اسوأ تطبيقات حروب الجيل السادس على السودان .. منظومة (علم الجهل) نموذجاً ..!
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
اسوأ تطبيقات حروب الجيل السادس على السودان .. منظومة (علم الجهل) نموذجاً ..!
مصعب برير
▪️يقول تعالى (قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) ، البقرة ، الآية (67) ، ويقول الامام الطبرى فى تفسيره ، يعني من السفهاء الذين يروون عن الله الكذب والباطل والعياذ بالله .. تم تزويد الإنسان بالمعرفة وأساسها الأسماء بمجرد تكليفه بخلافة الأرض {وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَاۤءَ كُلَّهَا} ، ومذ ذاك الوقت تنافست الإنسانية في محاولة احتكار المعرفة والتي هي قوةٌ لا تقل عن قوة المال والعتاد ، بل وتزيد عنهما كثيراً ، ولذلك اهتمت وزارة الدفاع الأمريكية مبكراً بما أسمته (إدارة الفهم) ، وقبل ذلك في ١٩٠٧م شدَّد اتفاق كامبل على حرمان دول الشرق الأوسط وافريقيا من المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة .
▪️المؤرخ روبرت.ن.بروكتور، صاغ ما أسماه اصطلاحاً (عِلم الجهل) Agnatology ، ويركز هذا العلم على إدارة عملية التجهيل للمجتمعات والشعوب والأمم من خلال هندسةٍ دقيقةٍ ومدروسةٍ تعتمد على علم النفس والسلوك والإدراك بغرض صناعة ونشر الجهل بطرق علمية رصينة عبر صناعة (قطيع مطيع) يتم انتقاؤه وبرمجته بعناية من ذات المجتمعات المستهدفة بهذه التقنية اللا اخلاقية ، ليكون راس الرمح فى نشر أدوات التجهيل التى تم تصميمها وهندستها بعناية فائقة لتجهيل المجتمعات المستهدفة ..
▪️(علم الجهل) ليس انعدام المعرفة ، بل هو تضليلٌ مدروسٌ وممنهج لخدمة أهدافٍ إستراتيجية ، ويتم استغلال أدواتٍ متعددةٍ لهندسة الجهل وإدارة عملية التجهيل ، وعلى رأسها (الدعاية الشعبية الزائفة) ، (المزارع الإلكترونية) ، (سلاسل البث عن طريق الكُتل) ، (العلاقات العامة) ، (وسائل الإعلام) ، (وسائل التواصل الاجتماعي) ، (استخدام برامج التزييف العميق) بواسطة (الذكاء الإصطناعي) ، وليس انتهاءً (بتعليم بلا فائدة) لا يدعم سوق العمل ولا يُثقِّف حامله ، عبر استهداف المناهج التعليمية و افراغها من القيم و التقاليد و المعتقدات التى تشكل هوية وممسكات الوحدة الوطنية وصيانة اخلاقها ..
▪️و تستند هذه العملية على مرتكزات ثلاث : أولا : (بث الخوف) من خلال صناعة الأعداء (كيزان، قحاتة) ، ثانيا : (إثارة الشكوك) بصناعة او اصطياد و نشر الفساد بأنواعه وتضخيمه مع استهداف ركائز هوية الأمة ، القيادات و الائمة و المعلمين والاجهزة الامنية ، ثالثا : (صناعة الحيرة) من خلال بث الخوف والتشكيك وتضارب المعلومات وإخفاء وطمس بوارق الأمل ، فيسقط المجتمع في دوامة الحيرة والإرباك ، فيتحقق بذلك (طاعة المجتمع وخنوعه) (نحن فقط من يتظاهر هذه دولتنا) ، وانشغال المجتمع بعيداً عن قضاياه المصيرية (سنبل الكوز حتى لو كان الشريف الرضى) ، (وتمرير الأجندات الخبيثة) (سيداو) التي تخدم أصحاب سياسة التجهيل ومنفذي هندسة التجهيل ، فيتم القبول بما كان مستحيلاً القبول به بعد أن يتم تصويره على أنه المخرج الوحيد (علمانية الدولة ، حقوق المثليين ، طمس الهوية الاسلامية للامة ، الترخيص لطائفة عبدة الشيطان ، التطبيع مع اسرائيل .. الخ) ..
