشعور بالنصر وتعميق الفكرة لدى المستمعين.
كما يهدف التكرار لإيصال رسائل متعددة، منها:
تثبيت الشعور بأن المقاومة حققت إنجازات ميدانية وسياسية.
مواجهة الحملة الإعلامية المضادة التي حاولت التقليل من إنجازات المقاومة.
التأكيد على أن "النصر" ليس فقط عسكريًا، بل هو صمود وإرادة واستمرارية.
استخدام ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" للتأكيد على أنها الأساس لتحقيق النصر وحماية الوطن.

ثالثًا: المضمون الرئيسي (تحديات وتضحيات)

ركز الخطاب على استعراض عدد من التحديات التي واجهتها المقاومة، سواء كانت عسكرية أو سياسية، وكذلك التضحيات التي قدمتها، وكانت التحديات مثل إبراز تفوق المقاومة بإيمانها وإرادتها رغم التفوق العسكري الإسرائيلي.
أما التضحيات فقد أشار الأمين العام لحزب الله في خطابه إلى حجم التضحيات التي قدمتها المقاومة، من شهداء وقيادات، كما تم التركيز على دور الشعب اللبناني الداعم للمقاومة، وذكر عددًا من الإنجازات مثل وقف العدوان الإسرائيلي، وإفشال المخططات الداخلية والخارجية لإنهاء المقاومة، وتحقيق تماسك داخلي بين مختلف مكونات الشعب اللبناني، واستعادة الأرض، والإفراج عن الأسرى.
وأشار إلى أن المقاومة ليست مجرد قوة عسكرية بل خيار عقائدي وسياسي وإنساني، مما يعزز شرعيتها أمام جمهورها وأمام العالم.

رابعًا: التحليل الاستراتيجي

يعكس الخطاب رغبة المقاومة في تقديم صورة "المنتصر" بالرغم من التحديات، ويُظهر ارتباطًا قويًا بين المقاومة وداعميها الإقليميين، خاصة إيران. كما يؤكد على ضرورة استمرار المقاومة كعنصر أساسي في حماية لبنان وسيادته.
كما يعكس أيضًا نبرة تفاؤل وتأكيد على الإنجازات بالرغم من التحديات، ويعزز صورة المقاومة كقوة فاعلة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وتكرار كلمة "نصر" يُظهر أهمية التركيز على الإنجازات لإحباط الدعاية المضادة وتعزيز الثقة بين جمهور المقاومة.
وقدم نعيم قاسم "مصارحة" مع جمهور المقاومة، معترفًا بالخسائر الكبيرة بما في ذلك فقدان قيادات بارزة مثل حسن نصر الله، الأمين العام الأسبق لحزب الله في لبنان، مبررًا هذه الخسائر بظروف استثنائية مثل التفوق التكنولوجي الإسرائيلي والانكشاف الأمني، حيث أكد أن النصر لا يُقاس بالقوة العسكرية وحدها بل بالإيمان والصمود.
وشدد الخطاب على دور المقاومة في حماية لبنان واستعادة السيادة الوطنية، مشيرًا إلى أن استمرار الاحتلال يفرض وجود مقاومة فاعلة.
حمل الخطاب رسائل واضحة للمجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة وفرنسا، بتحميلهم مسؤولية استمرار الاحتلال الإسرائيلي.
كما أن ذكر الخروقات الإسرائيلية و"الضعف الإسرائيلي" قد يكون رسالة للولايات المتحدة والغرب بأن المقاومة ليست مجرد حركة محلية، بل عنصر إقليمي قوي.
وعلى الصعيد الداخلي أظهر دعمًا للرئيس اللبناني جوزيف عون والحكومة الجديدة، مؤكدًا دور حزب الله في تحقيق التوافق الوطني.

