فرنسا.. ماكرون يجتمع بقادة الأحزاب السياسية لكسر الجمود في الجمعية الوطنية
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عصر الأربعاء قرب باريس قادة كل الأحزاب السياسية، ومن بينهم أشد معارضيه، في محاولة لكسر الجمود في الجمعية الوطنية.
ولا يحظى ماكرون بغالبية مطلقة داعمة له في الجمعية الوطنية منذ الانتخابات البرلمانية العام الماضي.
وقال الرئيس الفرنسي إن الاجتماع هدفه إجراء "مناقشة صريحة وصادقة ومباشرة" من أجل "العمل معا" لصالح الناخبين.
وفي رسالة الدعوة التي وجهها إلى زعماء الأحزاب من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، تعهد ماكرون العمل معا على سن قوانين جديدة وحتى تنظيم استفتاءات "إذا لزم الأمر" - وهي أداة سياسية نادرا ما تستعمل في فرنسا.
من جهته، قال منسق حزب "فرنسا الأبية" اليساري الراديكالي مانويل بومبار لدى وصوله إلى الاجتماع عصر الأربعاء مع زعماء يساريين آخرين من تحالف "نيوب"، "جئنا ولا نحمل أوهاما، لكننا عازمون".
وقال الزعيم الاشتراكي أوليفييه فور: "كلما تسنى لنا القدوم وطرح مقترحات ملموسة، سنفعل ذلك".
وأفاد رئيس حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف جوردان بارديلا الصحافيين إن الاجتماع "فرصة لإجراء نقاش صريح"، مؤكدا أنه لن يكون "الأكثر تساهلا" مع ماكرون.
ومن المقرر أن تجري المحادثات خلف أبواب مغلقة مع تسليم المشاركين هواتفهم.
وإحدى الأفكار المقترحة للنقاش هي قيام الحكومة بتنظيم استشارة عامة غير ملزمة تطرح على الناخبين أسئلة متعددة الخيارات حول قضايا مثل الهجرة والتعليم.
وكانت الاستفتاءات التقليدية التي تعتمد على سؤال واحد تكون إجابته بنعم أو لا، تحولت في الماضي إلى استفتاء على الرئيس نفسه، ما سبب إحراجا ومشاكل لكل من الرئيسين فرانسوا ميتران وجاك شيراك في قضايا أوروبية في عامي 1992 و2005.
وقال المتحدث باسم الحكومة أوليفييه فيران لقناة "بي إف إم تي في" الإثنين: "من خلال طرح عدة أسئلة، يمكن للناس التنفيس عن غضبهم في أحد هذه الأسئلة والرد على القضايا المتعلقة بجميع الأسئلة الأخرى".
وقد دعا المحافظون واليمين المتطرف بالفعل إلى إجراء استفتاءات حول الهجرة، بينما يريد تحالف "نيوب" اليساري أن يكون للناخبين رأي مباشر في التغييرات المثيرة للجدل التي أدخلها ماكرون على نظام التقاعد.
ويفضل حزب النهضة الذي يتزعمه ماكرون إجراء استفتاء يتضمن "ما بين 3 و5 أسئلة"، تتناول مواضيع من بينها إصلاح مؤسسات الحكم.
وقال أحد نواب الحزب البارزين إن تلك "طريقة لاستعادة الشرعية إذا صوت الناس بنعم".
ويعقد الاجتماع بين الرئيس وقادة الأحزاب في ضاحية سان دوني الباريسية الفقيرة التي شهدت أعمال شغب في أواخر حزيران/يونيو وأوائل تموز/يوليو بسبب مقتل الشاب نائل برصاص شرطي أثناء عملية تدقيق مروري.
وقال قصر الإليزيه إن مائدتين مستديرتين ستغطيان الشؤون الدولية والإصلاحات المؤسسية المحتملة، مع عشاء لاحق يتناول المشاكل التي أبرزتها أعمال الشغب: التعليم والاندماج وعدم المساواة.
ويبدو أن حكومة ماكرون المدعومة من أقلية وسطية في الجمعية الوطنية استنفذت استراتيجيتها المتمثلة في إقامة تحالفات برلمانية مؤقتة لتمرير مشاريع قوانين، إضافة إلى استخدام آلية لا تحظى بشعبية لتمرير القوانين دون تصويت، وقد استعملتها خصوصا لإقرار التغييرات في نظام التقاعد في وقت سابق من هذا العام.
والرئيس "يريد الآن تجنب العراقيل بأي وسيلة متاحة"، وفق ما أفاد عضو رفيع في الوفد المرافق له وكالة الأنباء الفرنسية.
وأضاف المسؤول أن ماكرون "يريد تحديد مواطن الخلاف، وإذا لم يكن من الممكن تجاوزها، سينظر في المواضيع التي يمكن أن يقرر بشأنها الناخبون الفرنسيون" في استفتاء.
