خروج البرهان بين سردية حرب الجنرالين وسردية حرب المليشيا ضد الدولة
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
في نقاش مع أحد الإصدقاء، كنا بنتسائل لي خروج البرهان، بصفته الاعتبارية كقائد عام للجيش ورئيس لمجلس سيادة البلاد، عمل تغيير كبير في المزاج العام وميل الكفة سياسيا لصالح الجيش؟!
وصلنا لي إنو المسألة ما جوهرها هزيمة سردية البدروم والانتشار يعني السيطرة، لكنها هزيمة عميقة لدعاية المليشيا وأحلافها من أحزاب الحرية والتغيير بتحويل مخيال حرب الجيشين والجنرالين نحو مخيال حرب المليشيا ضد الدولة: مخيال السردية الهزمت سياسيا بالآلة الإعلامية لأحزاب الحرية والتغيير واقتصادها السياسي باعتبارها قوى مدنية مرتبطة بالتحول المدني الديمقراطي.
للأسف البرهان وعسكر مجلس السيادة أداروا المعركة خلال الشهور الفاتت دي كلها بمخيال دفاع عسكري ما مخيال أمن قومي وبالتالي لم تستثمر قوى الدولة السبعة الشاملة في الإدارة الاستراتيجية للحرب. وفي الحقيقة في بداية الحرب البرهان عين عسكر مجلس السيادة الفي الجهاز السياسي في الدولة في مناصب في البيروقراطية العسكرية ودا بيوريك الخيال الذي تقرر أن تدار به المعركة. فعسكر مجلس السيادة لخمسة شهور من غير وعي أور بما بوعي من البرهان تحديدا كانوا بيؤكدوا في سردية الجيشين وحرب الجنرالين ودا محور الدعاية السياسية لتحالف الدعم السريع والحرية والتغيير البيقوم عموده الفقري على مساواة الشرعية بين الجيش والدعم السريع ومشروعهم المركزي هو ليس دمج الدعم السريع في الجيش لكن دمج الدعم السريع والجيش في جيش جديد بما يساوي بين الشرعية للجيشين. في الخمسة شهور دي البرهان ما نجح إطلاقا إنو يديك شعور إنو رئيس مجلس سيادة فظهر مرتين بس بالصفة الاعتبارية دي المرة الأولى منهم بعد ٨٠ يوم من الحرب. البرهان كان دايما بيديك شعور إنو قائد جيش وقائد جيش مهزوز.
غرامشي بيتكلم عن سطوة الدولة وهيمنتها الثقافية فللدولة هالة وشعور في اللاوعي للشعوب التي ولجت مجالها الثقافي. خروج البرهان بعملية عسكرية محكمة وارتشافه للقهوة هزم سردية البدروم لكن سفره في ذات اليوم لعطبرة ومنها لبورتسودان ولقائه للوزراء ونائب رئيس مجلس السيادة وخطاب قاعدة فلامنجو البحرية ثم السفر لمصر كرئيس مجلس سيادة استعاد مخيال الدولة. فكرة زول بيطلع من القيادة لي حامية في نهر النيل وحامية في الشرق ويسافر ويرجع ويلاقي رئيس بلد تانية فدا طوالي بيعكس مخيال الدولة وبيوريك مقدار التحكم والسيطرة. وبالتالي دا بيساعد في تعريف الحرب في إطارها الصحيح كحرب بين الدولة والمليشيا وليست حرب جيشين وجنرالين. حرب الجيش مسيطر فيها على كل الولايات وما فيها أدنى تنازع على سلطة الأمر الواقع. بفعل هالة الدولة ومخيالها الثقافي مباشرة بتظهر ضئالة المليشيا ومجرد الخروج دا بينجح في إنو يحول مخيال المعارك العسكرية إلى تفلتات أمنية في بعض ولايات السودان لجيش مركزي مع مليشيا متمردة. هذه التحركات على بساطتها لكنها أنجع في هزيمة السردية السياسية للخصم بأكثر من تحرير كبري شمبات.
فالبرهان خلال الشهور السابقة لم يكن لجاما للجيش بقدر ما كان لجاما للدولة. دولة أثبتت أكثر من أي وقت مضى أنها عريقة. ومصالح بقائها الوجودية أثبتت أنها ذات بنية عميقة مكنت الشعب من رسم خطوط الاقتصادي السياسي للجيش ومكنت الجيش من قلب المجن على قائده ومكنته قبل ذلك من إفشال أكبر مخطط لتقويضها في ما لا يزيد عن ٧٢ ساعة. كيف لا وهذه الدولة اليوم باتت تستعيد عافيتها ومن أجمل الأخبار استعادة بيانات السجل المدني في ما يشبه المعجزة. بل أثبتت هذه الحرب مرونة القطاع الخاص السوداني وقدرته على إعادة إنتاج سلعه وخدماته وحتى تغيير نشاطه.
