عدن الغد:
2024-07-06@05:51:21 GMT

زكي يافعي.. رائد من رواد الفن التشكيلي

تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT

زكي يافعي.. رائد من رواد الفن التشكيلي

عدن ((عدن الغد)) خاص:

 

بقلم :فاروق المفلحي

تاخر كثيرا في بلادنا الاهتمام بتدريس الفنون  الجميلة بشكل عام واهمها فن الرسم التشكيلي ،الذي يحتل المساحة الأوسع في العالم من حيث انتشاره وفعالياته وتسويقه بل واقبال المتاحف على اقتناء لوحات هذا الفن الابداعي .

وعن اليمن فقد اهمل بل خاصم الوطن النحت والرسم بل والغناء ، وهذه تعتبر من اهم الفنون وترقى بذائقة الجمال  .

وعن دولنا العربية ، فالوحيدة التي استطاعت اعطاء مساحة لتدريس الفنون بشكل العام هي جمهورية مصر العربية ، وتأثر العالم العربي بل وافريقيا بنهضة مصر الفنية ، ومنها الرسم التشكيلي والذي تعددت مدارسه فمنها الكلاسيكية و الواقعية والرومانسية  بل الوحشية بل والمدرسة التكعيبية التجريدية ·

ولقد نبغ  وذاعت شهرة بعض من الرسامين  التشكيليين في بلادنا بعد ان بدات البعثات الى الاتحاد السوفيتي ومصر ودول شرق اوروباء ، واتذكر هنا الفنانة المبدعة والمصممة الدكتورة آمنة النصيري والفنان  كمال المقرمي  والنحات الذي فاز باجمل تمثال في الصين فريد اليافعي  ومن المواهب الواعدة الرسامة  الشابة نادية المفلحي ، ولن انسى الرسام المبدع عبد القادر السعدي ومن حضرموت الرسام هاشم علي ، والذي درس الفن التشكيلي كما اعتقد في اندنوسيا . وكذلك الرسامة إبنة  الفنان زكي اليافعي هاجر  ابنة الفنان المبدع زكي اليافعي ،ومن شابه اباه فما ظلم .

ومقالي هذا هو لتسليط الضوء على ابداعات الرسام التشكيلي العالمي - زكي اليافعي - والذي ابدع في هذا الحقل الفني وتخصص في رسم الاشخاص بدقة متناهية بل وابرز كل تفاصيل الملامح من فرح وتعب وارهاق ومهابات ووقار الشيخوخة  بل وابدعت لوحاته في رسم الطابع المعماري الذي يتفرد به اليمن ، وكذلك في رسم الجواد العربي والوعل العربي والذي اوشك على الانقراض  كل ذلك ابرزه  برخاء اللون وانكسارات الضوء والظل ودقة التفاصيل وروعتها  .

وعن الفنان زكي اليافعي فقد ذاعت شهرته في العالم العربي ودول الخليج  بل انه فنان تشكيلي  عالمي زاخر بإنتاجاته ولا اتوقع  ان اي شخص يميل الى الفن التشكيلي الا وشاهد بعض من لوحاته الساحرة بل وتوقف يقراء ما ابدعته ريشته من ابهار وجمال وسحر واتقان يصل مرحلة الكمال .

من متابعاتي فقد علمت ان الرسام (زكي) انتهى قبيل ايام من اكمال لوحته ( الوعل ) ولقد شاهدت هذه اللوحة عبر النت فكانت قمة في الدقة والابداع اراحت عيني ومشاعري فالتحديق الى الجمال يشيع في النفس الفرح والبهجة والراحة  .

كم اتمنى في ان نفتح كليات فنون في كل جامعاتنا ، فاليمن متحف كبير وغني بجمال طبيعته وتضاريسه وبنيانه التاريخية وقلاعه بل وانسانه الذي لا زال متشبثا بتقاليده وتراثه ، وكما عبرت رسامة يابانية زارت اليمن وقالت - ان اليمن متحف عظيم لا تمل عينك من التحديق اليه -

وعودة الى الرسام زكي اليافعي فلقد ادهشنا بلوحاته ومنها لوحة مكة ومدينة عدن كما انني توقفت عند لوحته الرائعة  ( الحصان العربي ) وتتخيل وانت تشاهد هذه اللوحة بان التفاصيل تكاد تتفوق في اللوحة عنما يمكن ان تكتشفه عيناك .

انها المواهب التي تزخر في وطننا وعلينا ان ندعمها بكل سخاء ، فكما قلت دائما نحن لا نتذكر قياصرة روما ولكننا نتذكر ليناردو دافنشي ومايكل انجلو . وما هي ايطاليا بدون لوحات ومنحوتات هولاء العظماء .

هل نستطيع ان ندعم الرسامين والموهوبين في بلادنا . لقد باع بعض الرسامين في وطننا لوحاتهم وهي تمثل مدخراتهم وتحفهم الاثيرة وذلك لشراء الخبز .