▪️النجاة من الوقوع في براثن (عملية التجهيل) الممنهجة تتطلّب جهوداً ذاتية ، ووعياً مستقلاً يبحث عن الحقيقة بعيداً عن العاطفة و الأمنيات ، وسيكون من قصر النظر و فرط السذاجة لو اعتقدنا أن (علم الجهل) و (إدارة الفهم) و (العلاقات العامة) و (الدعاية الشعبية الكاذبة) وغيرها ليست هي ما يشكل وعينا الجمعي في منطقتنا ..
▪️أخطر مافي عملية (هندسة الجهل) أن معظم ضحاياها لديهم ثقة يقينية بمستوى ثقافتهم ومعرفتهم .. يقول برتراند راسل : مُشكلة العالم أنَّ الأغبياءَ دائماً واثقون بأنفسهم أشدّ الثقة ، أمّا الحكماء فتملؤهم الشكوك .. ويقول استيفن هوكينج : أعظم عدو للمعرفة ليس الجهل بل وهم المعرفة .. ويقول جورج برناردشو : إذا قرأ الغبي الكثير من الكُتب الغبية ، سيتحول إلى غبي مُزعج وخطير جداً ، لأنه سيصبح غبي واثق من نفسه و هنا تكمُن الكارثه .. (رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) ..
????بُعد أخير ????
حينما بدا تحدى العولمة والغزو الثقافى المفتوح بظهور الفضائيات الموجهه والإنترنت ، اذكر اننى حضرت محاضرة قيمة للبروف على شمو ، تحدث فيها باسهاب عن هذه التحديات الحديثة على حاضر ومستقبل قيمنا وموروثنا الثقافى والفكرى ، لا سيما باسهدافها الواضح لاطفالنا وتشكيل وعيهم عبر قنوات الاطفال المتخصصة ، ودق بروف شمو ناقوس الخطر للدولة والقيادات المجتمعية والسياسية بضرورة البدء الجاد بانشاء اليات ونظم صناعة المحتوى الثقافى والفكرى السودانى وتشكيلها فى قوالب جاذبة تنافس المحتوى الدخيل لتكون خيارات متاحة للمتلقى السودانى ، وان يتم مراجعة المنظومة التعليمية لتواكب التطور والتحديات التى فرضتها عصر العولمة ، حتى نقلل من خسائر السودان المحتملة ان لم يتم وضع إستراتيجية تتعاطى مع هذه المستجدات .. كانت رؤية طموحة ونصيحة غالية ، ولكن للأسف لم تجد اذانا صاغية او اهتماما فى اولويات دولتنا الرشيدة ، فاحزابنا السياسية لا هم لها سوى فش الغبينة واقصاء الاخرين .. اعوذبالله ..
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين
#البعد_الاخر | مصعب بريــر |
الاربعاء (30 اغسطس 2023م)
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
اتحاد القيصر ينظم لقاء أدبي عربي حول الكتابة الإبداعية الخاطرة نموذجا وأسس التحكيم
#سواليف
ضمن مبادرات ومساهمات #القيصر_للآداب والفنون في نشر الوعي الأدبي والاهتمام بصقل #المواهب وإبراز دور المبدعين في المجال الأدبي والثقافي فقد أقام مساء الجمعة لقاء أدبيا لعدد من أعضاء ورواد اتحاد القيصر وأنشطته جمع عدد من الكتاب من الدول العربية في كل من ( الأردن ، سورية ، الجزائر ، سلطنة عُمان ، مصر ، اليمن ،السعودية ، المغرب) حيث قدم رئيس الاتحاد الأديب رائد العمري تعريفا بأسس الكتابة الإبداعية النثرية والفروق بين الأجناس الأدبية وطريقة كتابتها وخصائص كل جنس أدبي وأهمية استخدام اللغة الأدبية والبيان والمجاز وكما تم التركيز في هذا اللقاء على الخاطرة الأدبية وأنواعها ونشأتها كفن مستقل ووقوع العديد من الكتاب في الخلط بينها وبين التقرير الصحفي والمقالة والقصة القصيرة ، وبين المحاذير اللازم توخيها عند كتابة الخاطرة ومن ثمّ فتح باب النقاش والحوار مع