بالتفصيل.. قصة خريطة الصين والجزيرة محل النزاع مع روسيا
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
أثارت خريطة رسمية نشرتها بكين مؤخرا الجدل بشأن عدة مناطق متنازع عليها مع دول الجوار، لكنها تظهر، وفقا للخريطة، منتمية إلى الصين.
ونُشرت الخريطة على الموقع الإلكتروني لوزارة الموارد الطبيعية الصينية في وقت سابق من الأسبوع الجاري، وتظهر جزيرة بولشوي أوسوريسكي الواقعة في نهر أمور جزءا من الأراضي الصينية.
وتنازعت بكين وموسكو على مطالباتهما بالجزيرة منذ القرن التاسع عشر، حتى اتفق البلدان على تقسيم المنطقة في معاهدة عام 2008.
وفي حين أن المعاهدة أعطت الجزء الغربي من الجزيرة للصين، فإن الخريطة الجديدة تظهر الجزيرة بأكملها أراضي صينية.
وسلطت مجلة "نيوزويك" الأميركية الضوء على الموضوع، حيث قال لها أستاذ السياسة بجامعة جورج ميسون الأميركية مارك كاتس، إن "الخريطة الجديدة لن تساعد على الأرجح العلاقات الروسية الصينية".
وأوضح كاتس: "من المؤكد أن الكرملين يولي اهتماما وثيقا للخرائط الصينية، خاصة الرسمية منها، التي تنسب أراضي روسية فعليا إلى الصين".
ومع ذلك، أشار كاتس إلى حساسية الموقف الروسي، لأن "موسكو أصبحت تعتمد بشكل كبير على العلاقات الاقتصادية مع الصين نتيجة للعقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب حرب أوكرانيا".
ورجح الأكاديمي أن يكون رد موسكو على هذه الخريطة الصينية الرسمية الجديدة بالمثل، بمعنى أن "الحكومة الروسية ستشير إلى خريطتها الخاصة بشأن ما اتفقت عليه مع الصين عام 2008".
وقبل وقت قصير من بدء الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا في فبراير 2022، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ اتفاقية "شراكة بلا حدود".
لكن المسؤولين الصينيين دعوا علنا منذ ذلك الحين إلى حل سلمي للحرب، وفي وقت سابق من شهر أغسطس الجاري، كتب معهد دراسة الحرب ومقره واشنطن، أن "موقف الصين العام بالحياد فيما يتعلق بأوكرانيا يسبب صدعا بين بكين وموسكو".
ولم تكن الجزيرة المذكورة المنطقة الوحيدة محل الخلاف في الخريطة، حيث تظهر أيضا ولاية أروناشال براديش ومنطقة أكساي تشين الحدودية، المتنازع عليها مع الهند، على أنها تابعة للصين.
والثلاثاء قالت نيودلهي إنها قدمت احتجاجا رسميا إلى بكين بشأن الخريطة، ووصف وزير الخارجية الهندي جايشانكار سوبرامانيام مطالبة الصين بالأراضي الهندية بأنها "سخيفة".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الصين أوكرانيا فلاديمير بوتين الصين روسيا الصين أوكرانيا فلاديمير بوتين أخبار الصين
إقرأ أيضاً:
تغيّر لهجة ترامب بشأن الرسوم الجمركية على الصين وسط ضغوط اقتصادية
في تراجع مفاجئ، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استعداده "لتقليص كبير" للرسوم الجمركية التي فرضها على الواردات الصينية، والتي بلغت نسبتها الإجمالية 145%، في تحول يعكس الضغوط السياسية والاقتصادية التي تتعرض لها واشنطن بسبب اضطراب الأسواق وتزايد التحذيرات من ارتفاع الأسعار.
وجاء هذا الموقف عقب اجتماع عقده ترامب مع مسؤولين تنفيذيين من شركات تجزئة كبرى مثل "وولمارت" و"هوم ديبوت"، والذين حذروا من أن استمرار الضرائب المرتفعة على الواردات سيؤدي إلى تعطيل سلاسل الإمداد وارتفاع الأسعار على المستهلك الأميركي. وكان هذا الاجتماع قد أعقب أسابيع من التقلبات الحادة في الأسواق، مع توجه المستثمرين إلى تصفية استثماراتهم الأميركية.
إشارات متضاربةفي الوقت ذاته، كشفت مصادر مطلعة لوكالة بلومبيرغ أن الحكومة الصينية تدرس تعليق الرسوم الانتقامية التي فرضتها بنسبة 125% على بعض السلع الأميركية، في خطوة قد تمثل بداية لتخفيف التوتر التجاري.
إلا أن هذا التفاؤل اصطدم بنفي رسمي من المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية هي يادونغ، الذي صرح بعدم وجود تقدم في المحادثات الثنائية.
وفي المقابل، أعلن ترامب لاحقا أن "اجتماعا عُقد هذا الصباح (الجمعة) مع الصين"، رافضا الإفصاح عن أسماء المشاركين بقوله "لا يهم من هم. قد نعلن عنهم لاحقا، لكن الاجتماع حصل هذا الصباح".
إعلانوأظهرت البيانات الأخيرة أن الرسوم الجمركية المتبادلة بين الجانبين قد بلغت ذروتها منذ بداية العام 2025، حيث فرضت الصين ضرائب تراوحت بين 10% و15% على الواردات الأميركية، في حين رفعت واشنطن الرسوم إلى 145% في بعض الحالات.
وقال كريستوفر والر، عضو مجلس الاحتياطي الفدرالي، إن استئناف تطبيق الرسوم المرتفعة قد يدفع الشركات الأميركية إلى تسريح المزيد من الموظفين، مؤكدا أنه سيدعم خفض أسعار الفائدة في حال ارتفعت معدلات البطالة.
من جهته، أشار رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إلى أن بلاده "ليست مضطرة لإبرام صفقة على المدى القصير"، مضيفا "سوف نبرم الصفقة الصحيحة، وليس الصفقة السريعة"، في تأكيد على تزايد التردد في الاستجابة لمطالب واشنطن.
أما آرثر كروبر، مدير الأبحاث في شركة "غافيكال دراغونوميكس"، فقد علّق على الموقف الأميركي قائلا "تظهر الإشارات القادمة من البيت الأبيض ساعة بساعة إلى أنهم في حالة تراجع فعلي". وأضاف "واشنطن بدأت تدرك ضرورة الدخول في مفاوضات فعلية مع بكين، والسؤال الآن هو متى، وكيف ستكون هذه المفاوضات".
في ظل هذا الواقع، يسعى البيت الأبيض إلى تحقيق اختراق في المفاوضات مع الصين لتبرير سياسته التجارية القاسية، فيما تتطلع دول مثل الهند والنرويج وسويسرا إلى التفاوض على اتفاقيات جزئية لتخفيف التصعيد وحماية مصالحها الاقتصادية.