الافق السياسي فوق غبار المعركة.. ماهية ودلالات لقاء البرهان وعبد الرحمن الصادق
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
رأيي الشخصي في اللواء عبد الرحمن الصادق المهدي ظل إيجابيا منذ فترة الإنقاذ ، وأرى أنه افضل وأميز أبناء الامام الراحل الصادق الذين كان يعدهم لخلافته ، وقد نجح الرجل في أن يكون ( متسامحا متصالحا ودودا اجتماعيا مع الجميع ) خلال عمله في حقبة الإنقاذ وما بعدها.
ذلك الوضع جعل دوره ( سلبيا ) في حزب الأمة ولا يتناسب مع تجربته السابقة ، لكنني ربما أفسر ذلك في إطار توزيع الأدوار واللعبة السياسية التي كان يجيدها السيد الصادق المهدي – رحمه الله – وحرص على توريثها لأبنائه ، فلا غرو أن تجدهم موزعين بين المتناقضات تجد بعضهم في المؤسسة العسكرية ، وبعضهم سياسي يميل إلى اليسار ، وآخر سياسي يميل إلى اليمين ، وآخرون في مواقع وأدوار أخرى .
مؤخرا بدأت أشعر بحملة تلميع إعلامية للرجل عن دوره في معركة الكرامة !! وظهرت له فيديوهات – لا أجزم بصحتها – عن وجوده في المدرعات ومواقع اخرى ، لكن في الواقع لا أحد يلمس له أي دورا عسكري قتالي واضح مثل بقية الأدوار التي يقوم بها معظم كبار الضباط حاليا ، بل أننا لم نسمع عن مزاولته الخدمة العسكرية منذ سقوط نظام الإنقاذ الذي كان يشغل فيه الرجل مساعدا لرئيس الجمهورية المشير / عمر البشير ( وهو منصب سياسي وليس عسكري ) ، فهل هو مازال لواء بالخدمة العسكرية أم بالمعاش ، بعد تقلده ذلك المنصب السياسي الرفيع ؟ .
واليوم لم اجد تفسيرا لمقابلته ( الموثقة إعلاميا بشكل مركز ) للسيد البرهان القائد العام للجيش ، فالرجل من حيث الرتبة لا سبب مقنع يجعله يلتقي الرئيس البرهان في ظل ظروف الحرب الدائرة حاليا ، كما أنه لا يشغل أي منصب عسكري كبير ( مثل قادة المناطق واللواءات العسكرية ) يدفع القائد العام لاستدعائه للتشاور أو التخطيط لعمل عسكري ميداني .
ومن جهة أخرى نجد أن وضع اللواء / عبد الرحمن الصادق كضابط سابق بالقوات المسلحة لم يسمح له بممارسة أي دور سياسي ، ولذلك هو لا يشغل حاليا أي منصب قيادي في حزب الأمة ، وبالتالي تأثيره تنظيميا داخل حزب الأمة يكاد يكون منعدما.
وهذا بالطبع لا ينفي أن يكون له دور مستقبلي في قيادة حزب الأمة رغم خلفيته العسكرية ، فاللواء فضل الله برمة ناصر الذي يقود حزب الأمة حاليا كان ضابطا بالقوات المسلحة.
يبقى السؤال عن ماهية ودلالات هذا اللقاء الرسمي – المهم جدا كما يبدو – بالزي العسكري في ( مكان غير عسكري ) ، كأول لقاء بعد عودة البرهان من رحلة القاهرة مباشرة !!
عموما ننتظر القرارات السياسية لتشكيل الحكومة المرتقبة او محاولات السيد البرهان الولوج برفق الى مسلسل المحاصصات والتسوية السياسية غير المستبعدة ابدا في تقديري ..
د. عبد المحمود النور محمود
عبد المحمود النور
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: حزب الأمة
إقرأ أيضاً:
عماد السنوسي يوضح حقيقة الحرب الدائرة في السودان نافضًا عنها غبار الروايات المتداولة دوليًا
تحدث الكاتب الصحفي عماد السنوسي، رئيس تحرير صحيفة "نبض السودانية"، عن حقيقة الحرب الدائرة في السودان، نافضًا عنها غبار الروايات المتداولة دوليًا.
وأوضح السنوسي، خلال برنامج "الحياة اليوم" المذاع على قناة "الحياة"، أن المجتمع الدولي ينظر إلى النزاع وكأنه مواجهة بين طرفين متنازعين، مؤكدًا أنها حرب بين جيش السودان النظامي، حامل لواء السيادة الوطنية، وبين ميلشيا متمردة تسعى لأن تكون أداة تخدم مصالح خارجية، في ظل مؤامراتٍ تُحاك في الخفاء لتقويض وحدة السودان ونهب ثرواته.
وأشار إلى التطورات الميدانية الأخيرة، حيث حقق الجيش السوداني انتصاراتٍ حاسمة في ولايات دارفور، ولا سيما في مدينة الفاشر بشمال دارفور، حيث تدور رحى معركةٍ مصيرية على بُعد خطواتٍ من الحسم، موضحًا أن هذه المدينة، التي تتربع على خارطة الأهمية الاستراتيجية، تربط شمال دارفور بشمال السودان خلال ساعاتٍ معدودة، كما تشكل نقطة تماسٍ حيوية مع دولة ليبيا، ما جعلها شريانًا حيويًا لميليشيا الدعم السريع في عمليات تدفق السلاح والإمدادات العسكرية، فضلًا عن استقدام المرتزقة.
وأضاف أن ما يزيد من تعقيد المشهد، أن الجيش السوداني تصدى حتى الآن لـ 207 هجمات شنتها الميليشيا على شمال دارفور، دون أن تتمكن من إسقاط مدينة الفاشر، في دلالة واضحة على صلابة الجيش وخبرته القتالية، المدعومة بإرادة شعبية لا تلين، مشيرًا إلى أنه على وقع القذائف، تلجأ الميليشيا إلى قصف المدنيين في محاولةٍ يائسة لإجبارهم على النزوح، تمهيدًا لاستباحة المدينة، لكن المقاومة لم تخفت، ومعركة الخرطوم باتت شبه محسومة بنسبة 98%.