الثورة نت:
2025-04-10@21:50:35 GMT

الخطاب الباليستي للرئيس المشاط

تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT

 

في كلمته من محافظة عمران أرسل الرئيس المشاط رسائله بمختلف الاتجاهات، وبعد أن حيا أبناء المحافظة العزيزة، وشكر جهودهم المشهودة في التصدي للعدوان، ومشاركتهم الفاعلة في الذود عن الدين والوطن، كشف الرئيس عن إنجازات جديدة على المستوى العسكري، وفاضحاً مخططات السفارة الأمريكية ضد بلادنا على المستويات الإعلامية والتنظيمية والحقوقية وغيرها.


في الحقيقة كانت كل فقرات هذا الخطاب مهمة، وبحاجة للحديث عنها بشكل مستقل، بدءا بالتجربة الصاروخية في البحر الأحمر، وهي تجربة حسب الرئيس ناجحة وبأفضل التقنيات التي تم التوصل إليها، وهنا يضع العدو ألف خط، وهو الذي يرصد بالتأكيد التجارب الصاروخية ويحسب لها ألف حساب، وسابقا كان الرئيس قد كشف عن صواريخ ارض بحر دقيقة في الإصابة وتتبع الأهداف المتحركة، وتصل إلى نقطة في المياه اليمنية، بل في البحر الأحمر، وصولاً إلى أبعد نقطة فيه.
هذه التجربة تقول إن القوات المسلحة اليمنية، لم تذهب مع إقرار الهدنة وما تلاها من خفض التصعيد إلى الراحة ولم تخلد إلى النوم، بل ظلت يقظة متحفزة، وبالذات في مجال التصنيع العسكري، والتطوير الحربي، لتمسك بزمام الأمور في أي تصعيد قادم، سواء بدأه العدو، أو جاء رداً على المماطلة الخبيثة لقوى العدوان في تنفيذ استحقاقات السلام الأساسية والمتعلقة بالملفات الإنسانية، ورفع الحصار وفتح المطار والموانئ وتسليم رواتب الموظفين وإطلاق الأسرى.
استخدام أحدث التقنيات في التجربة الصاروخية يعني أن الاستعدادات أكبر مما يتخيله العدو، وحديث الرئيس أنها أربكت القوى الأجنبية في البحر الأحمر، هذا يعني دقة رصد العدو وردود فعله إزاء هذه التجارب، وفي مرات سابقة وتجارب صاروخية بحرية، كان العدو عبر الوسطاء يسأل عما يجري، فيتم وضعهم في صورة أنها تجارب صاروخية ببساطة، اليمن لن تغمض عينيها عن مؤامرات الأعداء، ولن تتوقف عن تطوير قدراتها العسكرية.
في السياق العسكري أيضاً، كشف الرئيس المشاط عن معركة بحرية دارت في الأيام الماضية ضمن معادلة منع نهب الثروة، بالتحديد في سواحل عدن على خليج عدن، هناك حيث وصلت اليد الطولى للقوات المسلحة، بالطائرات المسيّرة، والصواريخ، ومنعت سفن اللصوص من مواصلة نهب الثروات الغازية، وتم إبلاغ الشركة المالكة لسفينتي سينمار جين، وبوليفار، أنه سيتم ضربها إذا حاولت الدخول لنهب الغاز اليمني، وكانت التحذيرات جدية، لتضع التحذيرات حداً لأربع محاولات باءت كلها بالفشل، وانتهت بمنعهات من الوصول إلى ميناء عدن، وهذه رسالة لكل من تسول له نفسه أن يواصل نهب خيرات بلدنا في ظل انقطاع رواتب الشعب، ومنعه من الحصول على أبسط الخدمات، وتحويل ثرواته النفطية والغازية، لتامين سبل العيش الكريم.
هنا نقطة مهمة جدا، يتم المرور عليها عادة مرور الكرام، وهي أن معادلة نهب الثروة، وإن كانت معادلة داخلية، إلا أنه يمكن أن تتطور لتصبح إقليمية، لمنع الأعداء من الاستفادة من ثرواتهم، حتى ينعم شعبنا بثرواته، وقد كان السيد القائد عبدالملك الحوثي واضحاً عندما حذر الرياض، بمعادلة نيوم والاستثمارات الاقتصادية مقابل عيش كريم لشعبنا، ووقف معاناته، ويمكن أن تدخل حيز التنفيذ في أي لحظة، ولا يوجد ما يمنعها أو يقف بوجهها. والأمر ليس مزحة!!!
أمام هذه المعطيات وما تضمنته من رسائل، فإن البلاد تدخل فعلياً في مرحلة جديدة، ويجب على السعودية والإمارات أن تعي جيدا طبيعة هذه التحذيرات، وجديتها، وإمكانيتها أيضاً، فلن تنفعها واشنطن عندما تصل النيران إلى مرتكزات الاقتصادات الهشة لديها. وقد أعذر من أنذر.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ليت بعض القادة والساسة.. ينتبهون لما يقولون

