تونس وصندوق النقد.. محادثات الإنقاذ في ميزان المهاجرين
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
تجاوزت تونس جارتها ليبيا بوصفها الطريق المفضل للمهاجرين من جنوب الصحراء الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، رغم أنها تعاني من ضائقة مالية تصعّب عليها التعامل مع المهاجرين.
وتنقل وكالة "بلومبرغ" أن تعامل تونس وتصريحات الرئيس التونسي قيس سعيد حول المهاجرين عقدّت الجهود الرامية إلى تأمين خطة إنقاد دولية من البنك الدولي.
وتشير الأرقام إلى أن أكثر من 2000 مهاجر فقدوا حياتهم أثناء عبورهم وسط البحر الأبيض المتوسط هذا العام.
وأعربت إيطاليا عن قلقها من أن المحنة الاقتصادية في البلاد لن تؤدي إلا إلى مزيد من الهجرة شمالا.
وبعد ثلاث سنوات من إبرام ليبيا صفقة مع إيطاليا لتدريب خفر السواحل الليبي وتزويد ضباطها بمعدات لاعتراض القوارب التي تنقل المهاجرين بشكل غير قانوني، انخفضت نسبة القادمين من ليبيا، رغم أنه وفقا لجماعات حقوقية، يتعرض المهاجرون هناك لخطر سوء المعاملة أو الاتجار بالبشر.
وبعد الاتفاق الإيطالي مع ليبيا ارتفع عدد المهاجرين عبر تونس.
وأفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن السعر الذي يطلبه مهربو البشر لعبور البحر أقل في تونس، ويتراوح بين 500 و600 يورو، مقارنة بما بين 800 و900 يورو في ليبيا.
وتقول "بلومبرغ" إن الرئيس سعيد الذي قام بتغييرات دستورية شاملة عكست العديد من المكاسب الديمقراطية من انتفاضة الربيع العربي في البلاد عام 2011، أمر قوات الأمن فبراير الماضي باتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة غير النظامية، متحدثا عن "مؤامرة" لتغيير التركيبة السكانية في تونس. وأعقب ذلك تصاعد في خطاب الكراهية والتمييز والهجمات، وفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش.
ويقول المدافعون عن المهاجرين إنهم كبش فداء مناسب في بلد يعاني من البطالة الجماعية وأزمة تكاليف المعيشة.
وتسعى تونس إلى اختتام المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بشأن حزمة إنقاذ اقتصادي بقيمة 1.9 مليار دولار.
تقول الوكالة إن مساعدة صندوق النقد الدولي تعتمد إلى حد كبير على استكمال تونس لمختلف الإصلاحات الاقتصادية. ومع ذلك، فإن تصريحات سعيد بشأن المهاجرين، وإصراره على أن البلاد لن تتأثر بـ"الإملاءات" الأجنبية، قد قوضت ثقة المستثمرين.
وفي يونيو، خفضت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني التصنيف الائتماني لتونس إلى غير مرغوب فيه. وقد يؤدي الفشل في الحصول على مساعدة صندوق النقد الدولي إلى التخلف عن السداد الذي من شأنه أن يدفع الاقتصاد إلى حالة من الفوضى.
وأوقف البنك الدولي لفترة وجيزة مساعداته لتونس بسبب قضية المهاجرين. ووافق في أواخر مايو على إعادة تشغيل البرنامج باتفاقية شراكة جديدة. لكن البنك أوضح أن المدفوعات المستقبلية ستعتمد جزئيا على امتثال تونس "لمتطلباتها البيئية والاجتماعية".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
كواليس مباحثات مصر مع صندوق النقد الدولي وصرف الـ1.2مليار دولار خلال أيام
أعلن مجلس إدارة صندوق النقد الدولي، التوصل لاتفاق يتضمن حصول مصر علي الشريحة الاخيرة بقيمة 1.2 مليار دولار من أصل 8 مليارات دولار ضمن برنامج التسهيل الممدد المعدل والمتفق عليه مع الحكومة المصرية في منتصف مارس الماضي.