المشاركين حيث قدمت عضو اتحاد القيصر الأديبة إيمان زيادة من خلال مداخلتها تعريفا للخاطرة الأدبية وأنواعها ومبينة تقنيات كتابة القصة القصيرة لكي يقع التمييز بينها وبين الخاطرة ، وأما عن الكاتبة العُمانية ميادة العمري طلبت استيضاحا حول القصة القصيرة والخاطرة وكلبت عرض نماذج لهما، وأما عن الكاتبة اليمنية تغريد أنعم فقد سألت عن النهايات في القصص وهل يلزم الكاتب بالنهايات المغلقة أم من الأفضل تركها مفتوحة أمام المتلقي ، ومن ثم بمداخلة الكاتبة السورية سوزان اللبابيدي فقد عرضت تصورها نحو القصة القصيرة والخاطرة الأدبية مشيرة إلى مدى الفائدة والخبرة التي اكتسبتها منذ سنوات من لقاءات وأنشطة ومسابقات القيصر الثقافية وركّزت على أهمية المطالعة المستمرة للآداب والمؤلفات العربية التي تزيد من #ثقافة وخبرة الكاتب،وفي مداخلة للكاتبة المغربية وجهت أسئلة تهدف إلى فتح أفق النقاش : كيف توازن اللجنة بين الجوانب الفنية والإبداعية في القصة، وبين الرسالة أو القيمة التي تحملها؟ وهل يمكن لقصة بسيطة في أسلوبها أن تتفوق على قصة لغتها أقوى إذا كانت أكثر تأثيرًا على القارئ؟
بما يساهم في تسليط الضوء على الأبعاد المختلفة لهذا الموضوع وما إلى ذلك من الأسئلة التي تعلقت بكل من المحاور المتطرق إليها. وأما الكاتب اليمني يحيى الحواتي أشار إلى أن العديد من المسابقات الأدبية المقامة تمنع الخوض في السياسة وترفض المشاركات السياسية إلا أن الأديب رائد العمري أشار إلى أننا لا ننسلخ عن قضايان العربية الموحدة ولكن دون التعرض لأي شخصية أو دولة بأي إساءة، ومن حهتها الكاتبة السورية سمية جمعة بينت بعض الخصائص التي تميز خاطرة عن أخرى وأسلوب الكاتب فيها، ومن ثم الكاتبة المصرية أسماء عبد الراضي تساءلت إن كانت كل الدول تعترف بالخاطرة الأدبية كفن نثري أدبي مستقل، ومن ثم شكرت الكاتبة العُمانية عائشة العيدروس اتحاد القيصر لحجم هذا الاهتمام بالكتاب وكما شكرت الأديب العمري على بيانه لأسس التحكيم لكل فن وكيف يتم اختيار المحكمين وآلية التحكيم، وقد قام الأديب العمري بالرد على كل استفسارات ومداخلات المشاركين بنقاش أدبي تبادل فيه الجميع آراءهم وخبراتهم.
وفي الختام قدم عدد من الكتاب المشاركين قراءات شعرية ونثرية حيث قرأت الأردنية إيمان زيادة قصيدة بعنوان خبايا القوافي، والمصرية أسماء عبد الراضي قصة قصيرة بعنوان وجه آخر للطوفان، والسورية اللبابيدي منثورة بعنوان الفصول الأربعة ، وكذلك قرأت الشاعرة الأردنية سارة العبادي مقطوعة نبطية وجدانية ، واليمني الحواتي قرأ قصة قصيرة بعنوان قناع متجذر ،والمغربية شيماء الطاهري خاطرة بعنوان حين ابتلعني الفراغ، والسورية سمية جمعة بقصيدة بعنوان أيتها الجانبية ، وقرأ الجزائري أحمد الكنتي قصيدة شعرية ، وكما قرأ كل من اليمنية وفاء بن صديق والمصرية هناء السكاكري والمصرية أمل زيادة ، والعُمانية وداد الأسطنبولي والمصرية مي محمد عددا من خواطرهم وختم القراءات الأديب رائد العمري بقصيدتين بعنوان :” مدعي الثقافة، وتذكر بأنك لم تزل”
وفي النهاية أعلن القيصر العمري عن موعد مسابقة الخاطرة الأدبية والتي ستبدأ في ١٥. ٤. ٢٠٢٥م ورحب بجميع المشاركات العربية في هذا الفن الأدبي .
مقالات ذات صلة