بسم الله الرحمن الرحيم
══════❁✿❁═════
ليت بعض القادة والساسة
ينتبهون لما يقولون
══════❁✿❁═════
الحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وآله وصحبه، وبعد:
✍️ فقد سبق أن كتبت مقالة بعنوان: “تصريحات بعض الساسة وضبط الخطاب”، وذكرت بأن الذين ينادون بضبط الخطاب الدعوي وينسون الخطاب السياسي وغيره من أنواع الخطاب دعوتهم قاصرة بل متهمة، والحقيقة أن الجميع مُطالَب بضبط خطابه، ولا زال بعض القادة والساسةص يتمادون في الخطاب غير المنضبط؛ الأمر الذي قد يعيق سير المعركة، ويؤثر على استمرار التوافق والوحدة القائمة، وقد وقفت على بعض المخاطبات، ولي في ذلك بعض الملاحظات أسوقها نموذجًا، وقصدي النصح والتحذير، والمعالجة والاستدراك، فأقول وبالله التوفيق:
▫️أولًا: من المنح التي حوتها المحنة التي حلت ببلادنا في طياتها توحد عامة أهل السودان في محاربة العدو والدفاع عن السودان، وهذا أمر محمود، وددنا أن يتخذه أهل السودان منطلقًا لوحدة تامة، وأن ينبذوا العنصريات والقبليات والجهويات، وأن يحافظوا على وحدة بلادهم ويسعوا لإزالة الحواجز التي وضعها الأعداء بينهم؛ ليعيشوا في بلد واحد، يسوده العدل والقانون، يقوم كل بواجبه، وينال حقوقه دون تمييز.
⚠️ ومن الواضح أن المشوار لا زال طويلًا، والمؤامرة كبيرة، والموقف في غاية الحساسية، والمرحلة حرجة، وهي بحاجة إلى قادة يتميزون بالحكمة، والعقل، والنزاهة، والكفاءة، لنحافظ على هذا الاصطفاف التاريخي لمصلحة البلاد بأسرها، لا لتحقيق مصالح شخصية أو جهوية أو قبلية، ولنجعل من هذه الوحدة القائمة وحدة حقيقية دائمة، ولنحذر من أن نكون كالذين قال الله سبحانه فيهم: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} [الحشر: ١٤].
▫️ثانيًا: تعدد المخاطبات من أكثر من شخصية في قيادة الدولة أمر يعد ظاهرة غريبة غير معهودة في الأعراف السياسية؛ لأنها تشير إلى نوع خلل، وعدم توافق، وتعدد مصادر القرار، وقد عهدنا هذه الظاهرة في بلادنا لأول مرة بعد بروز (محمد حمدان دقلو) في قيادة الدولة، فكان لا يكتفي بمخاطبات رئيس مجلس السيادة حتى يوازيه بمخاطبة مماثلة، مما يُشعِر الناس أنهم في ظل دولتين متوازيتين، وللأسف يمارس هذا السلوك بعض القادة الآن، مع أنه ليس هناك داع عقلًا، ولا يقتضي ذلك نظام أن يقدم رئيس مجلس السيادة خطابًا للشعب السوداني، ثم تتلوه مخاطبات أخرى من قادة آخرين يرأسهم رئيس مجلس السيادة سياسيًا وعسكريًا.
⛔ وقد يتحجج بعضهم أنه ثمت مناسبة لتكرار الخطاب من قيادات أخرى!
???? أقول: قد يتطلب الأمر شيئًا من ذلك لكن بشرطين:
???? الأول: ألا يكون ذلك عادة راتبة، ونظامًا متبعًا، وإنما يكون أحيانا عندما يوجد المقتضي.