بموجب الاتفاق المبرم بين إدارة الصندوق و الحكومة فإن مصر من المقرر ان تتلقي تلك الشريحة خلال الأيام القلائل المقبلة والتي تتزامن مع بدء العام الميلادي الجديد، توازي تلك الشريحة مايقارب 923 مليار وحدة سحب .
برنامج المراجعة
خلال الشهرين الماضيين كانت مصر قد قدمت طلبا لإدارة الصندوق بإرجاء الحصول علي الشريحة التي كان من المقرر وصولها في نوفمبر السابق، في ظل بعض المناقشات التي جرت بين الجانبين تطرقت لبعض الإجراءات ساعدت في تأخير برنامج التقييم الربع سنوي من قبل الصندوق وهو برنامج المراجعة للاقتصاد المصري يتم إجراؤه لاستحقاق صرف الشريحة التالية .
كواليس الاتفاق
توافق صندوق النقد الدولي مع الحكومة لاستحقاق من صرف الشريحة الرابعة بقيمة 1.2 مليار دولار والتي تأخر استحقاقها لشهر سابق، جاء بعد جهود مضنية قامت بها مصر شملت سلسلة من الإصلاحات والإجراءات المتسارعة رغم سوء الأوضاع الاقتصادية و السياسية علي المستوي الإقليمي والدولي خاصة بعد الهجمات الإسرائيلية علي غزة ولبنان وسوريا ومناطق عدة البحر الاحمر، كان لها التأثير علي حركة التجارة الدولية وهو ما أثر علي عوائد قناة السويس و انخفاض موارد النقد الأجنبي .
بدأت الحكومة خصوصا مع قدوم كريستالينا جورجيفا المدير التنفيذي للصندوق إلى مصر خلال الأسابيع السابقة بعد انتهاء اجتماعات الربيع و التأكيد علي دور مصر الريادي علي هامش مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي و الدكتور مصطفي مدبولي،رئيس مجلس الوزراء و قيادات البنك المركزي المصري ووزارة المالية، والتاكيد علي قدرات الاقتصاد المصري في تحقيق معدلات نمو مقبولة رغم الظروف الإقليمية والدولية المحيطة .
اصلاحات اقتصادية
تحركات الحكومة المصرية ركزت خلال الفترات الماضية علي دعم اكبر للقطاع الخاص باعتباره قاطرة التنمية وهو أحد ملاحظات صندوق النقد الدولي، لتقوم الجهات المعنية في المجموعة الاقتصادية ممثلة في وزارة المالية في إقرار حزمة من التيسيرات الضريبية لدعم المستثمرين خصوصا قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر و تفعيل برنامج للخصم والمقاصة الإلكترونية لمديونيات الممولين والجهات الحكومية ضمن التيسيرات المقدمة للمتعاملين مع القطاع الضريبي .
واطلقت وزارة الصناعة والنقل مبادرات للتصالح علي مخالفات التراخيص الصناعية و إجراء اجتماعات دورية مع جمعيات المستثمرين علي مستوي المحافظات للتوصل لحلول جذرية لكافة المشكلات والعمل علي حلها..
وتعهدت الحكومة أيضا لصندوق النقد الدولي برفع مساهمات الضرائب نسبة للناتج المحلي خلال العام المالي الجاري والمقبل بمقدار2% دون الاضرار بالممولين والعمل علي وضع ضمانات للحماية الاجتماعية للفئات الأولي بالرعاية بالإضافة لتقليص معدلات الديون من خلال برنامج محدد لإعادة هيكلة الدين العام حيث أعلنت وزارة المالية عن التوجه لتخفيض معدلات الدين العام ليصبح ما بين 85 حتي 80% في المتوسط بحلول العامين الماليين المقبلين .
كما أكدت الحكومة أيضا علي استكمال برنامج الطروحات الحكومية لتعظيم الموارد للخزانة العامة بالإضافة لتدعيم الاستثمارات في هيئة سوق المال وتقوية مراكز الشركات و البنوك المدرجة ببرنامج الطروحات .
وركزت مصر خلال الفترات السابقة لدعم الفئات الأولي بالرعاية من خلال توسيع دائرة الانفاق العام علي برامج الصحة والتعليم وإصلاح هيكل المعاشات و تحسين مستويات الخدمات العامة .