الخبر:
2025-02-23@04:53:10 GMT

سعـي في الخيــر ومسابقـة في الخيـــرات

تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT

سعـي في الخيــر ومسابقـة في الخيـــرات

إن الإسلام خير كله، وإن التدين التزاما بالإسلام واعتصاما بأحكامه واستقامة على مبادئه خير كله. هذا أمر بين يكفي المؤمن أن يتلو القرآن الكريم ليرى ذلك الاحتفال الكبير بالخير وأهله، وذلك الاهتمام الكبير بالترغيب في الخير وفعله.

وهذه آية واحدة ترسم للمسلم سبيله ومنهجه، يقول فيها الحق سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا، واعبدوا ربكم، وافعلوا الخير لعلكم تفلحون} فالخير هو منهج الإسلام، وشيوع الخير وغلبته هو مقصد الإسلام، وفعل الخير هو واجب المسلم، والمقصود بقوله تعالى: {وافعلوا الخير} الأمر بكل خير، مع هذه العبادات، من الإحسان إلى الناس بالقول والعمل، ومن الحكم بين الناس بالعدل، ومن أداء الأمانات إلى أهلها.

. إلى غير ذلك مما هو خير وحسن، ومعروف. وهذه الآية الكريمة ذكرت الواجبات من الأخص إلى الأعم: فقوله تعالى: {اركعوا واسجدوا} المقصود به الصلاة التي هي أم العبادات وركن الدين وعماده، ثم جاء الأمر بالعبادة في شمولها وهي أعم من الصلاة، ثم جاء الأمر بفعل الخير وهذا أعم من الصلاة والعبادة. وهذه معالم سبيل الفلاح: العبادة تصل المسلم بالله سبحانه؛ فتقوم حياته على قاعدة العبودية.

وفعل الخير يؤدي به إلى استقامة سلوكه وخُلقه على قاعدة من الإيمان، وفي هذا الترتيب البديع إشارة مهمة تؤكد المعنى العظيم من معاني التدين الذي نحن بصدد الكلام عليه، وهو أن التدين يبدأ من العبادة صلاة وغيرها كعماد وأساس ويصل إلى فعل الخير، أي أن العبودية الحقة لله عز وجل لا أن تظهر آثارها على المتدين سعيا في الخير وتسابق في الخيرات.
وهذا ما يؤكده الحبيب المصطفى سيد المتدينين وإمامهم وقدوتهم صلّى الله عليه وسلم حيث يقول: «إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير؛ فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه» رواه ابن ماجه وغيره؛ فالمتدين الصادق هو من يكون مفتاحا للخير حيثما حل وحيثما ارتحل، يمشي في ركاب الخير ويمشي الخير في ركابه. بل إن الإسلام لا يرضى ممن رضيه دينا إلا المسارعة والمسابقة في الخير، يقول الله تبارك وتعالى: {ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير}، {يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين}، {..إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنَا خاشعين}.

ومن المعلوم بداهة أنه لا يسارع في الخيرات ولا يسابق فيها إلا من كان من أهل الخير متشبعا بمعانيه، والمراد من ترغيب المسلم في التسابق إلى الخير والمسارعة إليه هو أن يحرص على بلوغ أعلى رتبة ممكنة في الخير كما يبينه قول الإمام ابن باديس رحمه الله وأعلى مقامه: “طلب الرتب العليا، في الخير والكمال، والسبق إليها والتقدم فيها مما يدعونا إليه الله، ويرغبنا بمثل هذه الآية فيه كما قال تعالى: {فاستبقوا الخيرات} لأن طلب الكمال كمال؛ ولأن من كانت غايته الرتب العليا إن لم يصل إلى أعلاها لم ينحط عن أدناها، وإن لم يساو أهلها لم يبعد عنهم. ومن لم يطلب الكمال بقي في النقص، ومن لم تكن له غاية سامية قصر في السعي وتوانى في العمل، فالمؤمن يطلب أسمى الغايات حتى إذا لم يصل لم يبعد، وحتى يكون في مظنة الوصول بصحة القصد وصدق النية”.
وعليه؛ فالمتدين الأصل فيه أن يكون من أهل الخير، يشع الخير في أفعاله، ويشع الخير في أقواله، ويشع الخير في سلوكه، ويشع الخير في حياته كلها.

*إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة

المصدر: الخبر

كلمات دلالية: فی الخیر الخیر فی

إقرأ أيضاً:

وما ذنب المساجد تحرقونها وتمنعوا الناس الصلاة فيها ؟!!

وما ذنب المساجد تحرقونها وتمنعوا الناس الصلاة فيها ؟!!
مسجد بحري الكبير الذي كان عامرا بالمصلين، حرقوا المسجد ودمروها وكانهم جاء لتدمير المساجد، حريق كامل داخل المسجد وبالرغم من ذلك نجد ان المصاحف لم تحترق ليريهم عجائب قدرته، في انه يحفظ من يشاء ويعذب من يشاء، ومع كل ذلك يطلب مستشارهم عمران عبدالله يطلب من افراد الميليشيا ان يصلوا الصبح حاضر ويسألوا الله ان يحفظهم، والله كتب في كتابه المسطور ان الله لا يهدي القوم المجرمين والظالمين وما في أظلم عند الاه ممن يخرب المساجد ويمنع الناس من اداء الشعائر (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم) وان شاء الله ما سترونه من الجيش لا يسوى شئ مما سترونه من الله.

د. عنتر حسن

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • إنّا على العهد إلى شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله ورفاقه العظماء
  • شاهد / وزير الاعلام شرف الدين يبكي السيد حسن نصر الله
  • مفتي تنزانيا يشيد بجهود المملكة لخدمة الإسلام والمسلمين بالعالم
  • هل راية داعش السوداء هي نفسها التي كان يرفعها النبي؟.. «مرصد الأزهر» يوضح الحقيقة «فيديو»
  • وما ذنب المساجد تحرقونها وتمنعوا الناس الصلاة فيها ؟!!
  • مدير أوقاف الغربية: العمل التطوعي يسهم في التواصل الإيجابي بين أفراد المجتمع
  • ما يجب فعله قبل الفجر بساعة؟.. 7 أعمال تجمع لك الخيرات كلها
  • 4 ركعات في ثالث جمعة من شعبان.. مفاتيح للفرج وتمحو الخطايا وأفضل توبة قبل رمضان
  • دعاء الجمعة الثالثة من شعبان.. ردده يصب عليك الخير صباً ويفتح الأبواب المغلقة
  • هل يجوز قضاء الصلاة عن الأم أو الأب المقصرين؟ أمين الفتوى يوضح