البابا تواضروس.. النسك المسيحي الأصيل هو: ضبط للجسد بميزان حساس
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع من كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالقاهرة، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
واستكمل قداسته سلسلة "صلوات قصيرة قوية من القداس"، وتناول جزءًا من الأصحاح الثلاثين في سفر التثنية والأعداد (١١ – ٢٠)، وأشار إلى طِلبة قصيرة من الطِلبات التي ترفعها الكنيسة بعد صلوات التقديس في القداس الغريغوري، وهي: "نسكًا للرهبان والراهبات"، وأوضح أن المقصود بها الرهبان والراهبات وكل مَنْ هم في حياة التكريس، وأن أشهر منطقة رهبانية في العالم هي منطقة وادي النطرون، والتي تُسمى "الإسقيط" وهي كلمة يونانية بمعنى "جامعة النسك"، وأن منطقة وادي النطرون جذبت كبار الراغبين في معرفة الحياة الرهبانية، ولها أسماء جغرافية متعددة مثل: "برية شيهيت" و"ميزان القلوب"، ثم شرح قداسته الاختلاف بين "الناسك" و"الفقير"، من خلال:
الفقير: يتمنى ويرغب أن يصير غنيًّا ولا يستطيع تحقيق ذلك.
الناسك: يتعفف ويضبط نفسه بإرادته عن كل شيء.
ووضع البابا تعريفًا للنسك المسيحي الأصيل، وهو: ضبط للجسد بميزان حساس، لأن النسك دون تمييز وميزان حسن هو سلاح قاتل للنفس، وتأمل قداسته في كلمة "النسك" من خلال حروفها الثلاثة:
١- "ن": ترمز إلى حياة النقاوة الداخلية والخارجية لنفس الإنسان، "قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي" (مز ٥١: ١٠).
٢- "س": ترمز إلى حياة السهر الروحي، كعلامة للانتظار والاستعداد لملكوت السموات.
٣- "ك": ترمز إلى حياة الكتاب المقدس، "اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ" (يو ٦: ٦٣).
وأشار قداسته إلى أهمية الصلاة من أجل الرهبان والراهبات، وأن يعطيهم الله الحياة الناسكة، من خلال:
١- النسك يوجد فيه معنى الشركة، فالناسك لا بد أن يسير في طريقه الروحي بمساعدة أبيه الروحي، والنسك خالٍ من أي تطرف أو تشدد.
٢- النسك هو وسيلة تساعد في مسيرة التوبة.
٣- النسك هو وسيلة توازن في حياة الإنسان، "ادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ" (مت ٦: ٦)، والنسك يُقلل الارتباط بالأرض ويُزيد الاشتياق للسماء.
٤- النسك يُعتبر وسيلة علاجية، "وَكُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبُطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ" (١كو ٩: ٢٥)، لأن الضبط يجعل الإنسان يتحرر شيئًا فشيئًا من الارتباط الأرضي، ويجعله حارسًا لجميع حواسه وأفكاره.
٥- النسك هو وسيلة قوية لنمو القامة الروحية للإنسان، و"طوبى للراهب الذي يرى بفرح وابتهاج خلاصه وخلاص الآخرين" من أقوال القديس إيڤاجريوس البنطي.
وتناول قداسة البابا علامات النسك، وهي:
١- الملبس: ملابس الراهب تتميز بالبساطة، ولونها الأسود يرمز إلى الموت عن الدنيا والشهوات.
٢- المسكن: يتميز أثاث القلاية (حجرة الراهب) بالبساطة، مما يجعل الإنسان يشعر برهبنته.
٣- الطعام: الراهب يحفظ نفسه من محبة البطنة (الامتلاء) والحنجرة (أنواع الطعام)، "فَإِنْ كَانَ لَنَا قُوتٌ وَكِسْوَةٌ، فَلْنَكْتَفِ بِهِمَا" (١تي ٦: ٨).
٤- الصمت والكلام: الحرص على الصمت، "الساكن مكانه عند الله في زمرة الملائكة" من أقوال القديس الأنبا أنطونيوس.
٥- ضبط المال: الرهبنة هي حياة فقر اختياري، "لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ" (١تي ٦: ١٠).
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: البابا تواضروس اجتماع الاربعاء تواضروس القداس
إقرأ أيضاً:
البابا تواضروس الثاني يستقبل وفد مركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني اليوم الثلاثاء، الدكتور فراس حبال، رئيس مركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات، ونائب رئيس مجلس الأمناء والوفد المرافق له.
وتناول اللقاء بحث سبل التعاون مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لتعزيز قيم السلام وإجراء أبحاث مشتركة تسهم في الترابط المجتمعي، بالإضافة إلى تقديم برامج تدريبية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لدعم البحوث العلمية.
ويأتي هذا اللقاء في إطار جهود المركز لتعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمنصة علمية دولية تسهم في تعزيز الحوار بين الأديان، وترابط الدول عبر البحث العلمي، ودور الشباب في هذا السياق.
ومن جهته، قدم البابا تواضروس الثاني نبذة عن تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مشيرًا إلى اهتمام الكنيسة بدعم القيم الوطنية ونشر السلام، مع التأكيد على دورها ككيان بعيد عن السياسة لكنه يعكس الروح الوطنية. كما أعرب قداسته عن تقديره وتشجيعه لعمل المركز ودوره في ربط رجال الدين، والباحثين، والسياسيين لتعزيز التعاون المشترك.