الرسالة خرجت قوية لأبان عقالات: نحن أولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا: نحن الفوق رقاب الناس مجرب سيفنا. نحن ملوكنا وملكاتنا مدفونين بي دهبهم صنعوا أمجادا في التاريخ حين لم تكونوا حينها مجرد فكرة.
خاتمة: ياخ البرهان دا جاب لينا نفسيات: الزول في نفس ذات اللحظة بيجيهو شعورين لمن يشوفو. شعور بالخساسة والكره مربوط بصفته الشخصية وشعور بالعظمة والحب لصفاته الاعتبارية؛ صفات في هذه اللحظات تحديدا من تاريخنا نريد لها أن تكون في أبهى وأكمل صورها: الصفة الاعتبارية لجيش قوقو عمرو ما سنوات من كرري وتعال أحسب؛ والصفة الاعتبارية لرئاسة سيادة دولة فيها ما فيها من سر بعانخي.
النصر والمجد للقوات المسلحة السودانية.
البقاء والسيادة والنماء للسودان وشعب السودان.
عمرو صالح يس
عمرو صالح ياسين
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: مجلس السیادة
إقرأ أيضاً:
كيف سقط نظام الأسد في سوريا.. تفنيد سردية حلفاء النظام تخلّوا عنه
تناولت عدّة تقارير في الإعلام الغربي انهيار نظام الأسد بالتحليل والتعليق، وبدا أنّ هناك سردية طاغية في هذه التغطيات والتحليلات التي نقلتها مواقع ومراكز مثل كارنيغي، وبروكينجز، ورويترز، والأسوشياتد برس، وسكاي نيوز، والبي بي سي، وغيرهم بأنّ أحد أهم أسباب سقوط نظام الأسد هو تخلّي حلفاء نظام الأسد عنه. وتوحي هذه السردية بغض النظر عن هدفها، أنّ الحلفاء كان بإمكانهم مساعدته ولكنّهم قرروا عدم فعل ذلك، والحقيقة أنّ مثل هذا التفسير غير صحيح.
هناك سلسلة طويلة من الأسباب التي يمكن لها أن تفسّر سقوط نظام الأسد السريع منها ما هو آني ومنها ما هو استراتيجي، منها ما يتعلق بهجوم المعارضة، ومنها ما يتعلق بنظام الأسد، ومنها ما يتعلق بحلفائه، والبيئة الإقليمية، لكن ليس من بينها أنّ حلفاءه تخلوا عنه ولهذا سقط.
هناك عدّة عوامل تفسّر سقوط نظم الأسد السريع، منها ما هو آني ومنها ما هو استراتيجي، منها ما يتعلق بهجوم المعارضة، ومنها ما يتعلق بنظام الأسد، ومنها ما يتعلق بحلفائه، والبيئة الإقليمية، لكن ليس من بينها أنّ حلفاؤه تخلوا عنه ولهذا سقط. لعلّ أبرز هذه الأسباب على المستوى الآني ما يتعلق بالمعارضين أنفسهم، تليها عوامل أخرى تابعة أقل أهميّة تتعلق بنظام الأسد نفسه، ومن ثمّ حلفائه في إيران وروسيا، والمطبّعين معه في العالم العربي وأوروبا.
إيران، روسيا، الولايات المتّحدة، وإسرائيل ساهمت بشكل أو بآخر في دعم نظام الأسد أو في إطالة أمده أو في منع سقوطه منذ اندلاع الثورة السورية. خلال اتصالاته الأخيرة، كان الأسد يراهن على أنّ إعادة إنتاج سردية الإرهاب ستدفع هذه الأطراف إلى المساهمة مجدداً في الدعم السريع الذي يحتاج له.أبرز هذه العوامل على الإطلاق هي توقيت الهجوم وسرعته الفائقة. الهجوم جاء في وقت كان النظام يركّز فيه على محاولة تحاشي الإنجرار إلى مأزق النزاع الإسرائيلي ـ الإيراني، وبالتالي فقد كان كل تركيزه على الحسابات الخارجية.
وبالرغم من أنه نجح في ذلك إلى حد بعيد، مما منحه ثقة بالنفس بالاستفادة من الوضع الراهن في تحسين موقعه، إلا أن ذلك جعله عرضة لهجوم داخلي غير متوقع. لقد رأت المعارضة في إتّخاذ النظام موقعاً حيادياً في المواجهة الخارجية بين إسرائيل وإيران، فضلاً عن تفادي النظام اصدار بيانات ادانة لهجمات إسرائيل ضد حزب الله وإيران، بانّه تعبير عن حالة ضعف. وحقيقة أنّ نظام الأسد كان يحاول التموضع بين المعسكرين، فقد كان توقيت الهجوم مثاليا.