فرانس 24/ أ ف بالمصدر: فرانس24
كلمات دلالية: النيجر الغابون ريبورتاج فرنسا إيمانويل ماكرون سياسة السياسة الفرنسية فی الجمعیة الوطنیة
إقرأ أيضاً:
موجة عالمية نحو التشدد.. منهج الرئيس الأمريكى ينعش القوى المحافظة فى العالم.. نهج ترامب غير المنضبط يغرى القادة الأوروبيين بتبني سياسات أكثر حدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع شروع الرئيس دونالد ترامب فى ولايته الثانية، أصبحت زعامته منارة للحركات الشعبوية المحافظة فى جميع أنحاء العالم. وقد لاقى موقفه المتشدد بشأن الهجرة والقيم التقليدية والتشكك تجاه المؤسسات العالمية صدى لدى الأحزاب القومية واليمينية المتطرفة فى جميع أنحاء أوروبا. وفى حين تشترك هذه الأحزاب فى موضوعات شاملة، فإن خطابها وسياساتها ونهجها قد يختلف حسب طبيعة كل دولة.
المشهد الشعبوى
من حزب "البديل من أجل ألمانيا" فى ألمانيا إلى "إخوة إيطاليا" فى إيطاليا، و"التجمع الوطني" فى فرنسا، وحزب "الحرية" فى النمسا، تكتسب الحركات الشعبوية المحافظة أرضية. وتدافع العديد من هذه الأحزاب عن السياسات القومية، وتتحدى المعايير الديمقراطية الليبرالية، وتعارض الهجرة. ومع ذلك، فإنها تختلف فى مستوى التطرف والدرجة التى تتبنى بها الميول الاستبدادية.
على سبيل المثال، ناضل حزب البديل من أجل ألمانيا للتخلص من ارتباطه بخطاب الحقبة النازية، فى حين خففت جورجيا ميلونى فى إيطاليا من مواقفها بعد صعودها إلى السلطة. وفى النمسا، تبنى حزب الحرية هويته اليمينية المتشددة بالكامل، مستخدمًا شعارات تذكرنا بالدعاية النازية لحشد الدعم.
ردود الفعل
يتميز خطاب ترامب بأنه أحد أكثر الشخصيات صراحة فى هذه الحركة. إن موقفه الصريح بشأن الهجرة، بما فى ذلك الوعود بالترحيل الجماعي، يذهب إلى أبعد من العديد من نظرائه الأوروبيين. وفى حين خففت ميلونى من لغتها بشأن الهجرة، يواصل ترامب استخدام المصطلحات التحريضية، واصفًا الهجرة بأنها "غزو".
ومع ذلك، يظل نفوذ ترامب قوياً. تشير ناتالى توتشي، عالمة السياسة الإيطالية، إلى أن نهج ترامب غير المنضبط قد يغرى القادة الأوروبيين بتبنى موقف أكثر مواجهة.
وتمثل الحرب فى أوكرانيا إحدى القضايا الرئيسية التى تفرق بين الشعبويين اليمينيين الأوروبيين. لقد تعهد ترامب بإنهاء الحرب لكنه لم يوضح كيف. وعلى النقيض من ذلك، وضعت ميلونى نفسها كمؤيد قوى لأوكرانيا، متحالفة مع التيار الرئيسى الأوروبي، فى حين حافظ فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر وحزب الحرية النمساوى على مواقف مؤيدة لروسيا، حيث ألقيا باللوم على العقوبات الغربية فى الصراعات الاقتصادية. أما حزب القانون والعدالة الحاكم السابق فى بولندا، والذى كان متحالفاً ذات يوم مع أوربان، فقد نأى بنفسه عن روسيا بسبب اختلاف وجهات النظر بشأنها.
الخطاب المتطرف
فى حين يتقاسم ترامب وحلفاؤه الأوروبيون مواضيع قومية وشعبوية، سعى البعض إلى تخفيف خطابهم لرفع درجة جاذبيتهم بين الناخبين. لقد نأى التجمع الوطنى الذى تقوده مارين لوبان فى فرنسا بنفسه عن ماضيه المتطرف، وركز على القضايا الاقتصادية بدلاً من سياسات الهوية. وعلى نحو مماثل، حاول حزب البديل من أجل ألمانيا، على الرغم من جذوره المتطرفة، استقطاب الناخبين من التيار السائد من خلال اختيار أليس فايدل، الخبيرة الاقتصادية المثلية، كمرشحة رئيسية له.
ولكن فى النمسا، كثف حزب الحرية موقفه. فقد تبنى هربرت كيكل، زعيم الحزب، لغة استفزازية وإشارات تاريخية تعكس الدعاية النازية. ويشير هذا الموقف إلى أنه فى حين تخفف بعض الأحزاب اليمينية المتطرفة من حدة خطابها، فإن أحزاباً أخرى تضاعف من خطابها المتشدد.
قضية أساسية
يتناقض تعهد ترامب بترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين بشكل صارخ مع بعض الأحزاب اليمينية الأوروبية، التى تبنت سياسات أكثر دقة. على سبيل المثال، يدعم حزب البديل من أجل ألمانيا ترحيل المهاجرين المجرمين ولكنه يقدم مسارات التكامل للآخرين. ويواصل حزب فيدسز المجري، بقيادة أوربان، تصوير المهاجرين باعتبارهم تهديدا للأمن القومي، باستخدام لغة معادية للأجانب لحشد الدعم.
ومع تطور حركة اليمين العالمية، يظل السؤال مطروحًا: هل يشكل نموذج ترامب للشعبوية غير المفلترة قادة المستقبل، أم أن الحركات الأوروبية ستشق طريقها بنفسها؟.