خامسًا: لغة الخطاب

استخدم الخطاب لغة حماسية ومشحونة بالعاطفة لتعزيز الروح المعنوية لجمهور المقاومة، تخللته إشارات دينية قوية مثل الاستشهاد بالآيات القرآنية والتأكيد على القيم الحسينية (الطائفية الشيعية)، مما يعكس البعد العقائدي للمقاومة، واعتماد أسلوب التكرار (مثل "سجلوا هذا نصر") لترسيخ فكرة الانتصار في أذهان المستمعين.
ربط الإنجازات بالتضحيات من خلال ارتباط كلمات "الشهادة" و"النصر" له دلالة نفسية عاطفية للربط العاطفي بين المقاومة وحاضنتها الشعبية.

سادسًا: دلالة التوقيت

جاء الخطاب في سياق زمني حساس على المستويين المحلي والإقليمي: 
إقليميًا: يأتي الخطاب غالبًا في إطار التوترات المستمرة مع الاحتلال الإسرائيلي، خصوصًا مع تصاعد الخطاب الإقليمي حول المقاومة الفلسطينية والوضع في غزة والضفة.
بالإضافة إلى توقيت الخطاب يتزامن مع تطورات إقليمية مرتبطة بالمحور الإيراني (إيران، سوريا، المقاومة اللبنانية) خاصة في ظل الدعم الإيراني المستمر للمقاومة، كما يبرز الخطاب التحالف مع إيران وسوريا، ما يعكس محاولة لتوحيد الجبهة ضد إسرائيل أو أي تهديدات محتملة. 
كما يأتي الخطاب بعد عدوان إسرائيلي كبير وخسائر بشرية ومادية للمقاومة، مما استدعى تقديم تفسير شامل للأحداث إقليميًا وإظهار حزب الله حرصه على الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وتأكيد دوره كمدافع عن السيادة اللبنانية محليًا.
محليًا: يمر لبنان بأزمة اقتصادية خانقة، مع تعثر تشكيل حكومة جديدة أو تحقيق تقدم في الإصلاحات الاقتصادية، كما يحمل الخطاب رسالة تطمين للجمهور المؤيد للمقاومة، مع التركيز على الإنجازات لإبقاء الحاضنة الشعبية صامدة في ظل الظروف الصعبة.
وقد يكون التوقيت مرتبطًا بتطورات سياسية داخلية، مثل مناقشات حول تشكيل الحكومة بعد انتخاب رئيس الجمهورية، كما أن الحديث عن الوحدة الوطنية ودور الدولة يشير إلى محاولة تعزيز صورة حزب الله كجزء من الحل الوطني وليس جزءًا من الأزمة.
وأخيرًا فإن توقيت الخطاب يأتي كجزء من استراتيجية الحفاظ على زخم الدعم الشعبي للمقاومة في ظل التحولات الإقليمية والدولية.
 

مقالات مشابهة

  • تحليل خطاب نعيم قاسم.. صمود المقاومة والتأكيد على النصر ودغدغة المشاعر العربية
  • عبدالمنعم سعيد: يجب أن نضع في ذهننا أن ترامب عمره 78 عاما
  • النيابة العامة تقرر تحليل عينات من الرنجة ببورسعيد للتأكد من سلامتها| صور
  • السلطات السودانية تدق ناقوس الخطر بسبب ارتفاع عدد ضحايا الكوليرا.. ماذا يحصل؟
  • اكتشاف مخزن سري للطعام عمره 1000 عام.. ماذا ينتظر البشر؟
  • تركيب جهاز الأشعة السينية C -arm بمستشفى غرب النوبارية
  • نصيحة من خالد الغندور لـ مجلس الزمالك بسبب أزمة فريق الكرة والصفقات
  • غزل المحلة يعلن إقالة اللجنة الفنية بسبب تراجع نتائج فريق الكرة
  • ربيع ياسين يتغزل فى صفقة الاهلي المحتملة.. لديه حلول كبيرة
  • تحليل الإشارات الأولية لاستراتيجية ترامب