المصدر: عدن الغد

إقرأ أيضاً:

في اليسار المتطرف.. رؤية من الداخل

إن أية حركة سياسية أو فكرية، تمارس الإقصاء هي نمط من التفكير المتطرّف. وهو نمط، نخطئ – كما عوّدنا الثقافيّون الغربيون والعرب على ذلك – حين نربطه بالإسلام ـ  والذي لا يمكننا فهمه حسب محمد أركون إلا في صيغة الجمع ـ أو نعتبره نتيجة ضرورية لمبادئ الدين الإسلامي، حتى وإن كنا لم نقرأ هذه المبادئ، أو لم نترجمها بعد إلى لغة الحداثة.

قراءات اختزالية

إنه نمط في التفكير يرتبط بفشل المشروع التحديثي، أو مشروع الدولة الوطنية في السياق العربي. ويقوم هذا النمط من التفكير على إقصاء الآخر المختلف من الحقيقة، ومن الفضاء العام، وممارسة الوصاية عليه، وتهميش إرادته السياسية وثقافته والحطّ من تقاليده المتوارثة.

وقد عبّر هذا النمط الإقصائي في التفكير عن نفسه من خلال صيغ مختلفة، ومنها: صيغة "الدولة ضد المجتمع" أو "النخبة ضد الشعب" أو "العلمانية ضد الإسلام" وهلمّ جرا. وهو نمط سابق بعقود على ظهور الحركات المتطرفة، بل وهو الذي عبّد الطريق لظهور الإسلام السياسي.

وقد تحدّث الفيلسوف الأميركي مايكل والزر عن ذلك في كتابه: "مفارقة التحرر" (2015)، وأوضح كيف انتهى فشل المشروع التحرري العلماني إلى عودة المكبوت الديني، وذلك ليس فقط في سياق عربي. ومن هنا شرعية الحديث عن يسار متطرف في الثقافة العربية المعاصرة، ارتبط بجيل الدولة الوطنية والنخب التي أنتجتها وارتبطت بها، وانتهت به مغالاته اليوم إلى الدفاع عن دول الممانعة، أو دول الاستعمار الداخلي، وعن حداثة مفرغة من مضمونها السياسي والحقوقي.

وما لا نلتفت إليه كثيرًا، هو أن جناية هذا اليسار على الثقافة العربية لا تنحصر فقط في حربه الشعواء على كل ما هو إسلامي، وأنا أستعمل هنا عن قصد مفردة الحرب، لأنني مؤمن بأن الثقافة الإسلامية مثل أي ثقافة لا يمكنها أن تتقدم إلا بالنقد والنقد الذاتي، كما علّمنا علال الفاسي، ولكنها لا تتقدم في ظل اليسارية المتشددة منها واليمينية، أو لا تتقدم وتتطور في سياق يحكمه العنف.

إن جناية اليسار المتطرف على الثقافة العربية، تتمثل أيضًا في القراءة التي قدمها ويقدمها للحداثة الغربية. ومثلما كانت قراءته للتراث العربي الإسلامي متسرعة، اختزالية، أيديولوجية، قد تنتهي في بعض الأحيان إلى نوع من الحقد على الذات، فإن قراءته للحداثة الغربية ومنجزها الفكري لا تقل اختزالية، بل ولا تقل عنفًا.

أيديولوجيا استئصالية

ويمكننا توضيح ذلك من خلال مفهوم العلمانية الذي ساد الفكر العربي لعقود كثيرة، والذي تحول إلى نوع من الأيديولوجيا الاستئصالية التي ستبرر هيمنة البعثيين على المجتمع. وحتى وإن كنا لا نوافق محمد عابد الجابري في دعوته لنا إلى التخلص من هذا المفهوم والاكتفاء باستعمال مفهومي الديمقراطية والعقلانية، فإنه لا يمكننا إلا أن نتفهّم هواجسه، وخصوصًا بالنظر للاستعمالات الأيديولوجية للمفهوم في السياق العربي.

ولكن، يظل من الضروري أن نسلط الضوء على تعددية التجارب والتصورات الحديثة عن العلمانية، كما يتوجب أن نفعل ذلك مع مفاهيم وتصورات وتجارب أخرى، مثل: الديمقراطية، والتنوير، والعقلانية. ويمكن تقديم مثال آخر – يوضح بشكل أفضل القراءة الاختزالية والانتقائية والناقصة للحداثة من طرف اليسار المتطرف، والذي يمكننا أن نميز داخله، بين يسار قومي، ويسار ستاليني، وثالث ليبرالي، أو بالأحرى نيوليبرالي – هو تلك القراءة التي سيقوم بها الفكر العربي، في صيغته القومية، للفلسفة الألمانية في القرن التاسع عشر، أو للتيار الرومانسي المتمرد على التنوير، وخصوصًا لفيشته.

فبسام طيبي، يذكر في كتابه الشهير عن القومية العربية، وعن رائد الفكر القومي عربيًا ساطع الحُصري، أنه لم يقرأ من فيشته إلا "خطابات إلى الأمة الألمانية"، وبلغة أخرى، فإنه اكتفى بفيشته القومي، وفيشته التربية القومية، ولم يطلع أو لم يلزم نفسه الاطلاع على فيشته الكوسموبوليتي.