ثانيا، طبيعة الهجوم. الهجوم كان سريعا ومنظماً ومعقداً بشكل غير متوقع، وحقيقة أنّه قد تمّ التسويق له على انّه هجوم دفاعي "رد العدوان"، فقد أعطى ذلك انطباعاً أنّه هجوم محدود في الطريقة والأهداف، وأنّه لا يهدف إلى تحرير مناطق من سيطرة النظام، ممّا أبقى النظام في حالة استرخاء نسبي معتبراً أنّه جزء من العمليات التقليدية التي تجري عادة، لكن ما أن بدأ الهجوم حتى تسبب ذلك بصدمة لدى النظام. المعارضة لم تسعى إلى السيطرة على الأرض، وإنما إلى استغلال انهيار الصفوف الأمامية لجيش النظام لتحقيق المزيد من المكاسب.
حاول النظام تدارك الوضع من خلال عدّة مبادرات على المستوى العسكري والسياسي والدبلوماسي لكنها باءت جميعا بالفشل. على المستوى السياسي والدبلوماسي، كانت اتصالات الأسد الأولى في الأزمة في 30 نوفمبر 2024 إلى كل من الإمارات والعراق. الإمارات لديها اتصالات مع إسرائيل والولايات المتّحدة، والعراق لديه اتصالات مع إيران والولايات المتّحدة. لقد كان الأسد يأمل من خلال اتصالاته هذه في حشد أوسع دعم ممكن لنظامه.
كما أنّ عدداً من التقارير تحدّث عن زيارة خاطفة قام بها الأسد إلى موسكو لهذا الغرض، قبل أن يزور وزير خارجية إيران عباس عرقجي سوريا في 1 ديسمبر 2024، ناقلاً رسالة من القيادة الإيرانية تؤكد موقف طهران الثابت إلى جانب نظام الأسد في "محاربته للإرهاب واستعدادها التام لتقديم شتى أنواع الدعم للحكومة السورية لأجل ذلك".
إيران، روسيا، الولايات المتّحدة، وإسرائيل ساهمت بشكل أو بآخر في دعم نظام الأسد أو في إطالة أمده أو في منع سقوطه منذ اندلاع الثورة السورية. خلال اتصالاته الأخيرة، كان الأسد يراهن على أنّ إعادة إنتاج سردية الإرهاب ستدفع هذه الأطراف إلى المساهمة مجدداً في الدعم السريع الذي يحتاج له.
في 2 ديسمبر، أي بعد يومين من اتصال الأسد بالرئيس الإماراتي، نشرت رويترز تقريراً أشارت فيه إلى أنّ الولايات المتّحدة بحثت مع الإمارات رفع العقوبات المفروضة على نظام الأسد، وبالرغم من أنّها أشارت إلى أنّ مثل هذه المحادثات كانت تجري منذ فترة، إلاّ أنّ اللافت أنّها أكّدت أن إسرائيل أيضاً حاولت أيضاً رفع العقوبات عن الأسد للمساعدة.
نعيم قاسم، الأمين العام الجديد لحزب الله، قال في خطاب متلفز له في 5 ديسمبر 2024، أي قبل يومين من إسقاط النظام، بأنّ الحزب سيقف إلى جانب نظام الأسد حتى النهاية، واصفا المعارضة السورية بأنّها مجموعات إرهابية تريد إسقاط النظام وتخريب سوريا وخدمة إسرائيل، ومؤكداً أنّهم لن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم حيث سيقف الحزب إلى جانب النظام في إحباط هذه المحاولة.
أمّا الجانب الإيراني، فقد استمر في إصدار البيانات الداعمة لنظام الأسد على مختلف المستويات كما في التزامه في تقديم الدعم العسكري إلى نظام الأسد حتى اليوم الدقائق الأخيرة لانهيار النظام. وكذلك الأمر فيما يتعلق بروسيا، فخلال حضور وزير خارجيتها في منتدى الدوحة، 7 و8 ديسمبر، قال إن بلاده ستواصل دعم نظام الأسد.
أمّا وقد تمت الإطاحة بالنظام، فالمهمة القادمة أصعب خاصة أنّ هناك العديد من اللاعبين الإقليميين والدوليين الذين يتطلعون إلى ما جرى على أنّه ضد مصلحتهم وبالتالي قد يكون تخريب المسار السوري بمثابة أولوية لهم خلال المرحلة المقبلة.عسكرياً، حاول نظام الأسد التستّر على انهيار قواته في المناطق الأماميّة في حلب وحماة مصوّراً ذلك على أنّه انسحاب تكتيكي وأنّ المقصود هو الاستعداد لمعركة كبيرة عند حمص تتيح لجيش النظام شن الهجوم المعاكس واستعادة ما خسره سابقا. لكنّ تصوير النظام حالة الانهيار التي كان قد دخل فيها على أنها انسحاب تكتيكي أرسل رسائل متضاربة إلى أعوانه في الداخل وحلفائه في الخارج وسرّعت من عملية الانهيار.