???? والثاني: ألا يناقض خطابه خطاب رئيس مجلس السيادة، وإلا لكنا أمامج حكومة فيها شركاء متشاكسون، ولا يمكن لحكم أن يستقيم على هذا النحو، بل الواقع أن بعض التصريحات تتضمن نقدًا واضحًا لرئيس مجلس السيادة أمام الإعلام وعلى الهواء، وبعبارات فيها نوع تطاول وتوجيه، وهذا أمر في غاية الخطورة، ويعيد إلى الذاكرة ما كان يصدر من أبناء (دقلو -حميدتي وعبد الرحيم-) قبل الحرب، والله المستعان.
▫️ثالثًا: واضح أن عددًا من الخطابات في هذه الأيام غير منضبطة، وتحوي في طياتها رسائل توحي بإشكالات وتعقيدات، بل لا تخلو من إثارة، وإشارات بعضها عنصري، وبعضها فوقي، وقد تتضمن نوعًا من التهديد والتحدي، ومثل هذه الخطابات يعجب المرء من صدورها من شركاء الحكم، وهي خطابات بالغة الضرر، ومن شأنها أن تثير شكوكًا وظنونًا وعدم ارتياح في أوساط عامة الشعب غير الأتباع، وردود أفعال قد لا تنضبط أيضًا.
⛔ وبعض تلك الكلمات تشعر بأن المتكلم يمتلك الشرعية والأحقية أكثر من غيره، ولا أدري من أين جاء هذا الإحساس الغريب؟
▫️رابعًا: من تلك التصريحات الغريبة المريبة قول بعضهم: “نحن موجودون منذ سبع وعشرين ألف سنة وموجودون في التوراة والإنجيل والقرآن”:
???? وبغض النظر عن صحة ادعاء هذا العدد؛ إذ المشهور أن عمر الحياة البشرية على كوكب الأرض ما بين ستة إلى عشرة آلاف، وكذلك بصرف النظر عن ادعاء الوجود في الكتب السماوية، لكن الذي يهمنا هنا: ما مقصود المتكلم بقوله: (نحن)؟ هذا الضمير عائد إلى من؟ وما المغزى والمقصود من ذكر هذا التاريخ المجهول الذي لا يقوم على أساس؟ فهل يعني بقوله (نحن) السودانيين؟ وهل هناك قومية أو شعوبية اسمها (السودانيون)؟ وإن كان هذا قصده فمن هم السودانيون؟ هل هم قبيلة وعرق، أم شعب تجمعه حدود سياسية؟ ثم لماذا يتجاهل حقيقتين لا مراء فيهما:
???? الأولى: غالب السودانيين (مسلمون)، إذ تفوق نسبتهم (٩٨%) من السكان، فهم أغلبية، وتاريخ الإسلام معلوم محدد بأرقام قطعية منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم نحو (1414م) عاماً بالميلادي، وبالتقويم الهجري نحو (١٤٥٨) عامًا قمريًا.
هذه حقيقة لا يمكن لأحد أن يحاول طمسها بمجرد ترهات؛ فهو كالذي يريد حجب الشمس بيده.
???? الحقيقة الثانية: أن جميع الأرض التي تسمى السودان وفق الحدود السياسية الحديثة، يطلق على سكانها اليوم لفظ (السودانيين)، وهذه الرقعة الجغرافية بدأت تتشكل منذ الممالك النوبية الثلاثة: (نوباتيا)، و(المقرة) و(علوة) وهي ممالك نصرانية، والمتحدث ليس نوبيًا ولا نصرانيًا، والقبائل النوبية تمثل نسبة كبيرة من سكان السودان الحديث، ولما جاء الإسلام دخلوا فيه وصاروا مسلمين، وامتزجوا مع الإثنيات العربية، وغيرها من القوميات التي جمعها الإسلام والبلد، ونشأت الممالك الإسلامية: (سلطنة سنار) و(سلطنة دارفور)، وغيرها من المالك، ثم جاءت المهدية، وأعقبها الاحتلال البريطاني والذي انتهى بالاستقلال عام (1956م)، وتعاقبت على السودان السياسي الحديث حكومات محلية إلى هذه الساعة، وهذا تاريخ معلوم لا داعي إلى التشويش والتدليس لأغراض خفية.