طابور خامس

بل الأكثر من ذلك أن الحُصري سيكتفي، وهو ما لم يقله بسام طيبي، بقراءة أيديولوجية للخطب، ضاربًا صفحًا عن القراءات الأخرى التي كانت ترى في التربية القومية لفيشته تربية على الإنسانية وليس دفاعًا عن القومية أو الشعب الألماني. ولا بأس من التذكير بأن كتاب "الخطب" لفيشته، هو الذي سيحظى باهتمام حسن حنفي أيضًا، وستتردد تصوراته الرومانسية في مقدمته السحرية لكتابه: " مدخل إلى علم الاستغراب".

أما المثل الثالث الذي يمكننا تقديمه، فهو الذي يعبر عنه بشكل واضح الشاعر والمفكر السوري أدونيس، وبعض من حوارييه الصغار، والذي، في شططه اليساري سيربط العنف والإرهاب وكل ما يعانيه اليوم العالم العربي ـ الإسلامي بفكرة التوحيد، وهو موقف نلتقيه، في صيغة أقل كاريكاتورية، عند عالم المصريات يان آسمان، في تحليله لسفر الخروج وصورة  الإله الغيور في "العهد القديم"، أو الفيلسوف الألماني أودو ماركفارد في نقده للأديان التوحيدية.

ولكنه، مع أدونيس، يظل موقفًا سطحيًا، يناقش الأعراض وليس الأسباب، ولا يقول شيئًا عن سياق التخلف والاستبداد، ولا يقول شيئًا عن الدكتاتوريات العربية التي ظلت تحارب كل مظاهر "الانقسام الاجتماعي" كما يسميها لوفور أو كل مظاهر التعددية، والتي ليست بالضرورة حكرًا على الحداثة الغربية في صيغتها الديمقراطية، ولكنها ظلت دومًا تميز الثقافات والمجتمعات الإسلامية، ليس في لحظات ازدهارها فحسب، ولكن حتى في لحظات تقهقرها.

ويكفي هنا أن نقارن، بين القراءة التي يقدمها محمد عزيز لحبابي لمفهوم التوحيد في "الشخصانية الإسلامية"، والذي يرى فيه تحقيقًا للمسلم كإنسان فرد وحر، كشخص وليس كعبد، وبين تصور أدونيس الذي يتماهى، في لاوعي، مع أكثر القراءات رجعية.

إن تطرف الأفكار منظومة شمولية متسلطة ومغلقة، تحكم اليسار واليمين، الليبرالي والقومي والإسلاموي، وتعبر عن نفسها في الخطب السياسية والأدبيات الفكرية، وبرامج الأحزاب والكتب المدرسية، بل وتعبر عن نفسها في العلاقات الاجتماعية والمؤسسات التربوية، من أسرة ومدرسة وجامعة، ولا يمكن التأسيس لثقافة عربية تصالحنا مع ذاتنا وتاريخنا ومع العالم، دون نقد هذه المنظومة الشمولية، وهو ما لن يتحقق، إذا لم نحرر الثقافة العربية من سدنتها وسماسرتها، الذين ما برحوا يتعاملون معها بمنطق الغنيمة، أو في حزبية ضيقة وروح غير نقدية.

إنّ تحرير الثقافة العربية لن يتم في ظل السلطوية، بل هو يبدأ حين نبدأ بتحريرها من هذه السلطوية. وهنا قد تلعب المنافي الغربية دورًا كبيرًا، على الرغم من أن سطوة السلطويات العربية ستطارد المثقفين الأحرار إلى تلك المنافي، بل ولن تتورع عن التحالف مع الإسلاموفوبيا ودعمها ضدهم، وضد أي حضور نوعي للمسلمين في أوروبا، يساعدها في ذلك طابور خامس، يقول عن نفسه عربي، أضحى القاصي والداني مدركًا لدوره الهدّام.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • في اليسار المتطرف.. رؤية من الداخل
  • لمحبي الفن.. كل ما تريد معرفته عن مهرجان الموسيقى والمسرح بالعلمين
  • الطالبة “ايناس الصباغ”.. موهبة متميزة وتجربة واعدة في مجال الرسم التكعيبي
  • اليمن ينظم الصيد في أعالي البحار لمواجهة غلاء الأسماك
  • نانسي عجرم من حفل ليلة وردة: السعودية غيرت معالم الفن العربي
  • أمل الثقافة ودورها
  • اليمن تترأس اجتماعا طارئا في الجامعة العربية خرج بعدة قرارات
  • هيام يونس تستعيد ماضيها في الفن وتستعرض أرشيفها في تلفزيون لبنان
  • كيف تسبب يحيى السنوار في أزمة على الهواء مباشرة؟
  • ممثل حركة حماس يزور معرض الفن التشكيلي “نقطة” لنصرة فلسطين بصنعاء