قوات الأسد التي كانت تنهار لتستمع إلى بيانات تشير إلى أنّ الإنهيار هو في حقيقة الأمر انسحاب تكتيكي أدركت أنّ النظام منفصل عن الواقع. أمّا حلفاء النظام، فقد أشارت بعض التقارير إلى أنّ حزب الله أرسل بالفعل مقاتلين، أمّا القوات الروسية فقد شنّت مقاتلاتهم في 5 ديسمبر أي قبل يومين من انهيار النظام العديد من الغارات من بينها ما لا يقل عن 9 غارات على جسر الرستن بريف حمص الشمالي بهدف فصل مدينة حمص عن ريفها الشمالي المتاخم لمحافظة حماة ومنع تقدم المعارضة.
أمّا إيران، وبسبب سرعة الأحداث، والوضع السيء للنفوذ الإيراني في لبنان وفي سوريا وبسبب مشاكل إيران الداخلية، حاولت طهران الضغط على العراقيين لإرسال ميليشياتهم ريثما يتم إعادة ترتيب المشهد، لكن الحكومة العراقية وعدد من القيادات الشيعية بما في ذلك مقتدى الصدر كانوا قد رفضوا التورّط لأنّهم كانوا يرون مأزق إيران ولا يريدون أن يقعوا في نفس المأزق، حتى أن الصدر أصدر في 5 ديسمبر 2024، أي قبل يومين أيضاً من سقوط النظام بياناً طالب فيه بمنع أي تدخلات عراقية من الحكومة أو الشعب أو الميليشيات أو القوات الأمنية في سوريا.
وبموازاة ذلك، حرص الأسد شخصياً على ألاّ يبلغ أحداً بخطته البديلة، أي الهروب إلى الخارج، وحرص حتى الدقيقة الأخيرة على إبلاغ مسؤوليه العسكريين والمسؤولين في حكومته ومستشاريه والعاملين معه في القصر على أنه موجود وصامد، حتى أنّه في عملية تمويه دقيقة جمع بعض المسؤولين بحسب رويترز وقال لهم إنه سيذهب إلى البيت بعد انتهاء الاجتماع وطلب أن يتم تكليف مستشارته بثينة شعبان بالذهاب إلى منزله لكتابة خطاب له. اأّا حساب الرئاسة السورية فأصدر قبل وقت قليل من هروب بشار بياناً قال فيه إنّ الرئيس يمارس مهامه بشكل معتاد من دمشق. وفجأة أدرك الجميع أنّ الأسد غير موجود، فلم يعد هناك عملياً أي أمل بالبقاء.
وبخلاف الأسباب التي تم ذكرها، هناك عنصر إضافي ساهم في سقوط نظام بشار الأسد بشكل سريع وهو عمليات التطبيع المجاني التي حصلت معه على المستوى العربي والغربي ـ الأوروبي خلال المرحلة الماضية. لقد أعطى التطبيع نظام الأسد انطباعاً خاطئاً بأنّه انتصر وأنّ الأمور حسمت لصالحه وأنّ المسألة مسألة وقت قبل أن يعيد السيطرة على كامل سوريا. جعله هذا الوضع في موقع المسترخي الذي استنفذ كل قواه، كما أقنعت عمليات التطبيع حلفاء الأسد بأنّه على المسار الصحيح لاستعادة سوريا وأنّ الوقت قد حان لتخفيف الأعباء عنهم والتفرغ لتحدّيات الأمنيّة الخاصة فيما يتعلق بأوكرانيا وإسرائيل. ولذلك، فقد رفض الأسد أيضا المضي قدما في أي عملية انتقال سياسي أو مصالحة حقيقية أو تقديم أي تنازل يذكر، مما رسّخ الانطباع لديه بأنّه قوي فيما كان عمليا في وضع المنهار سياسياً واقتصاديا وعسكرياً وكان ينتظر الضربة الأخيرة.
الحقيقة أنّ توقيت هجوم المعارضة وسرعة هذا الهجوم الضوئية تسببت بانهيار معنوي لقوات النظام، وقطعت الطريق على أي عمليات إمداد أو مساعدة خارجية سواء من إيران وروسيا، أو حتى من أمريكا وإسرائيل. أمّا وقد تمت الإطاحة بالنظام، فالمهمة القادمة أصعب خاصة أنّ هناك العديد من اللاعبين الإقليميين والدوليين الذين يتطلعون إلى ما جرى على أنّه ضد مصلحتهم وبالتالي قد يكون تخريب المسار السوري بمثابة أولوية لهم خلال المرحلة المقبلة.