▫️خامسًا: ومن تلك التصريحات قول بعضهم: “إنه لولا فصيله العسكري لما تحررت مدني ولا الخرطوم ولا سنجة ولا الناس وصلت الأبيض، وأنهم لا يقاتلون من أجل الجلابة بل من أجل بلدهم وأطفالهم ونسائهم… إلخ”.
???? هذا خطاب غير منضبط، وغير واقعي، بل إن الواقع أنه لولا لطف الله أولًا، ثم ثبات أبطال القوات المسلحة، ومن بعدها هبة أبطال هذا الشعب من معاشيين، ومتقاعدين، ومستنفرين، وكتائب لما تحررت المناطق المذكورة، بل لما ظلت الفاشر ثابتة حتى الآن، بدليل أن قوات المتكلم ظلت محايدةً متفرجةً طيلة تسعة أشهر لم تشارك بشيء البتة في معركة الكرامة، فكيف ينسب إليها كل هذا الفضل؟
هذا قول مجاف للعدل والحقيقة.
نعم القوات المعنية لها دور مشكور وجهد واضح بعد أن انحازت للقوات المسلحة، أما أن تُجعَل صاحبة الفضل دون غيرها فهذا قول مجاف للحقيقة ولا داعي لذكره أصلًا.
أما كونهم يحمون بلادهم إلخ، ولا يحمون الجلابة، فتلك جملة وإن قصد بها الرد على المليشيا، إلا أنه لم يوفق في ذكرها لما تعطيه من إحساس بالمفاصلة والمباينة، وكأن (الجلابة) ليس من ضمن أهل هذه البلاد التي يدافع عنها.
والأمثلة في هذا كثيرة والمقصود التنبيه، والتذكير، وضرورة التعقل وتوخي الحكمة، وتجاوز الحزبيات الضيقة، والانضباط في التصريحات والكلمات، واحترام هذا الشعب المكلوم، والعمل على تحقيق وحدة أساسية، وترك العنصرية لجهة أو قبيلة، بل شعب واحد وجيش واحد، يجمعهم الدين الجامع والبلد الواسع، وبالله التوفيق.
___
نشر بتاريخ: ١٠ شوال ١٤٤٦هـ، الموافق 2025/34/8م
════════❁══════
فضيلة الشيخ الدكتور: حسن أحمد الهواري حفظه الله

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ناشيونال إنترست: اليمنيون يفرضون معادلة بحرية جديدة والبحرية الأمريكية منهكة وغير قادرة على المواجهة
  • الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الشيخ أحمد صالح ربيد
  • “الصليب الأحمر”: جريمة قتل المسعفين يجب أن تكون نقطة تحول في الحرب
  • ليت بعض القادة والساسة.. ينتبهون لما يقولون
  • الهلال الأحمر: زيارة الرئيس السيسي وماكرون للمركز اللوجيستي في العريش تاريخية
  • رداً على فتاوى التخذيل .. الجهاد إيمان وعزيمة لا ميزان قوى، أو معادلة رياضية تقاس بعدد الدبابات والطائرات
  • الرئيس اللبناني: الانتهاكات الصهيونية تُهدد الاستقرار في جنوب لبنان
  • هيئة مقاومة الجدار الفلسطينية تدعم صمود تجمع الرأس الأحمر في الأغوار بالخيام ومولد كهرباء
  • بعد حسم المارد الأحمر اللقب.. الأهلي يصطدم بالزمالك في ختام دوري محترفي اليد
  • الرئيس المشاط يعزي في وفاة الشيخ عبدالناصر سرحان الكمالي